استعادة اجزاء من محاضرة قديمة قدّمها الاستاذ الدكتور سّيار الجميل في معهد العلوم الاجتماعية بجامعة كيل / المانيا الغربية
بتاريخ 5 سبتمبر 1987
ونشرت مطلع 2006
سقتم الى الحق معا وساقوا سياق من ليس له عراق
شاعر عربي
مقدمّة : ضرورات المعنى
لقد ألّح العديد من الاخوة الزملاء من طلبتي القدماء ان انشر محاضرة قديمة لي عن ” صورة العراق ” كنت قد القيتها عليهم كطلبة للدراسات العليا في وحدة الدراسات الاجتماعية بجامعة كيل في المانيا الغربية سابقا سنة 1987 .. ونظرا للضرورة الماسة التي يحتاجها العراقيون اليوم لمعرفة معاني بلادهم وصورتها ، فلقد آليت ان اختار ما يهمني من تلك ” المحاضرة ” القديمة مع كتابة تقديم عنها وخاتمة لها وانشر بعض مقتطفاتها والتي تثير المزيد من الاسئلة كما تبحث عن المزيد من الاجوبة خصوصا ونحن نتكّلم عن اقدم بلاد في تاريخ البشرية كانت ولم تزل حية ترزق من خلال وحدتها الجغرافية لا من خلال تنوع سكانها .. فاسمحوا لي بهذا ” العرض” والذي كنت قد استفدت في بنائه من جملة مصادر قديمة بالاغريقية والعربية وخصوصا كتب البلدانيات وعدد لا يحصى من الخرائط . اما المصادر السريانية ، فلم اجد فيها اية معلومات جغرافية تفصيلية وجديدة ، فاغلبها يتضمن معلومات لاهوتية كنسية . وعندما اتحدث – هنا – عن العراق ، فانني لم اتحدث عن الدولة العراقية بحدودها الجغرافية السياسية الحالية ، وانما اتحدث عن البلاد العراقية باصقاعها وتخومها الجغرافية وهي في مقاربة الى حد ما مع الحدود السياسية .. متمنيا على كل العراقيين وخصوصا الجيل الجديد وايضا كل الساسة الجدد الذين يخططون لمصير العراق من خلال دستور طبخ بسرعة من دون معرفة بالعراق ، ان يتعرفّوا على حقيقة العراق الموّحد سواء في المعنى او الاصل والصورة .
ولقد دفعني الى نشر هذه ” المحاضرة ” بالعربية في ايلاف الزاهرة ، أن الكثير من العراقيين لا يدركون معاني العراق ولا تاريخ جغرافيته ولا يفقهون قيمته موّحدا .. لقد وصل الامر بالعديد من العراقيين الى القول بأن ” العراق صناعة بريطانية ” سواء عن جهل او تغابي .. وبدأ كثير من العراقيين يكرهون وطنهم كراهية عمياء ويصفونه باسوأ الصفات ، بل وان الامر لم يقتصر على جماهير العراق العامة ، بل ان كثيرا من المختصّين الاكاديميين العراقيين يطرحون هذا ” الطرح ” المعيب . بل ويزوّرون التاريخ علنا ويتكلمون باسم ( الوثائق ) – كذا – من دون استخدام اي وثيقة .. انهم بتزويرهم المهين هذا للعراق ولجغرافيته ولتاريخه انما يوهمون الناس انهم يتكلمون عن حقائق اساسية ، وليس لما يقولونه او يدعّونه اي سند أو اثبات .. انهم يريدون تقسيم العراق على اساس عرقي او طائفي ولكن – ويا للاسف الشديد – كل ما يقولونه كذب وبهتان لا وجود له لا على ارض الواقع ولا في اعماق التاريخ .. والمشكلة كانت قد بدأت اصلا وتفاقمت على ايدي الذين يتطفلّون على الحياة العلمية من خلال نشر مقالات لكل من هّب ودبّ واصدارات كتب انشائية عاطفية مزوّرة للاحداث والشخوص ومؤججة للمشاعر والنفوس ، وكلها اكاذيب وأباطيل لا اساس لها من الصحة .. ـ وسابحث في موضوع نماذج من تزوير العراقيين لتاريخهم في مقال آخر ـ .
