مقدمة :
إن من دواعي سروري واعتزازي ، أن أقدم هذه ” الدراسة ” الخاصة ضمن سلسلة حقيبة ذكريات ، وهي تختزل يحثا علميا ، كنت قد قدمته منذ ربع قرن عن الاسرة العمرية في الموصل في المؤتمر العلمي الذي رعاه البروفيسور الراحل البرت حوراني في كلية سانت انتوني بجامعة اكسفورد عام 1984 ، وكان موضوعه عن الأعيان والأسر المحلية في المدن العربية .. وقد وجدت من الضرورة ان اختصره وانشر ترجمته الى العربية اليوم ، وخصوصا الى كل الاهل والاصدقاء في الموصل الحدباء ام الربيعين .
اولا : المدخلات
1/ الاهمية التاريخية
حظيت مدينة الموصل منذ القدم بوجود العديد من الاسر العريقة التي قدمت على امتداد التاريخ جهودها الكبرى في جوانب متنوعة ومتعددة للحياة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا .. كما كان للعديد من أبناء كل أسرة منها أدوارهم السياسية والعسكرية والوظيفية في الدولة سواء على عهود تاريخ الدولة العثمانية ، ام على عهود الدولة العراقية المعاصرة .. ويكاد يتفوق كل من العمريين والجليليين وعوائل السادة الأشراف على غيرهم في هذا الجانب الذي يمتد حسب وجود كل اسرة معروفة وتاريخ وجودها في الموصل .. اذ سبق السادة الاشراف بوجودهم منذ سبعة قرون ، ثم أعقبهم العمريون منذ خمسة قرون ، ثم أعقبهم الجليليون منذ أربعة قرون .. وقد اخترت اليوم الأسرة العمرية في الموصل ، كي اقدم عنها تاريخا بانوراميا مختزلا ، فهي تحتل جزءا كبيرا من حقيبة ذكرياتي الشخصية والعلمية ، واستطعت منذ اربعين سنة ان ارصد تاريخ هذه الأسرة العربية العريقة في تحليل بنية التاريخ الاجتماعي العربي الحديث ، فوجدت بعد دراستي المقارنة مع غيرها من الاسر المدينية العربية ، انها اكبر واهم اسرة عربية على وجه الإطلاق ، نظرا لما تميزت به من مواصفات ، واعتمادا على الارث الثقافي الواسع الذي خلفته عناصرها في مختلف شؤون الحياة على امتداد خمسة قرون .. وايضا ، وجدت بقاء بنيتها التاريخية قوية جدا بكل تفرعاتها وما توالد عنها من اصلاب وبيوتات غدت انساقا في المجتمع ، ولكل نسق لونه وأبعاده . وأعد القراء الكرام بمقال خاص ايضا عن الجليليين ودورهم تاريخيا في الموصل ..
2/ذاكرة ترصد التاريخ
عندما كنت التقي صيف 1977 الأستاذ المؤرخ البرت حوراني في كلية سانت انتوني البريطانية المذكورة في اعلاه ، واحضر بعض محاضراته ، كان الرجل قد اكتسب معلومات واسعة من خلال إشرافه على أطروحة الدكتوراه التي كان يعدها الصديق الدكتور برسي كيمب عن التاريخ والمؤرخين في الموصل الجليلية .. سألني حوراني أسئلة متنوعة عن الأسرة العمرية في الموصل ، وكان يهتم بهذا الجانب اهتماما كبيرا ، وبالذات أعيان المدن العربية وتكويناتها الاجتماعية الاسرية ، فحدثته طويلا عن دور هذه الأسرة ومكانتها في تاريخ العرب الحديث ، والتي تبلورت بنيتها التاريخية في مدينة الموصل منذ خمسة قرون ، كما أطلعته على معلومات مهمة جدا من خلال المخطوطات التي كنت احمل مصوراتها من خلال الماكرو فيش .. وأكاد اجزم أن الأسرة العمرية في الموصل ، تعد من اهم الاسر العربية ليس فقط لما اشتهرت به تفرعاتها وأنساقها ، ولكن أيضا بسبب ما رفدته بيوتاتها للحياة العامة ، فضلا عن ابداع العشرات من ابنائها عبر القرون الخمسة الماضية ، فكان منهم عدة نخب لزعماء ووزراء واعيان وسفراء ورؤساء وقياديين وملاكين ودفاترة وقضاة وضباط وعلماء وفقهاء ومفتين وادباء ومؤرخين وشعراء وخطباء وكتّاب ومهندسين واطباء ومؤلفين ومعلمين وفنانين .. الخ
اريد القول أيضا ، ان ليس هناك واحدا من أبناء هذه ” الأسرة ” الكريمة ، ينشأ ويكبر من دون تعليم ومن دون ان يتزود بثقافة معينة ، ومن ثم يتخصص في علم او فن او أدب .. كما برزت في هذه الأسرة الكبيرة مجموعة من النسوة الفضليات اللواتي رفدن الحياة الاجتماعية بأعمالهن الخيرية والثقافية .. بل كان اسم السيدة القديرة عالية العمري قد اشتهر من خلال دورها الاجتماعي في خدمة المرأة والمجتمع في المدينة ، رفقة غيرها من السيدات الموصليات الفضليات في النصف الاول من القرن العشرين .. كما اذكر ان اسم الست الفاضلة عاصمة العمري كريمة الأستاذ شريف العمري ، كان شهيرا في التربية والتعليم بالموصل ابان النصف الثاني من القرن العشرين ، اذ كانت من افضل واكفأ مديرة لمتوسطة الكفاح للبنات .
