صحيح ان الامريكيين يطالبون بعض دول اوربا وآسيا بضرورة إتخاذ “إجراءات جريئة وإصلاحات هيكلية لتحفيز النمو الداخلي وخلق المزيد من فرص العمل للمساهمة في الانتعاش العالمي.” وانهم يعلنون ” بشكل جلي أن الولايات المتحدة ليست المحرك الوحيد للنمو العالمي.” ان لفظ الدول الكبرى ، يعني كونها أعظم قوى اقتصادية وصناعية في العالم ، ولكن هناك قوى أكبر منها دون مساحة ارض وعدد سكان ، متمثلة بآلاف الشركات والهيئات الموزعة في العالم واعدادها ليست ثابتة بل قابلة للنمو ! ان هناك اكثر من عشرين ألف شركة رئيسية لها اكثر من تسعين ألف هيئة موزعة عالميا وهي في تزايد سنوي بمعدل ٢٠٪ . وكان توسع الشركات اليابانية بمعدل اسرع من معدل نمو الامريكية والانكليزية والألمانية.. انها شركات متعددة الجنسيات متجاوزة الحدود القومية ، وهي عملاقة ، تأثيرها اكبر من دول كبرى في سيطرتها على التجارة الدولية واقتصاديات العالم ، واحتكارها للتكنولوجيا مما يجعل دولنا الصغرى خاضعة لها كلياً. أن مشاركة الدول المختلفة في اجمالي الاستثمار المتراكم في العالم في انخفاض مطرد، فضلاً عن أنه بقدر زيادة التدفق لاستثمارات الشركات على الدول النامية ،تزيد قيمة الفوائد المحولة منها الى الدول المستثمرة ، وقد بلغت ارباح الشركات متعددة الجنسيات في عشر سنوات ماضية من استثمارات في دول نامية حوالي ١٧٦ مليار دولار ! وبسبب ماتدره هذه الدول على الدول الغنية من ارباح هائلة هي الاكثر قبولاً وتعرضاً للاستغلال،وبذلك تزداد الدول الغنية بواسطة شركاتها في استقرار مشروعاتها وتوسعها في الدول الفقيرة ،والتحويل الصافي للموارد نحوها ، وبعبارة ادق هو هروب مستمر لرؤوس الأموال من الدول النامية..
www.sayyaraljamil.com
مجلة الاسبوعية البغدادية ، العدد 33 ، 37 / 7/2008