قرأتُ الخبر التالي وأسعدني :
( ناشنال بوست ، تورنتو ، يو بي اف ، تورنتو – منح المفكر العراقي المعروف البروفيسور سيّار الجميل صباح يوم الأحد 15 مارس 2009 وفي مهرجان منظمة السلام العالمي (يو بي اف ) التابعة للأمم المتحدة ، والذي انعقد في تورنتو الكندية ، لقب ( سفير السلام العالمي ) إلى جانب شخصيات أخرى من العالم ، وقد قّدمه الدكتور اوكبارولا كون الجميل احد ابرز المفكرين المعاصرين الداعين إلى السلام والحريات والاستقرار والتحديث فضلا عن تأسيسه وقيادته هيئة دراسات المستقبل في العالم وان له تاريخ أكاديمي حافل في عدة جامعات بأربع قارات : آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية ).
لكن الشيء الذي لم يسعدني هو :
لم يكتب احد من مثقفي العراق حتى الآن مقالة شاملة ودقيقة عن تكريم هذا الرجل ولا مقالة شاملة دقيقة عن النظرات أو النظريات الثاقبة ، الكبيرة والصغيرة ، التي يملكها هذا الرجل وهو يضعها يوميا أمام العراقيين جميعا ، سياسيين ومثقفين ، كي تبنى بها ومن خلالها مع مثيلتها الأدوار الحيوية الضرورية لبناء عراق جديد يسوده السلم الاجتماعي والحرية والديمقراطية . هذا الرجل قدم ويقدم نصا مستقلا أصيلا في عراقيته ومتأصلا في مبادئه ومتواصلا في صلته مع حقوق شعبه وحميما في هويته الديمقراطية لذا فهو جدير ليس بالتكريم العراقي أو العربي او العالمي حسب بل جدير أولا وقبل كل شيء بالجدل بين المثقفين ، المبدعين والأكاديميين ، جميعا ، وبوضع دراساته وفكره موضع المتابعة الدقيقة لأنها جزء مهم من أفكار المثقفين العراقيين التي لا يتفكك العراق البائد إلا بها ولا يبنى العراق الجديد إلا بالاعتراف الشامل بقدرتها على تغيير مجتمعنا ودفعه قدما إلى أمام .
الشيء الذي لم يسعدني أكثر هو :
أن الدوائر العراقية ، الرسمية والجامعية والحزبية ، لم ترحب حتى هذه الساعة بخطوة تكريم الدكتور سيار الجميل ولم تقدم له حتى ما يستحقه من بضع كلمات من التهاني الشخصية التي هي في واقع الحال ونتيجته تهنئة لكل المثقفين العراقيين داخل الوطن وخارجه من خلال تكريم هذا الرجل المدافع عن كرامة الإنسان العراقي بكل ما يكتب ويدرس ويبحث وفق علوم وأسس عقلانية .
لا استغرب من الحكومة العراقية ومن وزارتي التعليم العالي والثقافة مثل هذا الإهمال لان الوزارتين في مأزق ثقافي حقيقي فقد أهملتا في الأيام الماضية القليلة معاونة الدكتور قاسم حسين صالح حين كان على فراش المرض القريب من الموت واليوم تهملان تحية الدكتور سيار الجميل وهو في أعلى مرتبة لأن الخطاب المهيمن في هاتين الوزارتين اقرب كثيرا لثقافة الفلاحين البسطاء ولأشباه الأميين ولابد أنهما مثقلتان بالديون وبالفقر المالي إلى حد لا تستطيع أي منهما دعوته لوطنه كي يقبــّـل تربته ولكي يحتفي به أصدقاؤه وزملاؤه المثقفون متفاخرين بواحد منهم حاملا لقب( سفير السلام العالمي ) وهو من أقل الألقاب التي يستحقها مثقف عراقي جميل مذهل في غزارة إنتاجه اسمه سيار الجميل .
عن عدة مواقع عراقية
24 مارس 2009
شاهد أيضاً
كلمة إنصاف مطلوبة بحق الأستاذ الدكتور سّيار الجميل
عندما يبدأ الكاتب المثقف في معالجة مشكلات عامة, سواء أكانت محلية أم إقليمية أم دولية, …