تمتلك كندا ثروة حيوانية كبيرة بسبب اتساع اراضيها وكثرة مراعيها ووفرة مياهها ، وتطور وسائلها وادواتها في تربية الماشية الكندية وتطور بيطرتها الصحية ورقي علومها الاحيائية وانضباط قوانينها الداخلية برعاية الحيوان والاسماك والطيور وحتى الزواحف واعتبارها من الثروات الوطنية التي لا يمكن التفريط فيها ابدا .
تجوب البراري الجنوبية منذ عام 1900. وتشتمل على تربية الأبقار، وبدأ مؤخرا العمل على استئناس الجاموس والايل مع تطور صناعات غذائية جديدة. وتهدف تربية الأغنام من اجل الصوف واللحوم. وان حظائر الأبقار أو الخنازير كانت جزءا من ثقافة الماشية المألوفة في الريف الكندي . وسرعان ما تطورت تلك ” الثقافة ” لتغدو وطنية مرتبطة بقوانين الدولة التي تحافظ من خلالها على الثروة الحيوانية باعتبارها ملكا للمجتمع ولا يمكن التفريط بها .. وشملت ايضا تدجين الحيوانات والطيور في مزارع مختلفة تتوفر فيها كل عوامل التربية والخدمات البيطرية . دعونا نحلل حالة الثروة الحيوانية وما يتعلق بحماية الحيوانات ككائنات حية تتمتع بحقوق وطنية هي الاخرى ، اذ يحرم القانون صيدها او اضطهادها او ايذائها وقتلها سواء كانت في البر او البحر والنهر او الجور ..
الحيوانات الكندية ملكا للدولة والمجتمع معا
لقد اعتنت الدولة الكندية بحقول تربية الحيوان والعناية به وتطوير العلوم الخاصة به ، فضلا عن حمايته من خلال اصدار قوانين وتشريعات من اجل ذلك .. كما ونجحت في تطوير الثروة الحيوانية من خلال تطوير المختبرات والعلاجات وتخصيص الاموال المخصصة للأغراض التعليمية فقط. كما ان الدولة قد حرصت على تثقيف المجتمع بعدم ايذاء الحيوانات باتقاء ضررها ، ووجهت تحديدا نحو تطبيق القانون بالنسبة للحيوان في كندا .. ومن أجل فهم أفضل لقانون الحيوان في كندا، فقد خصصت دورات من اجل تنشيط العمل بتلك الموارد الخاصة بالكائنات الحية واحترام القوانين المعمول بها، او دراسة الحالات المستعصية وتدريب الشرطة والمختصين بمعالجة تلك الحالات في اية بقعة من كندا سواء في المناطق الثلجية او الغابات او المدن او السهوب او الانهار والبحيرات او القرى والارياف .. فضلا عن تشجيع المنظمات الخاصة التي تعتني بالحيوانات المختلفة في كندا. كما عملت جاهدة من اجل توفير الموارد .. وتحرص كندا على ان تثقف مهاجريها بتلك القوانين ، كما تحرص على ان يدرك كل المواطنين الكنديين مى الاستفادة من فهم أفضل للتشريعات الحالية والقضايا القانونية بما في ذلك الاتحاد والمقاطعات، والقوانين واللوائح التي تطبق في البلديات الكندية على كافة الحيوانات فيها .
ويعجب المرء من مجموعة القضايا الحالية للغاية كالتي تتحدث عنها الصحف اليومية حول مواضيع متنوعة ، وخصوصا تلك التي تشمل علاج الحيوان والحقوق والقصص المختلفة. بحيث يؤخذ الموضوع الاكثر اثارة واهمية كي يدرس بتفاصيله على من يريد في دورة منفصلة كما يجري تعميم ذلك وتدريسه من قبل العديد من اساتذة كليات الحقوق في جميع أنحاء كندا. وقد بدأت الدورة الأولى في تدريس قانون الحيوان في عام 1977 في كلية الحقوق في سيتون هول (الولايات المتحدة الأمريكية).