معنى العراق وطنا موحّدا
يبدو ان زمنا طويلا مضى واهل العراق لا يدركون معنى العراق ! ولا اقصد بمعنى العراق لغة واصطلاحا ، بل أقصده جغرافية وتاريخا . ولا اقصد جمهرة الناس العاديين الذين ليس لهم باع في البحث والتقّصي ، ولكن أعني أولئك الذين يتخصصون في شؤون العراق من العراقيين ، اذ يتوهمون كثيرا ما الذي يعنيه هذا العراق ؟ ومن رسم حدود العراق ؟ وهل رسمت في بدايات القرن العشرين من فراغ ؟ وهل رسمها الانكليز فعلا ” في محادثة عابرة بين السير برسي كوكس والملك فيصل الاول عند تشكيل الدولة ” كما جاء ذلك في محاضرة لأحد الاكاديميين العراقيين المعروفين مؤخرا في ندوة مركز الامارات للدراسات الاستراتيجية في ابو ظبي ؟ وهل استيقظ العراقيون هكذا فجأة ، ليجدوا أنفسهم في بلاد جديدة صنعها الانكليز لهم كما يجري ذلك اليوم على السنة الكثير من العراقيين شفاها وتحريرا ؟؟ وهم اما جهلة غفلة او يتغافلون ويتجاهلون ويتناسون لتمرير ما يريدونه على الناس .. والانسان عدو لما يجهل !
ان من أشدّ ما يؤلم حقا ان العراقيين – بشكل خاص – قد اضاعوا المعاني الحقيقية للوطنية العراقية نتيجة الظروف الصعبة والمرارات والعذابات والتحديات التي مرّت عليهم منذ ازمان ، فضلا عن حالة الفوضى الفكرية واللغوية والسياسية والطائفية التي يعيشون فيها .. اذ دوما ما يخلطون بين مصطلحات وشعارات وافكار من دون ادراك معانيها نتيجة جهالة او تخّلف او بفعل اجندة مبيّتة . ولعّل ابرز ما يعلن من خطايا في السياسة والاعلام ، اقتران مصطلح ” العراق الموّحد ” قديما بـ مصطلح ” العراق الاتحادي” حديثا .. وكأن ليس للعراق تلاحم عضوي موّحد لا في التاريخ ولا في الجغرافية ولا في الوجود .. وكأنه ليس بوطن قديم جدا لم تزل هناك بقايا القديم موجودة تعيش على ارضه منذ الاف السنين ، بل ان ” الدولة ” او ” الطائفة ” او ” الاقليم ” غدت كلها في العرف العام اهم من ” الوطن ” ، وهذه من اكبر جنايات العراقيين على انفسهم اولا وعلى وطنهم ثانيا . وعليه ، هل يمكننا ان نوّضح في مثل هذا الباب المعاني الحقيقية لمثل بعض المفاهيم الاساسية التي يحتاجها الانسان العراقي يوميا والتي لابد ان تشغل باله وتفكيره ووجوده بدل هذا الذي يفتك به ، ومن اجل التخلص من هذه الفوضى الفكرية التي تعّم حياتنا العراقية منذ قرابة خمسين سنة في عالم اليوم ؟؟
كلاسيكية العراق : بلاد ما بين النهرين
يعدّ العراق من بلدان الشرق الاوسط ، يقع في جنوب غرب القارة الآسيوية. اجزاؤه الجنوبية تحادد اطراف اقاليم ثلاثة تقع في الجزيرة العربية ، هي : حائل ونجد والاحساء ، بل وتعتبر هضبة نجد عمقه وهو يمتد نحو الاعلى مع امتدادات دجلة والفرات وحدة جغرافية واحدة ومتماسكة وتفصله عن هضبة الاناضول سلاسل جبال عصّية والتي تنتهي عند نقطة استراتيجية ومفصلية تسّمى بـ ” كاليه شين ” وهي عقدة تفصل العراق عن كل من تركيا وايران .. ( ما كتبه جوستن بيركنس في مقالاته القديمة المنشورة في القرن 19 استنادا الى حدود ولاية الموصل ) . اما ما يفصل العراق عن ايران ، فهي سلاسل جبال طويلة هي زاكروس .. اما نهر الفرات ، فهو الذي يفصل بين بلاد العراق عن بلاد الشام ، فالجزيرة الفراتية كلها هي القسم الاعلى من العراق . وعليه ، فان العراق التاريخي هو اكبر مما نألفه على الخارطة السياسية اليوم .. وللعراق ملحقات جغرافية من البوادي الشاسعة التي يندر فيها السكان الا من تنقلات البدو الرحل على امتداد ايام السنة .
والعراق التاريخي يتألف من اقليمين اساسيين كبيرين ، هما : ارض السواد والجزيرة الفراتية وبينهما بغداد ، وهما اللذان يؤلفان بلاد ما بين النهرين القديمة Mesopotamia التي وردت في الادبيات الكلاسيكية القديمة لكل من الاغريق والرومان ( كتابات اريان اكزانافون مثلا ، وقارن بطليموس ومعلوماته ) .