3/ زخارة المعلومات
سأعتمد في كتابة مقالتي هذه على ذاكرتي التي كانت قد تشبعّت منذ اربعين سنة بقراءة مصادر ومخطوطات وسماع معلومات ووثائق وأوراق وقصائد ومجموعات ومراجع .. واستطيع القول بأن تاريخنا الثقافي والاجتماعي والسياسي والعلمي في الموصل قد زخر بالمواقف والادوار والمأثورات والاحداث والنصوص من خلال ابداعات ابناء هذه الاسرة الكريمة ، اذ شاركت ليس في تاريخ الموصل حسب ، بل في تاريخ العراق وتاريخ الدولة العثمانية .. وهاجر العديد من ابنائها الى استانبول ومصر وسوريا ، ومؤخرا الى اوروبا واميركا . وكان ابناؤها الاوائل قد اغنوا الذاكرة التاريخية والادبية والسياسية للموصل بشكل لا يمكن تخيله ، بل وحفظ البعض من المؤرخين العمريين للاجيال والتاريخ اعظم امانة بتسجيلاته الاحداث والتراجم والحوليات والوقائع المريرة .. واستطيع القول ان المؤرخ ياسين افندي الخطيب العمري هو اعظم مؤرخ انجبته الموصل في التاريخ الحديث ، نظرا لما رفدنا به من كتابات وتواريخ ومعلومات وتراجم .. بالرغم من ضعف كتابته ولغته ..
واذكر أنني كنت قد طرحت أكثر من عنوان لمشروعات رسائل واطروحات في موضوعات تخص تاريخ هذه الأسرة ، عندما كنت أستاذا في قسم التاريخ بجامعة الموصل بين 1990 – 1994 ، ولكن القسم وقت ذاك لم يوافق على ذلك لأسباب لا أريد أن اذكرها .. وقد سمعت لاحقا أن احد الطلبة الباحثين قد نجح في كتابة رسالة ماجستير في موضوع الأسرة العمرية في الموصل ، فباركت ذلك كثيرا ، كما أن ” الموضوع ” تتسع كتابته لأكثر من رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه بسبب خصب تاريخ هذه الأسرة الموصلية وثرائها السياسي والادبي والثقافي والحضاري بوجه عام ـ كما قلت ـ .
ثانيا : البنية التاريخية للاسرة العمرية في الموصل
/ التأسيس الاول
استطيع القول ، أن هذه ” الأسرة ” بالرغم من انقساماتها على نفسها إلى ثلاثة أقسام ، وحياتها المختلفة ، واختلافات أبنائها الداخلية على أمور تخص مواريثهم ، والتنازع على ما خلفه الأجداد المؤسسون من وقفيات وأملاك والتنازع عليها ـ كما حدثنا المؤرخ ياسين الخطيب العمري ـ .. الا انها بقيت بنية متماسكة واحدة بخلاف بقية الأسر العربية الكبرى الأخرى في عدة مدن عربية وخصوصا في العراق وبلاد الشام .. كما ان الاسرة العمرية بقيت متواصلة من خلال وجودها وارتباط ابنائها في مدينة الموصل ، وبالذات في جنوب المدينة القديمة وقريبا من الباب الذي عمّره اجدادهم الاوائل وسمي بـ ” الباب الجديد ” بعد ازالتهم الباب القديم الذي كان يسمى بـ باب العراق .. بسبب توسّع املاكهم هناك وتضّخم عدد افرادهم ..
لقد كان وصول الحاج قاسم العمري وهو الجد المؤسس لهذه الاسرة الى الموصل بأمر من السلطان سليمان القانوني ولاسباب سياسية وايديولوجية واضحة من قبل الدولة ، وان تسند اليه مهمة ترسيخ الوجود العثماني واوكلت اليه مهمة الخطابة والدعاية له .. كان عربيا قحا قدم من الحجاز ، اذ يعود اصله الى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( رض ) ، فهو من صلبه ، كما يثبت ذلك العمريون في شجرة عائلتهم ، وكما قال بذلك أعيانهم ورجالهم .
