نظرا لاحترامي ارادة الاخوة اليزيدية في العراق والعالم أجمع ، واعتزازا مني بوحدتهم ونسيج خصوصياتهم ، وعملا من اجل وحدة العراقيين في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق وكل العراقيين ، ونظرا للاتصالات التي جرت معي بسبب المشكلات التي حدثت عند ابناء الطائفة اليزيدية نتيجة نشري مقالة مطولة عن اليزيدية بقسميها الاول والثاني في موقع ايلاف الالكتروني قبل اسبوعين ، واذا كنت قد اعتمدت على بيان اصدره الامير انور بن معاوية بيك يوم 12 /12 /2006 ، والرجل لا اعرفه أبدا ولم التق به ابدا ، فأنني لم يكن في بالي انكم جميعا تخالفونه بهذه الدرجة أو تلك ، بل ولم يصدر ما يخالف بيانه رسميا من سعادة الامير تحسين بيك وهو الزعيم الذي يقف على رأس الطائفة اليزيدية او سماحة شيوخها الروحانيين .
انني بالرغم من كل ما كتب عن المقال ، فانا سعيد جدا ان يأخذ كل هذا الاهتمام . وعليه ، ودرءا لأية انقسامات او الحاق اي أذى لأي اخ من الاخوة اليزيدية الاعزاء ، فقد قررت سحب مقالتي من النشر ، وسيقوم الاخ الدكتور ميرزا حسن دنايي مستشار رئيس الجمهورية سابقا مشكورا بجهده في سحب كل المقالات والردود الخاصة بالدراسة المذكورة من كل المواقع كما اعلمني في مكالمته الهاتفية ورسالته بالايميل التي ارسلها لي البارحة .. وان اغلق الموضوع نهائيا كيلا يأخذ له ابعادا نحن في غنى عنها . ولكن لا انسى بنفس الوقت أن اتقدم بالشكر الجزيل لكل الاخوات والاخوة اليزيدية الطيبين الذين كتبوا رسائلهم الرائعة ومقالاتهم المنصفة لي مثمنين مقدّرين ما قمت به ، كما واشكر كل الذين كتبوا مناقشات علمية جادة بروح نقدية نظيفة من دون تجريح .
دعوني اقول ، بأنني مع ارادتكم الجماعية في الانتماء والهوية والخصوصية ، وليس لي اي حق بالتدخل في شؤونكم ، وحريص عليكم تمام الحرص لأنني الاقرب اليكم ، كما وانني حريص كل الحرص على مجتمعنا العراقي بكل اطيافه الجميلة .. ان حرصي الانساني اكثر من كشف حقائق متضاربة ومعلومات متناقضة ووجهات نظر وآراء قومية مختلفة يمكن ان تثار في وقت آخر ، وكنت مزمعا ان الحق بمقالتي ثلاث دراسات اخرى مطولة عن اليزيدية تعالج كل القرائن التاريخية والخلافات الفكرية والحقائق الموثقة عن الطيف اليزيدي وحياتهم الاجتماعية ونضالاتهم التاريخية وان اوضّح بالوثائق من وقف معهم في كل محنهم ومصائبهم ، وان اوضح آراء وتحليلات مستشرقين ومؤرخين وقناصل امثال : فليتجر ولايارد وهوراتيو ساوثكيت والسير هاري لوك وج . رسام وسارجنت وجاك بيرك والبرت حوراني وبرنارد لويس وبرسي كيمب وفيب مار ودينا خوري وغيرهم ، ولكنني ساغلق الموضوع من اجل ان لا تحدث اية مشاكل وانقسامات كلنا في غني عنها .. ولم تهمني ابدا الردود المتشنجة والانفعالية والهجومية والتجريحات غير اللائقة التي اعتقد انها ظلمت الموضوع برمته ، وانني لا أستحق ذلك من اناس اعتبرت نفسي صديقا وفيا لهم ، وقد وصفتهم باسمى الصفات وانبل الكلمات !!
واتمنى على كل من عارضني فيه ان يتمكن من المعرفة التاريخية وان لا يستخف بالاخرين وجهودهم في ما كتبوه عن اليزيدية خصوصا ومنذ عشرات السنين .. وساحتفظ بما لدي من معلومات ووثائق ووجهات نظر ومراسلات قنصلية في غاية الاهمية ، ولكن من حقي الشخصي ان استخدم تسميتكم التاريخية ( اليزيدية) اسوة باستخدامها عالميا في كل الانسكلوبيديات ودوائر المعارف العالمية .. اذ لا يمكنني استخدامها بالانكليزية في شكلها المعهود واستخدمها بالعربية في غير شكلها المعهود ، وستكون هذه هي المرة الاخيرة التي ساكتب فيها عنكم ايها الاخوة الاعزاء ، علما بأنني كتبت عن اغلب الاطياف العراقية بنفس الروح وقوبلت بالحسنى والعرفان والشكر الجزيل لأنني لا احمل حقدا ضد اي طيف عراقي ابدا .. واخر ما اقول ان المعرفة نسبية في موضوع شائك جدا ، وان خضعت لمواقف متبدلة من زمن لآخر ، فلا يمكن ان تخضع لمبررات سياسية ، وينبغي احترام من يصادقكم وليس عنده اية احقاد ضدكم ، كما وليست له اي مصالح او منافع لدى هذا الطرف او ذاك ، والعالم كله يعرف انني لم اتلون لا مع هذا العهد ولا مع ذاك .. وكما قلت في مقالي مهما كانت قوميتكم او لغتكم ، فانني اعتز بخصوصياتكم التاريخية والاجتماعية .. راجيا ان تتفقوا على ما يمكن الاعتماد عليه رسميا من قبل الاخرين كي لا تفقدوا من يعتز بكم .. حالفكم التوفيق دوما ايها الاصدقاء ..
ودمتم اهلا للخير والعطاء مع فائق المودة والتقدير والحب الكبير .
سّيار الجميل
تورنتو / كندا
كتب يوم الخميس 8 شباط / فبراير 2007
ـ نشر في وسائل الاعلام المختلفة .
شاهد أيضاً
نقطة نظام ضد الفساد والمفسدين والفاسدين
ملاحظة : طلب مني عدد من الاصدقاء العراقيين ان اعيد نشر هذا ” المقال ” …