ان النهرين العظيمين دجلة Tigris والفرات Euphrates من اهم انهار الدنيا وماؤهما من اعذب المياه ، ودجلة اسرع جريانا من الفرات ومن هنا جاءت تسميته بـ ” Tigris ” ( = اي : النمر ) – كما تذكر الادبيات الاغريقية المذكورة انفا ) – ولكن الفرات اطول بكثير من دجلة وتصب في النهرين عدة انهار تغذيهما وهي تمتد من كل سلاسل الجبال في كل من تركيا وايران وما بينهما : ارمينيا وكردستان . ان الشريانيين دجلة والفرات هما اساس حياة العراق ووحدته وتماسكه منذ اقدم العصور . اما اقليم كردستان ، فهو اقليم ولد حديثا بعد تأسيس الدولة العراقية المعاصرة ، اذ تعتبر كردستان العراق جزءا لا يتجزأ من بلاد كردستان المتفرقة اليوم بين ثلاث دول هي : ايران وتركيا والعراق . وبالرغم من صغر حجم هذا الاقليم العراقي الجديد ، مقارنة بكل من اقليمي كردستان في تركيا وايران ، الا ان الاكراد عموما قد ظلمهم التاريخ لا الجغرافية ، ولقد وقعت جغرافيتهم في رعاية التاريخ .. ولم نشهد اية كيانات سياسية مؤّثرة للاكراد عبر التاريخ ، بل تعتبر كياناتهم اجتماعية قبلية كانت ام حضرية ولكن هذا لم يمنع الاكراد ان يشاركوا في تكوين وقيادة دول اسلامية عدة ، بل وبرز منهم قادة وزعماء وساسة ووزراء ومدراء وادباء وشعراء عظماء عبر التاريخ .. الخ .
معاني العراق
ان للعراق منفذ بحري قصير على الخليج العربي يسمى بميناء ام قصر. يمر نهري دجلة و الفرات في البلاد من شماله إلى جنوبه، اللذان كانا أساس نشأة حضارات ودول وامبراطويات بلاد ما بين النهرين التي قامت في العراق على مر التاريخ حيث نشأت على ارض العراق الموحّدة وعلى امتداد 7000 سنة ( أي : منذ 5000 سنة قبل الميلاد ) مجموعة من الحضارات على يد السومريين والبابليين والأكديين والأشوريين وانبعثت من هذه الحضارات بدايات الكتابة والرياضيات و الجيوش والشرائع والقوانين في تاريخ البشرية ، ومن قبل ذلك عرف الانسان الاستقرار على شواطئ النهرين واكتشف الزراعة وعرف التجمعات وانشأ اول مدينة في التاريخ . وثمة من يقول : ما بالنا وذاك الماضي القديم الذي لا علاقة له ابدا مع الحياة المعاصرة اليوم ؟ فأجيب : بأن الانسان يتبدل من عصر لآخر وبكل عاداته وتقاليده واديانه وطبائعه ولكن ارضه لم تتبدل والانسان ابن ارضه وجغرافيته وتاريخه وليس ابن طائفته او عرقه او دينه .. ومع كل هذا وذاك ، فان ثمة بقايا سكانية وثقافية ولغوية لم تزل حية ترزق في العراق حتى اليوم منذ الاف السنين .
ولابد من توضيح معنى مصطلحي ” عراق عرب ” و ” عراق عجم ” ، ذلك ان الاول يعني كل السهل الممتد مع انخفاض دجلة والفرات من منابعهما حتى مصبّهما والمتضّمن بلاد الاشوريين القديمة وبابل ( او : بابليون ) وكلديا عند الازمان الاولى لانتشار الاسلام . اما الثاني ، فيعني شمال بلاد فارس (= بين قزوين واذربيجان ) ( انظر قاموس السير ريدهاوس المطبوع منذ قرابة 100 سنة ، ص 1292) . اما مصطلح العراقين ، فان كتب البلدانيات تشير الى انهما البصرة والكوفة ( انظر : لسان العرب ، 10/ 248 ) .
التسمية
هناك اراء مختلفة عن اصل كلمة ” العراق ” حيث يرجح بعض المستشرقين ان مصدرها هي مدينة ” أورك ” السومرية القديمة والتي تسمى الأن بالوركاء . وقد ذكرت مدينة أورك في ملحمة گلگامش حيث قام گلگامش ببناء سور حول المدينة و معبد للآلهة عشتار . وربما لا يؤمن اغلب العراقيين بهذا التأصيل ، اذ يرى البعض الأخر ان العراق مصدرها ” العروق ” نسبة الى النهرين العريقين : دجلة و الفرات اللذين ولاهميتهما شبها بالعرق او الوريد . ويرى البعض الأخر ان البلاد سميت بالعراق نسبة الى ” عروق اشجار النخيل ” التي تتواجد بكثرة في جنوب ووسط العراق ويعود تاريخ النخلة وتربيتها وتحسينها وانتشارها في كل اصقاع وسط وجنوب العراق الى السومريين القدماء . بينما يرى الأخرون ان اصل التسمية هي ” عراقة ” المنطقة الموغلة بالقدم ( راجع مقال العراق ، موضوع اللاندسكيب في انسكلوبيديا برتانيكا الجديدة ، المجلد 9 ، ط 15 ، ص 873-5 ) ، وقارن ما كتبه رالف بيرسون وبريوود وكيركبرايد والمس بيل وتولبر وبوستغيت وساكز وكوبر وغيرهم ) .
