القسم الاول :
محاولة مقاربة لفهم أستاذ متغاير !!
مقدمة لابد منها
كما رحلت الطيور في مواسمها الخريفية ، وطارت اللقالق من اعشاش القباب الموصلية ، رحل استاذنا وصديقنا وزميلنا الدكتور عمر الطالب رحلة أبدية لن تعود .. رحل وهو في وحدته كالتي تعّود عليها وأحبها في حياته .. رحل وهو يصارع المرض على فراشه في مدينته الموصل التي احبها حّبا جما في عزّ ايامها السالفة ، وفي وحشتها القاتلة اليوم .. رحل ذلك المثقف المتمّيز المتغاير الذي لم يحبّ شيئا في حياته مثل حبه للكتاب ، وعشقه للادب ، وانغماره بالقصّ ونقده ، وولعه بالمسرح وتاريخه ، وانجذابه للسينما ومفرداتها .. رحل ذلك الانسان الذي كانت له فلسفته الخاصة في الحياة ، ولم يكن يهمه الاخر بقدر ما تهمه شخصيته وافكاره وتقلباته .. رحل الاستاذ المحاضر الذي تربّت عدة اجيال على يديه ، ويعترف الجميع بمقدرته الرائعة في فن الالقاء والمحادثة والمشافهة والتدريس والمجادلة .. كان استاذا محاضرا لا يبارى ينجذب اليه السامع انجذابا ، ولا يمّل ابدا الاستماع اليه والى تصويراته الجميلة وتعليقاته الساخرة وسرعة بديهيته .. رحل من كان يصّور الاشياء على حقيقتها بلا اية رتوش ، ويسترسل في التشبيهات والمقارنات لاكمال الصورة مهما كانت من القوة وثقل الكلمات .. رحل من كانت له تعابيره الخاصة ونقداته الشفوية اللاذعة ..
لقد عرفته مدينة الموصل استاذا حاذقا له مهارته وشهرته سواء في الثانوية المركزية ام في ردهات الجامعة . لقد رحل الاستاذ الدكتور عمر الطالب في المستشفى وحيدا ، كئيبا ، وهو يعاني من الالم والظلمة الا من ضوء شموع بيضاء تحترق .. رحل وهو وحيد من دون زوج ولا ام ولا ولد ولا اي صديق او رفيق درب ! رحل هذا الرجل الاستثناء المغاير بلا وداع للكثيرين الذين عرفوه وأحبوه في القرن العشرين ، فمنهم من مات او قتل ، ومنهم من هاجر وارتحل ، ومنهم من بقي ملازما بيته خوف جحيم الدم والانفجار والقتل .. رحل وهو أحد الذين ساهموا في تأسيس جامعة الموصل .. وقد قرأت قبل قليل في موقع ( عراقيون ) ما كتبه قريبه الصديق الاستاذ بسام أدريس الجلبي في مقال له بعنوان ( جامعة الموصل .. تأكل شيوخها ) مضمنا اياه عتابه الشديد وهو ينتقد الجامعة التي لم تحفل أبدا برحيل الاستاذ عمر الطالب ومن قبله باربعة اسابيع رحيل الاستاذ عبد المنعم رشاد .. وهذه مشكلة البعض من ابناء مدينة الموصل يا عزيزي بسام ، ان بعضهم يأكل بعضهم الاخر حيا او ميتا .. انهم ينطلقون من زوايا شخصية وتافهة في تقييم الناس .. ان رجلا خدم الحياة الادبية والفكرية والاكاديمية علينا ان نكرمّه ونحترمه بغضّ النظر عن موقفه او اسلوبه او اجتهاده .. وبغّض النظر عن طبيعة علاقتنا به ، ومهما كانت شخصيته واسلوبه مخالفة في الحياة ومهما كان يحمل من افكار سياسية او فلسفية متنوعة قد لا تجاري كل الانغلاقات .. ان مدينتنا العزيزة يا ابناء الموصل تمر اليوم بمرحلة صعبة وشديدة وهي على مفترق طرق في التاريخ ، فينبغي على ابنائها ان يتناسوا كل عنعناتهم ومواقفهم وسفسطاتهم وأقاويلهم .. ويبلوا بلاء حسنا في المودة والوفاء والاحسان في ما بينهم جميعا من دون استثناء استعدادا للقادم من الزمن الصعب .
