الرئيسية / سيرة وصور / أسرة آل الجميل في الموصل: تاريخ مختصر

أسرة آل الجميل في الموصل: تاريخ مختصر

الاسرة :
اسرة عربية قديمة قطنت الموصل منذ زمن طويل وتنتمي الى رواسي قبيلة جبور الملحم الشهيرة ، وبينها وبين آل المسلط في الجزيرة الفراتية عمومة قريبة .. وبينها وبين آل جميل زاده ببغداد مصاهرة بعيدة .. ولم يزل ضريح ( جميل ) الجد الاعلى لأسرة آل الجميل الموصلية ، موجود على التّل بين الحسكة والقامشلي .. ذلك التلّ الشهير الذي قاتل احفاد آل الملحم دفاعا عنه ضد الغزاة الطامعين .. والى زمن لا يربو على الخمسين سنة كان  الشيخ عبد العزيز المسلط  يعتّز بابناء عمومته من آل الجميل في الموصل ولهم مكانة كبيرة عندهم كأسرة معروفة استوطنت الموصل منذ نهاية القرن الثامن عشر ولهما علاقتهما بعميد اسرة آل الجميل الاستاذ القاضي كوكب علي الجميل رحمهم الله .. بل وان الشيخ عبد العزيز الذي احتفي به بالعراق عند نهاية الستينيات من القرن العشرين حرص على ان يلتقي بابناء عمومته . لقد توّطن آل الجميل في الموصل باعتبارها مركزا جغرافيا وقاعدة لبلاد الجزيرة في شمالي العراق . ان الجد الاكبر جميل هو الابن الرابع للشيخ  الملحم، واذا كان احفاد الشيخ جميل قد اصبحوا من الحضر المتمدنين وغدوا عائلة من التجار الجلبية المعروفة في العراق ، فان احفاد اخوه الشيخ صالح قد احتفظوا برأس قبائل الجبور واحتفظوا ايضا بالمشيخة الكبرى ومن ثم حصّل بعض شيوخهم على لقب الباشوية . ان  الشيخ  جميل الملحم  هو  عم  الشيخ  محمد  امين  باشا  بن  صالح  الملحم .
النسب والاصل :
كان  الشيخ عبد الرحمن بن جميل بن الملحم  شيخ  مشايخ  الجبور  أبن حسين بن علي الذي ينتمي الى هيجل بن عامر بن بشر بن جبر من عرب الجنوب القحطانيين .. قد نزح مع عائلته من مضاربه في الجزيرة الفراتية الى مدينة الموصل ليستقّر بها منذ نهاية القرن الثامن عشر وقد  قد  انجب  كل  من عبد الله  وعبد الهادي  ، واستمرت  ذرية  عبد  الله  في الموصل  ، اما  ذرية  آل عبد الهادي  فقد  استوطنت الاحساء  وكانوا  يدعون بآل  الهدو  . ويذكر الرواة ان سبب نزوح الاب واستقراره في الموصل كان لأسباب سياسية إبان الحكم المركزي العثماني ، إذ رحب الولاة الجليليون به في الموصل التي تعتبر قاعدة بلاد الجزيرة .. وتوزّعت ثروته من الابل والانعام عند اكثر من اربعين من كبار الرعيان المنتشرين بين الحسكة وعين زاله .. وكانت له من البراخين اهمية تجارية اقليمية كبيرة في شمال وادي الرافدين ، واسّس له مركزه في اسواق الموصل .
انجب عبد الله الذي كان مقترنا بأبنة عمّه من آل الملحم  ، ولدا اسمه ( محمد ) سنة 1815 والذي قضّى شبابه بين الموصل والحسكة والجرجر .. اذ كان كثير الترحال والتجوال معتمدا على ولده الوحيد ايضا ( حسين ) في تسيير شؤون املاكه وحلاله .. وقد غدا محمدا مع تداول الايام اكثر استقرارا وتمدّنا .. وكان قد انجب الى جانب ولده حسين جلبي ابنة سمّاها نسيمة .