بغض النظر عن اصل كلمة ( العراق ) ، فان معظم المنطقة التي تسمى بالعراق حاليا كانت تسمى بيث نهرين Beth-Nahrain بلغة آلارامية السريانية ( اغلب المصادر السريانية ) و ميزوبوتاميا Mesopotamia او Μεσοποταμία باليونانية الاغريقية التي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة و الفرات بما في ضمنها اراضي تقع الأن في سوريا وتركيا ، اي امتدادات ما بين النهرين لما هو اليوم كل ما هو شرق نهر الفرات وغرب نهر دجلة وصولا الى آمد وميافارقين وديار بكر خصوصا وان المؤرخين القدماء يشددون على مواطن ديار ربيعة في جنوبي بلاد الجزيرة وديار بكر في شمالها وايضا تغلب ووائل قبيل الفتوحات العربية الاسلامية بزمن طويل مع وجود الاكراد والسريان والارمن ( راجع ما كتبه كريستيان نيبور وبكينكهام وجسني وجون فييه وهاملتون ووالتر هاريس وهرسفيلد وريتج وغيرهم ) .
ويعتبر العراق من قبل البعض “مهد الحضارات” علما ان هذه التسمية يطلقها البعض على منشأ حضارات اخرى على ضفاف انهار النيل و السند و هوانغ هي ( انظر : طه باقر ورتش ولايارد ومالاوين وغيرهم ) . ان تسمية العراق الطبيعية والتاريخية هي ميزوبوتيميا التي تعتبر من اقدم بلدان العالم ( انظر معجم اكسفورد الكلاسيكي ، اكسفورد ، 1975 ، ص 441 ) .
تفسيرات التسمية القديمة
دعونا نتوقف قليلا لكي نحلل التسمية حسب ما ورد من تفسيرات التسمية القديمة : ” قال ابو القاسم الزجاجي : قال ابن الاعرابي : سمي عراقا لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر ، أخذ من عراق القربة … ، قال : وقال غيره العراق في كلامهم الطير ، قالوا : وهو جمع عرقة ( بفتح العين والراء ) ، والعرقة : ضرب من الطير . ويقال أيضا : العراق جمع عرق ( بكسر العين ) ، وقال قطرب : انما سمي عراقا لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر ، يقال : استعرقت ابلهم اذا اتت ذلك الموضع ، وقال الخليل : العراق شاطئ البحر ، وسمي العراق عراقا لأنه على شاطئ دجلة والفرات مدّا حتى يتصّل بالبحر على طوله ، قال : وهو مشّبه بعراق القربة وهو الذي يثني فيخرز ، وقال الاصمعي : هو معّرب عن ايران شهر ، وفيه بعد عن لفظه وان كانت العرب قد تتغلغل في التعريب بما هو مثل ذلك ، ويقال : بل هو مأخوذ من عروق الشجر ، والعراق : من منابت الشجر ، فكأنه جمع عرق ، وقال شمّر : قال ابو عمرو سميت العراق عراقا لقربها من البحر عراقا .. ( معجم البلدان .. 4/ 93 ) .
اذن نحن امام عدة تفسيرات لمعنى العراق ، اذ يمكننا ادراج تسميات العراق كالتالي : 1/ الداني من البحر او 2/ ضرب من الطير او 3/ جمع عرق او 4/ فيه سباخ وشجر ( السباخ : الارض السبخة اي ذات ملح ونزّ ، مختار الصحاح ، 282 ) 5/ موضوع استعراق الابل 6/ شاطئ البحر 7/ شاطئ دجلة والفرات حتى البحر 8/ المنثني المخرز 9/ ايران شهر 10/ عروق الشجر 11 / منابت الشجر 12/ القرب من البحر .
ماذا نعتقد ؟
لو لم يكن اسم العراق قديما لما اختلف حول ذلك الرواة والمفسرين والمؤرخين والبلدانيين .. واذا ما علمنا ان اغلب البلدانيين يشجعون على هذا التفسير الاخير ( = القرب من البحر ) لوجدنا انه يقترب كثيرا من التفسير الاول ( = الداني من البحر ) واعتقد ان هذين التفسيرين هما الاصل في التسمية ولا يخرج تفسير شاطئ دجلة والفرات حتى البحر عن هذه العلامات المميزة في حياة هذه البلاد القديمة التي يعود اصل اراضيها الى التكوينات الرسوبية لكل من دجلة والفرات منذ ملايين السنين ، انني اعتبر العراق الابن الشرعي لكل ما تّكون من هذين النهرين القديمين منذ ملايين السنين . وعليه ، فالعراق هو مساحلة النهر بالبحر . يقول مليح الهذلي :
تربعت الرياض رياض عمق وحيث تضّجع الهطل الجرور
مساحلة العراق البحر حتــى رفعن كأنمّا هّن القصـــور
( المصدر نفسه )
يقول جيمس هنري براستد في كتابه الممتاز ” العصور القديمة ” : ” ولا عجب في خصبه (= العراق ) لأنه متكّون من رسوب الاتربة التي تحملها مياه النهرين العظيمين كل سنة وتلقيها عليه .. انه بالفعل قلب الهلال الخصيب ” ( العصور القديمة ، ص 118 ) .