ماذا اقول عن عمر الطالب ؟
رحل الاستاذ عمر الطالب يوم 21 مايس / أيار 2008 ، وهو يعاني من مرض لم يسعفه فيه أحد . ولقد تألمت جدا على رحيله ، بل وقد احزنني الحدث ليس لمعرفتي القوية به منذ قرابة اربعين سنة ، بل لأن لي اقوى تاريخ ادبي وجدالي حيوي مباشر ومواقف نقدية ساخنة معه بالذات .. تلك التي يعلمها من عايشها من الاصدقاء والاساتذة في العام 1970 – 1971 بجامعة الموصل ، وساختصر على اهمها في القسم الثاني من هذا المقال نظرا لاهميتها ووفاء مني للرجل ، ولكي احكي للناس بهذه المناسبة قصة افتراق محزن بين طالب مثلي في الصف الاول من الكلية ، لم يكن يتجاوز عمره 18 سنة وبين استاذ مثل عمر الطالب وكان قد تجاوز عمره الاربعين سنة . كيف افترقنا والخصومة شديدة بيننا وكيف عدنا وغدونا نحمل اسمى صداقة وروعة ذكرى ؟ انها رجعة التقاء رائع بين زميلين يعرف احدهما الاخر ، بل ان ما يسّر حقا تحّول ذلك الافتراق والخصام الى عرى صداقة بين مثقفين اثنين تبادلنا التفكير ، والذكريات ، واحاديث الادب ، وتناقضات المجتمع ، وقيمة الشخوص ، وفلسفة الحياة والمرأة ،وجماليات السينما . كّنا قد تبادلنا القسوة ، فلقد تصافينا بعد طول غياب . ولقد اكبرت فيه تلك الروح الوقادّة التي لازمته في اكثر لقاءاتنا ، خصوصا عندما كان سكناي بالموصل قريبا من سكناه .. وطوال السنوات الاخيرة وانا بعيد عن العراق ، كم كنت في شوق لرؤيته حتى الايام الاخيرة من حياته .
وأنني اذ اكتب عن الرجل وقد رحل اليوم رحلته النهائية ، لا ادري ابدا ما سر الضجة التي اثيرت ضده في الموصل وضد الذي كتبه في موسوعة اعلام الموصل التي اصدرها قبيل وفاته .. وسواء ذكر فلان او لم يذكر علان ، فتاريخ الثقافة لا يمكن ان يحتكره كتاب واحد او مرجع واحد .. فالمؤلف حرّ في ما يكتب او ينشر .. ان الانطباع الذي كان يحمله عّن الاخرين في مجتمع تتفاقم فيه التناقضات وتكاد تنعدم منه التوازنات وقد كبلته في السنوات الاخيرة كل الانغلاقات لا يمكن ان تحجب الرؤية عن رجل مثقف قدّم الكثير ، وسواء اصاب ام اخطأ .. فان ذلك لا يهمني ابدا ، اذ لابد ان يقف الجميع وقفة واحدة موحّدة ازاء هذا الرجل الراحل وازاء كل رجالنا ومبدعينا وكّتابنا وصحافيينا ومفكرينا في حياتهم او بعد رحيلهم.. وعلينا نحن ابناء هذه ” المدينة ” العظيمة ان نكون اصفياء وانقياء وصرحاء وكرماء مع بعضنا بعضا .. وان نفخر برجالاتنا ونسوتنا الذين ولدوا وعاشوا او هاجروا ورحلوا على امتداد القرن العشرين بدل النيل منهم وتهميشهم وتناسي افضالهم ليس على المدينة ، بل في تاريخ البلاد كلها !