لقد وصل الحاج قاسم الى الموصل بحدود عام 1560 ، وبنى له بيتا قرب باب العراق ، وأسس جامعا ، ومدرسة ، وحماما ، وتملك بستانا وبعض الأملاك من الدكاكين . وقد اتم بناء الجامع الذي دعي بجامع العمرية في محلة البارودجية جنوب محلة الشيخ محمد عام 1563 ، وبدأ الحاج قاسم حياته في المدينة التي كانت متعبة وشاحبة من كل النواحي عند منتصف القرن السادس عشر .. ولم يخلف الحاج قاسم الا ولدا واحدا كان يشاركه مهمته الرسمية في الخطابة والدعاية اسمه الحاج علي ومن جذعه ستبدأ كل الغصون والأوراق التي ستورف حقا ليس في الموصل وحدها ، بل في عموم منطقة المشرق العربي ..
2/ تأسيس البيوتات الثلاثة : ولادة ثلاث طبقات
وقد خلّف الحاج علي الذي مات قبل ابيه ، ثلاثة أولاد احدهما لم يخلف ، ولكن الكبير عثمان والصغير موسى ، قد ورثا مهنة الخطابة أيضا ، وقد خلف كل منهما ولدا ، عثمان خلف مراد ، وموسى خلف محمود .. وبدا منذ البداية أن عثمان الكبير قد استحوذ على كل ما خلفه جدهما على حساب ما خسره الصغير .. بدليل ما يسجله المؤرخ ياسين افندي العمري من الغنى الفاحش الذي سيكون من نصيب سلالة الكبير والفقر المدقع الذي سيصيب سلالة الصغير ، وما سينشأ من خلافات عائلية ساخنة استمرت طويلا وعلى امتداد الحكم العثماني ، إذ انقسم العمريون إلى ثلاثة بيوتات ، ومن ثم انشطروا الى ثلاث طبقات اجتماعية ! طبقة عليا من الارستقراطية المحلية ، وطبقة وسطى من العلماء والرؤساء ، وطبقة دنيا من الخطباء والملالي .. ولكن يبدو ان الطبقات الثلاث بقيت تعتز بإرثها الذي يجمعها ، وبأصلها ، وبثقافتها وتقاليدها المشتركة .. وهذا هو سر استمرارها وبقائها بنية تاريخية اجتماعية موحدة ، بل وهذا ما جعلني أصفها بأهم وابرز أسرة عربية استمرت بهذا الخصب على امتداد خمسة قرون في عموم المشرق العربي .
مراد بن عثمان الخطيب يخلف ثلاثة أولاد ، هم يونس ، والشاعر الشهير عبد الباقي بن مراد الذي غادر إلى استانبول وتولى القضاء في عدة مدن عراقية ، بعد أن وثّق علاقاته مع وزراء آل كوبرلو في العاصمة استانبول ابان القرن السابع عشر ..كما ويبرز ثالثهم المفتي علي ابو الفضائل بن مراد بن عثمان الخطيب .. وابو الفضائل سيشتهر بأملاكه وضياعه وقصوره وجواريه وتستمر السلالة من خلاله بالاستمرار في نسق اول عدّ طبقة عليا ..
اما محمود بن موسى الخطيب فيخلف ثلاثة أولاد تستمر السلالة من خلال اثنين احمد وخير الله وسيفترق نسل كل منهما إلى نسقين اثنين : نسق من سلالة احمد بن محمود بن موسى الخطيب هو نسق ثاني وعدّ طبقة متوسطة ثانية ، ونسق من سلالة خير الله بن محمود بن موسى الخطيب هو نسق ثالث وعدّ طبقة ثالثة .. وإذا تفحصنا التباينات بين الأنساق الثلاثة ، سنجد أن النسق الأول كان من الأعيان ، وان النسق الثاني سيكون من العلماء (= الباش عالم ) والموظفين ، في حين أن النسق الثالث سيبقى من الخطباء والشيوخ ( عرفوا في المجتمع المحلي باسم الملالي ) .. علما بأن ابناء الاسرة العمرية كلها قد برز من هذا النسق او ذاك عدد من المبدعين والشعراء والأدباء والمبدعين ..