حسين جلبي الجميل
هو الجد الاكبر للدكتور سيّار الجميل .. ولد في الموصل سنة 1852 ( اي قبل مئة سنة بالضبط من ولادة حفيده سيار عام 1952 ) ، واشتهر حسين منذ طفولته بقوة ذكائه ودرس على كبار علماء الموصل عصر ذاك ، وعرف في الموصل بقدراته العالية ايام شبابه وفرض نفسه على السوق بشخصيته القوية ، فتسّلم مقاليد والده التجارية منذ مطلع شبابه بعد ان نال من العلم كثيرا ، واتخذّ له اكثر من دائرة تجارية في خانات الموصل وكان وراء تأسيس غرفة تجارة الموصل الى جانب مصطفى جلبي الصابونجي .. وأهتم كثيرا ببيته اذ انتقل من بيت ابيه القديم الواقع في السوق الصغير الى بيت آخر يقع مقابل الجامع الاموي بمنطقة الصحراء العالية في حوش الخان ، واشتهر داره كثيرا بحجمه المتكّون من ثلاثة بيوت متلاصقة مع بعضها وتطل جميعها على ثلاثة شوارع وكانت متصلة مع بعضها الاخر يطل كل واحد منها على جهة معينة وتزيّن البيت بنقوشه وايواناته وهو من طبقتين اثنتين عدا سراديبه ولم تزل آثاره موجوده حتى يومنا هذا اذ كان الحوش الاول للرعيان والمطبخ وعند بوابته الاصطبل وكان الحوش الثاني وهو البيت الكبير لمعيشة العائلة وكان الحوش الثالث للضيوف والحفلات والاجتماعات .. وفي هذا البيت ، انعقدت مفاوضات سرية طويلة بين الشيخ عجيل الياور والانكليز ( كما ذكر ذلك مؤرخ قبيلة شمر في تاريخه لها نقلا عن وثائق تاريخية ) كما وشهد هذا البيت اجتماعات هيئة الدفاع الوطني حول حقوق الموصل وعراقيتها وعروبتها ابان مشكلة الموصل في العشرينيات من القرن العشرين . لقد قامت مديرية الاثار العامة بفحص هذا البيت لأكثر من مرة اذ تعد اروقته وريازات غرفه آية في الفن المعماري القديم في الموصل القديمة .
اقترن حسين جلبي الجميل بخديجة خاتون كريمة أحمد بك بن عبد الفتاح بك النجفي الموصلي الخوالدي والتي امتازت بجمالها وبأدبها وطلاقة قول الشعر وبثقافتها العالية ، وهي أخت الشاعر الموصلي الشهير عبد الله راقم افندي الذي عاش في القرن التاسع عشر وكان مديرا للاوقاف السنية في الموصل والذي اشتهر بشعره واناشيده .. ولقد اعتنى حسين جلبي وزوجته خديجة بابنتهما البكر ( اسماء ) عناية فائقة اذ تثقفّت ثقافة عليا وغدت من سيدات المجتمع الموصلي في مطلع القرن العشرين .. ثم قامت بادارة حسابات والدها التجارية لفترة من الزمن .. وكانت وراء تأسيس عدة مشاريع خيرية في الموصل منها : المدرسة الخزامية لتعليم البنات وايضا مدرسة حدائق المعرفة للبنات .. وكان لها اطلاع كبير على الاداب والعلوم والتواريخ .. وقد درس اخوتها الاربعة مبادئ العلوم والرياضيات منذ صغرهم على يديها .. اذ انجب حسين جلبي الجميل اربعة ابناء هم : علي وجميل وعبد المحسن ومحمد وابنة اخرى هي الصغرى واسمها ( جميلة ) .

