الرئيسية / كتابات عن / المنهج العلمي للتأريخ لدى كمال مظهر احمد وسيار الجميل

المنهج العلمي للتأريخ لدى كمال مظهر احمد وسيار الجميل

يتأثر علم التاريخ بحركة المجتمع وفلسفة التطور الاجتماعي بشكل عام ، وان فهم الحاضر لايمكن إن يتحقق الا بفهم الفترة التي تسبقه ، فالتدرج التاريخي لايمكن إن يوضح الحقيقة التاريخية ، والعراق من البلدان التي كتب عنها كتاب التاريخ العراقي المعاصر كثيرا ، تبعا لجسامة الإحداث وأهميتها ، وبالنظر لأهمية الكتابة التاريخية كموضوع حيوي له أسس وطرق ونتائج كأي حقل من حقول المعرفة الإنسانية ، فقد برز في العراق عدد من المؤرخين تصدوا للكتابة التاريخية ، أن التاريخ العراقي المعاصر شارك في كتابته العديد من المؤرخين منهم على سبيل المثال لا الحصر : عبد العزيز الدوري وعبد الرزاق الحسني وفيصل السامر وسعيد الديوه جي وداود الجلبي وسليمان الصائغ وعباس العزاوي وكمال مظهر أحمد وسيار الجميل وغيرهم ..
غير إن العوامل التي أدت الى كتابة الأحداث التاريخية للعراق تتصل بالاتجاهات العامة للسياسة في العراق، وما رافق تلك السياسات من اختلالات ومن دعوات جاهرت بها تلك السلطات لكتابة التاريخ وفق مفهومها ونظرتها ورغبة قياداتها ، وقد كتبت الكتب والمناهج الدراسية على ضوء ذلك ، مما يدفع بالضرورة لتصحيح تلك المسارات ورسم الخطوط العريضة الواضحة في كتابة الأحداث ، ففي الوقت الذي كان السيد عبد الرزاق الحسني مدونا للأحداث تاركا لنا أرثا من المدونات التاريخية والمحاضر والوقائع العراقية في موسوعته تاريخ الوزارات العراقية ، بنفس الوقت فأنه لم يرتق لمستوى المؤرخ ولم ينهج مدرسة من المدارس التي تعتمد التحليل العلمي ، أنما عمد عن قصد أو دون قصد الى تشويه العديد من الأحداث والصور التاريخية العراقية في العهد الملكي ، فقد تعرض للكثير منها بما يتناقض مع الحقيقة مثلما سجله التاريخ عليه ولعل حقائق الأيزيدية مثالا واحدا على ذلك ، كما كان الدكتور عبد العزيز الدوري صاحب مدرسة ومنهج متحددا في مسارات البحوث ضمن نظرته القومية ، فأعتمد على التدوين وفق الرؤية التي تميز بها فكرة العروبي لاوفق الحقيقة التاريخية المجردة ، ولذا يبدو منهجه منحازاً الى تفكيره العروبي المتشدد من خــلال نظرته للتاريخ وتحليله للأحداث .
والدكتور مظهر متخرج من مدرسة الأستشراق السوفيتي وينحى في التفسير للوقائع التاريخية منحى ماديا للتاريخ ، بينما تخرج الدكتور سيار الجميل من مدرسة الأستشراق البريطاني ويتجه في تفسير التاريخ نحو تأسيس الفلسفة الحضارية ، وقد يختلف الرمزان باعتبار أن الأول يعتمد الفلسفة المادية والتحليل على اسس طبقية ، بينما يعتمد الثاني على الأسس التفكيكية ، والأول يهتم بالمراحل السياسية ، بينما يهتم الجميل بالبنى التاريخية الاجتماعية ولكنهما يتفقان على الأسس العامة في إعادة كتابة التاريخ ، ولكل منهما طريقته في التحقيق والتحليل
لذا فقد باتت عملية التدوين التاريخي بحاجة ماسة للحيادية وللجرأة في تقليب الحقيقة وعدم قبولها على علاتها ، وفي القدرة على تحليلها ، وقد نجد عذرا لعدم تمكن تلك الطاقات العراقية التصدي لكتابة التاريخ في زمن الدكتاتورية ، الا إن انتهاء السلطة الدكتاتورية وحصول التشويه الأخر في التاريخ والحقائق جعل مهمة المؤرخ صعبة وعسيرة ولكنها ضرورة وطنية ، ومن خلال التصدي للاتجاهات الحديثة في كتابة التاريخ والاستفادة منها نستطيع إن نؤكد إن كتابا عراقيين يساهمون في تلك المهمة ويحرصون على تأكيد منهجهم في كتابة تاريخ العراق المعاصر ، حيث برز خير من يمثل هذه المهمة الكبيرة في الوقت الراهن كل من المؤرخ كمال أحمد مظهر والمؤرخ سيار الجميل ، وهما من قوميتين مختلفتين ، فمظهر كردي والجميل عربي ، ولكن كلاهما لم يخلط مشاعره القومية والعاطفية بالحقائق التاريخية ، وكلاهما أتسمت بحوثه بالموضوعية والجرأة والرصانة ، وكلاهما حددا منهجا علميا ودعيا الى إعادة كتابة التاريخ العراقي الحديث بعلمية وحياد وموضوعية .
