الحلقة 15
أضحوكة وثائق هيكل وجذور الكيانات السياسية
ولم يسبق أن تعامل أشراف أو أمراء مكة مع أي حلقة صراع إقليمي أو دولي امبراطوري نظرا لمحليتهم وكثرة صراعاتهم الداخلية فيما بينهم، ناهيكم عن ارتباطهم المباشر بالعثمانيين الذين كانوا يقدرونهم حق قدرهم باعتبارهم ليس سدنة للبيت الحرام، بل باعتبارهم من أحفاد الرسول ( ص) . ولم تبدأ حركة الاتصالات بينهم وبين الإنجليز بشكل جاد إلا علي يد الشريف حسين بن علي في مراسلاته الأولي مع السير هنري مكماهون إبان الحرب العالمية الأولي عند بدايات القرن العشرين .
الملك عبد العزيز والرئيس الامريكي روزفلت 1945
الأسرة المالكة السعودية :
يقول هيكل: ” واللي بمعني إنه الأسرة المالكة السعودية لم تكن بعيدة قط عن حكومة الهند اللي هي الحكومة اللي كانت بتحكم ولو أنا ما عنديش.. ما حدش عنده وثائق كافية ولا مراجع كافية عن الدور اللي لعبته حكومة الهند في الدولة السعودية.. في قيام الدولة السعودية الأولي لكن نستطيع أن نتصور أنه لما عقدت أول معاهدة سنة 1860 بين حكومة الهند وبين الأمير سعود.. بالأمير فيصل بن سعود وقتها في ذلك الوقت أشير فيها إلي علاقات سابقة حتي الملك عبد العزيز لما جاء يتكلم بعد كده ويعمل معاهدة هو مع الإنجليز قال استكمالاً للصداقة القائمة بين عائلتي وبين الحكومة البريطانية.. “( انتهى النص) .
أقول معلقاً ومفككاً كلامك يا هيكل: طبعاً لا تمتلك أي رؤية لما حدث وأنك لا تمتلك أي وثائق تدعم وجهة نظرك.. طبعا أنت ما عندك أي معلومات عن الدور الذي لعبته حكومة الهند مع السعوديين، وحتي إن افترضنا أن هناك علاقة من نوع ما، فهل تعتقد أن واقعاً كالذي كان في الماضي يمكنه أن يواجه قوي امبراطورية كبرى..
دعوني أوضح لكم طبيعة النفوذ البريطاني في منطقة الجزيرة العربية، علماً بأن منطقة الخليج العربي قد تعرّضت منذ القرن السادس عشر للنفوذ البرتغالي، وكان هناك صراع بريطاني- فرنسي بعد محاولات هولندا للتمدد. لقد كان من أبرز العوامل التي ساعدت علي تقوية النفوذ البريطاني في المنطقة، عمليات المسح البحري التي قامت بها البحرية البريطانية إثر توقيع معاهدة السلام . لقد كانت بريطانيا قد انتهزت الفرص تلو الأخري لتقوم بعقد معاهدات منفردة مع شيوخ وزعماء منطقة الخليج العربي البارزين، ثم فرضتها في شكل معاهدة سلام عامة علي كل مشايخ ما أطلقت عليه آنذاك بـ” الساحل المهادن ” في شهر يناير 1820 . وتؤكد لنا التقارير الرسمية المظالم التي كان يوقعها المقيم البريطاني في الخليج العربي أو قائد البحرية البريطانية علي أبناء البلاد، حيث يوضح تقرير السير برس بادجر الذي بعث به إلي حكومة بومباي في العام 1861 أن شيوخ المنطقة كانوا يبدون تذمرهم ومعارضتهم الشديدة للسياسة البريطانية علي الرغم من عدم امتلاكهم القوة التي تمكنهم من تلك المعارضة . ويؤكد بادجر في تقريره أن القبائل العربية لم تكن راضية إلي حد كبير عن إجراءات المقيم البريطاني أو إجراءات وكلائه الوطنيين علي الساحل . إن كلام هيكل ليس في محله أبداً، إذ إنه يدرك أن صلات البريطانيين بأطراف الجزيرة العربية قديمة..
