تتيح جهود الصديق الباحث والمؤرخ سيار الجميل نافذة رحبة عبر بما يمكن تسميته اعادة اكتشاف و تقديم اسم ومنجز كان سيبقى قيد المجهول لولا روح البحث الدائبة التي عهدتها لديه دائماً بما قدمه من “تنقيبات” و أبحاث وكتابات مختلفة، على مدى سنوات، تنضوي كلها تحت عنوان الإختصاص و الشغف الذي عُرف به و أبداه بالتاريخ وما يتصل بهذا التاريخ. و ها هو سيار الجميل الحفيد يتصدى لتراث الجد في خطوة أولى نحو لمّ شمل واعادة اكتشاف و تقييم تراث عائلة آل الجميل. و قد سعدت بطلبه قول شيء في الرائد علي الجميل بقدر ما سعدت بهذه الروح واليد المنقّبة التي تريد ازاحة ستار النسيان و نفض ما تراكم من غبار الزمن على الإسهامات المتنوعة التي اضطلع بها الأديب علي الجميل الذي يسترعي الإنتباه لسعة اهتمامه و تعدد مساهماته في مختلف الحقول، سياسية كانت أم أدبية أم غيرها على رغم ظروف البلاد العامة أو ظروف مرضه الذي أودى به مبكراً. وأعتقد ان للمكان دوراً في بقاء هذا الإسم بعيداً عن الشيوع وأعني، افتراضاً، لو انّ مقادير الأديب الجميل كانت قد أتاحت له أن تكون بغداد هي التي شهدت ولادته أديباً وصحافياً واحتضنت مجمل نشاطه واسهاماته لكان الأمر قد اختلف. و على أهمية مكانة وتاريخ و ثراء مدينة كالموصل الا انه يبقى للعاصمة في مسألة اطلاق شهرة الأدباء أو احتضان نتاجهم، بشكل عام، الدور الذي لا يُنافَس وذلك لاتساع و تعدد فرص ووسائل ذلك في العاصمة عن غيره من بقية المدن.
ان المهمة التي تصدى لها الباحث والمؤرخ سيار الجميل وأثبت نجاحه فيها عبر احياء ذكرى دراسة لواحد من المتطلعين لخدمة بلادهم عبر ميادين الأدب والكتابة و الصحافة تدعونا لأن نطالبه بمزيد من الكشف عن تراث هذه البلاد الثرية بتاريخها وأرى انه أهل لذلك.