نسيم الصبا هل جئت يوماً أحبتي
وأهديت من أهواه عني تحيتي
وقبلت عني ثغر من هو قبلتي
وعاتبته عني بحسن تلطف
نسيم الصبا وحقك بعدهم
على الود لم أنكث لعمري عهدهم
فهل لك أن تأتي بذكري عندهم
وتعلمهم شوقي وعظم تلهفي
بروحي أفدي يا نسيم أحبةً
حسبت سناهم إن تبدو أهلةً
لقد أضرموا في القلب مني شعلةً
بغير وصالٍ منهمو ليس ينطفي
سلام عليهم ما تبدت كواكب
ولاحت لعيني من نواهم غياهب
خليلي قل الصبر والدمع ساكب
فما ضرهم لو يسمحوا بتعطف
خليلي حتى الطيف قلل زورتي
فباتت نجوم الليل ترثي لجفوتي
فهل سرهم أبقى بحزني وذلتي
فأقضي شهيد الحب والحب متلفي
خليلي إني في هواهم معذب
أَحن إليهم كلما لاح كوكب
فهيهات أن يبدو جواب محبب
يمنّوا به إني بذلك أكتفي
سلام على ليل الوصال وطيبه
إذ القلب مرتاح لقرب حبيبه
وقد عميت فيه عيون رقيبه
فيا حبذا وصل مضى بتعفف
* عثر عليها في رسالة من علي الجميل بخط يده وهو طالب في الاستانة الى والده بالموصل نشرت في مجلة النادي العلمي بالموصل في العدد الرابع من المجلد الأول السنة الأولى المؤرخ 29 جمادي الثاني 1337، 28 شباط / فبراير 1919. هذه القصيدة غّناها قبل خمسين سنة بالموصل ، كل من عبد العزيز الخياط وسيد اسماعيل الفحام من مقام الصبا .