اولا : الاساءة منطق الضعفاء
وقبل ان اوضح بعض المعلومات التي وصلتني عن اشخاص ، رغب بعضهم عدم ذكر اسمه لأسباب لا تخفى عنكم ايها الاذكياء الشرفاء ، اود ان اوضح بعض الملاحظات واوجهها الى بعض ممن كان ولم يزل حتى اليوم لا يكف عن الاساءة وتلويث سمعة الاخرين .. من دون ان يفتح صفحة جديدة يعترف فيها بالظلم الذي حاق بالناس الابرياء .. وحتى باولئك الذين قتلوا او غيّبوا بعد ان اتهموا ولم تثبت الحيثيات ادانتهم بالجرم المشهود .. وحتى الذين ذهبوا ضحايا رأي ووشايات تقارير سيئة عنهم ، كونهم من المع الناس الاذكياء ، او من الوجهاء ، او من اصحاب الجاه والثروة .. من دون أي كشف للحقائق ولا أي محاكمات قانونية يشهد الناس مرافعاتها .. ان البعض مصّر على نهجه في تكميم الافواه ، وتوزيع التهم المجانية ولكن ليعلم هؤلاء ان التاريخ لن يرحمهم ابدا ، ما داموا يتبعون الطريق نفسه ومن دون الاعتراف بكل جنايات الماضي .. علما ان هناك من ذوي النخوة والحمية والضمير ، وممن كان لهم دورهم المؤثر ، فان لهم وطنيتهم العالية ، لم يقبلوا الا بكشف المستور عن تاريخ مرعب ! وكنت اتمنى على المسيئين ان يبرزوا باسمائهم الحقيقية ، ليجادلوا بالحق ان كانوا شجعانا .. وان يقابلوا الحجة بالحجة لو كان عندهم حد ادنى من المعرفة بشؤون مدينتهم المرتهنة . انني بهذه المناسبة ، اشكر كل الاصدقاء القراء الكرام الذين قالوا كلمة صدق بحقي وردّوا على هؤلاء المساكين .
انني ان كتبت عن الشهيد عبد القادر العبيدي ، فمن حقي ان افعل ذلك لا لاسباب شخصية او اجتماعية بل لكشف حقائق تاريخية .. ولن استجدي يوما أي أحد حتى يكون مثل هذا المقال او غيره مدفوع الثمن ، كما وصفه احد (غرباء) مدينة الموصل ـ كما يبدو ـ وهو يختفي تحت اسم مستعار ! او غيره متخذا الاسلوب نفسه ..ان كنتم شجعانا لكتبتم اسماءكم كاملة وعناوينكم ! لو كان هذا ” المقال ” مدفوع الثمن ، لما شكرني الناس الذين اطلعوا على الموضوع قبل اهل الفقيد الذين تجمعني واياهم علاقات متينة منذ القدم ! ان من اتهمني اما جاهل لا يدرك من اكون كي يلعب كما علموه ان يستلب ويضرب ضربته وثم يهرب ، او خصم وجدها فرصة سهلة لتصريف ما بنفسه من احقاد دفينة .. انتم لا تعرفون كم كتبت عن شخصيات من ابناء مدينتنا ونشرت ذلك في ازمان مختلفة ، وساعمل على ان اعيد نشرها ثانية .. فهل كانت مقالاتي السابقة عن رجال عظماء وشرفاء من علماء وادباء وقادة ووزراء من اهل الموصل الحقيقيين لا المشبوهين .. هل كانت مقالاتي عن العلامة اقليمس والدكتور داود الجلبي والمطران رحو والموسيقار الملا عثمان والدكتور جلال الخياط والدكتور محمد رشيد الفيل والدكتور صالح احمد العلي والمؤرخ مجيد خدوري والدكتور خير الدين حسيب والدكتور عماد الدين خليل والفنان نجيب يونس والدكتور احمد الحسو والمؤرخ سعيد الديوه جي والدكتور محمد صديق الجليلي والشيخ فائق الدبوني والدكتور محمود الجليلي واللواء الركن الشهيد عبد العزيز العقيلي والدكتور ابراهيم خليل احمد