محاضرة أ.د. سيّار الجميل مساء الاربعاء 16 /1/ 2019
في جماعة بانيرا الثقافية / كندا
القى الاستاذ الدكتور سيار الجميل محاضرته الموسومة ” بانوراما النهايات المفجعة للمثقفين الحقيقيين في العراق المعاصر ” مساء الاربعاء 16 /1/ 2019 في جماعة بانيرا الثقافية بمدينة مسيساغا / كندا ، وهذا ملخص لها :
تقديم : العراق ونزيف المثقفين
منذ اكثر من اربعين عاما وأنا اسمع بين الحين والاخر السمفونية الثانية للموسيقار النمساوي غوستاف مالر 1860- Gustav Mahler 1911 والتي اسماها بيوم القيامة The Resurrection Symphony ، وكلما اسمعها توحي الي مقاطعها الهادئة والصاخبة عن جحيم يعيشه كل من تعب على نفسه في مجتمع لا يستوعب الانسان المثقف الحقيقي ، وهو يركض وراء المزيفين والاشباه والمداهنين للسلطة .. وما اندر البعض الذي يعارض ويعاند من اجل الحقيقة كي تتقدم الحياة ، وما اكثر الناس الذين ليس لهم الا الاستلاب !
على مدى اكثر من مائة سنة مضت ، افتقد العراق اناسا من خيرة نسوته ورجاله الذين تنطبق عليهم توصيفات علماء وفلاسفة كونهم من المبدعين والمثقفين الحقيقيين الذين دفعوا الاثمان الباهضة من حياتهم او تشردهم او راحتهم او ابداعاتهم وحلت بهم الفجائع ، بل وانتهوا نهايات تراجيدية او محزنة .. ويكاد يكون العراق هو البلد الوحيد في منطقتنا ، قتل فيه الالاف المؤلفة من البشر ، وامتهنت على امتداد عهوده السيئة كرامة الانسان ، اذ تيبسّت ارادته ، وامتهنت كرامته ، واستلبت ابداعاته ، واسيئ الى سمعته .. ولا اعتقد ان الدولة بكل انظمتها السياسية كانت السبب وراء ذلك ، بقدر ما ساهم المجتمع نفسه في صنع التناقضات ، ففي كل عهد سياسي يحرق المجتمع كل اوراقه من اجل مصالح ومنافع ومناصب وارتباطات خفية .. وهو يعبر عن انعدام انسجامه بين شرائحه وطبقاته او بين فئاته وجهوياته كونه ورث تاريخا مثقلا بالترسبات العقيمة التي لم تجد لها اية حلول عبر مائة سنة مضت .. ولعل اسهل طريقة للخلاص من اية ازمة او اية معاناة للمثقف هي الهروب من الميدان ليس للخلاص بحياته ، وانما لكي يجد البيئة المناسبة التي تحتضنه وتوفر له الحياة والحرية .. وهو يواجه نهايته بعد عذاب من الاغتراب النفسي والثقافي والوطني . وعليه ، فهو لا يتخلص من نهايات محزنة وهو بعيد عن وطنه الذي يعشقه بطريقته واسلوبه .. وكما قلت في احدى محاضراتي في لندن ببريطانيا قبل اشهر بأن العراق طارد لابنائه وجاذب للاخرين على امتداد حياته ..
