الرئيسية / سيرة وصور / العم الأكبر محمد… قصة رجل مغامر عجيب عابر القارات مشيا على الاقدام

العم الأكبر محمد… قصة رجل مغامر عجيب عابر القارات مشيا على الاقدام

” على كل مثقف في هذا الوجود ان يتأمل قليلا في افكار ابو العلاء المعري ”
عابر القارات
ساقلب الصفحات هذا اليوم لاحدثكم عن شخصية غريبة الاطوار تعلمت منها الكثير ! ساحدثكم اليوم عن تاريخ انسان عمّر طويلا في هذا الوجود الصعب .. ولم يترك لنا غير ذكريات لا يعرفها اليوم أحدا سواي ! سأروي لكم اليوم بعض ما لم يسجله التاريخ لواحد خبر الحياة ليس بكل جزئياتها وتفصيلاتها ، وانما بكل رموزها وآفاقها الرحبة : فكرا وممارسة .. نظرية وتطبيقا ! ساكتب اليوم لكم عن مثل واحد من عشرات الامثلة من الرجالات التي انجبها تاريخنا العربي الحديث .. وهي رؤية تعكس بكل آمالها والامها قصة النهوض فجرا والسعي مع شروق الشمس جريا على الخيول قبل ان تكبو جميعا وينقطع الصهيل ووقع الحوافر على الارض !
نعم ، انها قصة العم الكبير محمد .. الذي اريد اليوم الكشف عن اسمه كاملا لأسباب تتعلق بالكشف الحالي عن بعض اوراقه ووثائقه . انه محمد الجميل وانها قصة رجل في عالمنا العربي الرحيب والرجال قليل . قصة نشوء الوعي في بواكيره الاولى حتى هجوع الرجال . قصة فيها كل العشق والتمرد والقوة والحلم قبل ان تذوى الشمس وتموت في عز النهار ! قصة الهيام بالشعر العربي القديم الذي تهواه الاسماع منذ مئات السنين ! قصة التحّدي باروع صوره ازاء صنّاع الحروب الدموية ! قصة المتمرد الرافض للواقع المعتم الذي قال : لا لن ارضخ ودمي فوق كفيّ !
من هو هذا المغامر ؟
دعوني اعرفكم به ، فلقد عرفناه باسم العم الكبير محمد ، وهو محمد الجميل عم والدي .. وعرفته مذ فتحت عيوني على هذه الحياة ، وكان برغم كهولته التي عرفته بها وانا طفل غرير ، يبدو شابا قوي البنية صحيح القوام مشرق الوجه حاد النظرات وكأنه يمتلك عيون صقر بري ذكي .. يلبس ملابس مختلفة الانواع والماركات حسب طبيعة ما سيكون عليه يومه .. كان قد ولد عام 1892 ، أي عند نهايات القرن التاسع عشر في بيت عربي عريق ، وكان والده تاجرا موسرا ويمتلك اراض وانعام ، وهو الابن الرابع له .. شبّ ونشأ في ظل أبيه الذي كان بيته يجمع كل عناصر الحياة .. ففيه ثقافة خاصة وتجارة موسرة وعلاقات عامة ولقاءات مجالس وضيوف من كل الطبقات ومكتبة عامرة وعادات مجتمع قديمة .. وأولاده مثقفين ومعروفين : علي وجميل وعبد المحسن ومحمد ، وبنتيه : اسماء وجميلة من سيدات المجتمع المحلي القديم في مدينة الموصل التي سكنوا في اعلى مكان فيها وتسمى منطقة الصحراء في اعلى الزقاق الذي تقع فيه كنيسة مار يوسف .. وعلى الطرف الاخر المواجه للبيت الكبير يقع الجامع الاموي بطوله اسفل منطقة القليعات وهي اقدم منطقة في الموصل .
