الرئيسية / كتابات عن / تفكيك هيكل للدكتور سيّار الجميل

تفكيك هيكل للدكتور سيّار الجميل

بدأ المؤلف حديثه عن هيكل بدراسة تكوينه والمؤثرات الأولية في حياته ثم بروزه على أبواب السلطة في العهدين الملكي والناصري . وقد خلص المؤلف إلى القول بأن “محمد حسنين هيكل صحفي ناجح أولاً وأخيراً ، وقد فاق غيره بإمكانياته الباهرة وأسلوبه المبسط .. وهو من النوع الذي يريد أن يكون دوماً في قلب السلطة ، ويطمح أن يكون مقارباً لعلية القوم ، ولا يتعامل إلا مع من في مثل مستواهم ، كما أنه من النوع الذي يعتقد بأن كلمته هي الأخيرة دوماً” .


– إن هيكل كان محظوظاً منذ بواكير شبابه بوقوعه في أيدي اثنين من أمهر الرجالات البراغماتيين، وهما سكوت والمون الأستاذ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومحرر صحفي الإجيبشن جازيت والأستاذ هارولد ابرل ، رئيس تحرير هذه الصحيفة.

– أبرز نقد وجه لمؤلفات هيكل فقدان مصداقية كتبه لأنه يتكلم باسم الأرشيف و الوثائق ، لكنه لم يوثق أية مادة كتبها توثيقاً منهجياً وعلمياً ، كما اتهمه النقاد بتحريف النصوص المنقولة من المصادر التي اعتمد عليها ، فضلاً عن إيراده جملة من الأخبار والروايات التي يدعي أنها وردت على ألسنة بعض الزعماء العرب من الذين التقى بهم بشكل خاص دون توثيق .

– يروي المؤلف على لسان أحد المعجبين بهيكل أنه قال “إن هيكل الآن يبدو مثل لورد بريطاني فهو لا يستقبل زواره إلا بملابس كاملة ، ويدخن أنواع من السيجار ، ويلعب الغولف في الصباح ويحرص على حضور مهرجان موتسارت كل صيف في سالزبورج ” .


– يشير المؤلف إلى أن دور مصر النهضوي والثقافي في النصف الأول من القرن العشرين كان أفضل بكثير من دورها السياسي والأيدلوجي في النصف الثاني منه.


– طرح المؤلف تساؤلات أهمها : لماذا لم يعط هيكل الحق لنفسه مرة واحدة في نقد السياسة المصرية بنفس الطريقة التي يتبعها في نقد سياسات العرب؟


– يبدو هيكل متوهماً حين يكون قد كشف عن أسرار لم يكن يعرفها غيره معتقداً أنه بذلك قد شارك في صناعة التاريخ ، وإن الزعماء العرب لا دراية لهم من دون أن يوجههم هو ، وأنه مستودع أسرارهم وحركاتهم.


– بقدر ما كان الأرشيف لهيكل مصدر قوة ، في حمله أسرار الجميع بالوثائق ، فإن فؤاد زكريا يتهمه بأنه غير قادر لوحده أن يجمع كل المعلومات الوثائقية ويرتبها ، كما أن في الأرشيف قضايا كثيرة لهيكل لو استخدمت فستصيب فيه مقتلا ..

– وصف المؤلف هيكل أنه سياسي محاب ومؤرخ متحيز وإن مشكلته الخطيرة هي التوليف بدلاً من التوثيق.


– يشير الدكتور سيار الجميل إلى مبالغة وتهويل هيكل لوثائق حلف بغداد والتي أسماها (سرية) بينما لم تكن هناك أية أسرار لم تكشف عن هذا الحلف.


– يتساءل المؤلف كيف نريد أن يفهم الجيل الجديد ما كان لدى الجيل القديم من مفاهيم ومشروعات خصوصاً إذا قام بتشويه تلك المفاهيم والمشروعات أحد أبرز وجوه الجيل القديم (يعني هيكل).

– يقول المؤلف أن الذاكرة العربية تحترم مصر “أم الدنيا” لكن الذاكرة العربية لم تزل تعتز ببغداد “سيدة البلاد” .


– شّوق هيكل القارئ بمجموعة كبيرة لا تحصى من مقابلات وحوارات وسفريات واستعراض عضلات وتوصيف لنفسه بالمزيد من الوجاهات .. وكلها أنشطة وهمية يشك كثيراً في حدوثها كما قدمها.


– تناول المؤلف طرح هيكل ومبالغته في تصوير مشهد تشييع الملك حسين واصفاً إياها بأنها قراءة متعسفة وإساءة فظة لمشاعر المشيعين ، بل الكتابة دفاعاً بيد .. والإساءة هجوماً باليد الأخرى . فقد أعطى هيكل لنفسه دون سواه حق انتهاك العقل والاستفراد في احتكار التنبؤات .

– المشكلة لدى هيكل أنه وصل إلى أن يقرن نفسه بالملك حسين على أساس “علاقتي” و “نفس المعيار” . وليس هناك أي دعم موثق لزعمه باللقاءات المتعددة مع الملك في فندق كلاريدج بلندن.

– يعتقد المؤلف أن جمال عبدالناصر لو عاد حياً اليوم لاندهش وانزعج ولهاله أمر هيكل الذي كتب باسم عبدالناصر على مدى ثلاثة عقود .. إن هيكل يكتب وينقل ويتحدث ويصرح باسمه من دون أية توثيقات رسمية يمكن أن تطمئن إليها الأجيال .

الخلاصة :

– للحديث بقية في الأعداد القادمة من جريدة الزمان ، ويتضح من خلال العرض السابق أن الدكتور سيار الجميل محق في الكثير من أقواله ضد هيكل .. مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الموقف يدخل في إطار (موقف عراقي ضد مصر) أكثر منه موقف بين شخصين . أو بمعنى آخر في إطار صراع التأثير في العالم العربي بين بغداد والقاهرة .

حوارات الفاخرية ، 22 /11/2005

شاهد أيضاً

مسامير.. عتاب إلى الحكومة العراقية شديد الخصوصية شديد العمومية !

قرأتُ الخبر التالي وأسعدني : ( ناشنال بوست ، تورنتو ، يو بي اف ، …