محن المثقفين العراقيين الاوائل ونهاياتهم
دعونا نتساءل من خلال امثلة ونماذج محددة عن اناس رحلوا عن الحياة ، وهم في بؤس شديد لا يستحقونه وكانوا من ابرز المثقفين الحقيقيين في الدواخل .. نسأل عن نهاية الشاعر معروف الرصافي (1875 – 1945 م) وقد مات كئيبا مريضا لوحده في غرفته الحقيرة بالاعظمية ، ونسأل عن جميل صدقي الزهاوي 1863 – 1936 الشاعر الفيلسوف – كما اسماه المصريون – وقد مات مكروها بسبب الحاده ، ولم يخرج في جنازته حتى ابن اخيه الشيخ امجد الزهاوي لبغضه له !! نسأل عن الشاعر توفيق حسين اغوان الذي مات مجنونا وعاش سنواته الاخيرة في اسوأ الاحوال ! نسأل عن فَهْمي المُدَرّس (1873 – 1944 م) وقد مات كمدا بسبب فشل مشروع فيصل الاول في تأسيس اول جامعة اسمها آل البيت ، وكم كان صراع رجال الدين العراقيين ضد اي جامعة مدنية يؤسسها العلمانيون !! ونسأل عن محنة أحمد الصافي النجفي (1897 – 1977) عاش متشردا فقيرا ببيروت يعطف عليه اللبنانيون ، وقد اخترقته رصاصة قناص ابان الحرب الاهليه هناك ، ثم نقل الى بغداد كفيفا ومات اثر جراحة وهو في اسوأ الحالات ! ونسأل عن مصيبة بدر شاكر السياب (1926 – 1964) بعد ان تدهورت صحته ، وثقلت حركته وضمر جسمه وتوفي بالكويت وحيدا ، بعد ان عدّه العرب رائدا للشعر الحر ! ونهاية الفنان جواد سليم (1921 – 1961)، اذ توفي أثر نوبة قلبية جراء تعبه في نصب الحرية ، ودفن في مقبرة الخيزران !! ونسأل عن الشاعر حسين مردان ( 1927- 1972 ) وكان شاعراً متمرداً صعلوكاً متشرداً عبثياً وجودياً ، غادر الحياة معذبا .. ونسأل عن شاغل الدنيا بزمنه يونس بحري 1900- 1979 ، اذ عاد الى وطنه ، فجاع في نهايات عمره ووجدوه مرميا على الرصيف وتوفى في المستشفى ! ومات الشاعر عبد الامير الحصيري بعد أن اشتهر بشيخ صعاليك بغداد عاش ومات شريدا ولد في النجف 1942، ورحلَ 1978 . ونسأل عن الفنان سليم البصري (حجي راضي) الذي اسعد الناس لسنوات طوال ، وهو من مواليد 1926، وقد انزوى مهموما في آخر سني حياته ومات 1997 ولم يشيعه أحد الا الفنان حمودي الحارثي الذي روى ذلك لي ! ومات الفنان المبدع رضا علي 1929 – 2005 مهموما متحسرا وهو يعاني من بصره !
ومات كل من المبدعين العراقيين من دون ان يعتني بهم احد : رضا الشاطئ ومجيب حسون وسليمة مراد واحمد الخليل ومحمد عبد المحسن وراسم الجميلي وعفيفة اسكندر ونجيب يونس وراكان دبدوب وعبد الحق فاضل واكرم فاضل وعباس جميل ومدني صالح وغيرهم كثير ممن لا يحصى عددهم ..
