حوار : رناد الزعبي
في مكتبه الذي يزدحم بالكتب والاوراق والارشيفات والمحابر والاقلام واللوحات والنباتات .. التقينا الاستاذ الدكتور سيار الجميل ، وهو غني عن التعريف ، مؤرخ وناقد عربي له سمعته الواسعة التي يثريها كل يوم بالمزيد من أعماله المتميزة في التاريخ والفكر والنقد والفلسفة .. كما اثارني خطابه وتفكيره ومنهجه .. جئنا لنلتقي به برغم مشاغله وضيق وقته وسعة مسؤولياته خصوصا وانه كان قد ترأس جلسة ممتازة في ملتقى ” الرواية في الاردن ” التي نظمتها مؤخرا جامعة آل البيت الاردنية .. رحب بنا وبسرعة قال هاتوا اسئلتكم فالوقت ثمين فهذه هي ساعة قهوة الصباح ، رشفنا القهوة العربية .. وبدأ الحوار معه في ضحى يوم جميل وفي موضوع كله رؤى متنوعة في عالم جميل .. ولا يخلو من الفكاهة والنكتة والدعابة الساخرة التي تميز بها مضيفنا الدكتور الجميل ، وهو يطل من نافذته على حديقة غناء ..
عالم الرواية عند العرب .. هل ثمة مدخل في رؤيتك اليه ؟
– مثلما هو عالم الشعر له من الجمال والتميز والخصب عند العرب ، كذلك يبدو لنا عالم الرواية متنوع وجميل والذي يزداد الاهتمام به يوما بعد آخر عند العرب .. كما ويكبر الوعي به وبفائدته . اذ ثبت لدى النقاد العرب ان ثمة مبدعين متميزين تتوزعهم الارض العربية ، كما وأن الرواية العربية نجحت ووصلت الى مستوى العالمية على يد الروائي الكبير نجيب محفوظ ، وكان من قبله جبران خليل جبران قد أوصل كلماته المبدعة الى كل العالم ولم يزل يسري اسمه على الافواه .. كما وأن جيل الشباب عند نهايات القرن العشرين يكمن عنده ابداع خفي ، منه ما ظهر ومنه ما لم يظهر حتى اليوم .. وان التجربة الابداعية العربية في كتابة الرواية العربية يتوزعها مبدعون مهرة ، استطاعوا أن ينقلوها الى درجة معتبرة من التنوع في الاساليب والانماط المتعددة .
وهل من ربط بينه وبين الفكر العربي المعاصر ؟
– لقد برز كل ذلك في فضاء عربي مليىء بالهزات والتضاريس الصعبة والتحولات العنيفة ، فبرغم كل الواقع المرير الذي عاشه وما يزال يعيشه العرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .. الا أن على الفكر العربي المعاصر أن يعترف بأن هذا الواقع قد انتج عالما جميلا من الرؤى والادوات والجماليات المرتبطة بتصوير ذلك الواقع سواء من الناحية الزمنية أم المكانية ، واذا كانت الرواية في اوروبا قد ارتبطت بتحولاتها وما أحدثته من تفجيرات اجتماعية جديدة وعدة أنساق عجيبة من التفكير والرؤى والتصويرات ..
أود لو حدثتنا عن الربط بين هذا العالم الجميل وبين التحولات التي تقصدها ؟
– نعم ، الرواية العربية قد ارتبطت هي الاخرى بتحولات عربية ولكن من نوع آخر .. ولم يزل هذا العالم الروائي يتبلور عن المزيد من الاشكال والنزعات والافكار ليعبر عن رؤى من نوع غير مألوف أبدا في كل من الحياة والتفكير عند العرب .. خصوصا ونحن نعلم بأن الرواية كنمط أدبي بمفهومه المعاصر لها شراكة حيوية مع أساليب التعبير الفني الاخرى في العالم المعاصر في خاصية معينة هي انها رؤية ترفض الاحكام المسبقة والانسياق ضمن أساليب معينة تقليدية كانساق تسيطر عليها وذلك مما يخص الشكل والاسلوب ، اذ ان الرواية الحقيقية هي كشف فني عالي المستوى للتحولات التاريخية والمتغيرات الاجتماعية .. وهي العالم الحقيقي لكل الناس الذين تميزهم شخوصهم وعلاقاتهم وانكساراتهم وانتصاراتهم ورؤاهم واحلامهم وتفكيرهم ومواصفاتهم المألوفة او الغريبة .. وان موضوعها الاساسي هو صراع المبدع مع قوى أكبر منه لا لكي ينفيها بل لكي ينزلها حيث يكون .. ولعمري تلك مهمة شاقة عسيرة لا يمكن ان يتميز بها أي فنان أو اديب .. الا المبدعين الذين يحسون بقيمة الحياة والتاريخ معا .