تفسيرات اخرى :
وقال حمزة : الساحل بالفارسية اسمه ايراه الملك ولذلك سمّوا كورة اردشير خّرة من ارض فارس ايراهستان لقربها من البحر فعّربت العرب لفظ ايراه بالحاق القاف فقالوا ايراق . وقال حمزة في الموازنة : وواسطة مملكة الفرس العراق ، والعراق تعريب ايراف ، بالفاء ، ومعناه مغيض الماء وحدور المياه ، وذلك ان دجلة والفرات وتامّرا تنصبّ من نواحي أرمينية وبند من بنود الروم الى ارض العراق احداهما عبر دجلة والاخرى عبر الفرات وهما بافيل وطوسفون ، فعّرب بافيل على بابل وعلى بابلون ايضا وطوسفون على طيسفون وطيسفونج ، وقيل : سميت بذلك لاستواء أرضها حين خلت من جبال تعلو واودية تنخفض والعراق : الاستواء في كلامهم ، كما قال الشاعر :
سقتم الى الحق معا وساقوا سياق من ليس له عراق
اي : استواء ، وعرض العراق من جهة خط الاستواء احد وثلاثون جزءا وطولها خمسة وسبعون جزءا وثلاثون دقيقة ، واكثر بلاده عرضا ومن خط الاستواء عكبران على خط دجلة ( معجم البلدان ، 4/ 94 ) .
كيف نحلل ذلك ؟
ان العراق مصطلح عربي الاصل اذ لا اعتقد ابدا انه ايراني الاصل ، فاذا كان الساحل بالفارسية ايراه ، فهو مأخوذ من العربية وليس العكس .. واعتقد ان الفرس هم الذي فرّسوا العراق وليس العكس أي ان العرب لم يعرّبوا ايراه او ايراف .. قال بعضهم : العراق هو السواد ، وهو ظاهر الاشتقاق المذكور آنفا لا معنى له غير ذلك وهو الصحيح عندي . وذهب آخرون فيما ذكر المدائني فقالوا : حدّه حفر ابي موسى من نجد وما سفل ( بفتح السين وضم الفاء ) عن ذلك يقال له العراق . وقال قوم : العراق الطور والجزيرة والعبر والطور وما بين ساتيدما الى دجلة والفرات ( المصدر نفسه ) . هنا لابد ان نفقه هذا التكوين الثنائي (= الطور + الجزيرة ) وما بينهما العبر ( = العبور ) . فالجزيرة هي كل ما بين النهرين وملحقاتها حتى اقرب نقطة تضيق الارض بين دجلة والفرات ( : عند بغداد ) ومن ثم يأتي الطور لما بينهما حتى الالتقاء ومن ثم المصّب .
جاء في لسان العرب : ” والعراق : شاطئ الماء ، وخّص بعضهم به شاطئ البحر ، والجمع كالجمع وهو اسم مذكر ، سمي بذلك لأنه على شاطئ دجلة ، وقيل : سمي عراقا لقربه من البحر ، وقيل : سمي عراقا لأنه استكف أرض العرب . وقيل : سمي به كأن اراد عرقا ثم جمع على عراق ، وقيل : سمي به العجم ، سمّته : ايران شهر معناه : كثير النخل والشجر ، فعّرب فقيل : عراق . قال الازهري : قال ابو الهيثم زعم الاصمعي ان تسميتهم العراق اسم عجمي معّرب .. اذ اعربته العرب فقالت : عيراق ، وايران شهر موضع الملوك قال ابو زبيد :
ما نعي بابة العراق من النـــا س بجرد ، تغــــدو بمثل الاســود
والجوهري يذّكر بلاد العراق ّويؤنثّها . قال ابن بري : وقد جاء العراق اسما لفناء الدار . وعليه قول الشاعر :
وهل بلحاظ الدار والصحن معلــــم ومن أيها بيـــن العـــراق تلوح ؟
لقد قيل : العراق شاطئ النهر او البحر على طوله ، وقيل لبلد العراق عراق لأنه على شاطئ دجلة والفرات عداء (= تتابعا ) حتى يتّصل بالبحر . وقيل العراق : معّرب واصله : ايراق فعربّته العرب ، فقالوا : عراق ( لسان العرب ، 10 ، 247-248 ) .