أن تأريخ التاريخ مناهج وآراء ولعل من بين هذه المناهج ما رفع لواءه الدكتور كمال أحمد مظهر ، والذي يجد في تقليب الوقائع ومقارنتها بالوثائق والتقارير ، وفسح المجال للاستنتاج بعيدا عن العواطف والدوافع الشخصية وتراكم فورات الغضب التي تحتل حيزاً كبيراً في عقول متابعي الأحداث ، وهي بالتأكيد بعيدة عن الموضوعية بشكل عام .
هذا المنهج الذي اعتمده الدكتور سيار الجميل في الركون الى الحقائق ، ويبدو إن انسجاما في الرؤية وتوحدا في النتيجة يجمع كلا المؤرخين وهما يتبعان مدرستين مختلفتين في الرؤى والتحليلات ، الا انهما يلتقيان في الأسس ، مع إن لكل منهما طريقته ومنهجه ، الا انهما استطاعا خلال الحقبة الزمنية الفائتة من خلال البحوث والدراسات والرسائل والاطروحات التي أشرفا عليها ، أن يرسما أسسا وركائز علمية لمنهج تحليلي وتأريخي للعراق الحديث .. والعراقيون بحاجة ضرورية للالتزام به دون التقيد والتحدد بنفس الخطوات ، ولكن ضمن تقاليد معينة ، من اجل تفكيك الأختلاطات الحاصلة في القضايا التاريخية ضمن الفترات الملتهبة في تاريخ العراق الحديث والمعاصر ، وتبسيطها لتحليل مضامينها بشكل يسير وسهل ومقنع وصولا الى الحقيقة بالشكل المجرد قدر الإمكان ، مادام المنهج يعتمد الحيادية والموضوعية ، لايستند على تحليل آحادي ولا نظرة واحدة في التقييم والكتابة والسرد التاريخي ، واستلال تلك الحقائق دون إن نعتبر بشرا ما معصوما ، مهما كانت منزلته ومركزه وتأريخه الوطني ، ومن لايعمل لايخطأ .
اليوم قد تكون الحقيقة التاريخية غير معروفة ، ولكن في الغد هذه الحقيقة سوف تكون معروفة، فمن الأفضل ان نقول الحقيقة التاريخية كما هي وان نبحث عن الدوافع والأسباب ونحللها..
ويجد الدكتور كمال مظهر انه بعيدا عن التزمت فأنه يدعو لعقد مؤتمر علمي خاص لدراسة التاريخ العراقي بكل مجريات أحداثه والأسباب التي أدت الى وقوع تلك الأحداث ، يقول الدكتور كمال مظهر ينبغي تطبيق واقعي لشعار إعادة كتابة التاريخ من أناس جديرين بتلك المهمة غير السهلة ، لا من ” وعاظ السلاطين ” على حد تعبير الدكتور علي الوردي .