لقد أشرت في مداخلتك في الملتقى عن ولادة طور جديد من اهتمام عربي بالرواية ؟
– صحيح ، ذلك اننا نشهد اليوم كم يزداد الاهتمام بعالم الرواية وهو عالم برغم جماله وسحره ولكنه عالم معقد وغريب الاطوار وهو مدرسة لمن يريد ان يتعلم معاني الحياة بكل تعقيداتها .. ولابد من الاهتمام به من قبل النقاد والمبدعين العرب ، وحسنا اذا تآلفت نخبة ما منهم وشخصت ليضمهم أكثر من ملتقى او مائدة مستديرة وخصوصا من قبل مؤسسات علمية وأدبية عربية معنية بهذا الشأن او مقاربة له ، ومن خلال مراقبتي لحركة الثقافة العربية اليوم ، أجد ان هناك عدة ندوات وملتقيات ومؤتمرات خاصة بالرواية العربية قد عقدت ونظمت في أكثر من جامعة او رابطة او مؤسسة اة جمعية او مكان او عاصمة او مدينة عربية خلال عامي 1999- 2000. فان دل ذلك على شيىء فانما يدل على زيادة اهتمام الثقافة العربية بفن الرواية والرواية العربية بالذات ، وهذا جانب صحي من جوانب حياة العرب الثقافية في بدايات القرن الحادي والعشرين .
وماذا عن الملتقى ؟
– يأتي ملتقى الرواية في الاردن الذي نظمه قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة آل البيت الاردنية للفترة 9-10 أيار 2000وفي رحاب الجامعة واحدا من تلك الملتقيات ، ولابد من الثناء على جهود اللجنة التحضيرية له وعلى رأسها الصديقين الرائعين الناقد الدكتور شكري الماضي والاديبة الدكتورة هند أبو الشعر والبقية من الاصدقاء .
وماذا عن أهميته ؟
– لعل أهميته تكمن في تبنيه معالجة الرواية الاردنية كما تجدين من البروشاير : الواقع/ الفن / التاريخ / الرؤى / التيارات / التأثير / النماذج / الوطنية / البناء / الرمز / اللغة / الحوار / التقنية / الوصف / التجريب / النقد / محتوى الشكل / فلسطين … الخ واعتقد ان ما طرح في الجلسات كان جيدا ، خصوصا وان الملتقى حرص في جلستيه الاخيرتين ان يقدم فيها بعض الروائيين الاردنيين شهاداتهم ، ناهيك عن جملة من الحوارات والمناقشات التي دارت في جلسات متنوعة منها ما كان هادئا ومنها ما كان ساخنا !
وهل نجح الملتقى ؟
– لعل نجاح الملتقى وغيره من الندوات والملتقيات يعود الى اهتمام وعناية رئيس جامعة آل البيت المؤرخ الدكتور محمد عدنان البخيت خصوصا وان هذا الرجل يجمع اهتمامات لا حصر لها وهو قارىء من نوع خاص وناقد ساخر ومثقف ومفكر وخطيب لاذع ومفوه قلما يحظى العرب بمثله .. فضلا عن الدقة والترتيب ، وهذا ما نحتاجه نحن العرب : الترتيب وان يكون كل شيىء عندنا مرتبا وحسب الذوق والاصول .
وهل كانت كل الجلسات ناجحة ؟
– الحقيقة انني لم احضر كل جلسات هذا الملتقى كوني كنت احضر جلسات ندوة اخرى تزامنت مع هذا الملتقى في القاعة الملاصقة وكنت القى ورقة لي اعددتها لتلك الندوة ..
ما عنوان الندوة الاخرى ؟
– عنوان الندوة الاخرى عن العولمة وتحدياتها .. ومن حسن المصادفة ان يحضر معنا في الندوتين المذكورتين الصديق المفكر الدكتور رضوان السيد والذي القى في مساء ذلك اليوم محاضرتين في التاريخ الاسلامي ومنهجه وكيفية تعامل المدارس الحديثة معه ، واثارت ايضا اهتماما كبيرا ، فتحية للاخ رضوان .