علي افندي الجميل 1889 – 1928م
هو الجد الاول للدكتور سّيار الجميل وهو الابن الاكبر لحسين جلبي آل الجميل . ولد سنة 1889 م وعاش 39 سنة فقط ، اذ توفي في العام 1928 م واشتهر كثيرا بثقافته العليا وبشعره وأدبه وكان رجل قلم وسياسة وفكر وصحافة ونقد وعّد من ألمع المصلحين والادباء العراقيين المحدثين ومن اشهر شخصيات الموصل .. درس في المدرسة الرشدية ، واعتنى ابوه بتكوينه الثقافي فخّصص له مدّرسين يعلمونه اللغات الاجنبية ، فأجاد التركية والفارسية والفرنسية .. ثم طلب الادب وصناعته على ابرع الاساتذة ومنهم السيد محمد علي افندي الفخري والسيد احمد الفخري الشاعر المعروف ووزير العدلية الاسبق وغيرهما ، وبرع في الكتابة وكان فنانا في الخط والرسم . عمل بوظائف عدة منها المدّرس الفخري في المكتب الوطني والمحرر العربي لجريدة موصل الرسمية ومترجم العربية في مطبعة الولاية .. سافر الى استانبول اثر الانقلاب التركي الشهير عام 1908 وانخرط هناك في الكلية الملكية الشاهانية ، وكان هناك أحد مؤسسي جمعية ( المنتدى الادبي ) برفقة عبد الكريم الخليل واحمد عزت الاعظمي .. ولقد حرر في مجلتيها ( لسان العرب ) و ( المنتدى الادبي ) مقالاته واشعاره .. وعاد الى الموصل ليبّث الفكرة القومية في العراق ، وغدا مندوبا عن الجمعية وارسل عددا من شباب الموصل للدراسة في استانبول ومنهم : عبد المجيد شوقي البكري ..
لقد أّلف علي الجميل رسالته ( التحفة السنية في المشايخ السنوسية ) بناء على رغبة القادة السنوسيين معلنا فيها لأول مرة عن افكاره القومية رافعا رسالته المذكورة الى ( الامة العربية ) بعد نشرها بالموصل عام 1912 .. فكان اول من استخدم هذا المصطلح ( = الامة العربية ) عربيا اذ كان نجيب عازوري قد استخدم المصطلح فرنسيا .. ولكن اذا كان عازوري قد عني بـ ” الامة العربية ” المشرق العربي ، فان علي الجميل قد عني بمصطلحه كل من المشرق والمغرب العربيين في رسالته . . لقد لاحقته السلطات الاتحادية اثر ارساله للبيانات السياسية المعارضة لحكم الاتحاديين وانتقاده اللاذع لسياساتهم في التتريك واضطهاد العرب ، فهرب الى مضارب البادية محتميا بابناء عمومته ردحا من الزمن .. وكان الاتحاديون يفتشون عنه وتعّرض اهله للمساءلة وكانوا قد قاموا باحراق كل اوراقه وكتبه خوفا ونشرياته خوفا من وقوعها بايديهم ، ففقد التاريخ اشياء واوراق ثمينة .. ولم يعد الى داره حتى دخول الانكليز العراق عام 1914 اثر سقوط اوامر الملاحقة التركية ضده .
كان الرجل وراء تأسيس ( النادي العلمي ) في الموصل سنة 1919 اي بعد احتلال الانكليز للموصل باشهر رفقة عدد من رجالاتها الذين كانوا يهدفون خدمة العلوم والاداب علنا والعمل السياسي سّرا .. وكان ان اتهّم الرجل تهما سياسية باطلة بسبب مواقفه الوطنية . كانت البداية ان عقد مؤتمرا موسّعا في بيته حضره اكثر من تسعين من شخصيات الموصل من مسلمين ومسيحيين وتّقرر تأسيس النادي العلمي – كما يكتب ذلك المؤرخ عبد المنعم الغلامي – .. ولقد اصدر النادي العلمي مجلته التي تسّمت باسمه وترأس تحريرها الاستاذ علي الجميل وكتب فيها مع العديد من الكّتاب والادباء الموصليين مقالات علمية وادبية وقصائد شعر .. ولكن ما لبثت قوات الاحتلال الا