لم اتفاجأ عندما قرأت قبل أيام البيان الذي نشره الكاتب العراقي سيار الجميل على صفحات الانترنت بأنه سيعتزل الكتابة. أول شئ طرأ على ذهني بأنه تعرض الى تهديد ما. فقد لاحظت في الاونة الاخيرة تركيز الكاتب سيار الجميل على وحدة العراق و مقوماتها التاريخية والاجتماعية والجغرافية في مقالاته و دراساته محاولا ان يجعلنا نفهم بأن العراق هو بلد موحد ليس علىاساس نزوات شخصية او مطامع وطموحات موقتة بل انها ضرورة ناتجة عن طبيعة هذه المنطقة و استقرار المنطقة كلها مرتبط بوحدة العراق ولهذا نرى ديمومة وحدة شعبه على الرغم من كل الجهود التي تبذل هذه الايام من اجل جره الى حرب طائفية .
قبل كل شئ اود ان اوصي الكاتب سيار الجميل بأن يقدم شكوى الى الجهات الرسمية في البلد الذي يتواجد فيه الان ، الامارات العربية أو كندا وكذلك الى المنظمات العالمية بخصوص اي تهديد تلقاه فليس من الصعب ملاحقة المجرمين و فضحهم. ولكن هناك احتمال اسوأ من هذا بأن يكون التهديد قد تم فعلا باختطاف احدا من افراد عائلته أو محاصرة احد اقربائه في العراق، فلو كنت قد تركت قطتك في العراق عليك ان تخاف عليها اليوم. بالضبط كما كان يحدث في عهد صدام ، لم يتغير الكثير سوى ان هناك تقليعة جديده ملثمون يوجهون فوهات اسلحتهم الى رأس قطتك متوعدون لك بقطع رأسها ان لم تستجب لطلباتهم.
لابد لنا من عمل شئ كأن ندعوا كل شرفاء العراق و العالم الى الوقوف الى جانب الاستاذ سيار الجميل ، وضع الكاتب و الفنان العراقي اليوم سيئا جدا و ليس افضل مما كان في النظام السابق، الكثير منهم قد لا يستجيبون لهذا النداء ربما لانهم متعاقدون مع الفضائيات ومواقع الانترنت والصحف ويخافون ان يفقدوا عقودهم معها لان الاعلام العراقي اليوم بعيدا جدا عن ان يكون حرا أو غير منحازا. و اصبحت الوحدة الوطنية من المصطلحات الممنوعة في اكثرها. و لكن أقول لكل كاتب عراقي او غير عراقي يقرأ هذا النداء،ان فضلتم اليوم السكوت على توجيه تهديدا لكاتب عراقي قدير كرس عمله و جهوده الفكرية الطويلة من اجل العراق والعراقيين، ان تغاضيت عن توجيه تهديدات من اية جهة كانت او من اي نوع كان لكاتب عراقي اقول لك : اليوم الكاتب سيار الجميل تم تهديده واسكاته وغدا سيتم تهديدك واسكاتك انت ايضا من اجل شئ آخر وهم مطمئنون الى ان احدا لن يتفوه بكلمة من اجلك بسبب الخوف. و سيجري تهديد و اسكات كل عراقي و يتم تجريدنا من كل ما لنا من حقوق في وطننا العراق، كما تساق الخرفان الصامتة الى المسلخ الواحدة تلو الاخرى. أيها الكاتب العراقي لا تخف من رد فعل الفضائية التي تعمل فيها ولا الصحيفة التي تكتب فيها لان اي شئ تفعله وسائل الاعلام تلك ضدك لهذا السبب سيفضحها و يجعلها في اعين العراقيين وسيلة اعلام مشبوهة، وسيلة قمع اعتدنا عليها من الازمنة الدكتاتورية و لن يتمكن أحدا بعدها من خداعنا بأنه جلب لنا الحرية و لا بكلمات الديمقراطية المشوهة.
كما و ادعو وسائل الاعلام النزيهة المخلصة لقضايا الشعوب ان تقف الى جانب الكاتب العراقي القدير سيار الجميل وتبدأ بنشر مقالاته و دراساته السابقة ** بشكل مكثف هذه الايام. لكي نرد الصفعة الى وجوه المجرمين فيتعرف على سيار الجميل من لم يعرفه و يقرأ عنه لحد الان. هذا ما اقوم به انا هذه الايام حيث اشرح المسألة الى معارفي و ارسل اليهم روابط لمقالات سيار الجميل او اترجم قسم منها وارسلها او اطبعها واسلمها لمن يود معرفته. علينا ان لا نستهين بما يمكننا عمله. العراق و بقائه ليست لعبة بايدي العابثين .
حنان أتلاي
أنقرا
شاهد أيضاً
مسامير.. عتاب إلى الحكومة العراقية شديد الخصوصية شديد العمومية !
قرأتُ الخبر التالي وأسعدني : ( ناشنال بوست ، تورنتو ، يو بي اف ، …