3/ الاسماء والالقاب
وأود القول كما تعلمنا كتب التواريخ والتراجم وبعد مقارنتي معلوماتها ، وجدت ان التنافس كان على أشده عند المؤسسين الأوائل لنيل الإجازات العلمية ، وان جميع ابناء هذه الاسرة ، كانوا يتثقفون ثقافة دينية علمية وادبية بمستوى عالي .. بل وان هناك اسماء من العمرية في الموصل ، وصلت الى مراتب عليا في التخصص ومنح الاجازات العلمية وتسلّم المناصب في الافتاء والقضاء .. وان الاسانيد تكشف عن أسماء لامعة منهم امثال : علي ابو الفضائل الذي تقلد الافتاء .. ومحمد امين الخطيب الذي اشتهر في منح الإجازات للعلماء .. وعبد الله باشعالم الذي غدا اسمه هذا شائعا بسبب رئاسته للعلماء .. وفي الشعر ، اشتهر العديد من أبناء هذه الاسرة ببروز عدد من الشعراء المشهورين بدءا بالشاعر عبد الباقي الفوري ( الذي لقب بهذا اللقب جراء فوريته وارتجاله الشعر ) ووصولا الى الشاعر عبد الباقي الفاروقي الذي اشتهر بترياقه ومدائحه التي عمت كل العراق .. وكثيرا ما يخلط الناس ، بل وحتى بعض الباحثين غير المدققين في اسماء الشعراء من العمريين ، بين هذين الشاعرين ، بل ويخلطون ايضا بين شاعرين اخرين يتسميان بمحمد امين العمري ، فينسبان شعر احدهما للاخر ! ان القابا واسماء عدة نجدها مستخدمة للمشاهير من ابناء هذه الاسرة ، فنقف على ( ابو الفضائل ) و ( الدفتري ) و ( الخطيب ) و ( الفاروقي ) و ( الفوري ) و ( باشعالم ) و ( المصيب ) وغيرها .. بل وتسّمى بعض ابناء هذه الاسرة باسماء مركبة مثل : عصام الدين عثمان ومحمد امين واحمد عزت وحسن زيور ومحمد طاهر ومحمود منيب وعبد الله وجيهي واحمد ناظم وعبد الله بهجت وعبد الله رفعت ومحمد شريف ومحمد كامل ومحمد احسان ومحمد سناء ومحمد صالح ومحمد سليم ومحمد فهمي وعثمان زكي ومحمود نديم واحمد شفاء وآصف هناء وغير ذلك من التراكيب الجميلة .
4/ الخصوصية في المكان والزمان
تميز العمريون بمحلتهم التي اسسّوا انفسهم فيها ، والتصقوا بها ، اذ كانوا قرب الباب الجنوبي في الموصل القديمة في حين كانت حضيرة السادة في شمال المدينة والتي تجمع عوائل السادة الاشراف ، وقطن بينهما الجليليون على امتداد قرابة 250 سنة .. ويعود الفضل في تأسيس وبناء الباب الجديد للمفتي علي ابو الفضائل العمري بعد ان هدم الباب السابق الذي كان يسمى بباب العراق .. ويلاحظ المؤرخ ان الاسرة العمرية قد التصقت ببيئتها جنوب المدينة القديمة ، ووفرت لنفسها كل مستلزمات الحياة ، من بيوت عامرة ودكاكين واسواق وجامع ومدرسة وحمام خاصة بالاسرة .. اذ يعيّن يوما خاصا في الاسبوع للنسوة فقط .. ويبدو للمؤرخ الذي يرصد علاقة هذه الاسرة بالمكان والزمان .. ان ابناءها قد شاركوا في الدفاع عنه المدينة مع كل ابنائها ، ووقفوا ضد كل التحديات التي تعرضت لها الموصل ومحيطها .. وبرزت منهم زعامات وقيادات تميزت بمهارتها العالية .. فضلا عن ظاهرة اخرى ، اذ وجدت بعض الشخصيات العمرية عاشت عمرها كله في المحلة والمدينة لم تغادرها ابدا .. في حين ان بعضا آخر ، نجده يهاجر الى اماكن اخرى ولم يعد الى مدينته ابدا ..
