سجعت بوادي الأثل من نعمان
طير بروض حفّ بالريحان
وتذكرت عن الأحبة بالنقا
وشكت كما أشكو من الهجران
تبكي على فقد الحبيب كآبة
ورقاء فاضت بالدما أجفاني
أفكلما ناحت على أيك الحما
ورقاء فاضت بالدما أجفاني
ويزيد في ذكر العُذيب وحاجر
شوقاً إلى الأحباب والأوطان
ومن العجيبة صاحبي أن يشجني
طير تنوح دجىً بغير لسان
باتت تطارحني أحاديث الهوى
فأجيبها بالمدمع الهتان
قد زاد شوقي يا حمامة فأرفقي
بفؤاد صبٍّ دائم الخفقان
يا ورق إن النوح ليس بمنتجٍ
للصب غير تجدد الأحزان
أهوى معانقة الغصون لأنها
تحكي حبيب الروح في الميلان
سقياً لأيام مضت كناً بها
في مرتع الأرام والغزلان
لله موقفاً سحيراً بالنقا
بين العقيق وعالجي نعمان
والأرض مشرقة الجوانب في الدجى
يبدو لها ذيل من اللمعان
والغصن قد عبث النسيم بقده
مترقصاً من صفقة الغدران
وأنا الفداء لغادةٍ **
سبت الفؤاد بناظرٍ فتَّانِ
وافت وقد سمحت بكشف قناعها
عن وجهها فتثلّث القمران
يا خصرها يا ردفها يا قدَّها
قد خلتها وثناً من الأوثانِ
يا ليت شعري هل يعود وصالها
أم لا تجدد به يد الأزمان
** هكذا وردت في الديوان ، وثمة نقص في نسخة اوراق محب الدين الخطيب .