الرئيسية / قراءات اخترتها لكم / عودة الرؤوس… عبد الخالق كيطان

عودة الرؤوس… عبد الخالق كيطان

لا جياد أصيلة

ولا أبل

الرؤوس ملقاة في الشوارع

والصبية الذين نجوا

يلهون بها

جوق من النساء،

وكعادتهن،
يمرغن شعورهن بالطين

فيما يكتفي الرجال الكبار بلف السجائر

كان الرجل المفخخ بارعاً في اختيار المكان

دله سيده على أقصر الطرق إلى الحور الحسان

خفت النواح

ولم تعد الرؤوس
***
فتحت المرأة باب المنزل، دخل رجلان يعصبان رأسيهما باللفائف، ويغطيان أحزمتهما بالخرق. نادى رجل من داخل المنزل أن هلموا. وضعا أمام المضيف الدراهم فما كان إلا أن حك لحيته وخرج ليعود بالشاي والفستق. الأحداث تتشابه، وكذلك البيوت المجاورة، كان ثمة أكثر من شيخ يوصي رجاله بالأحزمة، بعد ساعات، وجد المارون قرب الجثث رجلاً ينزف، حملوه بعناية إلى الطبيب، ولكن حزامه كان ثقيلاً، ثقيلاً جداً، شق الطبيب بمشرطه جلبابه فظهر الحزام واضحاً، ويد الجريح تريد أن تضغط على زر فيه.
***
لا جياد أصيلة

حملوا بنادقهم وعلقوا على نهاياتها رؤوس العزّل

فالرماح اندثرت
داروا دورتين اثنتين

ساد هرج ومرج

وكل من في الشارع يغلق باب منزله عليه

الأطفال وحدهم كانوا يلهون ببقايا اللحم البشري

هذه بقاياهم وكانوا معنا قبل قليل

فمن يدلنا على الشيخ الطاعن

وحده يعرف ذراع من هذه

وقدم من تلك
***
في الطريق إلى المقبرة

ثمة الكمين ذاته

حتى الرؤوس تفتت هذه المرة

لم يبق من النادبين أثر

بركة من الدم وبعض دخان

ندفن من في المقبرة؟

مرّ نبيّ وانحنى على البركة

غرف من الدم براحته

ثم قذفه للسماء
***
المنازل البعيدة، تقيم الساعة ولائم الفرح، وبينهم ثمة أكثر من أمير وحاشية، ضربوا على الطبول ورقصوا حتى تهالكوا، ثم فرشت الموائد، وعلى تلال الرز فيها وضعوا بقايا الأولاد الصغار، فعين هنا ولسان هناك، يد هنا وأنف هناك، وبعد الموعظة الحسنة التي ألقاها شيخهم الجليل بسملوا وتباروا في السباق.
أديلايد في 17/7/2005

شاهد أيضاً

حمّى رفع الشعارات: السياسي والأصولي والمثقف وصاحب المال

أطنب القدامى في الحديث عن علاقة المثقف بالسلطة في مختلف العصور وكشفوا النقاب عن الإكراهات …