أن التفتيش بحيادية وسط مضامين مجموعة الوثائق التي أرخت للفترات السابقة وتنقيتها من الانحياز ومقارنتها بالمذكرات الشخصية والمحاضر والصحافة والشخصيات الوطنية التي عاصرت الأحداث لتمكين الباحث من التصدي للواقعة وتحليلها وكتابتها وفق سياقها العام من حيث التوثيق والتوضيح والتسلسل المنطقي ، ولذا فقد آن الأوان أن نعيد النظر في عدد غير قليل من الأحكام الشائعة غير المنصفة في تأريخنا المعاصر ، وأن لانقرأ الأحداث من وجهة نظر واحدة ونهمل الوجه الأخر ، وأن نضع النقاط فوق الحروف دون تردد ، ونعتبر من دروس التأريخ التي لايمكن لها إن تخطيء ، والحقيقة دوما هي العمود الفقري للتأريخ .
وفي حوار أجراه حوار السيد مازن لطيف علي نشر في صحيفة المدى وفي صفحة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وجدت من الضرورة بمكان استعادة قراءته بإمعان يقول :
(( ولد الدكتور كمال مظهر احمد عام 1937 في مدينة السليمانية وحصل على شهادة البكالوريوس بمرتبة الشرف في جامعة بغداد عام 1959، وحصل على شهادة الدكتوراه في معهد الاستشراق – أكاديمية العلوم السوفيتية – عام 1963، ودكتوراه ناوك D.S.C. من الأكاديمية نفسها عام 1969.. صدر للمؤرخ كمال مظهر احمد اكثر من 50 كتاباً، واشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه واشترك في مناقشة الكثير من الرسائل الجامعية وقد كان لنا معه هذا الحوار.
* في الدراسات التاريخية والماركسية بالذات أظهرت التجريد الشخصي والقومي وبدون إنحياز إلى طرف على حساب آخر، وهذا ما ظهر في دراسات ماركس في الثامن عشر من برومير وكومونة باريس 1848 فضلاً عن المحاضرات القيمة التي لخصها المؤرخ الانكليزي هوبز بوم في كتابه القيم “دراسات في التاريخ”.. لماذا لم تظهر دراسات تاريخية تظهر الجانب الحيادي والموضوعي لكتابة التاريخ؟
– الماركسية علم عميق جداً ومن افضل المدارس الاشتراكية، وماركس احد كبار العمالقة الذين ظهروا في النصف الأول من القرن التاسع عشر وانا دائماً ارجع في هذه المناسبة إلى الأستاذ المرحوم مسعود محمد فهو لم يتفق مع الفكر الماركسي اذ كانت لديه بعض الاراء والطروحات الفكرية العميقة، فلم انس مقالته التي نشرها تحت عنوان “يا حكام العالم اتحدوا ويا عمال العالم تفرقوا” عكس ما قاله ماركس..
فعلاً عمال العالم لم يستطيعوا ان يتحدوا وعندما اتحدوا على صعيد القارة الأوربية لم يفعلوا شيئاً مؤثراً، ولم يؤد ذلك إلى تحقيق الحلم الكبير الذي بشر به كارل ماركس، ومع ذلك كان المرحوم مسعود محمد يقر بأن كارل ماركس احد عمالقة الفكر في التاريخ البشري وكان يكرر قوله دائماً لو خيروني ان اختار عشرة من كبار الفلاسفة والمفكرين في التاريخ البشري فدائماً اختار واحداً منهم، كارل ماركس، ولو خيروني ان اختار ثلاثة فلاسفة ومفكرين فسأختار ماركس واحداً منهم.. فالماركسية اكرر وأقول علم عميق اختلفنا معها ام اتفقنا وأضيف لو قدر لماركس ان يحيا ويعيش مخترعات القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين فأنه حتماً كان سيعيد النظر في طروحاته الفكرية وربما في العديد منها، اهتمت الماركسية بالتاريخ واعتبرته علما قائماً بذاته وأدت دوراً كبيراً في شيوع التحليل الفكري للإحداث وليس مجرد سرد لها وعلى المؤرخ ان يكون حيادياً فانا لا استطيع ان انكر كرديتي ولكنني لا أترك لمشاعري الكردية ان تتدخل في عرض القضايا التاريخية. الحقيقة التاريخية تبقى ثابتة.. اليوم قد تكون الحقيقة التاريخية غير معروفة لكن في الغد هذه الحقيقة سوف تكون معروفة، فمن الأفضل ان نقول الحقيقة التاريخية كما هي وان نبحث عن الدوافع والأسباب ونحللها..
