الرئيسية / الشأن العراقي / مكاشفات.. رأسكم في الرمال .. واشلائكم فضائح !!

مكاشفات.. رأسكم في الرمال .. واشلائكم فضائح !!

كم نادينا عليكم ايها العرب ؟ كم نادى العراقيون ان تقفوا الى جانبنا كي نتحدى الارهاب معا ؟؟ كم كنا نوّد ان تقولوا كلمة واحدة بحق ما يزهق من دماء العراقيين غدرا ؟ ولكنكم ابيتم الا ان تقفوا مع الباطل وانتم تحملون رايات تحرير العراق وكأن اهل العراق غير قادرين على وضع حد لبقاء القوات الاجنبية على اراضيهم ! يعلمني اصدقاء لي بأن العرب لا ينفكون على امتداد الساعات يسمعون الاذاعات والقنوات وهم بانتظار اي ” عمليات جهادية ” في العراق !! كم وددت منكم ايها العرب ان تفكّروا بالارهاب مذ اقدمت القاعدة على فعلتها في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، ولكنكم ابيتم الا ان تتشفوا وكأن ما حدث هو عين الصواب ؟؟ وكنتم اول من استخدم تفخيخ السيارات وصناعة الاحزمة الناسفة واول المحرضين على قتل الابرياء .. ما حدث في عّمان بالاردن جرس انذار جاء متأخرا جدا .. وما كان ولم يزل يحدث في ارجاء العراق كان متقدما جدا .. يا مأساتكم ايها العرب كم انتم مهوسون بالخيال وتعتقدون بالاوهام وتكذبون منذ القدم وما زلتم تعانقون بعضكم بعضا باسم الاخوة ووحدة الدم والمصير ولكنكم كالنعامة دوما تخفون رؤوسكم بالرمال وتعرضون اشلائكم على الملأ بكل فضائحها ! اليوم اهتاجت عواطفكم بعد ان ضربت عاصمة عربية اخرى بعد بغداد وبعد الرياض ! بقيتم تذكون النار في سعير الحرب الاهلية بلبنان ، وبقيتم تسكتون على ذبح الاطفال والنسوة والاطفال ذبح الشياه في احراش الجزائر .. وبقيتم تذكون في نار ارهاب العراق وقتل العراقيين من دون ان تعترفوا بجحيم الارهاب .. وبقيتم تتكتمون على اسبابه وعلى اصحابه .. بل كنتم وما زلتم لا تعترفون بأن للارهاب اجندة ومرجعية ومشروعات فناء .. تغمضون عيونكم عنها .. كنتم لا تستمعون للنصيحة ابدا ، بل كنتم وما زلتم وستبقون على عاداتكم من دون ان تفكّروا كما يفكر هذا العالم كله .. كنتم وما زلتم لا تسألون انفسكم : من الذي فتح الباب امام استشراء هذه الظاهرة المقيتة ؟
كم ناديت في مقالات نشرتها منذ سنوات بأن الارهاب سيزحف اليكم ونحو كل بيوتكم وشوارعكم واسواقكم .. ولكنكم بقيتم تتلذون بسماع اخبار ( المقاومة الجهادية) وكنتم وما زلتم تراهنون على الارهاب في تحرير العراق من دون ان تراجعوا حتى ما يفرضه عليكم واقعكم الكئيب .. نعم كتبت في العام الماضي مقالا عنوانه : مشروع الارهاب المجنون ينحر العراقيين : هل من ادانات عربية وعالمية ؟؟ ( نشر في 5 فبراير 2004 ) قلت فيه : ” ان ما حدث ويحدث في العراق وفي كل عموم العراق في شماله ووسطه وجنوبه بقتل ونحر العراقيين من خلال تفخيخ السيارات والشاحنات والاشخاص والحيوانات .. وتفجير المؤسسات والاجهزة هو جزء من خطط منظّمة تشترك بها مجموعات متنوعة من الارهابيين الذين وجدوا في العراق بيئة صالحة لعملياتهم ليس ضد الامريكيين وحلفائهم بقدر ما وجدوها لعبة صالحة لتمرير اهدافهم الشريرة ضد العراق والعراقيين .. وهم بهذا وذاك يلقون دعما معنويا واعلاميا قذرا من اخواننا العرب الذين يعتبرون هذه العمليات الدموية الارهابية اعمال مقاومة شريفة ويخلطون بين كل ما هو عراقي بامريكي .. وكأنهم استرخصوا دماء العراقيين بهذه الوسائل التي يبررون بها غاياتهم المتعددة ؟؟ مهما كانت تلك الغايات . ان ما حدث على امتداد عشرة اشهر من سقوط النظام السابق من تفجيرات واعمال عنف قاتلة ضد المؤسسات العراقية وضد العراقيين .. او حتى ضد الامم المتحدة والصليب الاحمر وبعض السفارات ومراكز الشرطة ودوائر المحافظات ومقرات أحزاب .. الخ وآخرها ما حدث في اربيل من اشنع مأساة ضد العشرات من المدنيين ومصرع هذا العدد الكبير من العراقيين الاكراد انما هو جريمة لا تقّرها لا الاعراف ولا الشرائع ولا الدين الاسلامي ولا اي عقائد ونظم واخلاق .. ان هذه الجرائم الارهابية التي اتخذت لها من العراق بيئة صالحة لتحقيق مآربها هي التي لابد ان تدان من قبل كل الشرفاء .. وهذا ما يطالب به اليوم كل شرفاء العراق وكل الشرفاء العرب .. ان مصرع العشرات من الناس من دون جرم ولا سبب هو جريمة بحق مستقبل العراق والعراقيين .. وقد هزّت هذه التفجيرات الاخيرة مشاعر كل العراقيين .. الذين لم يسمعوا حتى اليوم اي ادانة عربية ازاء هذه العمليات !اليس جريمة ان يجلس كل هذا العالم العربي والعالم الاسلامي يتفّرج على ما يحدث من دون ان يحّرك حتى شفتيه كي يدين الارهاب تحت اي ذرائع ضد اي خصم من الخصوم ؟ لماذا اختارت الولايات المتحدة الامريكية العراق كي يكون بيئة يستقطب الارهاب العالمي ؟ لماذا يسكت العالمين العربي والاسلامي على دعوات الشيخ ابن لادن وجماعاته وحلفائه في ان يجعل من العراق منطقة (جهادية) دموية ضد الامريكان .. ومن يقتل ؟ ان الذي يقتل هم اهل العراق وابناء العراق وشيوخ واطفال ونساء ورجال العراق ! لماذا يسكت الاعلام العربي على ما يحدث من ارهاب فاضح واضح على التراب العراقي ؟ لماذا تفّسر عمليات التفجير وتفخيخ السيارات ضد المصالح العراقية الصرفة عمليات مقاومة ضد الامريكان ؟ لماذا يقتل الابرياء من العراقيين مهما كانت ملتهم ومهما كانت اعراقهم واديانهم وطوائفهم واطيافهم ؟ لماذا سكتت القنوات الفضائية العربية عن هذا الذي حدث بقتل العشرات والمئات من العراقيين من قبل المفخخين الارهابيين ؟؟
انني اطالب هذه الاقوام العربية جمعاء ان تعلن اليوم بكل جرأة وشجاعة وضمير حي بايقاف مسلسل الارهاب ضد العراقيين جهرا قولا وفعلا .. اطالب كل الصحافة العربية الشريفة والقنوات الفضائية الاعلامية ان تعالج مسألة الارهاب في العراق بتداعياته الخطيرة التي لم يشهدها اي بلد عربي بمثل هذا الحجم من العنف والاستمرار ! اطالب كل الاقلام العربية والكتاب العرب ان يقفوا وقفة رجل واحد ضد هذا الطوفان الذي ان لم يتوقف لا سمح الله ، فسوف يسري نحو كل العالم .. اناشد رجالات الدين وعلماء الاسلام ومراجع المسلمين وهيئات الوقف ومنظمات الفكر ان يعلنوا جميعا حربهم ضد الارهابيين ! اطالب الحكومات العربية والاسلامية باعلانات رسمية وشعبية في الوقوف ضد ارهاب الشعب العراقي بدل التفّرج على العراقيين وهم يقتلون ! اطالبهم بادانة تفخيخ السيارات وتفخيخ اجساد الرجال والنساء وتفخيخ حتى الحيوانات ..
اطالبهم ان يقفوا ضد مشروع القتل والارهاب المنظم ضد العراقيين ليكونوا فعلا اصحاب اخلاق واصحاب مبادىء واصحاب قيم عليا .. لا يمكن ابدا ان يبقى الاعلام العربي يزاوج عن عمد وسبق اصرار بين ما يسميه بـ ” المقاومة المسلحة ” وبين ما يسكت عنه بـ ” الارهاب المنظم ” ! لا يمكن ابدا ان نقبل ان يسكت الشرفاء على ما يجري في العراق !
الصباح البغدادية ، 24 نوفمبر 2005

شاهد أيضاً

نقطة نظام ضد الفساد والمفسدين والفاسدين

ملاحظة : طلب مني عدد من الاصدقاء العراقيين ان اعيد نشر هذا ” المقال ” …