صورة العراق
قال اليعقوبي : انما ابتدأت بالعراق لأنها وسط الدنيا وذكرت بغداد لأنها وسط العراق والمدينة العظمى التي ليس لها نظير في مشارق الارض ومغاربها سعة وكبرا وكثرة مياه وصحة هواء لأنه سكنها من اصناف الناس وأهل الامصار والكور وانتقل اليها من جميع البلدان القاصية والدانية وآثرها جميع أهل الافاق على اوطانهم .. ” فضل العراق وجلالتها وسعتها ووسطها للدنيا ( اليعقوبي كتاب البلدان ، 123 )
دعونا نتأمل في ” النص ” اعلاه عندما كان العراق يمتلك مركزية العالم (= وسط الدنيا ) .. اما بغداد فهي وسط العراق ، اي انها – حسب اليعقوبي – واسطة العقد بين بلاد الجزيرة الفراتية وبين بلاد ارض السواد .. كما كانت مركز جذب واستقطاب لاهل الافاق كي يفضلونها على اوطانهم .. ويكرر النص في مكان آخر ان العراق وسط الدنيا . اما ابن خرداذبة فيقول في المسالك والممالك : ” ان قصبة مملكة الاسلام بلد العراق وهذا مع انه موجود هكذا في الوقت فقد كانت الفرس تجريه عليه وتسميه دل ايرانشهر وانما سمت العرب العراق بهذا الاسم تعريبا لما وجدت الفرس سمته وهو ايران ” ( ابن خرداذبة ص 234 ) . هنا يعتبر العراق قصبة مملكة الاسلام .. بمعنى ان بغداد مركزية للعراق وان العراق قصبة مملكة الاسلام وان العراق نفسه هو قلب العالم . ولقد توقّف المستشرق الفرنسي المعروف اندريه ميكال عند هذا ” الموضوع ” وقفة تحليلية ممتازة عندما وصف مركزية العراق قد علمّت العالم معنى الانسانية ( انظر اطروحة اندريه ميكال : الجغرافية الانسانية عند العرب ( بالفرنسية ) ، 189 ) .
اما ابن حوقل في كتاب صورة الارض ، فانه يقف من مكان الى آخر ليوضّح صورة البلدان التي وضّحها على خرائطه البدائية العديدة . ولقد وقفنا عند صورة العراق من الاسماء والنصوص … قد صوّر في اعلى الصورة بحر فارس – كذا – وينصّب فيه نهر دجلة قاطعا لوسط الصورة ، ويقرأ في القسم الاعلى من الصورة من جانبي النهر صورة العراق ، وفي الزاويتين الاعلايين جنوب العراق ومشرق العراق ، وكتب من جانبي النهر على شكل خطّين مقوسّين حد العراق وموازيا للخط الايسر حدود خوزستان ثم حدود الجبل ثم حدود اذربيجان ، وفي اسفل الصورة في الزاوية مغرب العراق .. ” ( ابن حوقل ، 231 ) . ربما نختلف قليلا مع صورة ابن حوقل الذي قسم العراق الى قسمين مركزّا على احدهما دون الاخر وكتب من اعلى ذلك ديار لقبائل من ربيعه وهي براري ينتجع مراعيها وتسلك على السمت بالنجوم على غير طريق ، وفوق ذلك حد العراق .. ( المصدر نفسه ، 207 ) . ويستطرد انه على الجانب الايمن من دجلة من المدن بغداد وتكريت وبينهما نهر الاسحاقي ، ثم الموصل ، بلد ، طنزى ، آمد .. ( المصدر نفسه ، 308 ) . ولقد لفت انتباهي ما سجله الدينوري في الاخبار الطوال – وهو كتاب قديم – اذ كتب يقول عن زاب بن بودكان احد حكام العراق ابان السيطرة الساسانية انه ” كرى بالعراق انهارا عظيمة سمّاها الزواّبي اشتق اسمها من اسمه وهي الزابي الاعلى والاوسط والاسفل ” ( الدينوري ، الاخبار الطوال ، تحقيق : عبد المنعم عامر وجمال الدين الشّيال ، بغداد : مكتبة المثنى ، د. ت. ، ص 10-11 ) . ان هذه الانهار العراقية كما يبدو كان هذا الحاكم قد كراها ..
اما صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي فيكتب قائلا : ” والعراق المشهور هو ما بين حديثة الموصل الى عبّادان طولا وما بين عذيب القادسية الى حلوان عرضا . وسمي بالعراقين الكوفة والبصرة ، لأنهما محال جند المسلمين بالعراق . ولكل واحد منهما وال يختص به . وسمي عراقا لأن اسمها بالفارسية ايران فعربتها العرب وقالوا : عراق. وقيل: سمي عراقا لاستواء ارضه وخلوها من جبال تعلو واوديى تنخفض وقيل غير ذلك ” ( مراصد الاطلاع ، 2/ 926 ) .