وماذا بصدد الرواية والواقع الاجتماعي في تجربة الرواية الاردنية ؟
– ان معظم المزالق الفنية التي وقعت فيها الرواية الاردنية خلال مراحلها الاولى على غرار غيرها من الروايات العربية الاولى ، انما تعزى الى عدم قدرة الراوي على التخلص التهائي من دوره مؤرخا ، ولئن قدر للحركة الشعرية في الاردن ان تواكب كيانه السياسي منذ نشأته في مطلع العشرينيات في القرن العشرين ، فان الفن القصصي لم يتسن له ان يوازي بدوره دور الشعر الا في مرحلة متأخرة نسبيا .. هذا ما قرأته في ورقة د. نبيل حداد ، ولكن ورقة د. هند أبو الشعر الموسومة : ” الفن والتاريخ في رواية اردنية رائدة ” تعلمنا فيها بأن ثمة جذور لرواية اردنية قديمة كشفت عنها واسمها ” العواطف ” والتي كتبها الطبيب الاردني محمد صبحي أبو غنيمة 1902- 1971م .. ولما كانت د. هند قاصة ومبدعة قبل أن تكون باحثة ومؤرخة ، فلقد نجحت في تقديم ورقة متميزة عن نص له قيمة استثنائية خصوصا وأنه كتب من قبل صاحبه بعد الحرب العالمية الاولى ، وفي زمن لم يكن الوعي الروائي العربي قد تبلور ـ كما تقول ـ .
وهل هناك تفصيلات عن هذا النص ؟
– نعم ، لقد عرفت الباحثة بصاحب النص ، ثم انتقلت للتعريف بروايته ( العواطف ) التي لم تزل حتى يومنا هذا مخطوطة وبين أوراقه ، وهي بمائة وخمسين صفحة من القطع الصغير ، والنص غير منقح وكان صاحبه قد أهمله .. والوعي الروائي غائب في العمل ، فالرواية تقليدية تحترم الزمان وتراعي تعاقب الاحداث بصورة متتالية .. ولقد اجادت د. هند بتحليلها النص واعطاء نبذة وافية عن صاحبه.
من هم الكتاب الاردنيون الاوائل الذين فتحوا الباب لاول مرة على مصراعيه ؟
– صحيح ان هناك من قدم رؤى جديدة للصوت والصورة في الرواية العربية مذكرا ايانا بمصر والعراق والمغرب العربي وسوريا ، وظروف تلك البلدان التي عكستها فنونها الادبية وخصوصا ابان المرحلة الليبرالية وتأثير روح الغرب فيها .. وكان كل ذلك مقدمات للرؤى الجديدة التي وقفت عليها الرواية الاردنية التي جاءت هي الاخرى معبرة عن جملة تحولات اجتماعية .. ونشير بهذا الصدد الى شخصية أردنية غريبة ومغمورة عندنا نحن المؤرخين العرب لم يذكرها أحد من الرعيل الاول لابد من الدعوة هنا في البحث العلمي العربي عنها وعن دورها وآثارها الادبية والفكرية .. عقيل أبو الشعر الذي نشر روايته ” الفتاة الارمنية في قصر يلدز ” عام 1912 ، وهاجر الى باريس وتسمّى هناك باسم مستعارهو(اشيل نمري) كما وكتب كتابا بالفرنسية بثلاث مجلدات ابان الحرب العالمية الاولى عنوانه :” العرب تحت النير التركي ” ، ولم نتوقف حتى يومنا هذا على كتابه الذي وردت بصدده معلومة يتيمة ، ولابد من البحث عنه بباريس لدراسته . وكان له دوره ثم لم يرجع الى الاردن ابدا ..