ان سّدت النادي واغلقت مجلته . وبعد تأسيس الدولة العراقية في العام 1921 كان الجميل عضوا في الحزب الوطني العراقي وعضوا في جمعية الدفاع الوطني وساهم في الحفاظ على عراقية الموصل وعروبتها عند حدوث مشكلة الموصل .. اذ يشهد تاريخه كم دافع عن عراقية الموصل دفاعا مستميتا .. وكانت له خطبه العصماء اذ كان خطيبا مفوّها وكتب مقالاته وبياناته .. وقد عرضت عليه عدة مناصب في الدولة ، لكنه أبى ان يتقّلد أيّا منها نظرا لعفّته وثروته والمحافظة على حريته .. كان يكتب وينشر في صحف عراقية وعربية وله مراسلات مع العديد من المثقفين والعلماء والادباء العراقيين كان ينشر مقالاته في جريدة النجاح التي كان يصدرها خير الدين الفاروقي ويراسل جريدة جريدة المصباح التي كان يصدرها الشاعر عبد الحسين الازري ..
اصدر جريدة ( صدى الجمهور ) في العام 1927 وترأس تحريرها وكان مديرها المسؤول المحامي عبد الله فائق وتميزت مقالاته اليومية فيها بالنقد اللاذع ونشر افكاره الاصلاحية ومعالجاته الاجتماعية وآرائه الاقتصادية .. كان شجاعا في التعبير عمّا يريد وكان محدثا في طرح افكاره التجديدية مما جعله هدفا لخصومه .. كان حرا في اقواله وكتاباته .. اشتهر بمنازلاته السياسية ومساجلاته الادبية .. كان من اصدقائه العرب : عبد الكريم الخليل الذي اعدمه الاتحاديون الاتراك وزكي الخطيب الوزير السوري الاسبق وساطع الحصري ورستم حيدر الوزير اللبناني الشهير والشاعر السوري محمد الفراتي وغيرهم .. ومن العراقيين : روفائيل بطي وتوفيق السمعاني واحمد عزت الاعظمي ونوري السعيد وابراهيم الواعظ وفهمي المدرس والسيد محمد مهدي الخالصي وغيرهم كثير . كما كانت له خصومات كبيرة مع آخرين نتيجة طروحاته وافكاره التجديدية . لقد وصفه صديقه القاضي الشهير ابراهيم الواعظ في تاريخه انه كان سريع البديهة حاضر النكتة له حلمه وقوة ذكائه ورقة طبعه وله علاقات اجتماعية واسعة ..
في العام 1928 سافر الى حلب للاستشفاء وكان يقصد حلب كثيرا ، فاجريت له عملية جراحية في الكلى .. توفي على اثرها وهو في عز الشباب ، فنقل جثمانه الى الموصل التي بكته كثيرا ودفن فيها في تشييع كبير .
كان قد تزوج من الانسة سعيدة خليل ابراهيم في العام 1917 وهي سيدة مجتمع وتميزت بشجاعتها وقوة شخصيتها وسرعة بديهيتها وروحها الاجتماعية ونزعتها الادبية .. وانجب منها اربعة ابناء هم : كوكب ( القاضي المعروف 1918 – 1968 ) وطالب ( استاذ الفلسفة يقطن في بغداد بعد ان اقام في عدة بلدان ولد عام 1924 ) وفرقد ( الرياضي والكاتب المعروف بكتاباته عن التراث وتسجيله تاريخ الحياة الشعبية عاش للفترة 1926 – 1985 ) وسعد ( المدير الاداري في شركة نفط الموصل سابقا ومعمل السكر لاحقا ولد في العام 1928 ) وابنة واحدة هي ( دولت ) توفيت طفلة في صغرها ..
ترك الأستاذ علي الجميل عدة آثار فكرية وادبية وسياسية واصلاحية منها :
1)ديوان علي الجميل ومراسلاته
2)حديث الليل ( في النقد الاجتماعي )
3)نوابنا في الميزان ( في النقد السياسي )
4)اوراق علي الجميل ( المقالات والخطب القومية والوطنية )
5)همسة في الاذان ( آراء وافكار )
6)شهقات ودموع ( رواية )
7) بين الزمهرير والسعير ( قصة )
8) التحفة السنية في المشايخ السنوسية .