ومقارنة بين وادي الرافدين ووادي النيل اذ شهدا كل منهما الحضارات الاولى ، فان المؤرخ الفرنسي موريس كروزيه يقول : ” لذا لم تجد بلاد ما بين النهرين نفسها ضمن حدود طبيعية تفرض ذاتها على الجميع وذلك تحت عوامل داخلية وخارجية وخلافا للشعوب المصرية ، فان سكان بلاد ما بين النهرين لم يدعوا للوحدة ولم تلجم اطماع رؤسائهم التوسعية التي لم تتعثّر بعراقيل طبيعية الا في البعيد البعيد عن بلادهم ” ( انظر : موريس كروزيه ، تاريخ الحضارات العام ، المجلد الاول ، الكتاب الثاني ، باريس 1980 ، ص 134 ).
انني استنتج ان العراقيين عندما يجدوا بلادهم قوية ودولتهم عسكرية فانهم يجازفون باختراق الاخرين .. اما ان كانوا في حالة ضعف وعراقهم ضعيف فان قويهم يأكل ضعيفهم .. ومع كل هذا وذاك ، فان المؤرخ البريطاني الشهير ارنولد توينبي يكتب في كتابه البشرية والارض الام : ” بالرغم من الحروب والصراعات القديمة بين الممالك العراقية عندما تنتهى واحدتها وتبدأ حياة ثانيتها فان العراقيين كانوا يعاملون بعضهم بعضا بمنتهى الاحترام والكياسة باعتبارهم اصحاب وطن واحد هو موطن المدنية المشتركة ” ( توينبي ، ص 128 ) . ان توينبي هنا يقصد العراقيين القدماء الذين اجتمعوا في ولائهم على الارض الام ، وليس على اي هوية اخرى كما وجدنا في تضاعيف العصور التالية .
تقسيمات العراق ادارية فقط على امتداد التاريخ
لابد ان اقول ايضا بأن تقسيمات العراق على امتداد التاريخ كانت ادارية بحتة ولم تكن دينية او طائفية او قومية عرقية بدءا بتشكيل المدن والقلاع والحصون ( انظر : طه باقر ، العراق القديم ) ومن ثّم : الامصار والكور والدساكر والطسوج ( انظر : ابن خرداذبه ، 5- 14 ) ومرورا بالايالات والولايات والسناجق ( = الالوية ) ( انظر : دونالد بريجارد ، الجغرافية التاريخية ، 43-48) ، وانتهاء بالمحافظات والاقضية والنواحي ( انظر : الدليل العراقي الرسمي لسنة 1936 ، حرره الياهو دنكور ومحمود فهمي درويش ، بغداد ، 1937 ) ..
ان العراق على امتداد تاريخ الدويلات الاسلامية ومنذ سقوط بغداد عام 1258 م بايدي المغول وحتى سقوط بغداد بيد الامريكان عام 2003 م لم يعرف الانقسام على اساس عرقي او ديني او طائفي او جهوي .. بل عرف التقسيمات الادارية باشكالها المختلفة وخصوصا نظام الولايات او الايالات ( = الاقاليم الادارية ) باعتبار العراق بلادا موحّدة منذ القدم لقد وجدنا العراق يتشكّل ضمن نظام الشرق الذي كان وراء تأسيسه السلطان سليمان القانوني بتقسيم العراق الى ولاياته الكبرى الثلاث الموصل وبغداد والبصرة ، وهي الاقاليم الادارية التي دامت حتى الاحتلال البريطاني ، وخلال تلك الحقبة كانت مصالح العراق مشتركة بين الولايات الثلاث التي يربطها كل من دجلة والفرات .. ولقد تعّززت الروح العراقية وترّسخ مفهوم المواطنة عند العراقيين المتمدنين ( = الحضر ) اي بمعنى : استقرارهم في المكان والفتهم له وتوطنهم فيه واكتسابهم الوانه وخصائص بيئته وكل جمالياته او قبائحه .. في حين ان البدو المتنقلين من مكان الى آخر ، لم يكن في عرفهم اي استقرار في مكان معين ، ولكنهم ايضا لهم الفتهم للفضاء المكاني الذي يدورون فيه مكتسبين خصائصه وسماته ، بحيث لا يمكن فصلهم عن بيئتهم التي عاشوا فيها اجيالا بعد اجيال . لقد ورثت بريطانيا العراق بشكله الحالي عن الاتراك العثمانيين الذين حكموا العراق اربعة قرون بولاياته الثلاث بحدودها التاريخية . وعليه ، فان بريطانيا ورثت حدود الولايات وحدود العراق مع ايران بكل مشكلاتها التي تضمنتها 15 معاهدة عقدت على امتداد خمسة قرون .. مؤملا ان نخرج بما ينفع ذاكرتنا اليوم عن معان اعتبرها ثمينة جدا .. ولا يمكن التهاون معها ابدا مهما كان هناك من توّجهات مبيتّة لتقسيم وطن اسمه العراق وهذا لابد ان يدركه كل العالم في هذا الوجود .