ثالثا : نسق السلالة الاولى
الارستقراطية العمرية : طبقة البيكات الاعيان
انه نسق المفتي والعين علي ابو الفضائل الذي انجب سبعة ابناء ، كان من بينهم عصام الدين عثمان الدفتري دفتردار بغداد الشهير وصاحب كتاب الروض النضر في ترجمة ادباء العصر الذي اهداه الى الصدر الاعظم راغب باشا ، فنصبه دفتردارا على بغداد ، فغدا واحدا من كبار شخصياتها ، فناصبه الوالي عمر باشا العداء ! وكانت نهايته تراجيدية محزنة بعد سجنه ونفيه وتشرده ، ولم يستمر نسل ابو الفضائل الا في اولاده مراد الشاعر والعالم الذي هاجر الى استانبول بعد خلاف مع ابيه ومات فيها عام 1716 وقد خلف يحي ويونس واشتهر ابن يونس واسمه محمد امين بشعره وأدبه .. ومن اولاد علي ابو الفضائل ايضا الشاعر علي افندي الذي توفي في استانبول ، واشتهر بشعره الرقيق الذي ردده بعضه قراء المقام في الموصل ، ومنه قوله :
طرة النهر سرحتها النسائم
وعلت منبر الغصون الحمائم
ساجلتها بلابل الروض حتى
شق ورد الربى جيوب الكمائم
ما ترى الشرق سل مرهف فجر
قد تعرّى براحة الافق قائم
فاختلس فرصة الزمان بروض
ضحك الدهر عن بكاء الغمائم
وهناك اسماعيل واحمد الذين كانوا مع اولادهم واحفادهم جميعا من اشهر المبدعين والمثقفين والسياسيين ، وبرز من نسله قاسم باشا بن حسين بن احمد علي ابو الفضائل وهو شخصية قيادية قاد انقلابه الشهير ببغداد وتولى ولاية بغداد في القرن التاسع عشر واعدم . وهناك الشاعر الشهير عبد الباقي الفوري صاحب ديوان الترياق الفاروقي واخوه محمود منيب من سليمان احمد علي ابو الفضائل ولقد انجب محمود منيب كل من عثمان وعبد الله حسيب واحمد عزت باشا الفاروقي الشاعر الشهير وحسن زيور وعلي رضا .. انجب عثمان ولدا واحدا غدا من كبار الزعماء العسكريين وهو محمد شريف الفاروقي الذي انفصل عن العثمانيين واصبح عضوا اساسيا في جمعية العهد الشهيرة والتحق بالشريف حسين في الحجاز ، فاعتمد عليه في العلاقات الخارجية وكان حلقة الوصل بين الشريف حسين وهنري مكماهون بنقل المراسلات فضلا عن كونه مستشارا سياسيا كان له دوره التاريخي المشرف في الحركة العربية الاولى .. اما عبد الله حسيب فقد انجب رشاد وصفوت وبرز ابن رشاد واسمه عبد الله وجيهي ، اما عزت باشا الذي سكن استانبول ، فقد انجب فؤاد ومصطفى ومن ابناء الاخير اللواء الركن حسين العمري القائد العسكري الشهير والذي نصّب بعد ثورة 14 تموز 1958 متصرفا للواء الكوت ونجح في ضبط اللواء ، وقد ناصبه الشيوعيون العداء ، فنقل بعد قرابة ثلاثة اشهر .. وهناك علي رضا ابن محمود منيب افندي وكان شاعرا واديبا معروفا انجب سامي باشا الفاروقي الزعيم والقائد العثماني الشهير الذي قاد الحملة العثمانية ضد ثورة حوران ببلاد الشام ، واشتهر في بلاد الشام كونه قاسيا وعنيفا وكان من قبل قد نصّب واليا على المدينة المنورة عام 1906 واخضع القصيم وانجب ولدا واحدا هو حسين الذي لم يعقب .. اما حسن زيور بن محمود منيب رئيس بلدية الموصل 1887 – 1892م ، فلقد انجب كل من امجد ( ممثل الموصل في المجلس التأسيسي العراقي ) واسعد ( مدير اوقاف الموصل ) وخير الدين ( رئيس بلدية الموصل المعروف ) واكرم وارشد ( رئيس الوزراء الشهير ) وكلهم شغلوا مناصب عدة في العراق . وقد انجب خيرالدين الاستاذ حسن العمري وهو الشخصية الاجتماعية المعروفة والذي عرف بفنه وثقافته وبعض كتاباته وله كل من الصديقين خير الدين ومسعود .. اما الاستاذ اكرم فانجب الاستاذين ممتاز العمري وناثر العمري ( السفير المخضرم في وزارة الخارجية العراقية لزمن طويل ) ، اما ارشد ( الذي عرف بابداعاته الهندسية والذي خدم الموصل ، فقد واصل خدماته المدنية للعاصمة بغداد وقدم لها الكثير ، اذ تطورت على يده تطورا كبيرا ) فانجب كل من الاستاذين المعروفين عصام العمري وعماد العمري .
اما نسل الفوري فلقد استمر بابنه سليمان الذي انجب اصف وعبد المجيد ومحمد رشيد .. وبرز الصديق الفنان شفاء وهو ابن محمد احسان بن آصف .. اذ خدم المسرح في الموصل خدمات رائعة .. في حين هاجر اخوه آصف هناء الى الولايات المتحدة كما سمعت .