من الصعب فهم الماركسية دون الرجوع إلى مؤلفات لينين التي تبلغ 55 مجلداً باللغة الروسية.. وماركس لم يفكر في روسيا مكاناً يتوقع ان تنتصر فيه الثورة الاشتراكية بل كان يتوقعها في المانيا أوانكلترا فالخلل ليس في الاشتراكية بل في هذا الجمود وعدم محاولة تجاوز نقاط الضعف التي كانت في الفكر الماركسي أولا وعدم الرجوع إلى مؤلفات لينين ثانياً والتركيز على الجوانب السلبية في الاتحاد السوفيتي لان هناك في المقابل إضافة إلى الجوانب السلبية جوانب ايجابية غير قليلة لأننا عايشنا هذا الشيء.
*ألا تزال مؤمناً بالفكر الاشتراكي؟
– كنت في شبابي إميل للفكر الاشتراكي لاعتقادي بان هذا الفكر يضمن سعادة الإنسان ويساعد على حل المشكلات القومية حلاً عادلاً جذرياً.. هذه العاطفة دفعتني وانأ طالب في المدرسة الثانوية إلى ان انتمي إلى اتحاد الطلبة الذي كان منظمه شيوعية تعمل وتجتمع في الخفاء (1952) وأتذكر جيداً الاجتماع السري الذي عقده الاتحاد لمناسبة وفاة ستالين في ذلك الحين في إحدى المقابر القريبة من ثانوية السليمانية، وكان معظم أصدقائي من الوطنيين الماركسيين وعندما دخلت الجامعة أصبحت مرشحاً في الحزب الشيوعي العراقي ونلت العضوية في عام 1958، ولكن ابتعدت عن الحياة الحزبية نهائياً عام 1961 وكنت طالب دكتوراه في الاتحاد السوفيتي.. ومع ذلك فأني لم أزل مؤمناً بالفكر الاشتراكي ومدارسه الواقعية حسب قناعاتي.
*المعروف عنك إنك مؤرخ وباحث نزيه وجريء في كل ما تقول وتكتب.. ترى كيف استطاع الدكتور كمال مظهر ان يتكيف ويتأقلم مع السلطة البعثية؟
– كنت انوي البقاء خارج العراق بعد ان فصلت عام 1963 مع مجموعة من الطلاب العراقيين الذين كانوا يدرسون في الاتحاد السوفيتي بحيث فرضوا علينا إما ان نترك الدراسة ونرجع إلى العراق او ان نذهب إلى بلد غربي، انا رفضت ذلك لاني كنت على وشك مناقشة أطروحتي الأولى فقبلوني كلاجئ سياسي وكنت انوي البقاء خارج العراق لكن بيان آذار هو الذي حركني وبعد صدور البيان حزمت أمتعتي ورجعت إلى العراق وكنت متحمساً للعمل وكنت مؤمناً بالوحدة الوطنية وهذا البيان كان خطوة مهمة للإمام وفعلاً عندما عدت.. اختاروني عضواً وأميناً عاماً في المجمع العلمي الكردي إلى ان حدثت الانتكاسة وتبين بان هذه خطة مناورة لئيمة من صدام حسين يحاول فيها ان يحتوي القضية الكردية بأسلوب كهذا اذ لم يستطع ذلك عن طريق السلاح فحاول ان يلتف على القضية الكردية فانتهت الأمور في عام 1974 و1975
*تطرقت إلى المجمع العلمي الكردي.. ترى لو تم اختيارك رئيساً للمجمع العلمي العراقي وبنفس الوقت تم اختيارك رئيساً للمجمع العلمي الكردي ماذا يكون اختيار د. كمال مظهر احمد؟؟
– اخبرني زميلي الدكتور عبد الرحمن معروف ان هناك توجهاً لاختياري رئيساً للمجمع العلمي الكردي القادم لكنني رفضت ذلك رفضاً قاطعاً وبالبداهة يكون موقفي من المنصب الآخر مشابهاً له في كل شيء مع العلم إنني أرى في المنصبين مهمة علمية نبيلة خطرة دون حدود لكني دخلت السنوات الأخيرة من عمري وفي جعبتي أشياء علمية وفكرية غير قليلة… ينحصر حلمي الأول والأخير في ان أنجز ذلك. )) .