العلاف والدكتور يوسف حبي والاستاذ عبد الباسط يونس والشاعر شاذل طاقة والمؤرخ صديق الدملوجي والاستاذ يحي قاف العبد الواحد والدكتور عبد الواحد لؤلؤة والدكتور عمر الطالب والخطاط يوسف ذنون والمحقق جرجيس فتح الله المحامي والمعمارية زها حديد والشاعر امجد محمد سعيد والروائي فاتح عبد السلام والسيدة مقبولة صباغ .. الخ وعشرات غيرهم هل كانت اعمالي ازاء هؤلاء العظماء من ابناء الموصل مدفوعة الثمن ؟ هل كانت مقالاتي وكتاباتي عن الموصل تاريخا ومجتمعا وثقافة .. مدفوعة الثمن ؟ لقد كتبت ونشرت عن تاريخ الموصل وعن مجتمع الموصل وعن سادات الموصل الاعرجية والاسرة الجليلية والاسرة العمرية ( التي قلت عنها انها اكبر اسرة علمية في تاريخ العرب الحديث بما رفدته للحياة من رجال عظماء وفقهاء وعلماء وادباء وقياديين ووزراء منذ اربعة قرون بفروعها الثلاثة : الباشوات والبيكات ، والافندية وباش عالم ، والشيوخ والملالي ) وكلها اعمال بالعربية والانكليزية ومنها ما ترجم للتركية والفرنسية .. أبعد كل هذا وذاك اتهم بأن مقالتي عن المرحوم العبيدي مدفوعة الثمن ؟ انها تهمة رخيصة يدرك العالم كله السبب الحقيقي الذي يجعل امثال هؤلاء لا يقيمون وزنا للمعرفة وللناس امام عواطفهم السياسية الهوجاء التي ضيعتنا ..
ثانيا : تصويبات واضافات
لقد تسلمت بعض المعلومات التي افادني بها بعض الاخوة والاخوات من الموصل او من خارجها بصدد موضوع الشهيد عبد القادر العبيدي :
1/ ان المرحوم قصي العبيدي توفي بعد رحيل والدته باربعين يوما ، وليس قبل ذلك كما ذكرت . فضلا عن انه كان فنانا ، اذ يجيد ضرب الايقاع الشرقي بروعة متناهية ، ويمتلك صوتا رخيما رحمه الله .
2/ وان فقيد الموصل عبد القادر العبيدي الذي وزع ارأضي كالوها بالحبل وبأرخص الأثمان وأحدث طفرة نوعية بالسكن في مدينة الموصل عند بناء مدينة الزهور ، والتي كانت في حينها ذات طراز غربي جميل ..
3/ وقال آخر وهو رئيس جامعة سابق في رسالته الكريمة : ان المرحوم العبيدي هو الذي شجع والدي على شراء قطعة الارض في الزهور وكنا من اوائل من بنى دارا فيها وسكنها .. وكنا ولا زلنا نتأسف على المصير المجهول للمرحوم العبيدي ..
4/ وكتب قارئ آخر بأن الفقيد عبد القادر العبيدي ذهب ضحية وقربانا ، وان الحكومة وقت ذاك ارادت ان تزرع الرعب في قلوب الناس وتجعلهم يخافون منها ويتراجفون .. فكان العبيدي وامثاله من الوجهاء الابرياء امثلة ناصعة لتلك السياسة ..
5/ وكتب قارئ آخر : الى حد علمي ان النظام السابق عند مجيئة للحكم ، اتهم العديد من الشخصيات بالعمالة للاجنبي ومن ضمنهم لطفي العبيدي وهو قريب للفقيد عبد القادر ، ولما كان لطفي خارج العراق ، فقد كان على عبد القادر ان يدفع الثمن وقد دفعه غاليا من دون أي ذنب ارتكبه رحمه الله .. انني اتحدى من يأتيني بوثيقة حكومية واحدة تدين المرحوم العبيدي كونه مرتبط بالشركات النفطية العالمية . انها تهمة رخيصة روجها النظام السابق في بدايات حكمه ، للنيل من كل الشرفاء الابرياء .
