مكاشفات.. الموصل والانتخابات القادمة دعوها تحافظ على خصوصياتها الحضارية

يدرك الجميع ما لمدينة الموصل من شأن كبير في العراق على امتداد التاريخ وانها مفصل جغرافي له استراتيجيته القوية منذ الاف السنين ، وهي رأس للعراق لا يمكنها ان تعيش من دونه ور يمكنه ان يعيش من دونها .. ولقد كانت قد اكتسبت خصوصياتها الحضارية منذ القدم وكانت معقلا مهما من معاقل الشرق ناهيكم عما صادفته من تحديات ونكبات وغزوات وحصارات ومجاعات وطواعين .. كانت دوما تستجيب لها لتتجاوزها وتعود للحياة دوما كالعنقاء من جديد . وعليه ، فان اغلب من درس دورها في التاريخ يراها وقد عاشت ولم تمت ابدا ، بفضل خصب اراضيها وحيوية سكانها وتنوع مجتمعها وثراء اقتصاداتها واصالة ثقافتها .. وسميت بأم الربيعين دليل نضارتها في الربيع والخريف وهي ذات خصوصيات يعتز بها كل القاطنين بها وهي مركز ناضج لأهلها العرب ، علما بأن اقليمها يعد – حسب كل الدراسات الحديثة – من اهم اقاليم الشرق بثرائه السكاني اذ يتبع الموصل ( ) قرية وهذا ما لم نجده في اي اقليم آخر من اقاليم المنطقة .. واغلب سكانه من العرب الذين يتعايش معهم منذ احقاب طوال : الاكراد والتركمان والشبك ومن الاديان فضلا عن المسلمين هناك المسيحيون بشتى مللهم وطوائفهم وهناك اليزيدية كما كان هناك يهود قدماء لم يبق منهم احدا بعد العام 1948 .
لقد شهدت هذه المدينة ولم تزل تعايشاً أخوياً رائعا قل نظيره بين نسيج سائر أطيافها السكانية من عرب وأكراد وتركمان وسريان وكلدان وآثوريين وارمن ، سنة وشيعة ويزيدية وشبك ويهود ….الخ ويشهد علي هذا الأمر وجود عشرات الأديرة والكنائس والمزارات للمسيحيين والشبك واليزيدية وكل الأقليات ، ولم تعرف البتة ما يدعى بالمشكلة الطائفية بالموصل إلا عندما يعبث بها الغرباء .
وقفة تاريخية
ان لواء الموصل ( أو: محافظة نينوى ) تعد جزءا لا يتجزأ من وادي الرافدين ومن بلاد ما بين النهرين ، كما وتعد حلقة مفصلية من منطقة الهلال الخصيب ، ويكفي ان لها تواريخها الحضارية التي ينبغي على كل العراقيين الافتخار بها ، فلقد كانت مهداً للأشوريين ومحجا للبابليين ومركزا للآراميين سكنها الجرامقة القدماء واقترنت العاصمة نينوى بامبراطورية الآشوريين في حين اقترنت بعد سقوطها عام 612 ق. م. على ايدي الكلدانيين والميديين فاتجهت الهجرات صوب تل قليعات بالموصل على الطرف الايمن من دجلة وصارت تعرف هذه البلاد بأسم عربايا أي بلاد العرب. ثم سيطر الفرس الأخمينيون على المنطقة بعد القضاء على الأمبراطورية الكلدانية عام ( 537 ق. م) وشجع كورش العرب والفرس علي السكني في هذه المنطقة لما تمثله من أهمية استراتيجية أمام الأغريق وصارت الموصل مدينة ذات شأن والموصل أسم اطلقه عليها سكانها العرب الذين أستوطنها العديد من قبائلهم ، فهو مشتق من الوصل لأنها تقع علي ملتقي عدة طرق تصل الشرق بالغرب وبلاد العرب ببلاد العجم.
ومما يؤيد لنا قدم العرب في الموصل وبلاد الجزيرة ماذكره صاحب التاريخ السعرتي عند كلامه عن الحصن الغربي (= الموصل ) قال كانت تسكنه منذ القدم قبائل عربية ، مثل : قبيلة تغلب وكان فيهم العدويون والحمدانيون والعقيليون فضلا عن قضاعة و ثقيف و بنوشيبان ومعظم هذه القبائل كانت تدين بالنصرانية . وبعد الفتح الاسلامي عاشت في وفاق وتآخي مع كل الاعراق السكانية ، ولم تعرف المنطقة أي نزاع عنصري مقيت، وفي العصور الأسلامية الوسيطة والحديثة استوطنتها بقايا السلاجقة والتركمان والشبك من دون اي استئصال عرقي او اقصاء ديني او صراع طائفي . وعندما طالبت تركيا الكمالية بلواء الموصل ، دافع ابناء مدينة الموصل دفاعا مستميتا ابان العشرينيات من القرن العشرين عن عراقية الموصل وعروبتها وخصوصا الدور الذي لعبه كل من الحزبين الموصليين القديمين : الحزب الوطني وحزب الاستقلال . ان اي ترتيب لعلاقات واقعنا اليوم لا يجرّده عن تاريخه وجغرافيته وادواره الحضارية .. والاّ فان اية اجندة مبيّتة ضد اي طرف ازاء الطرف الاخر ستخلق معضلات غاية في الخطورة .
مستلزمات أساسية
هذه ” المدينة ” الحضارية تجد نفسها اليوم مع العراق ولا تريد ان تجد نفسها مع غيره .. انها تناضل من اجل البقاء على خصوصياتها وتمايزاتها ، ويتخوف سكانها من حدوث اي تمزقات او تشظيات نتيجة جملة من الاوراق التي يمكن ان تلعب بها . لقد حدثني العديد من الاصدقاء الموصليين وهم من متنوعي المشارب والاعراق والاديان والتيارات بأن وضع الموصل له من الحساسية المفرطة بحيث لابد من ايلاء اوضاعها اهتماما خاصا ، وان تأخذ دورها على ايدي ابنائها الحقيقيين في الوقوف على صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة .. اذ لا يمكن ان يحدث في الموصل ما كان قد حدث فيها ايام الانتخابات الاولى يوم الثلاثين من كانون الثاني / يناير 2005 ، او ما كان قد حدث فيها يوم التصويت على الدستور . لقد كان دور المفوضية المشرفة على الانتخابات ضعيفا ان لم يكن غير موجود .. وكان قد اشير بشكل موثّق الى تسجيل اكثر من 20 مخالفة في عموم المحافظة تكفي احداها لالغاء الاستفتاء !! وبالرغم من الاعتراضات المحلية ، فالمفوضية لم تلتفت اليها أبدا !!
