الرئيسية / كتابات عن / من يكتب تاريخ الجيش العراقي !؟

من يكتب تاريخ الجيش العراقي !؟

محاولات د. سيار الجميل في تفسير الاحداث الاخيرة (المشرق في 25/10 و 30/10 و31 /10 و /11/2005) وما تضمنته من الاشارة الى اخفاقات الجيش العراقي السابق اثارت العديد ومنهم ضباط الجيش العراقي سابقا وقادة في الامور العسكرية والاستراتيجية حاليا، فتناوبوا الرد (المشرق في 7/1/2006 والصباح في 25/1/2006 ). واشار د. صبحي توفيق الى ان الجيش العراقي السابق تحمل تحويل الشباب الذين كانوا يعانون من الامية ولا يعرفون الاستحمام وارتداء الحذاء! الى رجال وهي قصة القائد الضرورة التي رددها طوال حكمه مثل نصف النعال والدشداشة التي تتحمل الوسخ!. فهل يشير د. توفيق الى ان الجيش السابق قد لعب دور رجل الدين (يحث ديننا الحنيف على النظافة) والمعلم! وقد سبب رجل الدين المعلم ضياع اكثر من عشرة سنوات من اعمار معظم الشباب (ضاعت من عمري خمسة سنوات ونصف) اثناء الخدمة الالزامية في ايام لا معنى لها سوى التنقل بالاماكن وتحمل السفاهات وانتظار الموت او العوق اثناء الحرب العراقية الايرانية العبثية. ويفخر توفيق بانه حقق نصر على ايران! وينسى ان يشير الى اختفاء النظام والجيش المنتصر بعد اقل من عقدين على ملحمته وعلى توفيق ان يبحث عن معنى الانتصار في هذه الحالة. واحمد الله اني خرجت منها بعوق فقط في حين انتصر صبحي ورفاقه!. وحين يمتدح الجنود ابطال الحروب العبثية فانه يساوي من لم يخدم في ذلك الجيش لسبب او لاخر او كان هاربا لجبنه وخشيته من الموت (يمجد البعض من تخلف عن الخدمة العسكرية وقتها باعتباره معارضا لحرب قذرة) او حمل رتبة ضابط مجند لكونه خريجا في كلية مدنية وانيطت اليه مسؤوليات بسيطة بما فيها حراسة السجون! فانهم (يستخدم توفيق كلمة أننا) لا يعتبرونه مؤهلا لتقويم اداء الجيش العراقي في حين لم يتطرق الجميل لاداء الجيش العراقي رغم ان بعض قادة هذا الجيش اميون وعرفاء (يتناسى توفيق ذلك في مقاله وربما كانوا ممن اشار لهم، فان الجيش قد حولهم الى رجال). لم تناط مسؤوليات بسيطة بالضباط المجندين (يحاول توفيق التقليل من شان الضابط المجند في مقاله) بل تولوا الواجبات الثقيلة (الاقتحام والالتحام والالتفاف) وكانوا وقود الحرب في حين زينت الانواط صدور الاخرين ولابد من طرفة فقد وردت جثة متفحمة لضابط احترق بسيارته الماليبو مع احداهن قرب جسر الزبير ايام خدمتي في مستشفى البصرة العسكري فيحضر اخوه ذا رتبة عسكرية كبيرة محتجا على سبب الوفاة وتحديد المكان لامور يعرفها توفيق لكي يتم اعتباره شهيدا، في حين رفضت زوجة الضابط المحترق تسلم الجثة المتفحمة!. ولو شاء د. توفيق لعددت له المئات من الحالات المخجلة. ويقبل د. صبحي توفيق ان يكتب تاريخ الجيش مثل هولاء او من تحدث عن الصابون في المرافق الصحية امام القائد الضرورة وهم يستعدون لاعنف منازلة في تاريخ العراق ونقلوا تحيات نسائهم واحلام امهاتهم ولا زالت ذاكرة العراقيين تزخر بمثل هذه فقد نقلها التلفزيون مباشرة وقتها.

ومن مضحكات الدهر ان يبرر انتشار الرشوة بين صفوف الجيش بانها كانت تمارس من الكل (الحشر مع الناس عيد) لينزع عن الجيش لباس رجل الدين ولم يشر الى مكارم القائد لهم في ذلك الزمن الصعب.
يُعرض في الولايات المتحدة فيلما عن الحرب وفيها اشارات لحرب تحرير الكويت (انتصر النظام السابق وجيشه فيها!) ليروي ماساة الجندي في انتظار وقوع الحرب وضياع الوقت في حين كانت المقولة في الجيش الباسل ليحفر الجندي حفرة ويردمها لنبعده عن المشاكل.

سنُضحك قراء التواريخ بعدنا

ونبدو لهم فيهن احدى النوادر

وسوف نريهم للمهازل مرسحا

نروح ونغدو فيه هزاة ساخر

ويبرر د. توفيق مشاركة الجيش العراقي في قمع المجتمع العراقي بانها ظاهرة حصلت مثل ما قام به الجيش الاسباني (1936 – 1939 ) والجيش الامريكي في فيتنام الجنوبية (1961) وتدخل الجيش البريطاني لاخماد ثورة شين فين في ايرلندا والانقلابات العسكرية في تركيا وباكستان، وكأنه يبرر قضايا الانفال وحلبجة وانتفاضة الجنوب ناهيك عن حركات الشمال السابقة والفرات الاسط في حين يشغل منصب مستشار للشؤون الاستراتيجية والسياسية في حكومة منتخبة من أغلبية قمعها الجيش المنتصر لأن ممارسات مشابهة حصلت في اسبانيا وفيتنام الجنوبية وايرلندا وتركيا وباكستان، فلله در الشهداء في هذه الاحداث.

لقد كان الجميل يطرح محاولة لتفسير ما حدث في العراق من اشكاليات بعد سقوط الصنم! مستعرضا الشخصية العراقية والدراسات حولها بشكل علمي (تناولت محاولاته في صوت الاهالي في 22/11/2005). وكانت اخفاقات العراق في التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والوظيفة والتشريع والحروب العبثية والادب والفن ومنها داخل الجيش وممارساته. ولم يكتب دراسة عن تاريخ الجيش العراقي ليطلب منه توفيق الابتعاد عن هذا الخط فهو خاص بهم (الضباط والمستشارون).

عراق الغد 17 فبراير 2006

شاهد أيضاً

مسامير.. عتاب إلى الحكومة العراقية شديد الخصوصية شديد العمومية !

قرأتُ الخبر التالي وأسعدني : ( ناشنال بوست ، تورنتو ، يو بي اف ، …