علينا ان نحتفي برموزنا وشخصياتنا مهما كانت اتجاهاتهم وافكارهم ودياناتهم وفلسفاتهم في الحياة ! علينا ان نعرف كم انجبت هذه ” المدينة ” من ادباء وعلماء ومبدعين وسياسيين وصحافيين وقضاة ونقاد وفنانين وتشكيليين ورجال دولة واكاديميين وفقهاء وزعماء دينيين .. بغض النظر عن تباين المواقف الفكرية واختلاف المنابت الاجتماعية والانتماءات المحلية وصراع النزعات الايديولوجية والسياسية . لقد التحق عمر الطالب بقوافل الراحلين الذين سبقوه من رموز النهضة في مدينة الموصل .. فهل ستوفي الاجيال الجديدة حقوق من مضى ورحل ؟ ام سيناله التناسي والنسيان كما نال الغير من قبله من تجاهل ونسيان ، اولئك الذين خدموا وبرزوا كّل من موقعه في القرنين السابقين التاسع عشر والعشرين ؟
نبذة عن حياته
ولد عمر محمد الطالب في عائلة موصلية معروفة تدعى بالطوالب الذين سكنوا مع طولاتهم وخيولهم في شمال المدينة القديمة ، وذلك في العام 1930 ( برواية المرحومة السيدة أم فلك ، صفّية الطالب زوجة خاله المرحوم نوح الجلبي ) ، وكان والده يعمل بتجارة الخيول كعادة ابناء عائلته ، وقد افتقد عمر والده منذ طفولته ، وكان وحيد امه ، فكان مدللّها وتخشى عليه كثيرا فغدت بالنسبة له ابا واما وصديقا ، وعاش منذ طفولته في منطقة الطوالب ، ولكنه كان يحيا العزلة منذ طفولته ، وكان يميل الى آل أمه من بيت الجلبي ، وهي اسرة معروفة وقديمة كان احد ابرز رجالاتها الدكتور الطبيب الشهير داود الجلبي ، وهو مؤلف ومؤرخ ومحقق واحد اعضاء مجلس الاعيان وكان صاحب اشهر مكتبة شخصية في المدينة .. لقد عاش عمر الطالب برعاية خاله الراحل نوح الجلبي الذي وقف الى جانب اخته في محنتها .. انهى عمر دراسته بتفوق في مدارس الموصل ، ثم اكمل دراسته في دار المعلمين العالية ببغداد ، وانتسب ايضا الى كلية الحقوق ليدرس فيها بالمراسلة فيؤدي امتحاناته بين هذه وتلك ، كما كان قد حدثّني .. ونال في العام 1953 شهادة الدار في اللغة العربية وآدابها ، ثم الحق بها شهادة في الحقوق ، لكنه لم يمارس القانون ابدا ، اذ كان يعشق التدريس عشقا كبيرا .. بل وبقي اعزبا طوال حياته ، اذ ظّل وحيدا بعد وفاة امه وخاله نوح ، ولكن داره بقيت ملاصقة لدار خاله حتى الان .. والكائنة في شارع جامع الشبخون بمنطقة الدواسة الجنوبية.
بعد حصوله على الباكالوريوس ، عمل في التدريس في الثانوية المركزية بالموصل طوال الخمسينيات وبّز بقية زملائه منذ بداياته باسلوبه في التعليم وفن القائه وروعة تعابيره .. ذهب الى مصر لاكمال دراسته العليا ، فحصل على شهادة الماجستير وشهادة الدكتوراه في كلية الاداب بجامعة عين شمس عام 1967 ، وعاد ليشارك بتأسيس هيئة علوم الانسانيات بجامعة الموصل في العام نفسه ، وهي الهيئة التي تحّولت بعد ذلك الى كلية الاداب التي وقف على رأس عمادتها استاذنا الدكتور عبد المنعم رشاد ـ رحمه الله ـ ، وبقي الاستاذ الطالب رئيسا لقسم اللغة العربية حتى اقصائه من منصبه في العام الدراسي 1970 – 1971 بسبب الضجة التي أثارها ضده الاستاذ الدكتور عبد الاله احمد ـ رحمه الله ـ من جامعة بغداد متهما الدكتور عمر بالتجاوز على اطروحته للماجستير ، وعبثا حاول عمر الطالب الدفاع عن نفسه ، اذ صدر قرار بتخفيض درجته العلمية من استاذ مساعد الى مدرس وتجميد حصوله على الاستاذية ، وكانت تلك صدمة قّضت مضجعه طويلا ، وتحّملها بشجاعة كبيرة .. اذ لم تعّدل درجته العلمية الا في الثمانينيات ، كما سمعت ، لينال الاستاذية بعدئذ . نّصب بعد ذلك رئيسا لقسم اللغة العربية في كلية التربية ، ولكنه انتدب للتدريس في كلية الاداب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في المغرب عند تأسيسها ولاربع سنوات بين 1984- 1988 ، وكنت قد التقيت به لأكثر من مرة في الرباط والدار البيضاء بالمغرب عندما كنت استاذا محاضرا في كل من جامعة وهران بالجزائر وكلية آداب منوبة بالجامعة التونسية بين 1982- 1986 .. وهناك زال الجفاء الذي كان بيننا ، وغدونا من اعز الاصدقاء .