كان عبد المجيد العمري قد انجب ولده احمد ناظم بيك وهو شخصية شهيرة اسس الندوة العمرية في الموصل وكانت له مكانته الاجتماعية العليا ، ومن ابنائه الاستاذ فهمي والقاضي سليمان والمدير معاوية والاساتذة فهمي وعبد الباقي وحازم وغيرهم . اما محمد رشيد فانجب انور ومظفر ومعروف الذي انجب حسيب وسامي العمري اما خط محمد بن شريف بن اسماعيل بن علي ابو الفضائل فلقد انجب ابراهيم ولده القاضي اسماعيل العمري وابنه الصديق احمد .. وبرز الاستاذ رمزي العمري النائب في البرلمان العراقي وهو ابن بكر صديق .. اما خط محمود بن محمد شريف ادريس ، فكان من بين اولاده الثلاثة مصطفى العمري ( عضو مجلس الاعيان ورئيس الوزراء المعروف عام 1952 ) الذي انجب ثلاثة اولاد ايضا كان من بينهم الدكتور مؤيد العمري الطبيب المعروف في بغداد وانجب الاخير الدكتور عبد الله العمري الجراح الشهير في اميركا . اما خط مصطفى بن محمد امين بن يونس بن مراد بن علي ابو الفضائل ، فقد برز فيه كل من ولديه حاج علي افندي والاديب العالم محمد فهمي افندي وكان واحدا من كبار علماء الموصل في القرن التاسع عشر ولم يعقب .. ولكن يبرز الاستاذ عبد الله رفعت العمري ابن الحاج علي افندي .. وكان عبد الله رفعت شخصية معروفة في الموصل وكان كاتبا واشتغل في الحركة الوطنية ، وخلفّ ولده الوحيد علي العمري الذي قتل مع ابنته البكر حفصة العمري في احداث الموصل الدموية عام 1959 .. ولم يعرف عنه وعن ابنته رحمهما الله الاشتغال بالسياسة ، ويقال ان الجريمة ارتكبت لاسباب شخصية جراء زيجة ثانية غير موفقة للمرحوم علي العمري !
رابعا : نسق السلالة الثانية
الطبقة الوسطى : العلماء وباش عالم
يتركب هذا ” النسق ” من العلماء والادباء على درجة كبيرة .. ثم تتفوق سلالة هذا التركيب ، اذ يصل عدد من ابنائها لمرتبة الباشوية ووصولهم الى مراتب عليا . ان الجد المؤسس لهذا ” النسق ” هو احمد بن محمود بن موسى الخطيب الذي انجب ثلاثة ابناء ، استمر نسل كل من ولديه الاثنين عبد اللطيف وعبد الله . اما عبد اللطيف ، فاستمر نسله بمصطفى وابنه نعمان الذي رزق بثلاثة ابناء كان اشهرهم حسين حسني الذي غادر الى بلاد الشام واستوطن فيه اما عبد الله ، فيستمر نسله في اولاده الثلاثة : محمد وعبد الرحمن ويوسف . اما محمد الذي كان يطلق عليه بـ ( الجلبي ) فولده الشيخ عبد الله باشعالم وكان واحدا من كبار علماء الموصل في القرن التاسع عشر ، ونصّب رئيسا للعلماء والذي من احفاده المحامي سامي باشعالم السياسي الشهير الذي انتخب نائبا في العهد الملكي ، ثم عاش في المنفى على عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ، ثم عاد الى العراق ، ونصّب مديرا عاما للاوقاف ، ثم اختلف مع احمد حسن البكر ، فعاش في المملكة العربية السعودية حتى توفاه الله . اما خط يوسف ، فيتمثل بثلاثة ابناء ، هم محمد طاهر ومحمد أمين وعبد الله . كان من نسل الاول احمد الذي أتى بولدين اشتهرا لاحقا هما محمد طاهر المصيب وامين باشا ( صاحب كتاب تاريخ مقدرات العراق السياسية بمجلدين وقد نشره باسم اخيه محمد طاهر المصيب العمري ) .. وأمين باشا الذي قائدا لحامية الموصل في الثلاثينيات وقاد الانقلاب ضد الفريق بكر صدقي الذي قتل في الموصل عام 1936 وكان امين باشا قد انجب الاستاذ خيري العمري المحامي والمؤرخ المعروف الذي نشر عدة كتب في تاريخ العراق المعاصر .. وامين باشا هو جد الاعلامي المعروف الصديق ديار من ابنه صائب العمري .
وكان من نسل الثاني محمد امين العمري ، وهو شاعر معروف في القرن التاسع عشر ، ابنه الفريق اركان حرب هادي باشا العمري ( القائد الشهير الذي رشح لعرش العراق قبل فيصل الاول وكان رئيسا لاركان الجيش العثماني وهو ابن خالة القائد البغدادي الشهير محمود شوكت باشا قائد الفيلق العثماني الثالث ) وهادي باشا انجب الاستاذ سعاد العمري وكان من امهر المترجمين العراقيين عن الالمانية .. وكان من نسل الثالث عبد الله ابنه غالب الذي انجب الاستاذ صابر العمري القاضي المعروف ..