من اشعاره
مطلع قصيدة له تشطير لفصيدة الشاعر الكبير كاظم الازري

قالوا حبيبك محموم فقلت لهم اني امرؤ صادق لا اعرف الكذبا
استغفر الله عن ذنب شقيت به انا الذي كنت في حمائه ســببا
قبلته ولهيب النار في كبـدي عّلي أداوي بي الشوق الذي غلبا
ولم اكن في الهوى أبغي أذيته فأثّرت فيه تلك النار فالتهبـــا

( غّنى هذا التشطير المطرب السوري الشهير الاستاذ صباح فخري بعد ان استلها من ديوان علي الجميل منذ اكثر من ثلاثين سنة ).

وله

طرقتك في الليل البهيم حبيبة عذراء تحكي البدر في الاشراق
يغني عن الشمس المنيرة وجهها ورضابها يحكي سلافة ساقي
لعب النسيم بقّدها فتمايلـت تزهو بثوب العهــد والميثـاق
زارت وقد أشفى فؤاد محبّها من لوعة وصبابة وفـــراق
باتت تطارحني احاديث الهوى فأجيبها بالمدمــع المهـراق
ناشدتها وصل الحبيب فما درت أحبيب نجد أم حبيب عراق ؟

وله من قصيدة عنوانها ” المجد بالقول لا يبنى ” :

اذا الحر لم ينهض من الذل نفسه فليس الى ما يرتجيه وصول
وان هو لم يقرن بما قال فعلـه فذاك على علم به لجهــول
وما شرف الانسان الا فعالــه فربّ فعال للاصول أصــول
بني وطني ماذا القعود ومالكــم ألم بكم بعد الصعــود نزول
تقولون ما لاتفعلون تكاســـلا وخير قؤول في الانام فعـول

ونشر في مجلة ( المنتدى الادبي ) ( الجزء الثاني ، جمادى الاولى 1332 هجرية ) التي كانت تصدر في استانبول قصيدته التالية في ” ذكرى الامل الشريف لنهوض الامة العربية واعادة مجدها القديم الزاهر ” – كما جاء في ترويستها – :

سلاما آل عدنان سلامــا لأنتم خير من خلف الكراما
أترضون الهوان لكم مقاما ويـأبى الحّر فيه ان يقيمـا

أبينا ان نســام الخسف يوما وأن نرضى لغير الله حكما
ولم نجعل لغير الدهر ضيما ونهوى العزّ لو كان الجحيما

ألسنا نسل من عشق المنايا ومن خاضوا المعامع والرزايا
فكنّا خير من قاد السـرايـا وكان دليلنا الدين القويمــا

الخ

كتب عنه الكثير منهم روفائيل بطي في ترجمته المطولة له في مجلة لغة العرب ( جزء 2 ، السنة 7 ، شباط 1929 ) ، وابراهيم الواعظ في ( الروض الازهر ) واحمد محمد المختار في ( تاريخ علماء الموصل ، جزء 1 ) وسعيد الديوه جي ود. يوسف عز الدين وعبد الرزاق الحسني وعبد الباسط يونس وانظر عنه في موسوعة الموصل الحضارية ( المجلدان 4/5 ) وغيرهم.

الحاج جميل افندي الجميل
هو الابن الثاني لحسين الجميل ، ولد عام 1891 بالموصل ، درس في مدارسها ، وأدّى مناسك الحج منذ شبابه .. عمل بالتدريس بعد تخّرجه في دار المعلمين .. ثم امينا لمكتبة الموصل التأسيسية التي كان له الفضل في ذلك التأسيس .. اشتهر بحسن تدريساته ، اصدر جريدة ( الجميل ) في مطلع الثلاثينات وقد عطلتها حكومة ياسين الهاشمي لانتقاداتها اللاذعة ، ثم اصدر جريدة ( صوت الجميل ) المعارضة للحكومة واغلقت هي الاخرى .. بعد ذلك درس الحقوق ببغداد وزاول عدة مناصب ادارية في الدولة منتقلا في عدة مدن عراقية واستقر اخيرا ببغداد منذ الخمسينيات ، وكان يتمتع بذاكرة حادة ، ويجيد نظم الشعر والنثر وله ديوان شعر مخطوط وتآليف اخرى .. وعقد صلات وعرى صداقات قوية مع ادباء بغداد وشعرائها .. وكان قد اقترن بحفيدة الشاعر الموصلي الشهير الملا حسن البزاز ، وانجبا كل من الدكتور غازي جميل ( طبيب العيون الشهير ببغداد ) وفاروق ولهما اربع بنات : بثينة وسعاد وسهام وأمل .. توفي الحاج جميل ببغداد في العام 1972 ودفن في الموصل .

عبد المحسن جلبي الجميل
هو الابن الثالث ولد بالموصل عام 1893 ، ودرس في مدارسها ، ولكنه عمل في التجارة وأسس له اكثر من شركة تجارية كان آخرها شركة عبد المحسن الجميل وشركاؤه وهي للتجارة الدولية عبر البحار والتي تطورت تجارتها في بداية الامر ، ولكن حطمتها الظروف فاعلنت افلاسها .. توفي في العام 1962 ولم يعقب . وكان للرجل جهوده الواضحة في تطوير غرفة تجارة الموصل ابان فترة ما بين الحربين العظميين .