وللابن الاكبر للاب حسين جلبي ( أي الاخ الاكبر للعم محمد ) وهو علي الجميل ، مستوى عال من الثقافة والشهرة .. اما البنت الكبرى اسماء ، فكانت صاحبة موهبة لا تبارى في الحسابات وهي تدير اعمال ابيها في مكتب لها بالبيت الكبير .. وكانت الام لا تنفك ابدا عن قول الشعر اذ كانت قد تربت هي الاخرى في بيت يحفل بالادباء والمثقفين وأخوها الشاعر المعروف عبد الله راقم افندي النجفي الخوالدي ، وكان من اشهر الشعراء وكانت تعتز بنسبها الى الخوالد وتحفظ مئات القصائد الشعرية عن ظهر قلب ..
البيت الكبير : وصف مختصر
كان البيت الذي نشأ فيه العم الكبير محمد يقع في قلب المدينة وفي اعلى المناطق التي تطل من فوق على كل الجهات .. نهر دجلة قريب جدا وماؤه يجري بسرعة قصية .. البيت مبني بالحجر والاجر وفيه من الداخل زخرفات حجرية وخشبية لا حصر لها سواء في الغرف ام القاعات ام الايوانات . يتكّون البيت من ثلاثة اقسام ( = بيوتات ) ، كل قسم حوش وسراديب وطابق علوي .. أي ان أي قسم منفصل عن الاخر ، وله باب خارجي كبير له ، ولكنه مرتبط مع الجزئين الاخرين من خلال الابواب الداخلية.. كان كل قسم منه يمثل حوشا كبيرا وفي القلب حديقة تنمو فيها اشجار سامقة نحو الاعالي من التوت والرمان .. وفي كل قسم تدور الغرف السفلية وفي الطابق الاعلى فوقها مجموعات اخرى من الغرف .. كان القسم الاول مخصص للاب ومكاتبه ومجلسه ويتفرع منه ملحق خاص باصطبل الخيول ومهاجع الرعيان والخدم والحرس والمطبخ .
اما القسم الثاني ، فكان مخصص للاسرة الكبيرة ، اذ يحتل كل ولد وبنت منطقة خاصة به وبعائلته او غرفة كبيرة ان كان اعزبا كالعم محمد الذي بقي يعيش لوحده طوال حياته .. وثمة ملحق بهذا القسم مخصص بالمخازن وبيوت الكرن ( = الموادة الغذائية ) المتصلة بالمطبخ وسكن الآلجية (= السفرجيه ) والطباخ ميخا والسائق اسطيفان وسايس الخيول درويش .. اما القسم الثالث من الدار الكبرى ، فهو بيت كبير وجميل مخصص للضيافة بكل غرفه السفلى والعليا مع الايوان المفتوح .. الغرف السفلى مخصصة للمآكل والحفلات والمكتبة والخدمات ، والعليا مخصصة جميعها للنوم .. في كل قسم ايوان كبير مطل على الحوش ، وفي كل قسم غرفة علّية ( = أعلى غرفة ) تحجز فيها مستلزمات الاسطح التي تستخدم في الليالي الصيفية .
الضابط العثماني : هروب واعتزال
في هذا البيت نشأ العم الكبير محمد وعاش حياته ومات ، وكان مزدهرا عامرا وحافلا بالانشطة والامجاد ولكنه لما مات بقي مجرد اطلال لأنه آخر الذين غادروه ولم تعشش فيه الا الاشباح .. حدثني العم الكبير محمد قائلا : عند السادسة عشرة ، التحق بمدرسة الضابطين العليا في الاستانة العام 1908 وبعد الانقلاب العثماني الذي اتى بالاتحاديين الى حكم الدولة ، وتخرج بعد عامين ضابطا في سلاح الفرسان وتعرض للمزيد من الاستجوابات بسبب ملاحقة السلطات الاتحادية لأخيه الاكبر علي الجميل الذي بدأ يعمل ضدهم ، وسمعت انهم داهموا بيتنا وفتشوه مما أثر ذلك كثيرا على معنويات والدي وكان يحتل مكانة اجتماعية عليا في المجتمع ! عندما كان اخي الاكبر مطاردا في بادية الجزيرة الفراتية ومختفيا في مضارب عربية وعند قبائلنا هناك .
ويستطرد قائلا : ” كنت انتقل بين الوحدات العسكرية العثمانية وقد عوقبت لأول مرة عندما امتنعت عن تنفيذ اوامر الغازي سامي باشا عند ضربه قبائل عربية متمردة في شرقي الاردن .. واندلعت الحرب العالمية الاولى ، فنقلت الى تراقيا ولما دخلت تركيا الحرب الى جانب الالمان ، رأيت بأم عيني كيف يتساقط الشباب وقودا للحرب القاسية .. وشهدت عدة معارك يطول شرحها فهي مغروسة بكل تفاصيلها في ذاكرتي الحادة .. لقد تعلمت من تجارب تلك الحياة وانا شاب في مقتبل العمر كيف تتمكن الدول الكبرى من ادارة الصراعات على حساب جغرافياتنا وكل مواردنا ومكوناتنا ووجودنا .. ” ! ويكتب في اوراقه القديمة التي غدت صفراء مقددة قصة غريبة جدا كانت نهايتها ممثلة بالبحث والقبض عليه ، ولكن الدولة تسقط قبل ان يسقط في فخاخها ليذهب ضحية من ضحاياها على اعواد المشنقة او تحت وابل الرصاص ، وقبل ان اسرد قصته الدرامية التي تحكي رجولته وعروبته ، دعونا نتوقف قليلا عند صفاته .
صفات رجل حقيقي :
تعود العم الكبير محمد ان يصحو مبكرا جدا ليؤدي الحركات الرياضية التي يجددها من حين الى حين .. كان لا يستوي جالسا في مكان ما اكثر من نصف ساعة ليتحرك هنا او هناك .. كان لا يعرف الدواء ابدا على امتداد حياته .. لم يكن بدينا ولم يكن نحيفا كان متوسط القامة والجسم .. كان لا يأكل الا ما يريده وتعّود عليه : في الصباح الباكر قليلا من اللبن الرائب مع كسرات خبز وشاي احمر محلّى مع ملعقة من العسل الابيض البكر . وعند الثانية عشرة ، يأخذ غداؤه المكون من قليل رز او برغل وشرائح لحم باي نوع من الخضار .. وفي المساء ، كسرات خبز مع اللبن الرائب او الجبن الابيض مع خضراوات او فاكهة طازجة . كان يحتسي القهوة العربية طوال اليوم وغليونه لا يفارق شفتيه ، ويمتلك عددا هائلا من الغلاوين المتنوعة الطويلة والامازك ( : جمع امزك ) القصيرة . كان يمشي كثيرا بالبسته العربية الفضفاضة التي يعتقد بأنها المريحة للجسم في عموم الشرق الاوسط .. كان عفيفا جدا لا يمكن ابدا ان يتنازل ليأكل عند أي بشر كان ، وكان عف اللسان لا يمكنه ابدا ان يذكر أي انسان بسوء .. كان صريحا مع الاخرين اقصى غاية في الصراحة ويدافع عن حقوقه دفاعا مستميتا ضد من يقف في طريقه حتى وان استدعى الامر استخدام يده وتحّمل كل النتائج .
كانت كلمته هي الحد الفصل اذ لا يمكنه ان يتراجع عنها ابدا ، وعليه ، فلقد كان الرجل قليل الكلام .. كانت ثقافته الادبية واسعة بحكم نشأته ، وأهم ما بقي في ذاكرتي عنه انه كان يعتز اعتزازا شديدا بابي العلاء المعّري ويقتني عدة نسخ من اللزوميات و سقط الزند .. كان يحفظ على ظهر قلب الاف الابيات الشعرية لشعراء العرب ، ولكن ما ان يأتينا بمثل من الامثال الا وابيات من شعر المعري يلقيها ليسمعنا اياها اذ كان يحفظ على ظهر قلب كل اللزوميات وسقط الزند !
قصة الهروب من الجيش العثماني :
حدثني وأنا يافع منذ سنوات طوال ، قصة تراجيدية عن هروبه من الجيش العثماني ايام الحرب العظمى الاولى فانغرست دقائقها في اعماق ذاكرتي .. كان يحمل رتبة ملازم اول وينتمي الى كتيبة الخيالة في معسكر سوب الواقع في الاراضي المقدونية . كانت المعارك متفجرة ضمن حرب ” سفربرلك ” بتسمية الاتراك لها وكانت عواطفه العربية قد وصلت اقصى ذروتها بعد ان كان قد تأثر بافكار أخيه الاكبر علي افندي الذي كان يدرس في الاستانة وللاخير علاقاته الوطيدة مع الرجال القوميين والنهضويين العرب ، ومن ابرزهم : عبد الكريم الخليل وزكي الخطيب واحمد عزت الاعظمي .
قال : كانت ليلة صاخبة عاتية ومزمجرة فمعارك الحرب قاسية ومشتعلة نيرانها عندما اخذتني سنة من النوم وانا في حالة من الاحباط النفسي وقد احتبست البؤس الشديد كله في دواخلي ، فرأيت في ما يرى النائم ان أبي قد فارق الحياة كمدا في العراق ، فنهضت من منامي وانا في جزع كبير ، فتركت كل حاجياتي وخرجت هاربا من المعسكر تحت جنح الليل الداجي من دون ان استعد لعاقبة ما سيحدث لي لو قبض علي ومن المعروف ان عاقبة الهروب زمن الطوارىء هي الاعدام ..
يقول : كنت اتخفى جيدا باشكال وهيئات مختلفة وصادفت اهوالا من المتاعب والاوجاع وآلام الجوع والعطش .. لا نقود تكفيني ولا غطاء يحميني . كان الشتاء باردا قارسا وكنت امّثل ادواري المتنوعة كيلا اكشف وانا هارب من اقسى مؤسسة عرفتها الدولة ايام الحرب . نعم ، كنت أمثّل أدواري كأخرس او اهبل او اطرش او راهب او متصوف زاهد او رجل دين .. لقد صادفت من الناس والاقوام وانا اعبر من قرية الى اخرى ومن مدينة لأخرى ومن بحر الى آخر ! اقطع الانهار واجوس في الغابات حتى وصلت الى الاراضي التركية بحرا وهناك سمعت بالاحكام القاسية المتشددة التي صدرت بحق الهاربين وكان اسمى من بينهم .
ويستطرد قائلا في ما كتبه على ورق قديم : استطعت ان افلت باعجوبة بالغة من هنا او هناك حتى عبرت الحدود الى سوريا سباحة في نهر الفرات خلال اعماق الليل .. تنفست الصعداء لأنني وجدت نفسي وذاتي وهواي على ارض اجدادي هناك خصوصا مع البدو الرحل الذين عرفتهم بنفسي وعرفوني من نسبي فاوصلوني الى اعمامي المنتشرين على اراض زراعية خصبة وشاسعة بين الحسكة والدير وما بينهما الجرجر.. وصلت اليهم فاستقبلوني استقبالا حسنا لقرابتي بهم اذ يجتمع جدي الاكبر مع جدهم الاعلى كأخوين شهيرين .. ولأول مرة نلت قسطي من الراحة النفسية والجسدية ..
وقد أمنت على حياتي وكنت قد غدوت هزيلا جدا ارتحت ليوم واحد فقط ، وخرجت رفقة اثنين من عبيدهم وبمعية بدوي ليدلنا على الطريق نحو العراق تحت جنح الظلام .. وواجهتنا مفرزة من الجندرمة الخيالة عند الفجر عند واحدة من الواحات ، ولم يكتشفنا احد ثم دخلنا الاراضي العراقية في ولاية الموصل مترامية الاطراف واسرعنا نعدو عند حافات جبل سنجار وتنقلت بين الرعيان الذين عرفوني وكتموا عني موت ابي حتى اوصلوني البيت ليلا ، ودخلته عند الفجر وانا في هيئة رثة لم يعرفني احد من اهلي اذ كنت كث اللحية مقطب الحاجبين هزيل البنية طويل الشعر كنت فعلا احمل اكواما من الاوساخ على جلدي .. كانت أظافري مثيرة للقرف وجفوني حمراء كالدم من ندرة النوم .. عرفت المصاعب وانا شاب صغير .. ولما صرخت عرفوني فانقلبوا علي يبكون وينظرون منظر انسان هارب من قدره نحو اعماقه .. بقوا غادون رائحون . وعرفت توا منهم ان ابي قد مات فعلا وفي نفس تلك الليلة التي جاءني فيها في المنام .. بكيت عليه وبكوا عليه .. وكان الجميع يظن اني قد فارقت الحياة أو انني غدوت اسيرا او مفقودا . ثم يستطرد قائلا : انه بقي متخفيا عن السلطات العثمانية على امتداد ما تبقى من زمن الحرب العالمية الاولى .. حتى داهمنا الانكليز في عقر دارنا كي ابدأ فصلا جديدا من الكفاح .. وعندما ولد العراق في دولته الجديدة وجد نفسه ينعزل عن الحياة العامة .. لم يعد يرغب بالسياسة ابدا ، ولم نجده الا متفرغا لنفسه ومتعته وحيواناته الاليفة وخيوله .
رحيله عن الدنيا
لقد عاش عابر القارات ـ هكذا سّماه معارفه واصدقاؤه ـ بعد ذلك قرابة خمسين سنة اذ توفي عام 1971 بعد ان عاش عمرا مديدا يقارب التسعين ، بقي خلاله اعزبا وعزوفا عن رفاهية الحياة ، يعتز باصدقائه القدامى ويعيش في ذلك البيت الكبير بكل اقسامه وردهاته لوحده ، ليس له الا خادمه وسايس اصطبل خيوله .. لقد مات وماتت معه طيوره النادرة وحيواناته الاليفه وماتت معه ايضا خيوله .. وماتت معه اكوام من الذكريات التاريخية والاف الابيات من الشعر ، وذهب معه صديقه ابو العلاء المعري .. وعند تشييعه لم يودعه الا من بقي يحترم تاريخه الشجاع .. وعند دخولنا غرفته اكتشفنا كم كان مدى عشقه لأبي العلاء من خلال ما احتوته اوراقه من كتابات عنه .. حاولت ان اعثر على اوراقه التي كان يأمل ان يكتب عليها مذكراته وقصته التراجيدية .. فلم نعثر على شيىء يذكر مع الاسف ما عدا بعض اوراق مقددة صفراء قديمة منها رسمية ومنها شخصية وهناك طبعا اشعار مكتوبة بخط يده لأبي العلاء المعّري يستخف بها من هذه الحياة الوئيدة التي يأكل القوي فيها الضعيف !
هذه قصة واحد من الرجال المغامرين الرافضين ان ينخرطوا ارقاما في عداد قافلة العابرين ايام اشتعال الحروب المميتة على حساب كل القيم والاخلاق .

عن كتاب الدكتور سيار الجميل ، زعماء ومثقفون : ذاكرة مؤرخ

شاهد أيضاً

اعلان من الدكتور سيّار الجميل.. الى كافة المثقفين العراقيين في العالم

ايها الاخوة .. ايتها الاخوات أعلن لكم جميعا انسحابي من المجلس العراقي للثقافة في عمّان …