أما الدكتور سيار الجميل ، فقد ولد في الموصل / العراق العام 1952، ونشأ في أسرة علمية معروفة ، و أكمل دراساته في الجامعات البريطانية : ردنك وأكسفورد وسانت اندروس ونال دكتوراه الفلسفة ( التاريخ الحديث ) في العام 1982
عمل محاضرا وأستاذا في جامعات عدة ، منها : وهران بالجزائر وتونس الأولى والموصل بالعراق واليرموك وآل البيت بالأردن وجامعة الإمارات العربية المتحدة ..
. استاذ زائر في جامعة كيل بألمانيا الغربية منذ العام 1987.
ولوفان وانديانا . زار جامعات عدة منها ردنك واكسفورد وكيمبرج والسوربون وإدنبرة ودندي وهامبورك ومونبلييه وتورنتو وفاس والجزائر والزقازيق وبغداد والمستنصرية والجامعة الأمريكية في بيروت والشارقة
. شارك في العديد من المؤتمرات الدولية والندوات العلمية في أماكن عدة في العالم .
. حصل على جائزة شومان للعلماء الشباب منفردا العام 1991 وعلى براءة تقدير في العام 1992 وعلى قلادة الإبداع للعلماء المتميزين دوليا في العام 1995 ، وعلى جائزة الكوريار انترناشنال في كتابات العراق العام 2004 وعلى شهادة تكريم العلماء من الجمعية الدولية للمترجمين العرب 2005 .. وعلى شهادة تقدير من مجلس العمل العراقي في ابو ظبي 2006 ، تخّرج على يديه العديد من حملة الماجستير والدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر .
. عضو مزامل ومشارك في العديد من المؤسسات الأكاديمية والجمعيات الثقافية والمراكز العلمية والمنتديات الفكرية والسياسية في العالم .
. خبير دولي في الدراسات الاجتماعية والثقافية لكل من منظمتي : اليونسكو بباريس والاسيسكو في الرباط ، وخبير علمي للعديد من مراكز البحوث والدراسات .
. ادار العديد من وحدات البحوث والدراسات وورشات العمل البحثية .
. شارك في كتابة موضوعات مختزلة للانسكلوبيديا الإسلامية والانسكلوبيديا التركية وموسوعة تاريخ الثقافة البشرية الحديثة ( اليونسكو ) .
. ألقى محاضراته في منهج البحث وابستمولوجيا التاريخ والتاريخ الوثائقي وتاريخ العالم وتاريخ الخليج والشرق الأوسط والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعولمة وفلسفة المستقبل .
. له أكثر من ثلاثين كتابا منشورا وعشرات البحوث العلمية المنشورة في العربية والانكليزية
. نشر المئات من المقالات الفكرية والسياسية والنقدية في العديد من الصحف العربية والأجنبية ، ومنها : النهار والسفير والحياة والبيان والزمان والسياسة والصباح والانترناشنال كوريار وغيرها .
. ترجمت بعض أعماله الى الانكليزية والفرنسية والتركية ، وخصوصا نظريته عن المجايلة التاريخية وبنية الأجيال في فلسفة التكوين التاريخي .
. اشترك مع علماء آخرين في دراسات مشتركة ، منهم : سمير امين وبيتر بيرك وخليل انالجيك وغيرهم . وينكب اليوم على تأسيس مشروع معرفي في كيفيات التعامل بين الثقافات والعولمة من خلال تأسيس مركز اكنك للمعلومات بين كندا والشرق الأوسط .
. غادر العراق لأول مرة العام 1976 ، وتنّقل في عدد من بلدان العالم ، ويقيم حاليا في مدينة مسيسوغا قرب تورنتو بكندا.
. وهو الامين العام للمنظمة العراقية لتنمية المجتمع المدني ( يودكس ) وهي منظمة دولية أسسها مؤخرا.