محمد الجميل
هو الرابع ، ولد بالموصل عام 1896 واشتهر بفروسيته في المدرسة العسكرية واشترك في عمليات الحرب العالمية الاولى بالصرب .. ولكنه هرب من الجيش ابان الحرب وحكم عليه بالاعدام ورجع الى الموصل متخفيا وحافيا على قدميه من شرقي اوروبا وقد نجا باعجوبة من حكم الاعدام عبر البلقان والاناضول حتى وصل البادية السورية فاحتمى عند ابناء عمومته حتى وصل الموصل وبقي مختفيا عن الاعين .. وكان قد بدأ الاتصال برجال الحركة العربية وقد نقل رسائل مهمة بين قوى الحركة العربية بعد ان عاف الحياة العسكرية وعاش بعد ذلك زاهدا لوحده في بيت ابيه وكان له ولع بالخيول العربية الاصيلة وكان يمتلك عددا كبيرا منها وكانت له مقتنياته الثمينة .. وكان يعشق شعر ابو العلاء المعّري اذ يحفظ على ظهر قلب ديوان سقط الزند واللزوميات .. كان يعشق النباتات والحيوانات الاليفة لم يتزوج وتوفي عام 1970 .

الاستاذ كوكب علي الجميل ( 1918 – 1968 )
أبو الدكتور سيار الجميل ، ولد بالموصل عام 1918 ، ودرس في مدارسها وكان رئيسا لجمعية الخطابة في الثانوية المركزية اذ كان خطيبا مفّوها منذ مطلع شبابه .. اتهم بالاشتراك في قيادة المظاهرات الطلابية عام 1939 واعتقل سياسيا مع رفاق له .. تخرّج في كلية الحقوق في العام 1943 .. قضّى زمنا في فرنسا واشتغل محاميا لأكثر من عشر سنوات وكرّمه الامير عبد الاله ولي العهد في العام 1946.. انتمى الى حزب الاستقلال وكان عضوا في قيادته لكنه استقال منه عقب خلافات سياسية مع احد زعماء الحزب . كتب عدة مقالات سياسية ونشر في صحف عدة . نّصب قاضيا ومارس الحاكمية بالموصل واقضية الشيخان وسنجار ودهوك وزاخو والعمادية وتلعفر .. القى خطابا وطنيا جماهيريا في جماهير سنجار يوم التاسع من آذار/ مارس 1959 ابان حركة عبد الوهاب الشواف بالموصل .. وتعّرض عصر ذلك اليوم للقتل وقد نجا مع عائلته باعجوبة بالغة من ايدي الاف الغوغاء الذين هاجموه ، وقد احرقت سيارته واجزاء من داره واعتقل ثم استطاع الفرار وعاد متخفيا وقد قام كل من الشيخ عمر الداود والشيخ قاسم حسون من اعيان يزيدية سنجار بحمايته .. قابل الزعيم عبد الكريم قاسم الذي لم يقبل استقالته .. فزاول عمله رئيسا لمحاكم الجزاء غير المحدودة حتى قضى بسكتة قلبية في 29 نيسان / ابريل 1968 . كان لنعيه اكبر الاثر في نفوس العراقيين وخصوصا الاسرة القضائية نظرا لما عرف عنه من الحلم والحكمة والنزاهة والرجولة .. كان انسانا محبوبا وقديرا كما وصفه زملاؤه واصدقاؤه في الصحف العراقية وفي الحفل التأبيني الذي اقيم لمناسبة اربعينيته . كانت له مأثوراته الادبية والقانونية ، فلقد نشر مقالات كثيرة وشارك في مطلع شبابه صديقه الاستاذ مجيب سليم حسون اصدار جريدة .. من اشهر اعماله كتاب في القانون المدني وكتاب ” اضواء على ذكرى حبيب ” وجمع ديوان شعر واعمال والده الادبية والفكرية .

يتبّع لاحقا عن الاسرة

شاهد أيضاً

اعلان من الدكتور سيّار الجميل.. الى كافة المثقفين العراقيين في العالم

ايها الاخوة .. ايتها الاخوات أعلن لكم جميعا انسحابي من المجلس العراقي للثقافة في عمّان …