نماذج من مشروعات قتل وتعذيب لا تحصى
ونسأل : لماذا اغتيل توفيق الخالدي ؟ ولماذا انتحر عبد المحسن السعدون ( او بالاحرى قتل ) ؟ ولماذا أعدم المحامي عبد الله فائق ؟ لماذا قتل الوزير المثقف رستم حيدر 1889 – 1940 توفي متأثراً بجراحه في 22 كانون الثاني 1940. وكان لبنانيا ؟ ونسأل : لماذا قتل الدكتور المصري حسن سيف ابو السعود استاذ القانون في كلية الحقوق بغداد وقتله طالبه العراقي ؟؟ ولماذا قتل المثقف الشيوعي كامل قزانجي خريج الجامعة الامريكية ببيروت ؟ ولماذا شتق المثقف القومي يونس السبعاوي مع العقداء الاربعة اذ كان احد قادة حركة رشيد عالي 1941 ؟ لماذا قتل وسحل هاشم عبد السلام 1959 ؟ ولماذا قتل القاضي امجد المفتي في 1959 ؟ لماذا عذب عبد الجبار وهبي وجماعته وماتوا جميعا تحت العذاب ؟ ونحن نعرف ان باسل الكبيسي (1934 – 1973) قتله الموساد ، وكان احد مؤسسي (حركة القوميين العرب) ! ولكن لماذا عذب الدكتور عبد الرحمن البزاز عذابا شديدا في قصر النهاية وكان استاذ قانون وله ثقافته العالية ، ومات وهو في اسوأ الاحوال ؟ لماذا عذب اللواء الركن عبد العزيز العقيلي عذابا شديدا وكان من ابرز مثقفي الجيش العراقي ومات بعد ان ضمر ضمورا بشعا ؟ لماذا عّذب زكي عبد الوهاب وكان احد مثقفي العراق عذابا شديدا ثم اعدم ؟ وقد عذب معه شقيقه المثقف عطا عبد الوهاب وقد نجا الاخير بحياته بعد 13 سنة في قصر النهاية ؟ لماذا اغتيل الدكتور ناصر الحاني 1917- 1968 ؟ لماذا أذيب المحامي والاديب عبد القادر العبيدي بالتيزاب 1968 ؟ لماذا قتلت السيدة جاهدة زوجة الوزير شكري صالح زكي ؟؟ لماذا قتل المؤرخ والمثقف عبد الله سلوم السامرائي بعد التعذيب ؟ لماذا اعدم الفنان صباح السهل ظلما وعدوانا ؟ هل يستحق السيد محمد باقر الصدر واخته نور الهدى الاعدام بالرصاص بعد التعذيب ودفنهما سرا ؟؟ وأسأل ايضا : لماذا اعتقل الكاتب المعروف عزيز السيد جاسم عام 1991 ، واختفى عن الانظار بعد ان غيب في سجن ابي غريب طويلا ؟ واخيرا ، لماذا قتلت الاستاذة المثقفة حياة شراره غدرا مع ابنتها في بيتها ببغداد ؟ وقتلت الفنانة التشكيلية ليلى العطار 1944- 1993 ، اذ رسمت جورج بوش الأب على أرضية فندق الرشيد ، وقد قتلت بغارة جوية استهدفت حياتها . وثمة قصص اخرى للنهايات من خلال القتل والتعذيب حتى الموت .
القتل بالسم ( الثاليوم ) :
لماذا دس السم للفنان ناظم الغزالي 1963 ولم يحقق في موته الغامض ؟ أسأل ايضا : لماذا مات الشاعر شاذل طاقة مسموما كما تبين من وضوح الادلة الجنائية ؟ لماذا قتل الشاعر شفيق الكمالي 1929 – 1984 ومات مسموما بحقنة بعد تعذيبه تعذيبا شديدا على مدى 3 اشهر ؟ ومن الطريف انه قتل وكل العراقيين ينشدون النشيد الوطني الذي كتبه ! يا لمهزلة القدر ! وأسأل : لماذا دس السم للشاعر عبد المحسن عقراوي ، اذ مات بعد ان اعتقل 6 اشهر للتحقيق في قصيدة نظمها معارضا فيها قصيدة سعاد الصباح وهي تتغزل بصدام حسين .. كما اعتقل بمعيته الاستاذ المثقف حسن العمري الذي ردد القصيدة وماتا ميتة غامضة بعد 6 اشهر من اعتقالهما ؟؟
موت المثقفين العراقيين اغترابا