وعليه ، اطالب الاخوة الاعزاء من المسؤولين على المفوضية منذ الان بمراعاة سيرورة العملية الانتخابية في الموصل تلافيا لما حدث من اختراقات وتجاوزات واختفاء لصناديق الاقتراع .. كما يطالب اهالي الموصل وابناء المحافظة سواء في غربي دجلة ام على شرقه ان يشرف ممثلون رسميّون عن هيئات دولية او اقليمية على العملية الانتخابية في الموصل بالذات من اجل حماية وضمان حقوق السكان جميعا واحترام الارادة الجماعية لابناء الموصل .. وان تسود المصارحة والشفافية اثناء العملية الانتخابية بعيدا عن تدخل اي طرف من الاطراف لتنفيذ اي اجندة لصالحه على حساب الحقوق التاريخية والجغرافية والسكانية .
















إن مسألة التغيير الديموغرافي مسألة طبيعية في أي منطقة وهي بديهية من بديهيات التاريخ. هذه نبذة تاريخية سريعة عن نشوء الموصل وسكانها، ولو جئنا الي التاريخ الحديث فإن مدينة الموصل وكما ذكرنا سابقاً كانت مركزاً لولاية الموصل العثمانية، وضمت الي الدولة العراقية الحديثة بعد حل مشكلة الموصل الشهيرة سنة ( 1926 م)، بعد أن أختار سكان الولاية الأنضمام الي الدولة الناشئة الجديدة، وبدأت تشهد هجرات من كافة الوان الطيف المحيط بها نتيجة التوسع بالأعمال والوظائف والدراسة، ولكنها بقيت ذات أغلبية عربية واضحة.
إن المتطلع لأثار الموصل يدرك وبدون أدني جهد أن هذه الأثار آشورية كباب نركال وباب شمس وقصر آشور بانيبال وسورنينوي وحولها النمرود وخورسباد ومشروع سنحاريب الأروائي… الخ، ولايوجد أدني أثر لما يسمي بالحضارة الميدية،لأن هذه الحضارة هي أصلاً وهم من الأوهام لايوجد مايعززه علي أرض الواقع سوي بعض الأفكار الشوفينية وبعض العرب والمسلمين بصورة عامة. أما باقي الأثار فهي تعود الي العصور الأسلامية العربية كالجوامع والقلاع والمساجد والأسواق ولايوجد معلم واحد يحمل إسماً شبكياً أوكردياً حسب زعمهم.إن عروبة الموصل ليست مأخذاً علي أخوية العلاقات القائمة بين ساكنيها، وهي موضع فخر لما تعكسه الأخلاق العربية ــ الأسلامية من احترام وتآخي وماتفرضه الأخلاق الأسلامية من الإعتراف بالآخر وتقديره وإحترامه.
إن من يكتبون هنا وهناك عن كوردية الموصل وعن شبكية تاريخها وماشابه ذلك من ترهات إنما يزرعون الشوك في طريق العرب والأكراد وندعوا لهم بحصاد وافر لما يزرعون.
لقد تحاورنا وجلسنا مع من يمثل هذه التيارات فما وجدناها غير تيارات انتهازية تنتقل من مائدة فلان الي مائدة علان طلباً للمال والجاه وأنهم لايمثلون إلادعاة الفتن، وهم يعلمون ان عروبة الموصل ليست موضع نقاش






مازن عبد الجبار إبراهيم*

اغرب انتخابات في التاريخ شهدها العراق يوم 30/1 فاسماء اصحاب القوائم سرية أي كان على العراقيين ان ينتخبوا اشخاصا لا يعرفونهم حتى لحظة الانتخابات ومن ثم فلا مجال لمعرفة شيئا عن الاشخاص في القوائم ولا وقت للاستفسار عنهم ، انتخابات بلا احصاء سكاني وانتخابات تعتمد على نظام المنطقة الواحدة والمحاصصة الطائفية وانتخابات لا تعتمد على تسجيل اسماء الناخبين من السكان الاصليين في الموصل مثلا حيث احرقت قوائم واستمارات السكان الاصليين قبل مدة من الانتخابات وكان باستطاعتهم حمايتها بالتاكيد ولم يفعلوا ذلك لفسح المجال للمستوطنين الجدد من الاخوة الاكراد وكذلك المستوطنين القدماء لاحتلال محل السكان الاصليين ولم يعتمدوا على هوية الاحوال المدنية التي تثبت عائدية السكن فقط في الانتخابات وهذا ما لم يحدث في التاريخ ايضا وكان باستطاعتهم حمايتها كما حموا المراكز الانتخابية اثناء لعبة الانتخابات أي وكما قلنا لاستبدال اصوات سكان الموصل الاصليين باصوات المستوطنين فيها ، وفي الموصل لم تذهب القوائم الانتخابية الى اماكن محددة مثل الحمدانية وبرطلة والعياضية والمحلبية وشنف والعذبة وغيرها وذكرت المفوضية الخاصة بالانتخابات اثناء سؤالها تلفزيونيا عن الموضوع ان عدم وصول الاستمارات لاسباب امنية وتلك المناطق كانت هادئة وليست ملتهبة كداخل الموصل ومناطق اخرى شملها الانتخاب أي كذب وتضليل لتقليل شان الامر وفرض نتائج الانتخابات وهذا يعني وجوب الغاء نتائج الانتخابات في الموصل ، فاين ذهبت قوائم تلك المناطق؟ فالانتخابات في الموصل اعتمدت على تسجيل اسماء الناخبين والانتخاب في يوم واحد وهذا ما لم يحصل في التاريخ وصحيح ان الاسلام اعلى مراحل التطور التي تسيطر على الانسان وتمنحه ما يصلح له وليس الحرية المؤدية الى الهلاك ولكن بعد الغزو الفكري الغربي والجهل المنتشر بين الناس والثقافة الضحلة والمسخران لذلك الغزو هل يمكن لمجتمعاتنا ان تسخر الحرية الا لصالح الغرب بالاخطاء الناتجة من ذلك ؟ وهل تم شراء الاصوات في خارج العراق بمبلغ 500 دولار للصوت الواحد؟ وفي ذات اليوم 30/1 /2005 اتصل شخص من الحمدانية وقال لمحافظ نينوى تلفزيونيا : انه حصل على قطعة ارض في الحمدانية ورفضوا تسليمها له قائلين هذه ارض كردستان ولا يحق لكم الحصول على ارض فيها وهم الاخوة الاكراد يأخذون اراضي في الموصل ويتلاعبون في ديمغرافيتها بألاعيب احتيالية فأنظر الى الازدواجية مع العلم ان الحمدانية منطقة عربية اشورية تابعة لمحافظة نينوى ، وارسلوا أي الاخوة الاكراد تلاميذ من مرحلة الابتدائية الى امريكا في دورات لمدة 5 سنوات هل ذلك لتعلم اللهجات العربية الاصيلة لاحتيالات مستقبلية على يد خبراء ام انه للتدريب على تشكيل عصابات كعصابات الهاجانا والاشتيرن لمخططات شبيهة بمخططات استيلاء الصهاينة على فلسطين قبل عام 1945 ام لهدف مشابه ومؤدي الى ذلك ؟ فما حقيقة ما يجري في العراق علما انه الحمدانية منطقة عربية مسيحية تابعة لمحافظة الموصل وتم ذلك بعلم القنصل الامريكي في الموصل واهل تلك المناطق مثقفون وربما كانوا سينتخبون قوائم الحزب الاشوري وليس القوائم الكردية وان هناك 8 ملايين اشوري خارج العراق لم يشملوا بالانتخابات وقال مدير شرطة الموصل تلفزيونيا يوم 1 / 2 / 2005 ما معناه ان لم يكف المقاومون عن اعمالهم فسنلاحقهم في قراهم وباستطاعتنا ان نخفي قرى بأكملها من الوجود أي نفس الاسلوب اليهودي المتبع في فلسطين حين العجز عن مواجهة المقاومة وما دخل المدنيين في ذلك ؟ وسبق لخسرو كوران ان وعد محافظة نينوى باعلان اسماء مرشحي القوائم الانتخابية 48 ساعة قبل الانتخابات ولم يحدث ذلك أي لم يعلن اسماء المرشحين ولم يرشح في الموصل سوى الاخوة الاكراد المستوطنون في الكرامة والجزائر وغيرها وهم ليسوا مواطنين اصليين من اهل المدينة وبعضهم ذوي اقامة محددة مجددة وذلك لتغيير ديمغرافيتها وطبيعتها فالانتخابات في الموصل اعتمدت على تسجيل اسماء الناخبين والانتخاب في يوم واحد وهذا ما لم يحصل في التاريخ كما ذكرنا مخالفات وتجاوزات على القانون والحق وكذب في كذب لماذا كل هذا؟ هل اتفق الجزء الشيعي من الحكومة على تسليم الساحل الايسر للموصل كمرحلة اولى من التنازلات للدولة الكردية بادعاءات للتمويه والتضليل وتزييف الانتخابات للتغطية على اللعبة ولو كان للسنة تمثيل حقيقي مؤثر في الحكومة الانتقالية هل كان هذا ليحدث؟ والشخص السيء حينما يريد ان يطرد اخاه من الدار يبدأ بالعراك معه وهكذا فقد افتعلوا مشاكل النجف والفلوجة وغيرها لخلق جو من عدم الاتفاق والتنافر بين اعضاء الحكومة الانتقالية وبين جماعة مقتدى الصدر وهيئة علماء المسلمين لتخلو الساحة بالاعيبهم بعد ذلك فالامر يوضح اللعبة الامريكية المخطط لها بواسطة خبراء ومنذ زمن لضم الساحل الايسر للموصل للدولة الكردية كمرحلة اولى وذبح اهله وتشريدهم ثم الانتقال الى المناطق المحيطة به وخاصة الساحل الايمن للموصل وتوابعه في المرحلة الثانية وفي الاستفتاء الشعبي الذي جرى في مناطق الدولة الكردية وشمل مليوني شخص صوت الجميع لصالح الانفصال عن العراق اذن فاللعبتان متناغمتان مع بعضهما وعليه ان نفرق بين الاخ الكردي الذي يرغب في العيش في دولة كردية مثل خسرو وجماعته وعليه ان يذهب الى دولته وبين الكردي الذي يقبل ان يعيش في الدولة العراقية فكان باستطاعة خسرو نائب المحافظ ومسؤول عملية الانتخاب في الموصل منع حرق استمارات السكان الاصليين قبل الانتخابات كما حمى المراكز الانتخابية بعد ذلك ولم يفعل ما يتوجب عليه أي حماية تلك الاستمارات فهل كان ذلك لتشويه ديمغرافية الموصل وتمكين المستوطنين الأكراد وخاصة الجدد من التصويت في الموصل بأخذ أصوات جماعة الحمدانية وبرطلة وغيرهما علما ان أصوات منطقة سنجار مثلا او استمارات الانتخابات في سنجار ذهبت للحزب الديمقراطي الكردستاني فقط أي لتشويه الطبيعة الديموغرافية في سنجار هذه هي الامانة والديمقراطية والحق الامريكي الذي جاءوا به لتحويل مناطق الدولة العراقية في شمال العراق الى فلسطين جديدة وهم يستولون على الموصل تدريجيا وكذلك الامر في نواحي الموصل وفي داخل كركوك وغيرها اذ يقولون السكن حق لكل مواطن لتبرير الاعيبهم وها هم قد شردوا الآلاف من العرب من داخل كركوك والقرى المحيطة بالموصل واسكنوهم العراء في برد االشتاء القارص منذ بداية دخول القوات الامريكية للعراق في العام الماضي وهذا يعني ان قوات الدولة الكردية يجب أن تنسحب من الساحل الأيسر للموصل وتعود لدولتها وهم يطالبون بانشغال أهل الموصل وما حولها بأمور الحياة المدنية من غذاء وسكن وما شابه والأخوة الأكراد يجمعون الأسلحة ويشترونها ويتوغلون كل يوم عسكريا في الساحل الأيسر للموصل فهل هذا مطمئن الان ومستقبلا؟ خاصة واننا ليس لدينا أي سلاح للدفاع عن مدينتنا بعد حل الجيش العراقي وفق رغبة امريكا التي تعمل على ضم الساحل الايسر للموصل واجزاء اخرى من محيطها للدولة الكردية كمرحلة اولى فهل نجلس متفرجين على ذلك؟ كما تفرج العرب في فلسطين وهي تضيع قبل عام 1945 ولدى الاخوة الاكراد عدة مدن للسكن فيها في دولتهم وليسوا بحاجة الى الاستيطان في الموصل ان كانوا يريدون تغيير نيتهم السيئة والعودة للحق والنزاهة والعودة لمناطق الدولة الكردية الحالية واحترام سكان المناطق العربية والتركمانية والأشورية والشبكية واليزيدية وغيرها وكفى الجميع خداعا وتلاعبا بالألفاظ فالدولة الكردية قائمة وهي تحاول التوسع لاستغلال لعبة الفيدرالية الجغرافية وقانون ادارة الدولة الموقت لابتلاع اراضي الشمال العراقية أي العربية والتركمانية والاشورية وغيرها وفق المخطط الذي وضعه الامريكان لحماية الدولة الكردية لحين توسعها واتمام سيطرتها على الاراضي المحيطة بها على الرغم من ان سكان تلك المناطق هم اصحاب الشمال قبل الاف السنين من وصول الأخوة الأكراد الى شمال العراق كما اوضحنا في مقالة (الى متى بين الحقيقة والازدواجية) لتحقيق المصالح الصهيونية والامريكية والكردية في المنطقة وفق المخطط المعروف الذي وضعه الامريكان واسموه الخريطة السياسية الجديدة السيئة الصيت للمنطقة وهم أي الاخوة الاكراد لديهم دولة الان ويريدون القضاء على دولتنا وتفتيت ارضنا وتشريدنا كما حصل في الترحيلات الكثيرة السابقة والمثال الخاص بتسلم احد افراد المناطق المحيطة بالموصل لقطعة ارض في منطقته ورفض الاخوة الاكراد تنفيذ ذلك أي رفضوا منحه قطعة الارض قائلين هذه ارض كردستان ولا يحق لك ارضا فيها فماذا سيحصل مستقبلا في تلك المناطق؟ وليس لدينا أي قدرات دفاعية بعد حل الجيش العراقي وهذا يوضح السبب الذي جاءت لاجله القوات الامريكية حل الجيش العراقي كما قلنا لتحقيق الاهداف الرئيسية الامريكية الاخرى على مراحل لتقليل الخسائر وخداع الراي العام العالمي والمحلي ومرة اخرى نقول ان الحقيقة هي ان هنالك دولة كردية الان تحاول استغلال الفدرالية الجغرافية وقانون ادراة الدولة المؤقت للتوسع وضم الأراضي العراقية القريبة منها ومنها الساحل الأيسر والمناطق المحيطة به كمرحلة أولى للقضاء على هويته العراقية خاصة وان قوات الدولة الكردية تحتل تلك الأراضي العربية والآشورية والتركمانية وغيرها بعد حل الجيش العراقي وان البعض يساهم في ذلك بالموافقة على ذلك الاحتلال لصالح تقسيم العراق وطالما أن هنالك بعض يريد اكثر من حقوقه محاولا الاستيلاء على أملاك وأراضي غيره فلا يمكن أن تنتهي المشاكل في المنطقة وهم يريدون استغلال الوضع النفسي والاقتصادي الذي يعاني منه العراقيون بعد الحروب التي مروا بها ورغبته العراقيين في السلم بينما الحلف الأمريكي يعد للعبة اخرى لا تختلف كثيرا عن لعبة تأسيس الدولة الصهيونية في فلسطين عام 1945 . وفي لقاء مع احد اعضاء المفوضية المستقلة للانتخابات في الموصل قال: ان الانتخابات في الموصل انجاز كبير فهل هي انجاز كبير لتغيير ديمغرافيتها وعدم ادخال مواطني سهل نينوى الشرقي فيها؟ وقال هناك احتمال تلاعبات في قسم من الصناديق ورفض التحقيق فيها او ذكر عددها وارسلها الى بغداد قائلا لم يسمحوا لي بالتحقيق في ذلك على الرغم من كونها مشكوك في امرها ثم قال ان تلك الانتخابات افضل من لا شيء أي تدمير منطقة بكاملها واقتيادها الى الفناء والهلاك افضل من لا شيء واعتبر الحمدانية وبرطلة وغيرها من المناطق التي لم تشترك في الانتخابات مناطق ساخنة وهي ليس كذلك بل على العكس المناطق الملتهبة هي التي اجروا فيها الانتخابات والحقيقة فاذا وضع عالم واحد امام الف جاهل في انتخابات فمن يفوز فيها صوت ام الف صوت؟ ففي بعض الظروف والاماكن المتاخرة منن حيث التطور الاجتماعي وحالة عدم الوعي المصاحبة لها تخلق التوتر وأمورا من السوء تدمر المجتمعات وإذا كان عالم فقير مثلا في الاقتصاد والسياسة لا يستطيع الدعاية لنفسه مقابل عالم شرير يملك الإمكانيات لغزو عقول الناس وتشويهها فمن سيفوز منهما في حالة الانتخاب في المناطق المتأخرة من حيث مراحل التطور الاجتماعي فتكون الديمقراطية سيفا يقضي على الحق وتوفير الحياة المناسبة لرفاهية الفرد في المجتمع والإسلام أعلى مراحل التطور الاجتماعي ولكن المجتمعات الإسلامية حاليا ابعد ما يكون عن الإسلام بل وأننا لسنا في مرحلة بسيطة من مراحل التطور الاجتماعي الملائمة لتعميم الديمقراطية كما أوضحت مقالة (حرب ضد الاسلام ام ضد الارهاب) وما طرح في هذه المقالة اذن فالانتخابات كانت مزورة في الموصل ولا بد من الغاء نتائجها ونقول هل سيكتب سارقوا الاصوات الدستور ويفرضون نتائج الانتخابات على الموصل بالباطل ونقول ايضا هل سيكمل الاخوة الاكراد دولتهم بالاستيلاء على بقية الاراضي العربية والاشورية والتركمانية وغيرها في شمال العراق بعد ان اقاموا دولتهم على جزء من الاراضي الاشورية وغيرها التي احتلوها في مراحل من التاريخ فأربيل اشورية الاصل وكركوك اشورية تركمانية عربية الاصلواجزاء كبيرة من دهوك اشورية الاصل وهناك كما قلنا اكثر من ثمانية ملايين اشوري مرحلون في العالم اجمع بعد الثورة الاشورية الكبرى عام 1933 ومعارك سنوني وسميل 1914-1916 ومذابح القرن السابع عشر التي تعرض لها الاشوريين وقتل فيها زهاء (800000) ثمانمائة الف اشوري فانظر كم يعادل هذا الرقم الان؟ اذن لابد من الغاء الانتخابات في الموصل وعودة الجميع الى ركن الصواب ليكون الحكم الفيصل في الامور وهكذا كانت الديمقراطية هي الحجة الجديدة التي عاد بها الاستعمار الى المنطقة وسيكون حال الدول الاسلامية المجاورة للعراق وغيرها كحال العراق . وكما ذكرنا فيما يتعلق بالديمقراطية ومراحل التطور الاجتماعي التي تشكل الخلل في المجتمعات الشرقية والفجوة الواسعة بين تقبل الديمقراطية وفق الصيغة الامريكية وامكانية ان تتلاءم مع متطلبات المنطقة وانما هي أي الديمقراطية المشوهة سيف تريد الولايات المتحدة ذبح الامة الاسلامية به . وتحدث احد المسؤولين الامريكان عبر قناة تلفزيون كردستان يوم 1/2/2005 قائلا ما يجري يمهد لتأسيس الدولة الكردية كاملة بعد 5 سنوات وقام البعض في مناطق الاخوة الاكراد باستفتاء مقابل للانتخابات في مناطقهم الشمالية حول الانفصال عن العراق ، نطالب بالتحقيق في الامر والغاء نتائج الانتخابات في محافظة نينوى العربية وكف يد خسرو كوران عن محافظة نينوى وخاصة الساحل الايسر لتدميره وضمه للدولة الكردية كمرحلة اولى أي لم يشارك في الموصل من الشعب في الانتخابات سوى الاخوة الاكراد وكما قلنا الاخوة الاكراد المستوطنون في منطقة الكرامة والجزائر وغيرها للقضاء على عروبة الموصل التي فتحت لهم ابوابها في الستينيات وسبعينيات وتسعينيات القرن الماضي وبدأوا يستجيبون لمحاولات خسرو كوران عضو البشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني لتكريد الموصل والامر لا يختلف كثيرا في كركوك . وخسرو كوران يمهد لذلك منذ الان بسحق عروبة الموصل لتشريد اهلها وتغيير هويتها الديمغرافية لربط اربيل بدهوك عن طريق الموصل وتلعفر ونظرة صغيرة الى الخارطة توضح ذلك مع السيطرة على خيرات المنطقة وخاصة النفط في عين زالة وما شابه تمهيدا لاتمام الاحتلال الكردي لها اذن فالقوات الامريكية موجودة في العراق لحماية الاكراد لحين اكمال خارطة الدولة الكردية وتدمير العراق وذبح اهله العرب والتركمان والاشوريين وبقية القوميات والابقاء على الاخوة الاكراد فقط . كما فعلت بريطانيا في فلسطين قبل 1945 حين مكنت الصهاينة من السيطرة على فلسطين على مراحل مستغلة انشغال البعض بأمور الحياة الثانوية ومشاكلهم التي خلقتها لهم .