محاولة للتغلغل في شخصيته
قضي الاستاذ عمر الطالب في التدريس بمدينة الموصل اكثر من نصف قرن بحيث مرّت عليه قوافل متنوعة من التلاميذ والطلبة ، وخبر المجتمع خبرة العارف ، وقد عرفه الجميع بمقدرته العليا في التربية والتعليم ، ولم يقتصر درسه على الادب العربي والنقد الادبي الحديثين ، بل يذكر انه دّرس الاقتصاد عندما كانت الحاجة ماسة الى مدرس له في الثانوية التي كان مدرّسا فيها قبل انتقاله الى الجامعة ، فنجح في ذلك بشهادة كل طلبته القدماء.. وفي الجامعة التي خدمها طويلا ، كان يواظب على الدوام منذ الصباح الباكر حتى لما بعد الظهر ، وترأس قسم اللغة العربية في كلية الاداب لأكثر من مرة.
كان الراحل الاستاذ عمر يعشق الوحدة والتأمل ، يمشي طويلا لوحده رفقة كتابه ، يقرأ لوحده ، يكتب لوحده ، يأكل لوحده .. يتنزه لوحده ، ويعتني بشعر رأسه وتسريحته الغريبة لوحده .. يذهب للسينما لوحده ولكن له اصدقاء قلائل يعودونه دوما دون ان يعود احدا .. كانت الوحدة بالنسبة اليه شيئا رائعا ، ولكن بنفس الوقت لم يكن يحب ان يبقى معزولا من الاخرين .. كان يعشق الاخرين عندما يهتمون به وخصوصا اولئك الادباء الشباب الذين يرى فيهم مستقبلا وضيئا ، اذ كان يتردد عليه العديد من الادباء والشعراء الشباب يجلسون عنده ، ويستمعون اليه ، وليس لأحدهم اللغة والتجربة والاداة لمجادلته ، فقد كان مجادلا لا يبارى .. قلت له يوما : الا تعتقد ان شخصيتك فيها اي نوع من الغرابة ؟ قال : بل قل كل الغرابة يا سيّار ، وهذا ما يميزني في مثل هذا المجتمع .. انني لست كبقية الناس ! وكثيرا ما حدّثني عنه اعز اصدقائه عمّي الاستاذ طالب علي الجميل خريج الفلسفة بجدارة وكان رفيق صباه وزميل دراسة له ببغداد وشريكا له في التطلع والحداثة والمسرح .. ان عمرا كان يريد ان يرتفع عن زيف المجتمع واكاذيبه وتناقضاته ! كانت له رؤيته الخاصة للحياة والمرأة والانسان والثقافة .. كانت له القدرة لو عاش في مجتمع منفتح وحر ان يعّري الاشياء تماما عن اصدائها ، ويفصح تماما عن تناقضات الحياة بالرغم من حمله لبعضها عن قناعة تامة ، اذا وجد من يرتاح له يذهب بعيدا جدا في توصيفاته الساخرة حتى وان كانت بلغة منفتحة بلا اية حدود ..