خامسا : النسق الثالث
الطبقة الثالثة : الخطباء والشيوخ
كما علمنا مما سبق ان موسى الخطيب حفيد المؤسس الاول كان قد انجب ولدين فتح الله الذي تخبرنا معلومة نادرة انه ولي قضاء البصرة بعد سفره الى استانبول .. وهناك محمود الذي انجب ثلاثة ابناء عرفنا منهم احمد الذي تأسس النسق الثاني على يديه ـ كما رأينا ـ وهناك امين لم يعقب .. والاخير هو خير الله الذي سيؤسس له ولذريته من بعده نسقا خاصا به . انجب محمود وياسين الخطيب ( المؤرخ الشهير صاحب الحوليات والتسجيلات والتراجم العديدة ) وعبد الرزاق وصبغة الله ومحمد أمين الخطيب ( الفقيه وصاحب السير والتراجم واشهر كتبه ” منهل الاولياء ومشرب الاصفياء من سادات الموصل الحدباء ” ولم تستمر ذرية الاخير حتى اليوم اذ انقطعت في حين لم نجد أي ذرية لمحمود وياسين وصبغة الله ، ولكن استمرت ذرية عبد الرزاق ، كي نجد ثلاثة خطوط اساسية ضمن هذا ” النسق ” لكل من احفاده عبد العزيز وعبد الرحمن والشيخ سليم وهم اولاد محمد سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق ..
ان معظم ابناء هذه الطبقة الاجتماعية او النسق العائلي هم من الشيوخ الخطباء ، وقد بقوا يعيشون في محلة العمرية ، ملتصقين بها ، ثم انتقل الجيل الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية للسكن في خارجها .. وقد برز منهم بعض الشخصيات الاجتماعية والعلمية والادارية المعروفة نذكر منهم الاستاذ عبد الله بهجت الذي كان متوليا على الاوقاف العمرية في الموصل ، وهو من خط الشيخ سليم بن محمد سعيد .. وانجب هبة الله وصنع الله وخير اللة وصبغة الله .. المؤرخ المعروف الدكتور اكرم ضياء العمري وهو ابن احمد من خط عبد الرحمن بن عبد الرزاق المذكور اعلاه .. وكان احد اعمامه اسمه فاضل العمري ، عمل موظفا في البلدية وخلف ثلاثة اولاد هم عبد الرحمن كان موظفا في البريد وعبد الله مدرسا وفاروق كان عميدا في الجيش وفقد في الحرب العراقية الايرانية .. واعرف ايضا استاذ الجيولوجيا الدكتور فاروق بن صنع الله العمري وجده عبد الله بهجت المذكور اعلاه .. واعرف ايضا الطبيب المعروف الدكتور خير الدين شريف العمري ( وكانوا جيرانا كراما لنا في شارع الغزلاني قبل اربعين سنة وابنه ادريس من اعز الاصدقاء ) وهو حفيد محمد بن عبد الرحمن بن محمد سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق المذكور اعلاه .. وهناك الاستاذ عبد المجيد افندي العمري قائمقام تكريت وهو ابن عبد الهادي بن عبد العزيز محمد سعيد ومن اولاده الاستاذ جودت العمري المحامي وله انس وعصمت وحازم .. ومنهم أيضا الاستاذ حسام الدين العمري الذي كان قائمقاما وهو من خط عبد الرحمن بن عبد الله احمد .. وهناك عبد المجيد افندي العمري وخلف ولدين احدهما الزعيم ابراهيم العمري الذي ترأس المجلس العرفي الذي حاكم الشيوعيين في الموصل عام 1963 .. اما اسماعيل افندي بن محمود العمري ، فكان موظفا وله خالد العمري مشاور عدلي وطارق عميد في الجيش العراقي وزياد موظف وقد انتقلوا جميعا الى بغداد ، وهم من صلب عبد الرحمن بن سعيد .. وبرز في الموصل ايضا صالح العمري بن الحاج حسن من خط عبد الرحمن بن محمد سعيد وكان ضابطا قوي البنية وقد لقب بـ ( كح كح ) وكان لاعبا رياضيا ماهرا ويلعب حافي القدمين وضرباته التي يسددها قوية جدا ، بحيث قتلت احدى ضرباته بالكرة حامي الهدف وكان برتبة رئيس عرفاء بريطاني ! كما حدثنا الصديق الاستاذ ازهر العبيدي في مقال له عن محلة العمريين بالموصل . وهناك شخصية اخرى من العمرية اسمه فاضل العمري يقال بأنه كان شرطيا قويا تخشى منه اللصوص ، اذ كان قاسيا جدا مع المنحرفين والمجرمين .
سادسا : استنتاجات : ماذا يعلمنا هذا الدرس التاريخي الرائع ؟
1/ : ان الموصل لها خصوصيتها الاجتماعية التي حافظت عليها بيوتاتها العريقة ، وكانت الاسرة العمرية واحدة من تلك الاسر المحلية التي ذاعت شهرتها في الافاق .
2/ : ان تاريخ هذه الاسرة الكريمة له فضاءات واسعة ، ليس بسبب تطور هذه الاسرة وتعاظم شأنها ، بل لتدفق ابداعات ابنائها .. منذ ان وجدت في الموصل ملاذا رائعا وبيئة سامية للحركة والتمدن والرقي .
