أفدي حبيباً قد غدوت بحبه
صباً كئيباً لا أفيق ولا أعي
يبدي الصدود تحبباً وتدللاً
فاذا شكوت كأنه لم يسمع
إن قلت رفقاً حبك قاتلي
فاذا شكوت كأنه لم يسمع
ومن العجائب حين يكسر جفنه
إن قلت موعدنا بتلك الأربع
فأعود كالمصروع خشية نكثه
وابيت كالملسوع بين الأضلع
حتى إذا ما حان آن لقائنا
وغدوت بين اليأس ثم المطمع
آنست شمساً في الدجا قد أشرقت
من غير نور جبينه لم تسطع
فوثبت كي أخطى برشف رضابه
عليَّ أبلَّ بها غليلي الموجع
ودنوت لكن صدني عنه الحيا
فشكوته قلقي وعظم توجعي
وأنحبه عشقي له ومدامعي
تجري عليه ومهجتي بتقطع
فأجابني متحبباً متعطفاً
كفكف دموعك يا غريق الأدمع
وغدا يلاطفني فزاد تولهي
فالي متى يا وجد أنت معي معي
25 صفر سنة 1336هـ / 10 ديسمبر / كانون الاول 1917م