ولم يكن لاستاذنا الراحل اي انتماء سياسي محدد في مدينته او على مستوى بلده وكانت قد راجت على امتداد زمنه ، وخصوصا في مدينته الموصل : الشيوعية والراديكالية واقصى اليسار في الصراع ضد القومية واقصى الناصرية والبعث واقصى اليمين .. لكنه كان يؤمن بالتقدمية والحداثة كما كنت اعرفه ، وقد قرأت في يوم من الايام مقالة مطوّلة له عن الواقعية الاشتراكية في الادب .. ثم قرأت له مقالة من نوع آخر في الفكر القومي واصالته ، ولا ادري ان ذهب مع الذاهبين مؤخرا حول الادب الاسلامي واشكالياته . انني ومن موقع معرفتي بالرجل ، اشك جدا في حقيقة ذهابه هنا او هناك كونه صاحب كتلة واضحة من المشاعر والاحاسيس والانفعالات التي لا تستقيم والقوالب الجامدة ، وهنا حاول البقاء مستقلا ، يحاول التحرر ولم يستطع ، ويصارع التخلف ولم ينتصر .. دعوني اقول بأن عمرا هو الناقد اكثر من المبدع .. وانه المحاضر اكثر من الباحث ، وانه الفنان اكثر من المؤلف ، وانه المحدّث اللبق اكثر من المحقق المدقق .. وانه الرجل الذي كان يريد الحرية والانطلاق ، ولكنه بقي رهين المحبسين : بيئته وتربيته .. وهذا هو سر وحدته وسر شخصيته التي لم يرأف بها احد طوال حياته ، وحتى بعد مماته .
عمر الطالب مؤلفا وكاتبا
اذا كان الرجل كاتبا وقاصا مبدعا اذ كتب القص ، فهو باحث وناقد ايضا لديه العديد من الكتب والبحوث في مجال تاريخ الادب ونقد الرواية والقصة وله باع في الفن والتراث والتراجم .. ولكنني استطيع القول انه يتفوق في مشافهته على كل تحريراته . وقد علمت بأن مجلسا ادبيا يعقده كل يوم سبت في بيته ابان السنوات الاخيرة ، ويجتمع عنده العديد من مثقفي الموصل وادبائها .. ولقد سمعت انه اصدر مؤخرا موسوعة اعلام الموصل ، وهو مشروع كان يعمل عليه لسنوات طوال الصديق الاستاذ بسام الجلبي ، وهو صديقه وقريبه ، ولا ادري ماذا حّل بمشروعه . لقد رحل الدكتور عمر الطالب الذي عرفته الموصل استاذا لأكثر من جيل ، وهو علامة بارزة في تاريخ مدينة الموصل الثقافي ..
مؤلفاته كثيرة وكتاباته لا يحصى عددها مع دراسات وبحوث ومقالات منها ما اثار جدلا ونقدا عنيفا ، ومنها ما لم تترك لها اي اثر .. ناهيكم عن بعض ابداعاته في القصة القصيرة التي كان يكتبها اوقات شبابه .. وخصوصا تلك التي وقعت بيدي صدفة عند نشرها واسمها ( خمسينات اضاعها ضباب الايام ) ، ولما كتبت نقدا ادبيا عليها ونشرته في العام 1970 وكنت طالبا سنة اولى كلية الاداب ، دار جدل عنيف بيني وبينه ، اي بين طالب واستاذه انتهى بالقطيعة بعد جفوة طويلة ، ولكن علاقتي بالرجل عادت من جديد ( وسيجد القارئ الكريم تفاصيل ذلك في القسم الثاني من هذه الفصلة من ذكرياتي عنه ) ..
من مؤلفاته وكتبه المعروفة (ملامح المسرحية العربية) و (القصة القصيرة الحديثة في العراق) و( قراءة ثانية في البارودي) و (القلق والاغتراب في الشعر الجاهلي) و (الاتجاه الواقعي في الرواية العراقية) و( اثر البيئة في الحكاية الشعبية العراقية) و( أدب الأطفال في العراق) و( الحرب في القصة العراقية) و( القصة في الخليج العربي) و( نظرات في فنون الأدب )و ( منهج الدراسات الأدبية الحديثة) و (القصة القصيرة في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958) و( المسرحية العربية في العراق) و ( كاتبات القصة في العراق) و ( المسرح العربي الإسلامي) و (الرواية العربية في العراق ). وله مجاميع قصصية منها : (خمسينات أضاعها ضباب الأيام) و روايته (صراع على مشارف قلب ) ومن كتبه النقدية للمسرح (ظلال فوق الخشبة) .. وغيرها من الاعمال .
انتظر القسم الثاني من هذا ” المقال ”
www.sayyaraljamil.com
شاهد أيضاً
الأرمن العراقيون.. الخصوصيّة والجاذبيّة والأسرار الحيويّة ! -2-
الحلقة الثانية :حذاقة الصنّاع وعظمة المشاهير الشخصيات العامة الأرمنية ينقل لنا الأستاذ آرا اشجيان عن …