( راجع ما كتبه لسترنج وبرنارد لويس وستانفورد شو وروبرت منتران ودونالد بريجارد وروبرت اولسن وبرسي كيمب وراجع التفاصيل في مقالتي ( العراق ) في الموسوعة العالمية لتاريخ الثقافة البشرية ، اليونسكو ، 1999 ، 2/ 143 ) .
عبث الفيدراليات
ان العراق ، ليست بلادا تائهة وأقاليم مبعثرة واجزاء متصارعة حتى تشّكل فيه فيدراليات اتحادية ! وهنا لابد ان اقول بأن اي تأسيس لأي فيدراليات تنشأ في العراق مهما كانت الاجندة دستورية وتتكلم باسم ” الوطنية ” ، فان ذلك سيقسم العراق الى اجزاء متناثرة لا يمكن ابدا السيطرة عليها ، ونحن ندرك بأن العراق له تاريخ ساخن مع جيرانه من كل حدب وصوب . ولا يمكن ان يقبل جيرانه ابدا سواء كانوا من الاتراك او الايرانيين او السعوديين او السوريين .. تشكيل فيدراليات في اوطانهم ، فاوطانهم لا تمتلك تواريخ موحّدة ولا جغرافيات متماسكة مثل العراق .. فلماذا هذا السعي العراقي المجنون لتقسيم العراق ومن قبل العراقيين انفسهم ؟
اذن هذا هو العراق الذي ينكره العراقيون من المعاصرين .. انه وحدة جغرافية تتماسك عضويا ، ولا يمكن للعراق ان يحافظ على استراتيجيته باعتباره قلب العالم القديم وقلب العالم اليوم ان انقسم على ذاته ليس ضمن اطر واشكال ادارية كما عاش على ذلك منذ الاف السنين .. اما ان استخدمت الاعراق والطوائف والخصوصيات الجهوية والمحلية في تقسيم العراق اقاليما ام محافظات فيدرالية ، فسوف يفقد العراق ليس استراتيجيته حسب ، بل حتى مكانته وكيانه وستأكله الدول المجاورة له وخصوصا تركيا وايران باعتبارهما اقوى منه وهو يعاني اليوم من اشنع الامراض ، ناهيكم عن ان الفيدرالية ليست بندا عاديا ، بل انها مسألة مبدأ ولا اعتقد ان كل العراقيين مجمعين على تطبيقه .
وأخيرا : لابد من كلمة اخيرة
ان العراق لم يفهمه ابدا زعماؤه على امتداد القرن العشرين ومن لحق بهم في القرن الواحد والعشرين .. اذ لا يمكن ان يكون موحّدا في وحدة اندماجية مع دول عربية اخرى نظرا لما له من خصوصيات تاريخية وجغرافية وضحناها آنفا .. كما لا يمكنه ان يكون مقسمّا الى فيدراليات وحكومات محليّة لأن ذلك سيضعف المركز فيه كثيرا ، وان حياة العراق الجغرافية والتاريخية والحضارية تقوم على حياة المركز .. ان العراق لا يمكنه العيش بأي صيغة اتحادية اذ خلق موحدّا منذ بداياته الاولى وهو قوي اقوى من الهشاشات الاخرى .. انني اناشد كل العراقيين ان ينتبهوا الى ما سيفعلونه ليس بانفسهم ، بل بوطنهم هذا الذي اعتز به القدماء والمحدثين وشغل بال العالمين في كل ارجاء الدنيا . فهل يريدونه متشرذما يتقاسمه الاخرون ؟؟ اذا ما اراد الاخوة الاكراد ان يطّوروا اي صيغة للحكم الذاتي في كردستان العراق ، فهذا حق لهم في منطقتهم وتقتضيها خصوصياتهم ضمن اطار العراق المّوحد ، ولكن ان يجري تقسيم العراق على اساس ” فيدراليات ” تعطي الاقاليم والمحافظات صلاحيات حكومات محلية كل تعمل بما يتوفر لها من صلاحيات ، فان هذا تفتيت لوحدة العراق ، ولأول مرة في تاريخه .. وليثبت لي العكس كل الذين يخالفونني ولكن من خلال المصادر المعرفية العراقية لا من خلال النزوعات والاهواء ، ومن خلال التجارب والاسانيد العراقية لا من خلال الكلام الفضفاض والساذج . اتمنى اكون قد قدّمت منظورا تأصيليا لمعاني العراق الكبيرة نحن بأمس الحاجة لها في مثل هذه المرحلة التاريخية التي نمر بها ..
Check Also
انقسام العالم الإسلامي والتصدعات الاجتماعية في الشرق الاوسط… 2007 جواز مرور صعب
مختصر مترجم للمحاضرة التي القاها الاستاذ الدكتور سّيار الجميل في منتدى دراسات المستقبل المنعقد في …