دورفيتي
دورفيتي
أشار محمد حسنين هيكل في عرض حديثه التليفزيوني إلي أن (القنصل الفرنسي في مصر (دروفيتي) لعب دوراً في تنصيب محمد علي زي الدور اللي ممكن تكون حكومة الهند لعبته مع تنصيب ابن سعود)، قالها هكذا وألقي الكلام علي عواهنه وهو يعرف أنه يغالط حقائق التاريخ.. فالملك عبدالعزيز لم يأت إلي الحكم بتنصيب حكومة الهند له التي يراد بها بريطانيا آنذاك. لأن كل الوثائق العربية والأجنبية لم تختلف في تحديد الحقيقة المؤكدة أن بريطانيا هيمنت علي الخليج في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد هزيمة بونابرت في أوروبا وبعد إبعادها لمختلف القوي الأوروبية الأخري ومقاومتها للقوي المحلية في الخليج، أي هيمنت علي الساحل حيث تكمن مصالحها التجارية بعيداً تماماً عن الاحتكاك المباشر بوسط الجزيرة مكان ظهور الدولة السعودية الأولي ثم الثانية ثم الثالثة بقيادة الملك عبدالعزيز . وبذلك عقدت عدة معاهدات بين حكومة الهند وبعض الشيوخ العرب الحاكمين علي سواحل الخليج ما عدا الدولة السعودية آنذاك لأن بريطانيا لم تلتفت ولم تهتم بداخل الجزيرة العربية وما فيه من تراب ومشاحنات وقبائل متناحرة حيث كانت هذه المنطقة الداخلية بالنسبة لها منطقة نائية ليست جديرة بأي جهد يمنح لاستقطابها… فلماذا تنصب الملك عبدالعزيز أو تسعي لتنصيبه؟ لقد ذكرت المصادر التاريخية الموثوقة أن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توجه نحو نجد بعد أن طلب من أمير الكويت مبارك تزويده بالركائب والبنادق والزاد وبعض المال. فأعطاه أربعين جملاً لم تكن من أحسن إبله وثلاثين بندقية وبعض الزاد وكان هو وجماعته يسيرون ليلاً ويختفون نهاراً… فلو أن بريطانيا هي التي نصبت عبدالعزيز بن عبدالرحمن فهل تظل أسلحته بهذه النوعية المتواضعة وهذه الكمية المحدودة؟!
هذا ما ورد في الوثائق من معلومات تفيد بالتواطؤ بين المصالح العثمانية والبريطانية ضد الملك عبدالعزيز… باعتبار بريطانيا والدولة العثمانية الدولتين ذواتي المصالح والهيمنة في المنطقة ولا أي منهما كانت تري في عبدالعزيز نصيراً لها أو مفيداً لمصالحها، ولم تلتفت بريطانيا نحو الملك عبدالعزيز إلا بعد دخوله إقليم الأحساء في عام (1913م) حيث يعد هذا الإقليم (الأحساء) جاراً للمحميات البريطانية في الخليج… وهذا ما لم يقله الأستاذ هيكل ، ربما لأنه يطل من قناة تليفزيونية علي أرض خليجية يتملقها خوفاً من الحقيقة وهي أن بريطانيا خشيت من الملك عبدالعزيز بعد دخوله الأحساء حتي لا يفكر بحقوق تاريخية ثابتة في بعض الأراضي الخليجية حيث كانت إرثاً وملكاً لأسلافه ـ كما يدعون ـ فماذا لو حاول استرداد ذلك الإرث ـ كما يتساءلون ـ ؟! من هنا كان لابد لبريطانيا من الاعتراف به والتعامل معه خاصة بعد نذر الحرب العالمية الأولي. وأن يهادن الملك عبدالعزيز الحكومة البريطانية آنذاك، فإنما ذلك دليل علي وعيه السياسي بتأمين دولته الوليدة من كل التهديدات والأخطار المترتبة لو حاول الاشتباك مع قوة صاحبة نفوذ قبل ظهوره في المنطقة! وما فعله لحماية بلاده كان سبباً في نجاتها، بينما هذه الحكمة لم يتفهمها رؤساء محدثون أضاعوا بلدانهم حينما أضاعوا واقعيتهم!