مات الشاعر الكبير عبد المحسن الكاظمي 1871 – 1935م بعد أن هجر العراق بسبب الضنك النفسي ، وتوفي في مصر وحيدا ! ومات شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري 1899- 1997 في دمشق بعيدا عن دجلة الخير بعد ان عاش مغتربا !! وماتت الشاعرة نازك الملائكة 1923 – 2007، وكانت كئيبة مريضة على فراشها بمصر ، وكانت تتغنى بالعراق !! ومات الشاعر بلند الحيدري 1926 – 1996 معتلا مغتربا في مستشفى بنيويورك. . ومات الشاعر سيف الدين ولائي كاتب اغنيات 1915 – 1984 توفي في دمشق 1984 ودفن في مقبرة الغرباء وهو يردد : ارجعوني الى العراق !! ومات الشاعر عبد الوهاب البياتي 1926 – 1999 بعد أن اقام في عمان الأردن ثم غادرها إلى دمشق واقام فيها متصوفا بتأثير اغترابه حتى وفاته !! ومات القاص غازي العبادي في موسكو مغتربا ولا يعرف عنه شيئ ! . وقتلت الدبلوماسية المثقفة بلقيس الراوي 1939-1981 زوجة الشاعر نزار قباني ، اذ قُتلت في تفجير السفارة العراقية ببيروت ورثاها نزار بقصيدة محزنة !! ومات الشاعر سركون بولص 1944 – 2007 بعد ان صارع مرض السرطان، توفي في برلين مغتربا !! ومات الكاتب الشارد أمير الدراجي كمدا بعد ان عاش مقهورا عبرت عنها كتاباته الفلسفية ! ومات الشاعر جان دمو ( أو : ديوجين ) 1942- 2003 في لحظة ملتبسة مات جان دمّو في استراليا ، حاملاً معه أسماله وشتائمه وتمرده. حينها أعلن عربيا رحيل آخر صعاليك الشعر العراقي. ورحل بدري حسون فريد 1927 – 17 نوفمبر 2017 معدما عاش في المغرب عاد إلى العراق ودخل في غيبوبه نتيجه لجلطه دماغيه عام2017 .. ورحل كل من رموز الاغتراب العراقي : شعراء وصحفيون اعلاميون واكاديميون ودبلوماسيون ورجال فكر وقانون مهما كانت توجهاتهم السياسية والفكرية :
اذ مات المؤرخ عبد العزيز الدوري 1919- 2010 في عمّان مغتربا لسنوات طوال ، ومثله الاستاذ فاضل الجمالي الذي مات في الغربة متحسّرا ، وكان من ابرز المثقفين العراقيين . ومات المؤرخ مجيد خدوري 1907 – 2007 مغتربا ، اذ توفي في منشأة للرعاية في قرية بوتوماك الواقعة في ولاية ماريلاند. بالولايات المتحدة الامريكية .. ومات الاستاذ علي الوردي 1913 – 1995 في الاردن وهو في حسرة وكآبة مضنية ، وايضا عزيز سباهي وعبد الجبار عبد الله وعبد الكريم زيدان ومحمد محمود الصواف وغيرهم كثير .. .
ومات عدد كبير من المثقفين والمبدعين العراقيين اغترابا ، ومنهم : د. جلال الخياط 1932 – 2004 مات في لندن وهو في عزلته . والموسيقار جميل بشير 1921 – 1977 توفي في في لندن.بعد ان حاربته وزارة الثقافة ، وهو من اروع رجال الموسيقى في العراق . ورحل الصديق الموسيقار فريد الله ويردي 1923 – 2007 بعد ان حورب حربا شعواء ، فترك العراق وكان من اشهر الموسيقيين في العالم مات مغتربا ، ومات الفنان فؤاد سالم 1945- 2013 وهو مطرب وشاعر مناضل طورد طوال حياته وعاش مشردا وخائفا ومات كمدا في دمشق .. وماتت المعمارية العالمية زها حديد 1950 – 2016 ، في ميامي باميركا ، وهي لم تلق اي اهتمام من كل الحكومات العراقية قاطبة حتى رحيلها المبكر ! أما الشاعر المناضل مظفر النواب ، فقد وجد مأواه في دمشق دون بغداد التي طاردته ردحا طويلا من الزمن بعد خطفه وهروبه ..
