وصلتني رسائل عديدة من ساسة ومثقفين واكاديميين وكسبة وموظفين واناس عاديين من الموصل محافظة نينوى ، يستنكرون بشدّة ما خصصته الموازنة العامة لعام 2019 للموصل والمحافظة من تخصيصات مخجلة ، معتبرين ذلك استخفافاً بهذه المدينة ومعاقبتها ومعاقبة أهلها .. اذ كانت الموصل ولم تزل أكثر مدينة في الشرق الاوسط كلّه نالت من الاذى والرعب والانسحاق والتهميش والدمار ومن بطش داعش .. لقد بقيت الموصل واهلها ثلاث سنوات عجاف تحكمها شراذم داعش واعطت المدينة والمحافظة معا اثمانا باهضة من حياتها وابنائها وبناتها ، وقد هجّر سكانها وتشرد مجتمعها ، وكم مات من أهلها .. وكم دمّرت بنيتها وآثارها وتراثها .. أبعد كلّ هذا وذاك .. تقوم الحكومة المركزية في بغداد بمعاقبة مدينة الموصل وشعبها بمنحها اقل ما يجب من استحقاقها كي تعود الى الحياة ثانية ؟؟
لقد جاء في البيان الختامي الذي صدر عن ندوة الموصل التي انعقدت في اسطنبول بتاريخ 27 ديسمبر / كانون الاول 2016 ما يلي : ” رابعا : تؤشّر الندوة بطئ وضعف اجراءات الحكومة العراقية ومؤسسّاتها في العناية بشؤون النازحين والمهجّرين تحت قصف القنابل وعصف الانفجارات حيث تضع الندوة الحكومة العراقية أمام مسؤولياتها الدستورية لاعادة البنى التحتيّة الأساسية والخدمية على نحو سريع الى الموصل وأطرافها بالتزامن مع تقدّم القوات العراقية بما يكفل توفير أساسيات الحياة في المناطق المحررّة , وهنا ، نطالب الحكومة باستثناء نينوى من البنود التقليدية في الموازنة ومن السياق الروتيني الحكومي من أجل اسعاف حاجات المواطنين الملحة ” .
أضم صوتي الى كل المطالبين والمعترضين على الحكومة العراقية جراء انعدام عدالتها ازاء ثاني مدينة في العراق ، وقد بدت انها تعاقبها وتعاقب أهلها بالرغم من كلّ ما حل بهم من فجائع ودمار وانسحاق سيبقى محفورا في التاريخ ..
أتمنى مخلصاً اعادة النظر في موازنة 2019 والوقوف وقفة مشرّفة يذكرها التاريخ .. بتحقيق العدالة ، ومنح الموصل الاهتمام الذي تستحقه ، فمكانتها كبيرة في الجغرافية والتاريخ معاً ..
سيّار الجميل
1 نوفمبر / تشرين الثني 2018