وعن الطريقة أو الأسلوب الذي يوظف به ” مفهوم التاريخ ” في كتاباته ، في الحدود النظرية والعملية معا يقول الدكتور سيارالجميل : أنا لا أقول بـ ” مفهوم التاريخ / التاريخانية ” التي يدعو لها المفكر المغربي المعروف عبد الله العروي وقد نشرت نقدا لها مع احترامي لمشروعه ، ولكنني أقول بـ ” فلسفة التكوين التاريخي ” الذي أزعم أن له القدرة في توظيف مناهج عديدة وأبرزها المنهج الكمي في المعرفة النظرية التاريخية ، والمنهج الرؤيوي في غرس الوعي التاريخي / المستقبلي بمعرفة أين نحن ألان في سلم التاريخ البشري والكوني من خلال قدرتنا على المشاركة فيه من ناحية عملية على مستويات عدة ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
1. معرفتنا بأوضاعنا العربية الحالية ثقافيا وسياسيا ومدى قدرة تغليب المعرفي على الايديولوجي في تفكيرنا من اجل التخلص من ربقة مواريث سالبة عاشتها أجيال ما سمي بعصر النهضة على امتداد القرنين التاسع عشر والعشرين .
2. معرفتنا بالتحولات التاريخية العالمية الحديثة والتفكير بكيفية اختراق الظواهر التاريخية التي سيطرت علينا على امتداد التاريخ الحديث كالاستعمار والثورة الصناعية والثورة التكنولوجية واليوم ثورة المعلومات باتجاه ظاهرة العولمة التي لابد من إيجاد ثوابت عربية وإسلامية فقهية واجتهادية وتشريعية وقانونية وثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية ليس للقضاء عليها فنحن أضعف في الصراع ضدها ، بل للتعامل معها بذكاء وبأقصى درجات التاريخ .
3. معرفتنا بمدى أهمية المجالات الحيوية في منطقتنا العربية والإقليمية التي تمتلك دوائر جيوستراتيجية منذ القدم إزاء المركزية الغربية ولعبة مصالح الأمم ، وقدرتنا في الحفاظ على بيئتنا وثرواتنا ومصالحنا المشتركة بإيجاد سبل جديدة في الانفتاح الداخلي من خلال أي نوع من التكتل الاقتصادي وفتح الحدود وصناعة القرارات المشتركة والتجسير الثقافي بالتعاون الفعال مع دول العالم الإسلامي . وهذا ما أوضحته بتفصيلات موسعة في كتابي : ” العولمة والمستقبل : استراتيجية تفكير ! ” .
ومن أهم كتبه المنشورة :
– العثمانيون وتكوين العرب الحديث : من اجل بحث رؤيوي معاصر ، بيروت ، 1989.
– بقايا وجذور : التكوين العربي الحديث ، بيروت / عمّان 1997.
– تكوين العرب الحديث 1516- 1916 ( كتاب منهجي ) ( جامعة الموصل ، 1991) .
– تكوين العرب الحديث ، طبعة عمّان 1997.
– حصار الموصل : الصراع الإقليمي واندحار نادرشاه ، الموصل 1990.
– الدليل التاريخي ، لندن 1988 ( بالانكليزية ).
– رحلة جوستن بيركنس الى الارض الكلاسيكية 1847 ( المورد 1988 ) .
– التحولات العربية : إشكاليات الوعي وتحليل التناقضات وخطاب المستقبل ، بيروت 1997.
– العرب والأتراك : الانبعاث والتحديث ( من العثمنة الى العلمنة ) ، بيروت 1997.
– زعماء وافندية : الباشوات العثمانيون والنهضويون العرب ( البنية التاريخية للعراق الحديث ) ، بيروت / عمّان 1999.
– النسر الأحمر : صلاح الدين الأيوبي ، بيروت / عمّان 1997
– المجايلة التاريخية : فلسفة التكوين التاريخي ، بيروت / عّمان 1999.
– العولمة الجديدة والمجال الحيوي للشرق الأوسط : مفاهيم عصر قادم ، ط2 بيروت 2001.
– العولمة والمستقبل : استراتيجية تفكير !!! ( العرب والمسلمون في القرن الواحد والعشرين ) ، بيروت / عمّان 2000.
– تفكيك هيكل : مكاشفات نقدية في إشكاليات محمد حسنين هيكل ، بيروت / عمّان / لندن ، 2000.