ما هو قانون الحيوان؟
قانون الحيوان هو مزيج من القوانين التشريعية والحالة التي يستوجب توفيرها في مجتمع انساني متحضر في ما يخص الطبيعة – القانونية والاجتماعية والبيولوجية – لكل الحيوانات. ويشمل قانون الحيوان الحيوانات الأليفة وحيوانات الحياة البرية والحيوانات المستخدمة في مجال الترفيه والسيرك والمهرجانات والسفاري بارك والحيوانات التي تربى للأغذية والبحوث.
والحيوانات لها حقوق في كندا ، اذ يتم تعيين حقوق الحيوان من قبل السلوك البشري. قبل تطبيق القانون وتحريم ايذاء أي حيوان او صيده او حبسه او اضطهاده .. وثمة محاماة لمن يعاني من الحيوانات في كندا محافظة على ما لديها من حقوق. السؤال : كيف يمكننا السيطرة على السلوك الإنساني فيما يتعلق بحقوق الحيوان والمعاناة التي يفرضها الانسان على الحيوان؟
هناك مجموعة من التشريعات الصارمة التي تعالج مختلف الحالات التي تتعرض لها الحيوانات في كندا من اجل حمايتها من القتل او الايذاء والاخطر من الانقراض .. ولا يسمح بصيد الاسماك الا من خلال ثلاثة انواع من التراخيص ، لممارسة الهواية وصيد عدد محدود والصيد التجاري ..
ولدينا احصائية بممتلكات الثروة الحيوانية الكندية ( الماشية والدواجن الكندية ) مأخوذة من إحصاءات بتاريخ 10 مايو 2011، وهي :
الأبقار والعجول 12,789,965. / الأبقار الحلوب 961,726 / الخنازير 12,679,104 / الأغنام والحملان 1,108,574. / الماعز 255,461 / الخيول والمهور 392,340 / الدجاج 94,422.709 / الدجاج البياض 22,086,759 / الديك الرومي 8,021,500
تربية الأحياء البرية والمائية في كندا
ابان السنوات الأخيرة ، تم إنتاج جملة كبرى من المحاصيل البديلة والمجدية اقتصاديا، ومن بين تلك المحاصيل الزراعية العضوية : كالقنب والصوف من الأغنام في المناطق الرئيسية لإنتاج الألياف من كندا. وألياف الكتان من بذور الكتان المصدرة إلى المملكة المتحدة. وهناك مزارعي تربية النحل لانتاج شمع العسل والعسل وتسويق بذور عباد الشمس. وكانت المحاصيل الزراعية ليس فقط للاستهلاك البشري ولكن أيضا للاستهلاك الحيواني، مما فتح سوقاً جديدة مثل بذور الكناري وتربية الارانب بشكل تجاري ان القنب محصول مهم في كولومبيا البريطانية . وهناك المزارع المائية الكندية، ومصائد الأسماك التي تخضع للرقابة والفحص واعتبارها جزءا حقيقيا واساسيا من الثروة الحيوانية ولقد حدث تقدم واسع في علوم الأغذية والأعلاف والألياف والوقود .. ولقد تطورت العلوم الزراعية والحيوية والاحيائية من خلال منهجية متطورة لتربية النباتات والحيوانات التي تعتمد على التوزيع الجغرافي للمقاطعات جميعا .
ان مصايد الأسماك لها دورها الاساسي في الثروة الحيوانية المائية ، وهي تقابل الغابات التي لها دوراً ثانوياً . ولقد خضعت الثروة الحيوانية للتطور التي حصل في كندا بعد ان تخلى عن تقنيات الكفاف، والآن نجد ان 3 في المائة من سكان كندا يعملون كمزارعين لهم قوة ميكانيكية قادرة على تغذية سكان البلاد البالغ 30 مليون و689 الف نسمة (2001) ولقد عدد السكان في كندا 32,777,300 في 1 يناير 2007) .