6/ وكتب قارئ آخر : حسب علمي ان المرحوم عمي خالد …. سجن في نفس الفترة على تهمة حضور دعوة عشاء للمرحوم مدحت الحاج سري (امين بغداد) في دار المرحوم عبد القادر واقامة دعوة أخرى في بيت عمي خالد .طبعا هذه التهم باطلة ولا تودي للسجن ولكن الموضوع كله هو حسد عيشة وغيرة !
7/ وكتب قارئ آخر : أنتم على حق في كل ما ذكرتموه ، وقرأت تعليقات بائسة من قبل البعض ، فأين الثرى من الثريا، إن أمثال هؤلاء هم الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الحال الرزي وهم مصرّون على أفعالهم التي يعدّونها مسيرة النضال لعنهم الله. أستاذي العزيز اليوم إلتقيت بالأخ م. ت. ف. وسألته عن ظروف اختفاء المرحوم العبيدي فقال إن أحد جلاوزة النظام قد نشر قبل مدة أنه كان جلاداً في قصر النهاية وشاهد بعينه المرحوم العبيدي وقد علّق مكتوف اليدين للأعلى وهو يقول لجلاديه أنا لست عميل كما تتهموني أنا ثري ولست بحاجة لأجنبي أو لمال حرام، وبعد قليل تفاجأ الجلادون بموت المرحوم وهو معلّق. ومن المؤكد أنه دفن خلسة خوفاً من الفضيحة.
8/ وقال قارئ آخر : لقد سمعت منذ زمن طويل ان السيد عبد القادر العبيدي قد عذّب عذابا شديدا ظلما وعدوانا ، وانه لم يقتل باذابته في حوض اسيد كما اشاع النظام السابق ، بل يقال انه وضع حيا في شبكة حديد كونكريت وصبّ عليه الاسمنت في احد الاعمدة الموجودة ببغداد ، وعسى تظهر الحقيقة في يوم من الايام .
9/ وكتب الّي احد السفراء السابقين الخيّرين مشكورا يقول : لقد كان صديقي المرحوم قصي زميلي في كلية التجارة …. لعل الله ييسر من يقرأ هذا المقال البديع ويكون لديه ضمير انساني ومعرفة عن مصير المرحوم العبيدي ويرسل لكم او لاهله مايدلهم على مكان دفنه او اي معلومات تلقي الضوء عن مصيره . لقد ابدعت في اظهار جانب مهم من حياة شخصية موصلية كلنا نتذكرها بتقدير عال لما كان لها من دور رائد في تطوير مدينة الموصل حماها الله فبارك الله في جهودك .
10/ وكتب قارئ آخر : اكتب يا دكتور سيار عن مدينتك وعن ابنائها ، فنحن بانتظار كل ما يصدر عنك .. ولا تلتفت لهؤلاء يكيدون لك . اكتب عن كل الذين غيبّهم التاريخ ، وتجاهلهم حسادهم ومنافسيهم .. اكتب عن شخصيات بلدك الجميل ، ولا تهمّك اصوات كل الحاقدين فأنت اقوى منهم .
مكتب العبيدي في الستينيات في الطابق الارضي من يسار الصورة مدخل شارع الجمهورية
مقال خاص كتب لموقع ملتقى أبناء الموصل ونشر في 7 مايس / آيار 2010 ، ويعاد نشره على موقع الدكتور سيار الجميل
www.sayyaraljamil.com
السيد عبد القادر العبيدي المحامي.. مؤسس مدينة الزهور .. مأساة رجل موصلي اختفى ولم يعد !!
أ.د. سيّار كوكب علي الجَميل