– انتلجينسيا العراق : دراسة في النخب العراقية المثقفة الحديثة ، ( على حلقات ) لندن 2001 ( سينشر قريبا بشكل موّسع ) .
– الرؤية المختلفة : قراءة نقدية في منهج محمد عابد الجابري ، بيروت 1999.
– العراق وعبد الناصر : مناقشة وثائقية من اجل الكشف عن حقائق تاريخية ، لندن 2003.
– نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية ( نشر على حلقات أسبوعية ، سبتمبر 2002- مارس 2005.
– المجال الحيوي للخليج العربي : دراسة جيوستراتيجية ، ابو ظبي 2003.
– المزامنات العربية : اشكالية التفكير وآليات التغيير ، بيروت 2003.
( اعمال قيد النشر )
– تاريخ الإمبراطورية العثمانية ( مجلدان ) ، لندن ( بالانكليزية ) .
– مشروع رؤيوي : شيخوخة الفكر العربي المعاصر ( استعادة بنيوية ).
– العراق في الذاكرة العربية
الرهانات المستحيلة : العراق وعبد الناصر
– الجاندريون : الصدور العظام العثمانيون ( دراسة وثائقية )
– مانفيستو العراق : 2003 من اجل تاريخ جديد
– السيد جمال الدين الأفغاني : الصورة الأخرى (بالانكليزية)
– الثقافة الدولية – كتاب منهجي – ( بالانكليزية والعربية )
جامعة الدول العربية : ستون سنة من الإخفاقات
جامعة آل البيت في العراق
زعماء ومثقفون : ذاكرة مؤرخ
المكاشفات
وكتب غيرها
والدكتور سيار الجميل متخصص في التاريخ الحديث والمعاصر وله شغف في قراءات نقدية وادبية وموسوعية وقد نشر في النقد الادبي وعن الرواية وعن الشعر .. كما ويحركه التاريخ الثقافي بشكل خاص .
يقول : في التاريخ الحديث دفعني التفكير الذي احمله الى صياغة مشروع اسميته بـ ” تكوين العرب الحديث ” وجاء بثلاث مجلدات تدارست فيه أطوار العرب التاريخية على امتداد أربعة قرون وسأحاول إكماله عن تكوين العرب المعاصر ودراسة تاريخهم في القرن العشرين ضمن نفس الرؤية والمنهج . اما المشروع الاخر فهو الذي تتضمنه نظرية المجايلة التاريخية في فلسفة التكوين التاريخي والتي طبقتها على المعرفة العربية الاسلامية من خلال تحقيب جديد للتاريخ لا يقوم على أي من التقسيمات المعروفة سياسية كانت ام سلطوية او سلالية .. بل تقوم على اساس الوحدات الكبرى ( ماكرو ) والصغرى ( مايكرو ) فالجيل هو اصغر وحدة تاريخية (30 سنة ) وكل عشرة اجيال تؤلف وحدة كبرى يمثلها عصر تاريخي (300 سنة ) . وعليه ، فان 1500 سنة من حياتنا التاريخية العربية الاسلامية بدءا بـ 599 م وانتهاء بـ 2099 م تحقب بخمسة عصور لكل عصر سماته ومواصفاته ، كما وتحقب بخمسين جيلا لكل جيل سماته ومواصفاته .. ونحن اليوم ابناء الجيل السابع والاربعين .. وسأحاول ان أطبق هذه النظرية على التاريخ البشري كله ، وسأبدأ بعصرين سبقا الاسلام أي بدءا بولادة السيد المسيح ، اذ دراسة سبعة عصور تاريخية وتحقيباتها الى وحدات صغرى ( مايكروات ) تشغلها اجيال .. وازيدك عزيزي بأن هذا العمل يلقى اليوم رواجا في ثقافات غير عربية مع الاسف . أما بالنسبة لأعمالي الاخرى فتعالج قضايا وانشغالات فكرية راهنة بالفعل ، ومنها كتابي ” العرب والاتراك : الانبعاث والتحديث ” وكتابي ” التحولات العربية ” وكتابي الاخر ” العولمة الجديدة والمجال الحيوي ” وكتابي ” العولمة والمستقبل : استراتيجية تفكير ” .. في النقد السياسي