3/ : ان تنوع هذه الاسرة وخصبها في المجتمع الذي احتضنها يعد ظاهرة ايجابية وحضارية ، وان التنوع والتعددية في البيوتات والمستويات والابداعات والتخصصات .. قد وجد ملاذه في الموصل واهلها الذين يكنوّن الاحترام والتقدير لها .
4/ : ثمة مفارقات اجتماعية وتباينات في المواقف التاريخية .. يتلمسها المؤرخ المدقق في دراسته تاريخ هذه الاسرة بتفاصيلها التي عرفت بها ، فمثلا سامي باشا الفاروقي بقي مخلصا للدولة العثمانية حياته كلها .. في حين انفصل عنها محمد شريف الفاروقي وانتمى الى الحركة العربية ..
5/ : لعبت شخصيات كبيرة في العائلة العمرية ادوارا سياسية وعسكرية خطيرة سواء في تاريخ الدولة العثمانية ، ام في تاريخ بلاد الشام ام في تاريخ العراق ، ونال العديد من ابنائها رتبة الباشوية والبكوية .. ناهيكم عن ان رئيسين اثنين للوزراء في العراق الملكي كانا من هذه الاسرة.
6/ : لقد خلف العمريون ارثا ثقافيا واسعا وكبيرا في مختلف التخصصات الادبية الشعرية والتاريخية والفقهية والسير والتراجم والاسانيد .. فضلا عن الكتب العديدة التي الفها مؤلفون من العمريين .. وانتشرت مخطوطات عدة لهم في العالم .. ناهيكم عن مجالس الاعيان منهم والتي كانت شخصيات الموصل تقصدها ، وكلها مجالس علم وادب وثقافة ..
7/ : ان اغلب المنتمين لهذه الاسرة من العمريين قد اندمجوا مع الناس في الموصل ، وساهموا في خدمة الموصل من خلال مناصبهم او وظائفهم او حتى علاقاتهم الاجتماعية العامة مع الناس .. ولعل ابرز من خدم الموصل في القرن العشرين المرحوم خير الدين العمري ابان رئاسته لبلدية الموصل .
8/ : لقد تعلمنا من درس هذه ” الاسرة ” التي وحدها الزمان والمكان .. انها واحدة من اكبر واهم الاسر العربية والعراقية التي استمرت فعالياتها ونشاطاتها على امتداد خمسة قرون من دون أي كلل او ملل .. واتمنى مخلصا ان يبرز من ابناء الجيل الجديد العديد من المختصين والمبدعين والرموز الاخرى لاثراء القرن الواحد والعشرين وما سيليه من ازمان ..
9/ : اننا نقف ايضا على رسوخ عراقية هذه الاسرة التي كان للعديد من ابنائها ادوارهم الوطنية والتاريخية ، ومنذ القرن السادس عشر على يد المؤسس الاول والجد الاعلى لها او من خلال اولاده واحفاده الذين شغلوا مناصب كالقضاء في البصرة ، ودفتردارية بغداد ثم ولاية بغداد .. او زيارات الشاعر عبد الباقي الفاروقي للعتبات المقدسة وشعره في مديح آل البيت .. كما تخّرج العديد من علماء بغداد على ايدي العلماء والفقهاء العمريين في الموصل .. وصولا الى دور المرحوم ارشد العمري في اعمار بغداد وانتهاء بادوار الزعماء والقادة الكبار من العمريين في الجيش العراقي ..
10/ : لقد وصلتني منذ نهاية السبعينيات رسائل عديدة تعلمني بوجود أحفاد من العمريين كان آباؤهم وأجدادهم قد هاجروا من الموصل ، واستقروا في تركيا وفي مصر وفي بلاد الشام .. واتمنى على الاسرة العمرية الكريمة ان تبحث عنهم وتوثق الصلة معهم ، فهم يحملون عواطف جياشة الى اهلهم في الموصل ..
وأخيرا ..
أتمنى ان اكون قد قدمّت قصة مختزلة عن هذه الاسرة العمرية الشهيرة .. ونجحت في متابعة ادوار ابنائها الكرام ودرس بنيتها التاريخية في الزمان والمكان معا .. اتمنى ان اكون قد وفقت في ما قدمت ، وليعذرني القراء الكرام وكل الاصدقاء من ابناء هذه الاسرة ان فاتني ان اذكر اسماء ورموز .. وربما قدمت تفاصيل اخرى في قابل .. مع تمنياتي للموصل واهلها كلهم بالخير والتوفيق وبناء المستقبل .
فصلة دراسية من كتاب سيار الجميل حقيبة ذكريات
شاهد أيضاً
رموز وأشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز / يوليو 1958 لماذا لم يتمّ رفع السرّية عنها بعد مرور اكثر من ستين سنة على الحدث ؟
رموز واشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز …