مقدمة
من المهم جدا ان اعيد نشر هذه ” المادة ” مرة اخرى بعد سنوات من نشرها ، لمناسبة رحيل الرئيس العراقي السابق عبد الرحمن عارف في عمّان بالاردن قبل ايام ، ودفنه في مقابر الشهداء العسكريين العراقيين في قصبة المفرق الاردنية الصحراوية .. ومن المهم جدا الرجوع الى اثنين من كتبي ( زعماء ومثقفون : ذاكرة مؤرخ ) و ( الرهانات المستحيلة : العراق وعبد الناصر في التاريخ المعاصر ) ففيهما تفاصيل ومعلومات تاريخية موسّعة ، واعمل اليوم على نشرهما من جديد .. فماذا قلت في : ماذا قال لي الرئيس عبد الرحمن عارف ؟
اللقاء الثاني
اثناء عملي في كتابة اطروحة الدكتوراه ببريطانيا ابان السبعينيات الماضية عن التاريخ الحديث للشرق الاوسط ، كان لابد لي من استخدام مصادر ووثائق ومخطوطات اهم مكتبات استانبول القديمة ، والتي كانت لي معاناتي معها كباحث عراقي شاب الى جانب باحثين كبار يعششون في الصالات العتيقة لتلك المكتبات .. كانت زيارتي العلمية الثانية لتركيا في العام 1979 ، وكان لقائي بالرئيس الراحل الفريق عبد الرحمن عارف قد جرى صدفة وبواسطة احد الاصدقاء المصريين كان يسكن قريبا منه ، ويعمل في احدى المكتبات .. كنت متلهفا للالتقاء به ثانية بعد اللقاء الاول عندما كان رئيسا للجمهورية عام 1968 بالقصر الجمهوري ببغداد ، وكنت في اللقاء الاول لم اتجاوز السادسة عشرة وانا ضمن وفد عائلي لتقديم الشكر والتقدير اليه بسبب تعازيه الخاصة لمناسبة وفاة والدي يوم 28 نيسان / ابريل 1968 . نعم ، التقيت به ثانية بعد ان عرف اسمي ومن اكون وتأكد وتوثّق بأنني فلان ابن فلان وانني قادم من بريطانيا .. واين اسكن وماذا اعمل ، فسمح لي ان القاه . كانت مشاعري متناقضة ازاء رجل فقد السلطة العليا ويعيش مغتربا ومجموعة من الاسئلة التاريخية المهمة التي وددت ان اعرف رأيه فيها .
عبد الرحمن عارف كما رأيته
كانت ملامحه قد تغيرت قليلا بعد اكثر من عشر سنوات على اللقاء الاول .. لم يعرفني في البداية ، فكان غير مطمئن كأي مسؤول عراقي منفي من اي عراقي آخر وكان العراق وقت ذاك يغلي رهبة وخوفا اثر ازاحة احمد حسن البكر عن السلطة ومذبحة صدام حسين لرفاقه البعثيين في ما سمي بالمؤامرة .. كان كل الحق مع الرئيس عارف يخشى على نفسه ، ولكنه عندما تأمل في وجهي وهو يردد اسمي انتبه وتغيّرت ملامحه واخذ يستعيد الذكرى وفرح كثيرا وجلست قبالته وكنا لوحدنا واخذنا الحديث رائعا مع شرب الشاي لأكثر من مرة وطقطقات مسبحته ببساكلها . كان الرجل مهموما جدا ، وقد لمحت فيه انه يخشى كثيرا ويتوجس ويشطح في مرات عدة .. وسألني عن واحد من علماء الموصل المسلمين المعروفين وكان صديقا له ولأخيه عبد السلام .. كان يذكر اسمه مرارا ، واذكر ايضا انه كان يفتخر انه اسس جامعة الموصل وذكر اسم رئيسها الاقدم الاستاذ الجليلي ، قلت معقبا : هل تقصد الدكتور محمود الجليلي ، فقال هو نفسه ! قلت له : انه بخير وقد التقيت به في لندن قبل اشهر في زيارة له اليها ..
كنت اجيبه عن اسئلة فرضتها الجلسة .. سألني عن تخصصي وما كنت أعده للدكتوراه ، فدعا لي بالتوفيق والنجاح ، وبدا لي ان ثقافة الرجل محدودة جدا حتى في تاريخ العراق المعاصر .. ولكنه كان ينصت لمن يحدثه حتى النهاية من دون مقاطعة .. ويجيب على قدر السؤال او اقل من ذلك لاسباب عدة ، منها وضعه النفسي ومحدودية ثقافته وبساطته وعفويته .. بدا لي عراقيا حقيقيا بسيطا بلهجته العراقية المحبّبة .. وجدته لا يحب الالقاب ولا التنطع بالماضي ولم يستعرض عضلاته كالاخرين من العراقيين عندما يتحدثون عن بطولات كاذبة وينفخون انفسهم .. ان حياته واحدة وشخصيته هي هي .. وقد لمست عنده نزعة اسلامية متأصلة لا ينفك عن ترديدها ويعتز بها .
كان كتاب المؤرخ حنا بطاطو عن ( تاريخ الطبقات الاجتماعية في العراق ) قد صدر قبل اشهر فقط من لقائي به ، وكنت اول من كتب عنه اكثر من تعريف ، اذ كنت احمل مقالا نشرته لي صحيفة الحياة اقدم فيه كتاب بطاطو للعالم .. واعلمت عبد الرحمن عارف بأن كتابا ضخما قد صدر بالانكليزية عن تاريخ العراق المعاصر ومن تأليف مؤرخ امريكي من اصل عربي اسمه حنا بطاطو ، فلم يلتفت الى ذلك ولم يهتم بما قلت ، ولكن فجأة انتبه وكأنه صحا من غفوة وقال : اتذكره جيدا عندما قابلني وكثرة من الذين يطلبون اللقاء معي واعتذر منهم . سألني : هل سيترجم الكتاب الى العربية حتى استطيع قراءته ؟ اجبته : حتما سيترجم .. ولم يمض وقت طويل حتى اقترحت على الصديق والمناضل السياسي المعروف الاستاذ هاني الهندي تبني مشروع ترجمة الكتاب ، وفعلا اوكل مهمة الترجمة للمرحوم عفيف الرزاز ، فصدرت الترجمة بثلاث مجلدات عن مؤسسة الابحاث العربية ببيروت لاحقا . اما محاولاتي في ترجمة كتاب بطاطو عن تاريخ سوريا ، فقد ذهبت ادراج الرياح بسبب ممانعة كل من الحكومتين السورية والاردنية نشر ترجمة الكتاب الى العربية لخطورة المادة العلمية التي تضمنها الكتاب .
عارف في منفاه كالطفل فقد امه !!
كان عبد الرحمن عارف انسانا بسيطا جدا حدثني عن حياته في المنفى وانعدام راحته وهو خارج بغداد .. وجدته مكتئبا في منفاه لا يعرف ماذا يعمل وكأنه طفل فقد امه .. تركيا بالنسبة له آخر العالم ، وان بغداد هي حاضنته وقال : لا اريد ان اموت في ارض بعيدة عن العراق .. وتابع مستطردا : جئت الى هنا بالرغم من ارادتي .. انني انسان مسالم ولا يمكن ان اشكّل خطرا على اي نظام للحكم .. وليس لي اي رغبة في السلطة ثانية ، ولكن رغبتي ان اعيش ببغداد التي لا يمكن ان تتصور مدى عشقي لها .. فقد نشأت فيها وليس لي اي ذكريات الا عنها .. وان معظم اصدقائي هناك . تابع قائلا : حتى عندما كنت رئيسا ، كنت محصورا في القصر الذي كنت لا اطيق البقاء فيه .. اذ كنت اعد ساعات الدوام عدا لاغادره .. وبالرغم من ذلك كانت حريتي مكبّلة وانا رئيس البلاد .. كنت انظر اليه بعين العطف تارة وبعين التقدير تارة اخرى .. بعين الرضا تارة وبعين السخرية احيانا ..
احكام عبد الرحمن عارف بزملائه
حدثني عن اخيه عبد السلام وكان يصف شجاعته باللامتناهية ! وماذا فعلت به الايام اذ لم يتعلم الدرس الا في السنة الاخيرة من حياته . قلت له : تقصد بعد محاولة عارف عبد الرزاق الانقلابية وانفضاح دور مصر ضده ؟ اطرق قليلا وهو ينظر اليّ وكأنه يستعيد الذكرى ثم اجاب قائلا : لا ، قبل ذلك بقليل .. سألته عدة اسئلة عن الزعيم عبد الكريم قاسم وعن الضباط الاحرار وعن 14 تموز / يوليو 1958 .. فأجاب بمنتهى الصراحة .. سألته عن اسباب قتل العائلة العراقية المالكة ، فأفاض في تبرئة نفسه هو شخصيا من دمها .. حدثني عن اولئك الذين اشتغل معهم وهم من رعيل اخيه الراحل ، فأكبر في الدكتور عبد الرحمن البزاز علمه ووطنيته ومؤهلاته ، ويعترف انه كان اضعف من الاجنحة المسيطرة على الوضع آنذاك اذ لم يستطع ان يفرض رأيه عليها خصوصا عندما ناصبت تلك القوى العسكرية بكل فجاجتها البزاز العداء ومعه نخبة من الساسة المدنيين والناصريين في مقدمتهم ، ثم البعثيين والقوميين الذين اتهموه بالعمالة للغرب والرجعية .. وكان يثني على طاهر يحي ونزاهته لولا عصبيته وصعوبة مزاجه وحدة بعض عباراته وسلاطة لسانه .. اما ناجي طالب فهو ابن اصول ـ على حد تعريفه ـ اما عارف عبد الرزاق فقال بأنه لم يحقق شيئا سامحه الله ويعقّب بأنه هو نفسه الذي قضى على حركتيه الانقلابيتين .. وسألته عن دور عبد الناصر فيهما فأجابني اجابات مهمة جدا تختلف عن اجابات المرحوم عارف عبد الرزاق التفصيلية في حديثي معه ، وقد اثبتها كلها في كتابي ( الرهانات المستحيلة ) ..
وكان عبد الرحمن عارف معجبا بشجاعة عبد العزيز العقيلي ونظافته ومكانته العسكرية في العالم بالرغم من ان الاخير كان قد اسّس تنظيما سياسيا معارضا في عهده لاستلام نظام الحكم .. كان عبد الرحمن عارف يثني على الرئيس جمال عبد الناصر بكل سذاجة الستينيات ، ولكنه يشير من طرف خفي الى نزعته في الهيمنة والتسلط حتى عندما يحادثه بالتلفون ، ولم يتسلّم منه الا اللوم والعتاب .. لم يقدح عبد الرحمن عارف باحمد حسن البكر وجماعته اذ دوما ما كان يغيّر الموضوع ، وقد فهمت انه لا يطيقه ابدا .. وجدته ينزع للخير ولا يذكر الا ايجابيات الاخرين ويسكت عن سلبياتهم وربما كانت هي هكذا روحه الهادئة ، كما استنتجت ان عبد الرحمن عارف لا تفور اعصابه الا نادرا ، وحتى ان فارت فسرعان ما تهمد بكلمة طيبة يسمعها او بأي عذر يتقبله ببساطة متناهية ! سألته عن القضية الكردية ، فأكبر في المرحوم البزاز مشروعه التاريخي الذي قبله الاخوة الكرد وعلى رأسهم الزعيم الملا مصطفى البارزاني ـ رحمه الله ـ ، وقال : كنا سنخطو خطوات واسعة الى الامام ، ولكن التآمر لا ينجح ضد العراق اذا بقي في الخارج ، فالمشكلة اذا كان التآمر عليك من الداخل ومن قبل العراقيين انفسهم ـ على حد تعبيره ـ !
الانقلاب عليه : كيف فسّره ؟
اما عن زمن حكمه ، فكان يعتبره من افضل العهود السياسية التي مرت بالعراق ، ولولا خيانة بعض الضباط والساسة العراقيين لما وصل العراق الى اي منحدر !! لقد شارك بعض الساسة المدنيين من جماعة الاخوان المسلمين وغيرهم من الساسة المستقلين في الانقلاب عليه بتعاونهم مع البكر ، امثال : عبد الكريم زيدان استاذ القانون الذي اصبح عضواُ في وزارة البكر الاولى بعد الانقلاب حيث اصبح وزيراً للاوقاف وأيضا محمود شيت خطاب الذي اصبح وزيرا للبلديات وناصر الحاني الذي اصبح وزيرا للخارجية ثم قتل بعد اسابيع من قبل البعثيين كونه يعرف اسرار لعبة 17 تموز / يوليو .. ومع عدد من المحسوبين على التيارات القومية مثل د. طه الحاج الياس وزير الثقافة وعبد المجيد الجميلي وزير الاصلاح الزراعي. وشارك في الانقلاب ايضا حردان عبد الغفار التكريتي الذي قتل من قبل اجهزة المخابرات العراقية فى الكويت يوم 31 مارس / آذار 1971 . ويستغرب عبد الرحمن عارف من سلوك هؤلاء قائلا : ما الذي كان ينقصهم حتى يشاركوا في الانقلاب مع البكر ضدي !؟؟
كان عبد الرحمن عارف قد خانه اقرب المقربين اليه وفتحوا ابواب القصر امام دبابتين وسيارة مدنية يقود الانقلاب كله عشرة من القادة البعثيين امثال : احمد حسن البكر وعبد الله سلوم السامرائي وعبد الخالق السامرائي وصالح مهدي عماش وناظم كزار وطه الجزراوي وصدام حسين التكريتي وبرزان التكريتي .. وسقط نظام الحكم في غضون اقل من ساعتين وبواسطة التلفون فقط .. وتمّ خلالها اعتقال طاهر يحي وابرز المسؤولين من بيوتهم ، ثم اتصلوا تلفونيا بعارف ليضعه كل من احمد حسن البكر وعبد الرزاق النايف امام الامر الواقع ..
كان عبد الرزاق النايف قد قتل في لندن عام 1978 بتدبير من اجهزة مخابرات البعثيين ، لكن عبد الرحمن عارف لم يشمت به ابدا عندما ركّزت عليه ، بل قال : رحمه الله وسامحه ! ولكنه عقّب قائلا على سؤال لي عن ارتباطات الانقلاب بالخارج ، فقال عارف انه كان قد قرر حجب امتياز الكبريت في المشراق قرب الموصل عن شركة امريكية كبرى ، فضلا عن عوامل اخرى تتّصل بالعلاقات مع ايران والرهان على حقل الرميلة .. فكان ذلك سببا اغاظ اطرافا امريكية لتبدأ مؤامرة اشتركت فيها اطراف عربية واقليمية عدة ضده .. كما ان ثمة مشروعات كنّا نفكر فيها وبعضها قد اتخذناها لالغاء القرارات الاشتراكية التي صدرت في عهد المرحوم سلام ..
كانت نقطة الارتباط تتمثّل بالسفارة العراقية ببيروت ودور كل من الملحق العسكري بشير الطالب والسفير ناصر الحاني هناك مع عبد الرزاق النايف ببغداد وتحالفه في الساعات الاخيرة مع البعثيين الذين كانوا ينسقون عملهم من خلال اتصالات ابراهيم عبد الرحمن الداوود وسعدون غيدان .. وفعلا لقد استغلوا غياب سعيد صليبي الذي كان في لندن للعلاج وقت ذاك ، وقاموا بحركتهم ، اذ استيقظت على رنين جرس التلفون ليبلغوني بأن كل شيئ قد انتهى وليس لي الا مغادرة العراق . وعقّب قائلا : يا للاسف الشديد ، كان الزمن يتقدم لصالح بناء عراق ديمقراطي مدني بتوصية مني ـ حسب قوله ـ الى تأسيس لجان عمل للمستشارين الذين يضمهم مجلس عالي المستوى .. ولكن حدث ما حدث بتآمر واضح المعالم !
من الاشياء الاخرى التي اتذكرها انه قال ان انقلاب فجر 17 تموز / يوليو عليه كان بتدبير جهات اجنبية مع ضباط بعثيين ، ولكن بتنفيذ ثلاثة ضباط صغار برتبة مقدم ، وهم كل من عبد الرزاق النايف وابراهيم الداود وسعدون غيدان .. وقد منح هؤلاء الثلاثة اضافة الى المناصب الرفيعة رتبا عسكرية عليا اذ منح ثلاثتهم رتبة فريق فضلا عن رتبة فريق التي منحت لكل من صالح مهدي عمّاش وحردان التكريتي اما البكر فمنح نفسه رتبة مهيب !
وأخيرا .. سنوات لم احقق فيها اي لقاء آخر !!
ودعته على امل ان القاه ثانية لاكمل المزيد من اسئلتي عن عهده والعهد الجمهوري برمته ، ولكنني لم القاه ابدا ، وبقيت اتابع وأسأل عنه من حين لآخر ، حتى سمعت قبل ايام برحيله الابدي .. وثمة تفاصيل اعرفها منه عن بعض الاحداث والمواقف والشخصيات العراقية والعربية ( المصرية خصوصا ) سجلت بعضها في كتابي ( الرهانات المستحيلة ) . وآخر ما يمكنني قوله ان الرئيس عبد الرحمن عارف لم يعترف ابدا بضعفه السياسي ، بل ولم يعترف بأن العراق ابان حكمه كان ضعيفا .. بل كان يعتز ان عهده كان افضل عهد سياسي .. ولكنه يعترف بأن ثمة حركات سياسية عراقية كانت تعمل في الداخل للاطاحة بحكمه وقد سماها بالاسم وتتمثل بالبعثيين والناصريين والاخوان المسلمين وجماعة الاشتراكيين والقوميين العرب وجماعة العقيلي وكل الانشقاقيين عن هذا الطرف او ذاك .. وبالرغم من تنظيمات الشيوعيين الا انها لم تكن قوية نتيجة ما كان قد اصابهم في العام 1963 ، اذ كان البعثيون في انقلابهم على حكم عبد الكريم قاسم قد كسروا ظهورهم . ان الشيئ المهم الذي تعلمته من لقائي بالرئيس السابق عبد الرحمن عارف ان من يحكم العراق يخرج بنتيجة مفادها ترحّمه بينه وبين نفسه على من سبقه من الحكام السابقين !! وآخر ما يمكنني تسجيله دعوتي لزملائي المؤرخين العراقيين الاعزاء ان يلتفتوا الى العهد العارفي من اجل دراسته والبحث التاريخي في مفاصله . رحم الله الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف ، فلقد دخل التاريخ وخرج منه عراقيا من دون اي حمامات دم !
www.sayyaraljamil.com
المجلس ، 1 سبتمبر 2007
شاهد أيضاً
على المشرحة.. لا مواربة سياسيّة في الحوار العلمي (الحلقتان الثالثة والرابعة)
ثالثا : الاحرار العرب : مستنيرون لا خونة ! 1/ اخطاء تاريخية وتحريف للتاريخ ويستكمل …