تطور الثروة الحيوانية الكندية وعلومها
كانت الثروة الحيوانية ولم تزل مرتبطة بالأنشطة الزراعية الكثيفة جداً ، وخصوصا قبل الثورة الصناعية وظهور الجرارات، أي من أواخر القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، اذ كان تعمل نسبة كبيرة من القوة العاملة الكندية في ممارسات زراعية ترتبط بها تربية الماشية والطيور وصيد الاسماك .. وقد تطورت هذه الحقول بعد الميكنة، وحدوث التقدم العلمي، وتحسين التسويق في المزارع والحظائر وربط كل ذلك بقوانين البلاد ، فغدت الممارسات أصبحت أكثر كفاءة، وأكبر حجماً وقل الاستخدام لليد العاملة. كما ساعد على ذلك تطور الصناعات واعمال النقل، والتجارة والمالية. فانعكس ذلك على الزراعة، وتربية المواشي والبستنة بحيث بدأ يعمل ربع السكان الكنديين وفقا لتعداد عام 1951، فضلا عن توفير المنتجات للصادرات وشواغل الصناعة الكندية. فضلا عن تطور الادوية واللقاحات ضد الامراض التي كانت تصيب الحيوانات ، وكان السل في الحيوانات يشكل خطورة مبكرة ، وبدت الماشية تحتاج إلى أن تختبر في مختبرات وعيادات بياطرة ، ولقد تطورت المجالات المعتمدة منذ عام 1956. وكانت امراض مثل مرض الهزال المزمن أو اعتلال الدماغ الاسفنجي (تسي) التي تصيب الأيائل والغزلان. قد جعلت تربية الأيل والغزلان في حقول رائدة من اجل التدجين. وبدأت وكالة فحص الغذاء الكندية تتولى مرض جنون البقر في الماشية وتعالج الرعاش في الأغنام ، كما عولجت الامراض التي تصيب قطاع الدواجن كان يعاني من مرض بولوروم، وعن طريق التحكم في قطيع عن طريق تربية الدواجن، واصبحت اغلب الامراض الحيوانية تحت السيطرة مع تقدم العلوم المختبرية والقضاء على الحشرات والبكتريات الضارة . ان التكنولوجيا الأحيائية قد تمثلتها مراكز البحوث الجديدة التي بدأت تعمل ضمن اللوائح المتقدمة والقانونية .
لقد تطورت المؤسسات التنموية والتعليمية الخاصة بكل من الزراعة والحيوان لزيادة جدوى كل من الحقلين كأسلوب حياة اقتصادية ، فقد أدخلت تحسينات عديدة بمختلف المرافق التعليمية على الصعيد الوطني الكندي . وتوفرت نجاحات وانتصارات مذهلة من خلال الابتكارات التي بذلت في مختلف مجالات العلوم الزراعية والحيوية ، والهندسة الزراعية، والتنوعات البيولوجية، والهندسة الحيوية، وتربية الماشية وعلم الحشرات وغيرها . ولقد شملت الجامعات الكندية إجراء البحوث الزراعية والحيوانية مثل جامعة جامعة ماكغيل، ونوفا سكوتيا، وجامعة لافال، وجامعة دي مونتريال، وجامعة ألبرتا، وجامعة كولومبيا البريطانية، وجامعة كالغاري، وجامعة كويلف، وجامعة مانيتوبا، وجامعة ساسكاتشوان وجامعة جزيرة الأمير إدوارد. ان اهم مرفق حيوي واقدم جامعة في قارة امريكا الشمالية في هذا التخصص يقع في كلية الزراعة بأونتاريو في جامعة كويلف ، وهناك يقع “غرب كلية الطب البيطري” في جامعة ساسكاتشوان. وايضا في كليات الطب البيطري في جامعة كالغاري ..
انتظروا الحلقة القادمة
نشرت في جريدة AKKAD الكندية بداية تموز / يوليو 2015 ، ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيار الجميل
www.sayyaraljamil.com
الرئيسية / الرئيسية / الثروة الحيوانية وصناعتها في كندا الحلقة 24 من كتاب سيار الجميل : دومينوين كندا من الاتلانتيك الى الباسيفيك
شاهد أيضاً
رموز وأشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز / يوليو 1958 لماذا لم يتمّ رفع السرّية عنها بعد مرور اكثر من ستين سنة على الحدث ؟
رموز واشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز …