الرئيسية / فن وموسيقى / ميريل ستريب الممثلة الامريكية المعاصرة صاحبة اعلى الترشيحات لجائزة الاوسكار العالمية حتى اليوم

ميريل ستريب الممثلة الامريكية المعاصرة صاحبة اعلى الترشيحات لجائزة الاوسكار العالمية حتى اليوم

” برغم ان التمثيل اخذني ولكنني لم ازل اعشق الاوبرا ”
ميريل


ميريل ستريب من اروع ممثلات القرن العشرين .. انها ابنة جيل النصف الثاني من ذلك القرن .. لقد انجزت اعمالا سينمائية مدهشة وغدت لها مكانتها الفنية في كل اوساط العالم .. كنت اتوهمها انكليزية من اعماق ارياف يوركشاير بالرغم من معرفتي بامريكيتها .. ذلك ان شكلها يوحي كونها من نسوة ريف انكليزي في الشمال ، وخصوصا لهجتها المحكية التي لا تحسبها امريكية ابدا .. وسرعان ما اتذكر انها قادمة من لوس انجلوس .. انها تأسر من يشاهدها على الشاشة الفضية اكثر بكثير مما هي عليه في الواقع بالرغم من سحرها عند الكلام او معاني نظراتها التي لا حدود لها .. لقد عشت معجبا بادائها واترقب افلامها واحدا بعد الاخر خصوصا وانها تؤدي ادوارها بشكل لا يحس المشاهد ابدا انها تمّثل الادوار تمثيلا بالرغم من مسحة الحزن الدفين الذي اكتشفه دوما في اعماقها .. اخبرني احد اصدقائي واسمه جون باركنسون عندما كنت اقيم في لندن صيف 1979 بأن 5 دقائق من عصر يوم 26 يوليو كافية جدا لكي نرى ميريل ستريب صاحبة فيلم جوليا الذي افتتنا به وهي ستوقع على بعض اوتوغرافات معجبيها في الصالة الشرفية لفندق دورجستر مقابل الهايد بارك بلندن التي كانت تزورها بصحبة زوجها .. لقد لبسنا ملابس الفورمال وذهبنا وانتظرنا قرابة ساعة وكنا بحدود اربعين شخصا اغلبهم من الشباب والشابات .. ولقد عرفناها مذ اطلت علينا بوجهها النحيف وقامتها الممشوقة وعيونها الحزينة .. لم تبق معنا الا دقائق معدودة صافحتنا وكانت صورها بالاسود والابيض قد وقعتها سلفا فاقتنيت واحدة منها .. ثم غادرت على عجل ومن ورائها جوقة من الصحفيين .. كانت تلبس فستانا اخضر وفرشت شعرها الاشقر على كتفها الايسر وفي حلقها عقد اخضر غامق اتذكر انها قالت بأن السحر سيتجلى لاحقا ردا على سؤال بأن فلميها الاولين كانا من روائع السينما العالمية ! ولقد انتجت العديد من الروائع العالمية التي كتب عنها الكثير .. دعوني اتوقف قليلا لنتعرف معا على هذه الفنانة القديرة :
نعم ، ميريل ستريب، واحدة من أبرز نجوم هوليوود وقد امتلكت جميع مواصفات الفنان الحقيقي منذ بواكيرها الاولى وكانت ولما تزل تنتقي أدوارها بعناية وحذر ، وهي تحضر للدور وتستعد له بجدية وحرص لا يوصفان .. وستريب تؤدي أدوارها بروعة وهدوء وإتقان ! وعليه ، فلقد فرضت نفسها على ترشيحات الأوسكار العالمية 12 مرة، وفازت بها مرتين، وترشحت للغولدن غولب 16 مرة وفازت بها ثلاث مرات، كما أنها فازت 6 مرات متتالية بجائزة (اختيار الجماهير) الأمريكية.
ميريل ستريب .. من هي ؟
ولدت ميريل باسم ماري لويس ستريب في مدينة سوميت في ولاية نيو جيرسي الامريكية في العام 1949، فهي من جيل التمرد الذي ظهر بعيد الحرب العالمية الثانية .. كان والدها هاري كان صيدليا ماهرا ،أما أمها فكانت فنانة تشكيلية معروفة وقد نشأت في ظل عائلة متماسكة وقد نجح والداها في تربيتها تربية خاصة .. ولقد عملت في مطلع شبابها ساعية فندق سومرسيت في سومرفيل بنيوجرسي درست ميريل بجامعة ييل Yale وفي جامعة Vassar وتخرجت منها في العام 1971، وفي بداياتها عند مطلع شبابها الغض ، كانت ميريل مهتمة بالأوبرا فقط ، وكانت تحب وتعشق هذا اللون من الفن ، وقد تلقت العديد من الدروس والتدريبات فيه عسى ان تبلغ فيه مستوى ابداعي ، ولكنها في النهاية وجدت نفسها تميل إلى التمثيل ، فالتحقت مباشرة بمدرسة Yale للدراما .. فبدأت مواهبها تبرز وتتبلور عن فنانة مبدعة لها القدرة على اداء اصعب الادوار والتفاعل معها وغدت محط اهتمام اساتذتها الذين اولوها اهتماما فائقا .
الابداعات .. تتجلى !!
بعد ذلك ، حصلت ميريل على أول دور تمثيلي لها في فيلم سينمائي وكان ذلك فيلم Julia في العام 1977 ( والذي ادهشني عندما شاهدته لأول مرة في بريطانيا ) ، وقد أبدعت ميريل كثيرا في هذا الدور، ولفتت الأنظار إليها، حتى أنه في العام التالي أسند إليها دور جيد في الفيلم الشهير The Deer Hunter الذي قام ببطولته الممثل روبرت دي نيرو ، فرشحت للأوسكار عن هذا الدور، أي أنها رشحت للأوسكار في ثاني عام لها في هوليوود ، ورصيدها السينمائي لا يتعدى الفيلمين فقط . ومن الجدير بالذكر أنه اشترك مع ميرل ستريب في فيلم The Deer Hunter الممثل JohnCazale الذي مثل دور «فريدو» في فيلم «العراب» الأول والثاني، وكان جون آنذاك خطيب ميريل ستريب ، ولكنه توفي بسبب إصابته بسرطان العظام في وقت متأخر من نفس العام الذي أنتج فيه The Deer Hunte وقد حزنت ميريل كثيرا على فقدان خطيبها وشّكل ذلك بالنسبة لها تحديا من نوع قاس نجحت في اختراقه والاستجابة له بعد ان واصلت نجاحها وقدمت في العام التالي 1979 الفيلم الشهير vs.Kramer Kramer الذي تمثل دور زوجه وأم تتنازع مع زوجها على حضانة ابنهما ، ففازت عن دورها في هذا الفيلم بجائزة أوسكار لأحسن ممثل. تزوجت ميريل من الدون غومار منذ العام 1978 وانجبت منه اربعة اطفال وقد اصبحوا اليوم من الشباب .
المرحلة الذهبية
وكانت مرحلة الثمانينات ميلادية ، فترة ستريب الذهبية، فلقد حصلت ميريل خلال تلك الفترةعلى 6 ترشيحات للأوسكار وهو ما يعادل نصف عدد ترشيحاتها الكلي حتى الآن. وهذه الترشيحات الست كانت عن الأفلام التالية : : The French Lieutenantصs Woman ( في العام81 ) و Sophieصs Choice ( في العام82 ) و Silkwood ( في العام83 ) و Out of Africa ( في العام 85 ) و Ironweed ( في العام87 ) وA Cry in the Dark ( في العام 1988 ) ، وفازت بالجائزة عن فيلم Sophieصs Choice. .. وفي أوائل التسعينات شهدت فترة ركود نسبي للفنانة ميريل ستريب ، لأنه كان عليها أن تغير في نوعية الأدوار التي تختارها، بسبب انتقالها من مرحلة عمريه إلى مرحلة عمريه أخرى، وهذا يدل على حرصها وحذرها في اختيار أدوارها ، فضلا عن تغير الحياة وانتقال الحداثة الى مجالات ما بعد الحداثة مع مزيد من تحولات العصر ومدى انجذاب الشباب الى اشياء جديدة لم يكن لها وجود في المرحلة السابقة من السبعينيات !
وعليه ، فقد كانت قد عادت بقوة عندما قدمت الفيلم الرائع The Bridges of Madison County ( في العام 1995 ) والذي مثلت فيه إلى جانب العملاق كلينت ايستوود ورشحت عليه لجائزة لأوسكار للمرة العاشرة ، ثم قدمت في العام 1996 فيلم Marvins Room ، ثم تلقت الترشيح الحادي عشر عن فيلم One True Thing ( في العام 1998 ) عندما قدمت دور أم مريضة بالسرطان. وبعد ذلك رشحت للأوسكار للمرة الثانية عشرة عن فيلم Music of the Heart ( في العام 1999 ) .
وأخيرا : ماذا يمكنني ان اقول ؟
ستظل ميريل ستريب واحدة من أعظم ممثلات القرن العشرين على الاطلاق، من الرجال والنساء، وأداؤها في أفلام مثل «اختيار صوفي» سيتذكره الناس مهما طال الزمن كواحد من أفضل الأعمال في تاريخ السينما. وسمعت مؤخرا انه تم في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة تكريم هذه الممثلة القديرة وحاملة الأوسكار ميريل ستريب في حفل باهر أقيم في مسرح “كوداك” في لوس انجلوس بحضور عدد من مشاهير هوليوود وزملاء مقربين للممثلة شاركوها تمثيل عدد من الأفلام الرائعة. وقام معهد الفيلم الأمريكي بمنح ستريب جائزة تقديرية لمجمل عطاءاتها الفنية بحضور الممثلين جاك نيكلسون وجيم كاري وشيرلي ماكلاين وغولدي هاون والكاتبة والمخرجة نورا إيفرون ..
ووصفت ستريب في كلمة شكر وجهتها للهيئة المنظمة، حفل التكريم بأنه حفاوة بالغة لها وأنها سعيدة جدا بهذه البادرة. وقام الممثل جاك نيكلسون بممازحة ستريب قائلا لها إنها حقيقية أكثر مما ينبغي. وقال نيكولسون ممازحا: “من أعماق قلبي.. أشفق عليك، فأنت كاملة..الكمال ليس من صفاتنا، ألا توافقني.؟” ستريب البالغة من العمر 54 عاما، كانت قد نالت جائزتا أوسكار، كما علمنا ، الأولى دور مساعد في فيلم “كريمر ضد كريمر” الشهير إنتاج العام 1979 ، والثاني لأفضل دور رئيسي في فيلم “اختيار صوفي” إنتاج العام 1982، كما أنها تحمل الرقم القياسي بعدد الترشيحات للأوسكار والتي بلغت 13 ترشيحا. ومن الممثلين والمخرجين الذين كرمهم هذا المعهد في أوقات سابقة كل من : جاك نيكلسون وبربرا سترايسند واليزابيت تايلور وتوم هانكس وستيفن سبيلبرغ وألفريد هيتشكوك وسيدني بواتييه وأورسون وايلز . ان ميريل ستريب برغم تجاوزها الخامسة والخمسين من العمر ، الا انها لم تزل شعلة وقادة من الحيوية والنشاط .. وهي قادرة على انتاج المزيد من الابداعات والروائع .
عن : نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية لمؤلفه سّيار الجميل






شاهد أيضاً

فقرات من كلمة الدكتور سيار الجميل في حفل تكريم صديقه الفنان حمودي الحارثي في كندا الحفل اقامه اتحاد الفنانين التشكيليين العراقيين الكنديين يوم 29 /5 / 2011 على قاعة اسيمبلي هول في مدينة تورنتو

ايها الاصدقاء الاعزاء اسعدتم مساء شكرا جزيلا لاتحاد الفنانين العراقيين الكنديين استضافته لي هذه الامسية …