والعمل على المباشرة في تحويل الدور والأراضي في التسجيل العقاري في الموصل ابتداءاً من 11- 9 – 2004 لتغيير ديموغرافيتها وخاصة الساحل الأيسر لمدينة الموصل والموصل مدينة الانبياء مدينة عربية خالصة منذ فجر التاريخ وهي المدينة الكبيرة الوحيدة للعرب في شمال العراق الآن ولذلك يمكن اعتبارها عاصمة عرب الشمال والأقليات فلماذا محاولة تغيير ديموغرافيتها والاخوة الأكراد يشترون دورا وأراضٍ في الموصل بشكلٍ كبير يؤثر على وضعها السكاني ونحن مقبلون على الأنتخابات فلماذا مزاحمة العرب على مدينتهم الكبيرة الوحيدة في شمال العراق ولدى الأخوة الأكراد عدة مدن للسكن فيها والوجود الكردي في الموصل طارئ وغير طبيعي ناتج من عدة نزوحات منها النزوح الكردي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي والنزوح الكردي الكبير للأكراد البعثيين من زاخو وأربيل وعقرة وغيرها إلى الموصل في تسعينيات القرن الماضي ولم يكن في الموصل بجانبيها الايسر والأيمن كردي واحد عام 1940 وفي بيان للحزب الديموقراطي الكردستاني يوم 16-8-2004 جاء فيه أن من حق الأخوة الأكراد تأسيس كيان كردي مستقل خاص بهم وأن الفدرالية بداية الطريق نحو ذلك فما علاقة الموصل وخاصة الساحل الأيسر بالدولة الكردية المزعومة ولماذا زيادة الاستيطان الكردي فيها ولماذ اتجاه الكراد نحوها في الوقت الحاضر هل هو لضمها ؟ وتشريد أهلها ؟ والثقة والأمان تحتاج الى بناء أواصر التقدير والاحترام وعدم زحف أي من الاطراف نحو اراضي الاخر في الظرف العصيب الذي تمر به الامة لتنتهي المشاكل كما أن وجود الاحزاب الكردية في الموصل وعدم قدرة العرب على تشكيل احزاب عربية محايدة في الظرف الصعب الناتج من الحصار الامريكي على العراق طيلة اثني عشر عاما وما تلاه من احتلال يجعل الامر يصب في الظرف الحرج لصالح الاكراد في الانتخابات القادمة خاصة بعد موجات الزحف الكردي نحو الموصل كما ان الحرس الوطني في هذا الظرف الصعب يجب ان يكون من ابناء العشائر في الموصل وليس من الاكراد وأهل الموصل أولى بتسلم زمام الامن فيها مما له علاقة بالموضوع وخاصة أن الاكراد يحتلون الارض العربية في قضاء زمار وقضاء سنجار (ويسيطرون جزئياً بقواتهم على الساحل الأيسر للموصل) وسد الموصل وغيرها ويحاولون تطويق الموصل بنسب الاقليات اليهم أي ضم اراضي الاقليات اليهم فيقولون مثلا في قنواتهم الاعلامية الكرد الشبك والكرد الكلدانيون والكرد الاشوريون والكرد اليزيديون وما الى ذلك وكل هذه قوميات عراقية اصيلة مستقلة بذاتها سكنت العراق قبل الاكراد بالاف السنين شأنها في ذلك شأن القومية العربية فبأي حق تنسب هذه القوميات والاقليات الى القومية الكردية مما يظهر ان هناك باطلا يحاك في الظلام لتطويق الموصل وبقية المدن العربية مع اقتراب الانتخابات والاشوريون مثلا هم أخوة العرب في النسب من إبراهيم عليه السلام وهناك أكثر من ثمانية ملايين آشوري في الخارج رحل إباؤهم بعد الثورة الآشورية الكبرى في 1933 ومذابح سمّيل وسنوني 1914 و 1916 وهناك مليونان في سوريا و 800 الف في تركيا و500 الف في ايران والباقي موزعون في انحاء العالم وخاصة استراليا والامريكيتين وهم اصحاب الشمال الاصليون .

فهل يجوز ادخال 4 ملايين اغلبهم اكراد في الخارج في الانتخابات القادمة وعدم اشراك 8 ملايين اشوري هم سكان الشمال الاصليون مع العلم ان عدد الاكراد الحقيقي في شمال العراق اقل من العدد الحالي بكثير والباقي اكراد اتراك جاءوا الى العراق بعد رحيل الاشوريين انف الذكر وظروف سياسية اخرى وكراهية الامريكان للاشوريين بسبب كراهية اليهود للاشوريين ومنذ الغزو الاشوري لليهود ففي مزامير داؤود المزيفة تقول احدى الايات مثلا (( إذا رأيت الطفل الاشوري فاضربه بحجر )) وفي الدستور الملكي البريطاني اهانات واضحة للاشورين للسبب ذاته. وخوفا من النبوءة الفلكية اليهودية التي تقول ان الاشوريين والعرب سيقضون على اسرائيل في المستقبل القريب.

وما هو اثبات ان ال 4 ملايين الذين يودون اشراكهم في الانتخابات هم عراقيوا الاصل ويكفي ان نقول ان الانتخابات القادمة ستكون غير نزيهة ما لم يشارك فيها 8 ملايين اشوري في الخارج ونقول للذين يدعون الاخوة والاسلام ما هو مصير العرب الذين كانوا في داخل كركوك ومصير العرب في قرى زمّار الذين أجبروا على الرحيل من قراهم التي استولى عليها الهسنيانيون مثلا او ما هو مصير الذي رحلوا من القرى القريبة من القوش والشيخان والهسنيانيون أكراد أتراك جاءوا إلى العراق بعد رحيل الآشوريين 1933 ولا زالت الغالبية العظمى من أقاربهم وعشيرتهم في تركيا والان استولوا على قرى زمار فكيف تبنى الثقة في هذه المرحلة إذا كان الحق والعدالة والنزاهة قد ضاعت وحلت محله القوة المبنية على الباطل. وهل الإعلان عن تأسيس فرع رابع للحزب الديموقراطي الكردستاني في الموصل يوضح شيئاً يتعلق بالأمر حيث قالوا ما معناه:حرصاً على مصلحة الأكراد في المناطق الكردستانية المحررة يقوم الحزب الديموقراطي الكوردستناني بفتح فرعٍ رابع له في الموصل أي أن ذلك البيان أعتبر الموصل جزءاً من الأراضي الكردستانية المحررة وفي تعليق للدكتور عبد القادر البر يفكاني في برنامج تلفزيوني عربي قال: إن العرب في الشمال ليسوا سكاناً أصليين وإنما جاءوا من الوسط الرمادي بالتحديد ومن الجنوب فانظر إلى أكاذيبهم وافتراءاتهم التي تظهر نيتهم المستقبلية والعرب أهل الشمال العراقي قبل مجيء الأكراد بآلاف السنين والأكراد أقوام هندو قوقازية جماعة برزان وبقية البهدنان هنود الأصل وجماعة طالبان وبقية السوران قوقاز الأصل ولا آثار لهم في شمال العراق ولم يأت أحدٌ على ذكرهم في التاريخ الآشوري أو الكلداني أو الروماني أو اليوناني وسكنوا الجبال بعطفٍ من العراقيين يوما ما سكن الأخوة الأكراد جزءا من شمال العراق بعطف من الآشوريين والآن استولوا على أراضيهم ويوما ما سكن الأكراد قسم من الساحل الأيسر من الموصل بعطف من أهلها فهل ستتكرر المأساة ثانية ؟ وفي الحقيقة إن جميع مشاكل العراق في العصر الحديث ناتجة من اختلال التوازن السكاني الذي سببه رحيل الآشوريين من شمال العراق ومن واجبنا نحن المسلمين أن نعيد لهم حقوقهم.

ومن المعلوم أن الوريث الشرعي للبنايات التي كانت منظمات حزب البعث السابق هو الدولة وليس الأحزاب الكردية التي تحتلها الآن وقاموا بتغيير مدير القسم العقاري في الساحل الأيسر من مدينة الموصل وفي يوم الجمعة المصادف 31-12-2004 كان قسم عقارات الدولة في الساحل الأيسر مفتوحاً فهل ذلك لسرقة أراضي الدولة ومنحها لأشخاص من جماعتهم خاصةً بعد قرار فتح منح الأراضي الصناعية للمواطنين في الموصل وإذا كانوا يرفضون السماح للعرب الذين كانوا في داخل كركوك بدخول الانتخابات ويدعون أنهم وافدون فماذا عن الوافدين الأكراد إلى الموصل فهل يجوز إدخالهم ضمن الموصل في الانتخابات القادمة بدل أن ينتخبوا ضمن قراهم ومدنهم الأصلية أم للقضاء على عروبة الموصل ضمن لعبة الاحتيال والازدواجية الانتخابية وهل استغلال الجملة التكتيكية بضرب الأمريكان لقسم داخلي في اربيل لكسب الأصوات في الانتخابات القادمة بإقناع البسطاء بان هناك خلاف بين أمريكا وحلفائها من الأكراد ؟. ويوما ما أصدروا قراراً معناه يحق لأي عراقي شراء قطعة أرض أو دار سكنية أو أي عقار أخر في أي جزءٍ من العراق ولكنهم يقولون ألان يجب على العرب الوافدين إلى كركوك حسب تعبيرهم العودة لمدنهم وقراهم . وماذا عن الأكراد الوافدين إلى الموصل في نفس الفترة الزمنية تقريباً ألا يجب رحيلهم لمدنهم وقراهم وفق نفس المنطق وأن يمارسوا الانتخابات وفق عائديتهم لمدنهم وقراهم أم أنها ازدواجية اللعبة للسيطرة على الموصل في الانتخابات القادمة وفي قرار أخير لهم يمنح صنف حراسة المخازن من البيشمركة وبقية الأكراد قطع أراضي في الموصل أهذه هي الأمانة والواجب وهل الموصل جزء من أراضيهم أي أراضي كردستاني ليوزعوا أراضيها بينهم وقاموا بنقل مقر جمعية الحدباء الإسكانية إلى داخل فرع مقابل لمقرها الأصلي الذي استولى عليه التجمع الوطني ومن يرأس هذا التجمع أليس لعبةً في المشروع الأمريكي الأساسي وهل نقل مقر جمعية الحدباء إلى ذلك الفرع غير الظاهر للتلاعب بأراضيها وتغيير ديموغرافية الموصل وفق اللعبة الأمريكية الجديدة الخاصة بالخريطة السياسية الجديدة للمنطقة سيئة الصيت . ومن المعلوم أن الكثير من الأخوة الأكراد قد اخذوا القرى التي يدعون أنها لهم والتي كان يسكنها العرب فلماذا يبقى ألأكراد الذين يدّعون أنهم أصحاب تلك القرى في الموصل ولا يذهبون إلى تلك القرى فهل للأمر علاقة بالانتخابات القادمة وخاصة ما يتعلق بالساحل الأيسر كمرحلة أولى مع العلم أن محافظ نينوى الأسبق السيد غانم البصو قد رأى الساحل الأيسر للموصل ضمن خارطة الدولة الكردية الكبرى في مبنى محافظة أربيل لدى زيارته لها وذكر ذلك عبر التلفاز يوم 19-12-2003. والله أعلم بما يحصل الان في منطقة عين زالة النفطية غرب الموصل كما أن ما رآه السيد غانم البصو محافظ نينوى الأسبق قابل للجدال فهل ذلك لعبةٌ سياسية القصد منها التمويه عن الأطماع الكردية في الساحل الأيمن خاصة أنهم يرومون السيطرة على قضاء سنجار وزمار أي تطويق الموصل بالكامل زحفا على منطقة عين زالة النفطية تمهيدا لسقوط الساحل الأيمن عسكريا بلا قتال وإقناع العرب أن لديهم إمكانية بالحصول على شبر واحد لهم في شمال العراق مستقبلا أي كما حصل في فلسطين في ثلاثينيات القرن الماضي وهل تمثيلية انسحاب الشرطة من مراكزهم في الموصل لفصلهم من الخدمة وجلب القوات الكردية إليها مع قرب الانتخابات لتثبيت واقع على الأرض ؟ وهل لعدم دفع رواتب الشرطة في الموصل قبل الاحداث في 11-11-2004 علاقة بنفس الموضوع . قال السيد حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي المؤقت أن قوات البيشمركة مجربون وطنيا ! فهل هم مجربون في الدفاع عن العراق أم بقتل الأسرى من قوات الامن والامن الداخلي والاستخبارات ومطوعي الجيش العراقي عام 1991 وما قبلها ؟ أم هم مجربون في سرقة سبائك الذهب ومليارات الدنانير من البنك المركزي وغيره من المصارف في الموصل يوم سقوط الموصل في 11-4-2004 وجميع الممتلكات العامة من سيارات وحديد و…………الخ. وإذا كان هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي المؤقت عضو في البيشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك خسرو كوران نائب محافظ نينوى حكومة من السفاحين ولصوص المصارف فرضتها أمريكا على العراق وستعمل على تثبيتها في الانتخابات الاضحوكة القادمة فهل هذه الديمقراطية الامريكية التي تريد نشرها في العراق وإذا كان تأسيس الحكومة العراقية المؤقتة بمزاجية امريكية وفق مصالحها القائمة على الخريطة السياسية الجديدة السيئة الصيت وكذلك كان تأسيس المجلس الوطني فلا نستغرب ما سيجري في الانتخابات القادمة انما هم يريدون مجموعة من السفاحين وقطاع الطرق ولصوص المصارف ليأسسوا حكومة معادية للاسلام شبيهة بالحكومة الامريكية القائمة. وإذا كانوا لايريدون ادخال العرب في كركوك للانتخابات القادمة ويقولون انهم وافدون اليها فماذا عن الاكراد الوافدين الى الموصل ؟! لماذا يدخلونهم في الانتخابات ضمن القوائم الخاصة بمدن وقرى الاكراد الوافدين الى الموصل ؟ يتضح هنا التشابه في ازدواجية المعايير بين الولايات المتحدة وممثليها في العراق . ولماذا يقومون ألان بجمع الأسلحة من العرب فقط. لقد قالت أميركا بأنها جاءت إلى العراق من اجل اسلحة الدمار الشامل الموجودة فيه وثبت بطلان هذه الدعوى. ثم قالوا مهمتنا تنتهي بالقضاء على صدام حسين وهاهم قد قضوا عليه فثبت بذلك بطلان ادعائهم الكاذب. فهل توضح هذه المقالة حقيقة سبب وجودهم واحتلالهم العراق.في كل شبر من مدينة الموصل تراب سار عليه احد الانبياء وعانق عرق ودم اولئك الصديقين والانبياء وفي كل شبر من ارض الموصل بطل عربي دافع عن سيناء والجولان وفلسطين وبقية التراب العربي المغتصب ابتغاء مرضاة الله فلماذا الجميع لا يحرك ساكنا في ما يجري داخل هذه التربة الطاهرة.

أن للأخوّة والاستقرار والسلام واجبات على كل إطرافها احترامها وعدم احتلال أي من الأطراف أراضي الآخر بأية ذريعة كانت والاستيلاء على حقوقه وان كان شبرا واحدا لتنتهي المشاكل إلى الأبد وليس استغلال الغفلة وانشغال الشعب بالظروف الأمنية المريرة لتمرير ما يخلق الماسي والحروب والدمار في المنطقة وإذا كان الأخوة الأكراد ينوون تأسيس كيان خاص مستقل بهم كما جاء في بيان حزبي لهم يوم 16-8-2004 فيجب أن يكون مقابلها دولة عربية في شمال العراق عاصمتها الموصل ليعم الاستقرار والسلام.

* باحث سياسي
ـــــــــــــ
من مؤلفاته :
1- كتاب أين الحقيقة 1992 تنبأ فيه بالهجوم الأمريكي وما يجري حاليا في العراق
2- نظرية في علاج الأمراض المزمنة نشرت في جريدة العرب اللندنية العدد6498 في 30/9/2002 وجريدة نينوى الموصلية العدد 95 في 1/3/2002 وجريدة الزمان بتاريخ 8-4-2004
3- نظرية في الحكمة نشر العديد من أجزائها في تسعينات القرن الماضي في الجرائد العراقية
ومن أعماله :
مواجهة الذئاب بعصا راع انتحار حقيقي …ما أصعب أن تهزم الحياة ثم تهزمك امرأة وما أقسى أن تسحق الأعداء ثم تسحقك نفسك .. لو ألغيت الخمور ولفائف التبغ والمخدرات غير الطبية من حياة البشر لما بقي فقير واحد .
العراق دولة عربية (وفق المفهوم المتداول), لا شك ولا مواربة في ذلك. وهوية العراق عربية ـ أيضا ـ لا شك ولا مرية (عندي) في ذلك. لأني لا أؤمن بعراقية الأكراد, فضلا عن حشرهم مع العرب حشرا. فالأكراد أمتين ـ الكرمانج أبناء الحيثيين, والسوران والكوران أبناء الميديين ـ مختلفتين تماما بلغتهما وعاداتهما وأعرافهما جمعتهما الجغرافية. وهما أمتان مختلفتان عن العراقيين (العرب وغير العرب). ولا رابط بينهما سوى الدين والجوار. ولا أظن أن أحدا ممن ترك عبادة صنمي (سايكس) و (بيكو) يرى غير هذا الرأي.
أما العراقيون الآخرون فهويتهم محترمة إلا أنها لا تؤثر ـ عمليا ـ على الهوية العامة للعراق. فضلا عن أن “الكلدان” و “الآشوريين” و “الأرمن أو الآراميين” في العراق (وحتى في أرمينيا كما يؤكد بعض من أهلها) والصابئة واليزيديين, كلهم من نفس الأصل (العراقي) الذي خرجت منه الجماعات التي سميت فيما بعد بـ “العرب”.
إن الهجرات السامية الأولى كانت قد خرجت من العراق إلى ما حوله (عكس المشهور), ثم تلتها هجرات (مكوكية) متعددة منه وإليه. لأن حادث الطوفان حدث في العراق, أي في بابل وما يجاورها حتى سماه الآثاريون بالطوفان البابلي (Babylonian Deluge). كما يؤكد اللوح الطيني المكتشف في مكتبة “آشوربانيبال” (Ashurbanapal) وتأريخه (668-626 B.C.), وفيه قصة الملك الأسطوري “كلكامش” (Gilgamesh) الذي يبحث عن الخلود وفيها يشير إلى “بطل قصة الطوفان البابلي” الذي يسمى في هذا الرقيم بـ (Ot-napishtim). وهناك لوح يعود إلى 1500 عام قبل اللوح الأول (حولي 2100 قبل الميلاد) يذكر فيه أيضا قصة نوح البابلي (Ot-napishtim) والطوفان. يعد هذا اللوح أقدم قصة معروفة للطوفان. أما في الرقيم الآخر الذي فيه رواية أخرى للطوفان, والمكتشف في “مكتبة نينوى الملكية” ويعود إلى الفترة نفسها التي يعود إليها اللوح الأول تقريبا (c. 650 B.C.) يذكر صدور الأمر الإلهي “لبطل القصة” الذي يسمى هنا بـ (Hastsu-atra) وما يقابله في الإغريقية (Xisouthros) (والذي يعني الحكيم أو بالغ الحكمة) ببناء السفينة وملئها بالناس والحيوانات. (The Babylonian Expedition, The Univ. of Pennsylvania, by Hilprecht الصفحة 33 وما بعدها) لذلك فالقول بأن الهجرات السامية الأولى خرجت من الجزيرة إلى العراق والشام,
يغفل مثل النصوص أعلاه. ولا يفسر لنا كيف ومتى تواجد الساميون في الجزيرة, وقد حدث الطوفان في العراق. وهذا التناقض يؤكد كون الهجرة الأولى كانت من العراق إلى الجزيرة, حيث انتشرت الجماعات المهاجرة في صحاراها والصحارى الممتدة بين العراق والشام إلى سيناء. لقد سميت هذه الجماعات بـ “العرب” أو “Arubu”و “Aribi” و “Aribu” و “Arub” و “Arai” و “Urbi” و “Arbi” نتيجة لخروجها إلى الصحراء, وتحولها إلى حياة البداوة. حيث سماهم “الآشوريون” (أو “الأكديون” وقبلهم “السومريون” على الأرجح) بهذه التسمية. ثم عممت هذه التسمية على البدو والحضر معا, لتصبح تسمية لقومية, بعد أن كانت وصف لطريقة حياة مجموعة من الناس, سموا فيما بعد عربيا بـ “الأعراب”. (أنظر كتاب “المفصل في تأريخ العرب قبل الإسلام ـ الجزء الأول, الفصل الأول “تحديد لفظة العرب”. للدكتور جواد علي. وكذلك كتاب “العرب واليهود في التاريخ” للدكتور أحمد سوسة). وهكذا تدل رقع التأريخ ورقمه المبعثرة في ما ها هنا وهناك, على أن العرب هم عراقيوا الأصل على عكس المشهور والمتداول ـ من أن الجزيرة هي أصل العرب. حيث تَنَقَّلَ قسم من سَكَنَة العراق القديم في صحراء “الجزيرة” (ما بين دجلة والفرات) وصحراء “السماوة” وما بين العراق والشام. ثم انتشروا في صحراء “سيناء”, وفي صحراء “جزيرة العرب”, فأطلق على هؤلاء جميعا تسمية “العرب”. تلك التسمية التي امتدت فيما بعد إلى من استقر منهم في المناطق الحضرية في الحجاز واليمن. ثم تحولت إلى تسمية لقومية ـ كما مر. ثم عاد جزء من هذا القسم كموجات إلى العراق في فترات متعددة؛ كما هو الحال بعد انهيار سد مأرب, أو عند الفتح الإسلامي وبعده. فما أكثر ما اشتهر وصار عرفا أو عقيدة أو حقيقة, سار بها الناس . . زرافات ووحدانا . . كابرا عن كابر. . وليس لها أصل, ولا فيها فصل.
أما في كتب التأريخ العربية الإسلامية نجد أن نصف العرب الأكثر عددا ـ ربما ـ وهم “العرب المستعربة”, ومنهم النبي محمد (ص), هم ولد النبي إسماعيل بن النبي إبراهيم (ع), وهو ابن الرافدين وابن “أور”, وليس “أورفة” كما يزعم البعض الذي رمى بسفينة النبي نوح (ع) إلى “أرارات”؛ بعيدا عن “نينوى” الممتدة من جنوب الموصل إلى شمال صحراء السماوة ـ وفيها “الجودي” الذي رست عليه, كما ذكر في القرآن الكريم. وقد ولد إبراهيم (ع) في بدايات الدولة البابلية الأولى “الأكدية”, التي كان “حمورابي” أشهر ملوكها.
أما نصف العرب الآخر ـ العرب العاربة (اليمانية) ـ ففيهم أقوال وآراء (حسب كتب التأريخ الإسلامية), أميل إلى القائل منها بعراقيتهم أيضا, وقد تعرضت باقتضاب لبعض المصادر في هذا الشأن في دراستي (المرتجلة) عن أصل العرب المنشورة سابقا. لذلك فالعرب (الأصليين) هم الذين يتقومون بعراقيتهم, وليس العكس. فمن ادعى العروبة ـ كعرق ـ وليس له أصل عراقي فليس بعربي.
ثم لا بد لنا أن نتسآءل قبل هذا كله: هل أن كل من ادعى العروبة هو عربي الأرومة؟ ومن هم عرب اليوم؟
هل هم المتعربون من فراعنة مصر ونوبييها, وأفارقة السودان, وبربر الجزائر وتونس والمغرب, و (فلسطينيوا) فلسطين الذين سكنوا فلسطين الحالية قبل العرب, وشراكسة وشيشان وألبان الأردن, وترك وفرس وألبان ورومان سوريا, وهنود وأفارقة وآسيويي وفرس الخليج؟ مع كامل الإحترام والتقدير لكل هؤلاء.
وبعد أن أترك الإجابة للقارئ اللبيب, لا بد لي من القول أنني ـ كمسلم ـ أؤمن بأن: “أكرمكم عند الله أتقاكم”, وأن: “لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى” وبهذا أدين الله. إنما أتكلم بلغة مسيّسي الانتماء العرقي. ومنظري التعالي القومي.
كما أنني أؤمن بأن: “ليست العربية منكم بأب ولا أم وإنما هي اللسان” أو بهذا المعنى, صح هذا الحديث الشريف أم لم يصح. فإن الفراهيدي وأبا نؤاس, وابن برد, وأبا العتاهية, والجاحظ, وأبا حنيفة النعمان, وابن حنبل, ومالك, والطوسي, والبخاري, والصدوق, ومسلم, والكليني, والترمذي, والنسائي, والطبرسي, والطبري, والكسائي, ونافع, وأبا داود السجستاني, والحاكم النيسابوري, وابن سينا, والفارابي, والرازي, وغيرهم المئات . . بل الآلاف من غير أرومة العرب ممن قدم لحضارة الإسلام والعربية الخدمات الجليلة (مهما كان موقفنا منها) والتي عجز عن تقديمها العرب أنفسهم, (إن) هؤلاء ـ لا شك ـ هم أكثر عروبة من “عمرو موسى” وأمثاله.
بهؤلاء قامت (حضارتنا) السالفة, عندما لم يكن هناك ما يسمى بـ “القومية العربية” بمعناها السياسي الحالي. تلك الفكرة التي استغلت كغطاء ووطاء للجرائم الفظيعة التي ارتكبها دعاتها. وهي بلا شك ستهبط بأتباع كل فكر قومي متعصب (شوفيني) آخر, قد يظهر لدى أتباع القوميات الأخرى, إذا تبناها فكر سياسي شمولي كما في العراق سابقا وفي أماكن أخرى.
بناءا على ما سبق أقول: إن العراق هو أصل العرب. والعرب هم قسم من أقوام عراقية قديمة انتشرت خارج العراق (الحالي). أما القسم الذي استوطن منهم الجزيرة العربية, فبعد هجرته الثانية من الجزيرة العربية إلى العراق والشام ومصر وشمال أفريقيا إبان الفتح الإسلامي, أختلط مع من تواجد في هذه الأماكن وغلبت هويته عليهم بفضل حمله الإسلام. (أنظر “مقدمة ابن خلدون”) فأصبح الجميع يسمى عربي, وإن لم يكن عربيا. فيما كانت تسمية العراقيين بالعرب هي من باب تسمية الكل بجزئه الأكثر حضورا. لأن صفة العراقية هي الصفة الشاملة لكل العرب الأصليين (في داخل العراق وخارجه) بالإضافة إلى العراقيين الآخرين, من غير الأكراد والتركمان.