ومات عدد كبير من المبدعين الشعراء والفنانين والعلماء الاكاديميين العراقيين في العالم غرباء : الفنان جاسم الخياط والفنان خليل شوقي و الاديب ذنون أيوب والفنان عوني كرومي ود. يوسف عز الدين ود. بهنام ابو الصوف والفنانة زينب واحمد النعمان و د. محمد رشيد الفيل و د. سانحة امين زكي وزهير الدجيلي و د. ابراهيم الداقوقي ود. فالح عبد الجبار والفنانة سحر طه واخر العنقود علي الشوك والسيدة ماري زكر عبد النور ود. لمياء الكيلاني وغيرهم كثير في الغربة بلا القاب رحمهم الله
وأخيرا : المفقودون والمعدومون
في آخر المحاضرة ، وبعد ان جئت بنماذج واسماء كأمثلة من ركام كبير نحن بحاجة الى دراسته ومعالجة كل جوانبه .. أطرح جملة من الاسئلة الصعبة موجها المسؤولية لكل من الدولة والمجتمع معا ، فما ذكرته في اعلاه هو اقل بكثير من الذين ذهبوا ورحلوا مع معاناتهم وعذاباتهم وكبتهم وكمدهم ومآسيهم من دون اي رعاية من قبل المجتمع ، وان العراقيين يتشبثون ببعض الاسماء دون غيرها ، او انهم يحصرون الثقافة العراقية كلها في اسم واحد فقط ، وان جحودا كبيرا يبرز
واضحا بحق ابرز المثقفين والمبدعين ، وان العراقيين لم يتحمّل احدهم الاخر جراء عوامل منها معروفة ومنها خفية .. وان الدولة لم تكّرم مثقفيها ومبدعيها ولم تشجع الشباب منهم ، ولم تقّدر الكبار فيهم .. وأسأل :أيضا : لماذا اعدم اكثر من 130 رجل دين في عهد سياسي واحد ، واسماؤهم موجودة بشكل كامل ؟ لماذا بلغ عدد المفقودات العراقيات 2274 إمرأة مفقودة في عهد سياسي معين ؟ لماذا قتل المئات من المثقفين والمبدعين العراقيين سواء كانوا من الاساتذة الاكاديميين والاطباء والضباط والطيارين والصحفيين والاعلاميين والكتاب والمثقفين والفنانين اثر 2003 .. ولما تزل النكبات تتوالى ؟ لماذا الثارات راسخة ؟ لماذا التشمّت والتشفّي يعلن عن نفسه بلا اية نوازع اخلاقية ؟ وكان آخر الاسئلة : لماذا كان القتل مشروعا ؟ لماذا المعاملة البربرية المتوحشة والتعذيب والقساوة ؟ لماذا يتبهدل المثقف الحقيقي في حياته ومماته معا ؟ متى يتوقف نزيف الهجرة الداخلية والخارجية للمثقفين والمتخصصين ؟ وما الذي يمكن فعله للاجيال العراقية القادمة من اجل تغيير الذهنية السائدة ؟ ومن اجل محو الترسبّات التاريخية القاتلة ، ومن أجل فتح صفحة تاريخية جديدة من العلاقات الانسانية بين العراقيين انفسهم .. انني مقتنع تماما ان تاريخا كهذا لا يمكن استمراره ابدا ، ولا يمكن ان نزرع الفرح في النفوس ، الا بعد معرفة العراقيين التمييز بين الحياة والموت .. على المجتمع كله الخروج من اثوابه القديمة ومن عباءاته واغطيته الثقيلة ليكون متسامحا قنوعا منفتحا ، وان يترجم محبته لوطنه بمحبة اهله ورسم طريق الحياة لا الموت من اجل بناء مستقبل يختلف عن الماضي .. .
تنشر بتاريخ 18 كانون الثاني / يناير 2019 على موقع الدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp
حضر المحاضرة كل من الاساتذة الافاضل : الدكتور كامل كمونة والاستاذ المحامي عماد العزاوي والاستاذ المهندس طالب مطلك والدكتور عبد الحميد البياتي والاستاذ قيس الاطرقجي والاستاذ عماد شريف والاستاذ صائب السامرائي ..