لعلها ستكون من المزايدات الزائدة و المبالغة بها ، مطالبة الكاتب و المفكر العراقي السيد سيار الجميل ، بأن يجرع السّم السقراطي ، متحديا التهديد الذي وصله مَمن لا يريدون أن يواصل الكتابة في الشأن العراقي !! ، و ذلك خوفا من مشرطه الكتابي ، الذي يبدو أشد وطأة و قسوة عليهم من الرصاص نفسه !
و عندما نقول يجب أن لا نطالبه بتجرع السّم السقراطي ، إنما نقصد بأن أعدائنا و خصومنا ، ليسوا بأعداء شرفاء و لا بخصوم شجعان ، طبعا ، ولا يتسمون بأخلاقية فرسان القرون الوسطى ، و إنما أنهم ، و بكل بساطة ووضوح صارخ ، عبارة عن مجموعة من الأنذال و المخنثين و الجبناء ، إلى حد ، عندهم مسألة قتل الأطفال و النساء و الرجال الأبرياء و المسالمين العزل ، لا تتعدى حدود سحق و إبادة أسراب من الجراد و الذباب و النمال ، و خاصة أن للكثير من الكتَّاب العراقيين أهل و أقرباء في داخل العراق ، وأن هؤلاء الأقرباء ، هم بمثابة هدف مباشر لابتزاز وضيع ، من قبل البعثيين العفالقة و التكفيريين و غيرهم ، بل و حتى من قبل بعض المنظمات الشيعية المتطرفة و الفاشية أيضا ، و لهذا فمن الممكن جدا أن يتحول هؤلاء الأقرباء ، إلى رهائن و أهداف سهلة لعملية خطف و قتل و إبادة وحشية !
ولكن المحير في إشكالية و مسألة المفكر سيار الجميل ، أن كتاباته و تحليلاته السياسية و الاجتماعية و الفكرية ، لا تنحو منحا طائفيا أو فئويا ، و دون أن تحمل أي طابع للانحياز ، لا لهذه الجهة السياسية و الطائفية والأقلية ، ولا إلى تلك ، و إنما تدور حول أوضاع المجتمع العراقي بمجمل مكوناته ، و دون أن يسئ أو يحط من شأن و قيمة واحدة منها ، مع دعوة دائمة إلى الوحدة الوطنية و التماسك العراقي و نبذ الطائفية
ولكن مع ذلك
…………
ولكن مع ذلك ، يبدو أن ما كتبه لا يروق لإحدى الجهات السياسية أو الحزبية الظلامية و النازية ، التي لجئت إلى ابتزازه بالتهديد و الوعيد ، لكي يتوقف عن الكتابة في الشأن العراقي !!ّ
..
و عن أي شأن يكتب إذن ؟؟! ..
أ عن هموم و شؤون الهنود الحمر و قبائل الأكسيمو ؟؟! ..أم عن رواد الصحون الطائرة ، أو عن الجن و الأنس في الفضاء الخارجي ؟؟! ..
لا أيها السادة !! ، لا تجبروا الكاتب و المفكر سيار الجميل ليتجرع السم السقراطي ، و خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمصير أناس أبرياء ، ربما قد يُقتلوا انتقاما لما يكتبه من تحليلات حيادية و رصينة ، لا تعجب ( البعض ؟؟ ) ، مَمن يرتعبون من القلم الجاد و الرصين ، و من الأفكار المغايرة لأفكارهم الفاشية و النازية !
و بعدما .. و خاصة
……
و بعدما و خاصة : باتت عملية الإقدام على قتل العراقي ، و إراقة دمه ، أسهل و أبسط بكثير ، حتى من عملية احتساء سريعة لاستكانة شاي ساخن !!!!! ..
إذن …………..
فالدعوة إلى أجتراح عمل ( استشهادي ) بطولي ؟! ، شيء جميل و رائع بالتأكيد ، و لكن ليس على حساب قتل الأبرياء من الأقرباء !! .
صوت العراق 3/2/2006
شاهد أيضاً
مسامير.. عتاب إلى الحكومة العراقية شديد الخصوصية شديد العمومية !
قرأتُ الخبر التالي وأسعدني : ( ناشنال بوست ، تورنتو ، يو بي اف ، …