ومن هم من بعده ؟
-التجربة الادبية الاولى لروكس بن زائد العزيزي عام 1940 ، والذي استمر يكتب قصصه وأدبه حتى يومنا هذا ، وكنت مولعا بقراءة قصصه منذ ان كنت يافعا ، اذ اذكر انه كان ينشر بعض اعماله في مجلات عربية عدة في الستينيات .. ولكن اكتشفت له مقالات وقصص منشورة في العراق في الاربعينيات بمجلة الجزيرة التي كانت تنشر في الموصل مدينتي الجميلة ، كما نشر في العراق ايضا في مجلة أهل النفط التي كانت تصدر في الخمسينيات والتي كانت تستقطب اقلاما من سوريا والاردن والعراق وفلسطين ولبنان .. هناك ايضا تيسير ظبيان الذي نشر عام 1945 ولحق به كل من : شكري شعشاعة وعبد الحليم عباس في مطلع الخمسينيات .. ثم الهم الوطني والاجتماعي ورؤى التغيير في الخمسينيات عند سليمان المشيني وعيسى الناعوري ومحمد سعيد الجنيدي ومريم المشعل وصبحي المصري وكامل ملكاوي ومحمود عريضه ومحمود فرحات .. وفي عقد الستينيات يطل علينا نتاج روائي باقلام اخرين منهم : نعمان أبو عيشه وحسني فريز وميشيل الحاج وتيسير السبول وأمين شنار وسالم النحاس .. ويمكننا ان نتلمح المخاض الصعب الذي عاشته مشاعر الادباء الاردنيين مع هزيمة 1967 والتي ستغدو مرجعية فلسفية صعبة عند روائي ماركسي مثل : قاسم توفيق ، او روائي قومي مثل تيسير السبول .. وسيدفع هذا الاخير حياته ثمنا لانفجار عاطفته اذ سيضع بيده نهاية حياته من خلال انتحاره وهو في عز شبابه .. او تجارب روائيين وجوديين امثال : فايز محمود واحمد الزعبي ورمضان رواشده وغيرهم .
وماذا عن السبعينيات والثمانينيات ؟
– في السبعينيات ، يبرز غالب هلسا برغم بداياته الاولى ، وغدا له أسمه في عالم الرواية .. مع تحولات جديدة عند سليمان الطراونة وسليمان القوابعه وأصوات نسائية لكل من : جوليا صوالحه وليانا بدر .. وتبرز الشخصية الروائية الاردنية بشكل رائع وبحضور روائيين ناضجين لا يمثلون الغزارة حسب ، بل تبلغ الرواية على ايديهم سن الرشد الفني .. على يد اسماء ادباء اردنيين متميزين : مؤنس الرزاز والحمراوي رمضان وهند ابو الشعر وصولا الى ابراهيم نصر الله وزياد قاسم وموسى الازرعي وسميحة خريس وهاشم غرايبه والياس فركوح ويوسف الغزو وجمال ناجي ومحمود عيسى موسى وزليخة ابو ريشة وغيرهم ( وليعذرني من لم اذكر اسمه برغم قوة ذاكرتي ).
وماذا عن الباحثين في اوراقهم ؟
– الحقيقة كلها قرأتها او استمعت اليها ، وخصوصا ما قدمه الصديق د. سليمان الازرعي عن الولادة المجهضة وقد اعجبتني عبارته التي يقول فيها بأن : ” المنظومة الخلقية والاجتماعية والدينية او الوضعية ، تقف بشكل صارم في وجه المبدع وأبطاله ، والمفكر وأفكاره في وقت يفتقر فيه الجميع لذلك القدر من الحرية المطلقة التي يتمتع بها الغربي .. ولهذا غالبا ما أثارتني الوجودية في ابداعات الشرقيين ناقصة وغير مكتملة .. ” ولقد قامت الباحثة رفقة دودين بتحليل نقدي ومقارن سواء في نصوص معينة او في مسألة الوعي ونخبوية الابطال وخصوصا ما يتعلق باللقاء الحضاري مع الغرب .. اما كل من د. نجم عبد الله ود. شكري الماضي فلقد كتبا في روايات ابراهيم نصر الله واجادا .. ولقد فاتتني الجلسة التي تحدث فيها بعض الباحثين الكرام الاخرين ولم أحضرها .
وماذا عن الجلسة التي ترأست أعمالها والتي اثارت عصفا ؟
– انها في اليوم الثاني والتي قدم فيها أحد الاخوة الباحثين الاكاديميين رأيه بصدد نقد بعض الروايات بطريقة هجومية واستفزازية مع حضور البعض من اصحابها ، خصوصا عندما انتقد فيها العرب نقدا لاذعا وخصوصا المؤرخين منهم وزعم بأن تاريخنا العربي لا ينفع شيئا ، وكله مزور من وجهة نظره القاصرة ، وان كل المؤرخين انما يكتبون لارضاء السلطات وهم يشوهون الحقائق وان ليس هناك حقائق تاريخية !! وقد استطعت ان ارد على هذه الاراء السقيمة التي لا تستقيم لا مع المنطق ولا مع المقام .. ناهيكم عن ان هناك العديد من الكتاب الذين يعتقدون اعتقادا راسخا انهم بمبدعين ولكنهم اناس معقدّين وهمهم الوحيد هو مخالفة الحقائق والعلوم . خصوصا ونحن نعلم بأن هناك عدة نخب عربية مثقفة على امتداد القرن العشرين افنت اعمارها في سبيل الحقيقة والتقدم والرقي فضلا عن ان جامعة آل البيت التي تقام في رحابها هكذا ندوة تضم بعض المؤرخين العرب الممتازين ويقف على رأسها مؤرخ اردني معروف اسمه عدنان البخيت الذي له تمسكه بالوثيقة وتوظيف معلوماتها مهما كانت طبيعة تلك المعلومات . وكثيرا ما صادفت هكذا اناس لهم خواؤهم المعرفي وهم يسيّسون كل الثقافة ويركضون وراء مصالحهم .
وأخيرا : ماذا عن الشهادات التي قدمها بعض الروائيين الاردنيين ؟
– لقد كانت تلك الكلمات جيدة في شهادات ذاتية حكت تجاربهم وانطباعاتهم ، وانني لا احب ابدا اولئك الذين يحكون تجاربهم ويستعرضون عضلاتهم ويتمنطقون بذواتهم .. اللهم الا من كانت له تجارب عتيقة في الحياة لدى اناس من كبار السن خصوصا وانها كانت تنطق بحالات تمتزج فيها العاطفة مع التكوين مع التلمذة مع التأثير مع الرؤية .. وباسلوب مبدع وتلقائي . ولقد غابت عنا شهادات كان لابد ان يقدمها اصدقاء الكلمة من روائيين اردنيين مبدعين امثال : مؤنس الرزاز وزياد قاسم وموسى الازرعي والياس فركوح وزليخة ابو ريشه وغيرهم .. في حين استعرض امامنا غيرهم شهاداتهم المطولة .
وأية شهادة لروائي أردني تأثرت بها ؟
– الحق انها شهادة الروائي محمود عيسى موسى .. هذا الصيدلاني العصامي الذي انفق امواله في تأسيس ناد أدبي في قرية الحصن الجميلة من قرى شمالي الاردن ولكنه فشل في ان يقاوم من وقف ضد ذلك النادي الذي حدثني عن أماسيه الشعرية والادبية الرائقة قبل سنوات، ولكن وقف ضده من لم يفهم معنى الحياة كما حدثني .. كانت شهادته تلقائية رائعة ممزوجة بكلمات من بطاقته الفلسطينية وطفولته الكادحة ونشأته العصامية على ايدي معلميه في البيت والشارع والزقاق والسوق والمدرسة .
* يمكنني ان أسأل سؤالا أخيرا : ما انطباعاتك عن الادباء والمثقفين الاردنيين ؟
– أود القول بأن هناك جماعة رائعة من الادباء الليبراليين الاحرار الرائعين او من الماركسيين القدماء ولم تزل علاقتي قوية جدا بهم فهم اصدقاء حقيقيون .. ولكن ثمة ادباء آخرين شغلتهم المصالح ويصفقون سياسيا لبعض الانظمة الدكتاتورية ولن تهمهم مصالح شعوب العرب ابدا الا مصالحهم .. اتمنى عليهم ان يكونوا اصحاب افق مفتوح وان يعاملوا الناس بالحسنى وان يكونوا منصفين لغيرهم .. وهم اشباه مثقفين ، وقد عرفوا بارتباطاتهم ومشكلاتهم .. وبشكل عام لدي صداقات قوية جدا مع مثقفين واكاديميين اردنيين وفلسطينيين ، وبنفس الوقت لدي قناعة بأن هناك من لم يستحق المعروف ابدا .. لقد كانت لي تجارب لا تسرّ ابدا وانا اعمل في جامعة آل البيت ، علما بأنني قدمّت للاردن ما لم يقدّمه غيري ابدا !!!!
* استاذنا الدكتور سيار .. شكرا جزيلا على كل ما قلت وعلى ما منحتنا اياه من وقت .
الرئيسية / حوارات / ” اهتمام العرب كبير بالرواية في مطلع القرن الحادي والعشرين”..حوار حول : ملتقى متميز عن ” الرواية في الاردن ” ورؤى متنوعة في عالم جميل
شاهد أيضاً
ملف: إمكانية حكم دكتاتور عادل للعراق.. حوار عراقي مصري بين الدكتور سيّار الجميل والأستاذ عبد الله كمال على روز اليوسف المصرية
مقدمة كتب الصديق الأستاذ عبد الله كمال عضو مجلس الشورى المصري ورئيس تحرير كل من …