لي كتاب ” تفكيك هيكل ” في نقد اشكاليات محمد حسنين هيكل .. في النقد الفكري كتبت الرؤية المختلفة في نقد الجابري.. وفي النقد التاريخي سانشر كتاب انجزت معظمه عن جمال الدين الافغاني وسيقلب تاريخ هذا الرجل رأسا على عقب ! وكتبت عدة دراسات بالانكليزية في التاريخ الموسوعي .. في تاريخ العراق ، نشرت كتابي عن حصار الموصل وكتابي زعماء وأفندية وكتابي الجديد انتلجينسيا العراق .. وكتبت عن العلاقات بين العراق وايران وبين العراق وتركيا وغيرها . تسألني عن الترابط في ما كتبت ؟ الرابط قوي لأن لولا دراستي للتاريخ وتخصصي بالذات في الحديث والمعاصر والانتقال من دراسة حوادثه ووقائعه الى التفكير في ظواهره وعناصره ما كنت لأصل الى معالجة الحاضر ورؤية المستقبل . أما الفكرة المحركة عندي فهي التي تبلورها ثقافة متجددة تكاد تكون يومية بعض الاحيان .. ولكن عيوني مسمّرة دوما نحو المستقبل وما قراءة التاريخ الا توظيف نقدي مشروع من اجل بناء المستقبل . وأزيدك بأن اهتمامي بالتواريخ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بعيدا عن التواريخ السياسية هو الذي خلق هذه البنية العضوية في التفكير والترابط القوي بين الإعمال . ان اهتمامي بتاريخ العراق الحديث والمعاصر كبير جدا ، اذ تشغلني جدا قضاياه ، واعمل اليوم ايضا على اكمال مشروع كبير في دراسة التاريخ الاجتماعي للعراق بعنوان ( بنية المجتمع العراقي ) وقد قدّمت في سبتمبر 2005 محاضرة في هذا الباب بغاليري الكوفة في لندن اوضّحت إضافاتي النظرية على اطروحة علي الوردي فهو القائل بثنائية البداوة والحضر في العراق .. في حين اضفيت عنصرا ثالثا فغدت عندي ثلاثية تتشكل من المدينة والريف والبادية .. وهذا المشروع العمل فيه صعب جدا نظرا لتعقيدات وتنوعات المجتمع العراقي وبنيته الصعبة . ان ما نشر عن تاريخ العراق الحديث والمعاصر يشوبه الاضطراب والتشويش وينبغي اعادة النظر في تاريخ هذا العراق ضمن منهج عالي المستوى وضمن رؤية محايدة وفهم علمي بعيدا عن أي تحريف او تضليل ! وينبغي ايضا غربلة كل ما كتب حتى الان ضمن منهج نقدي تفكيكي كالذي استخدمته في كتاب ” تفكيك هيكل ” ، وخلق جيل جديد من المؤرخين العراقيين الذين يعتمدون الوثيقة والارشيف والمنهج اساسا في كتابة التاريخ .
وأذ تشكل المدرسة التي خط أساسها المؤرخ العراقي كمال أحمد مظهر والتزم بها منهجيا أو تشكّل المدرسة التي يلتزم بها ويعمل وفق خطوطها العامة المؤرخ سيار الجميل ، من اهم المدارس والأكثر بروزا وفاعلية في الكتابة التاريخية ليس على المستوى المحلي بل الدولي ، فلنا كل الأمل في إن يتمكنا من قراءة التاريخ العراقي بتلك الحيادية ويبحثا في ثنايا الحقائق بتجرد وعلمية لما أتصفا به من استقامة وعدم الميل والانحياز نحو أية جهة كانت ،بالتعاضد مع كتاب التاريخ العراقي المنصفين ، وهو ما نطمح اليه في قراءة تاريخ عراقي يعيد النظر بكل الأحداث والشخصيات والأحكام بعيداً عن الأنفعال والعواطف والأغراض الشخصية .

نشرت في عدة مواقع
الأحد 31/12/2006

شاهد أيضاً

مسامير.. عتاب إلى الحكومة العراقية شديد الخصوصية شديد العمومية !

قرأتُ الخبر التالي وأسعدني : ( ناشنال بوست ، تورنتو ، يو بي اف ، …