كان أمامه ، تجربة الدولتين السعوديتين الأولي والثانية ، لذا جنب بلاده شر القوة النافذة التي قد تمحوها من الأرض وحاول نيل سند بريطانيا والعثمانيين وهو يبسط نفوذه علي نجد لكن لم تنصبه بريطانيا ولم يحتضنه العثمانيون. وهكذا ، فإن الحقيقة جلية لمن لا يعصب عينيه بعصابة من أهوائه الخاصة. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.. يقولون عنه كونه : بطولة فردية بحتة لا غربية ولا شرقية غير أنه مناضل أخلص وجهه لله وعشق أرضه وبناها كما يحب وتركها وعقلاؤها يحمدون الله علي نعمتين: التوحيد والوحدة.. ، وقد وصفه آخر ، انه بالقدر الذي نجح بتوحيد جزيرة العرب وتأسيس كيانه ، فشل الآخرون ليس في توحيد بلادهم ، بل كانوا سببا في ضياعها ! الآن في العصر الراهن يخرج من بين الترائب من يحاول تحويل النعمتين إلي نقمتين. فهل نصمت؟ يتساءل آخر ! بل وانهم لم يتركوا شيئاً للسعوديين.. فقد أتوا علي كل مدخراتهم العظيمة.. العقيدة والتاريخ، فماذا بقي؟ وإذا لم تكن الصحوة.. صحوة ضمائر فأي صحوة تلك التي يتحدثون عنها وتستحق الاعتبار؟ يستفهم آخرون !
أما ذلك الخطاب الذي أظهره الأستاذ هيكل علي أنه وثيقة مرسلة من الملك عبدالعزيز إلي أبنائه الأربعة الأمراء، سعود وفيصل ومحمد وخالد، فذلك كمن يريد أن يقرأ الرسالة بالمقلوب ويفرض علي الناس قراءتها بنفس الطريقة! لماذا هي دليل علي الخلاف الأسري السعودي بين أفراد العائلة الحاكمة؟ إن العائلة السعودية مثلها مثل أي عائلة أخرى مثلما يحدث في كل بيت إنسان يسكنه بشر وليسوا ملائكة. لكن في هذا الخطاب بالذات توصية في البند الأول أن يتضافر الأبناء مع بعضهم وأن يتعاونوا فلو كانوا، كما يزعم الأستاذ هيكل، ضد سلوكيات أو ممارسات ينتهجها والدهم الملك فهل يقول لهم في خطابه تعاونوا ضدي؟
الغوص في التفصيلات
أمور لفهمها لا تحتاج إلي ذكاء ولا تحتاج بداهة.. بالمنطق لماذا تجاوز الأستاذ هيكل البند الأول من شروط الملك عبدالعزيز الأربعة وتوقف عند غيره؟ أما أن يأمرهم فنعم.. فالرسالة من ملك لأبنائه وليس لولاته ولا مندوبيه ولا العاملين علي أمصاره أو عشائره.. إنها لأبنائه ولولا هذا الموقف منه ما نجحت العائلة السعودية الحاكمة في الحفاظ علي استقرار أرضها فكل خلاف مهما صغر أو كبر لا يظهر علي السطح لزلزلة استقرار الحكم وبالتالي أمن الناس وأمنت الحدود. لم يخرج الأربعة عن طاعة أبيهم وهذا هو الشرط السعودي الملزم لجميع أفراد العائلة الطاعة لمن حكم منهم فكيف والحاكم أبوهم وليس غيره؟ يقولون (مملوكينكم) ولا عيب أن تكون الطاعة مطلقة لا تردد فيها، من هنا استمرت العائلة تحكم بلا منافس لأنها عرفت كيف تشد وثاقها قبل أن تشد وثاق الناس. مما يجعل الجدران الأربعة التي وضعها الأستاذ هيكل حول الشخصيات الثلاث لا تصح في حالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن فهو وإن كان بين أفراد الأسرة ما يكون لم يختلف أي منهم بمن فيهم والده عبدالرحمن ، علي أحقيته بالزعامة ولم يحدث في حياته أن اشتد خلاف علي الصدارة أو الحكم أو ما يأتي به الحكم من أفعال وسلوكيات محصورة في شخص عبدالعزيز وحده بلا منافس. أما شعبه فهو حين تصدر (المصمك) لم يكن معه غير تاريخ أجداده القديم ورجال من بيئته من أبناء أرضه يعرفون بعضهم بعضاً واختاروه وكان أمير الرياض آنذاك من أبناء البيئة نفسها، أي كان الخيار بين اثنين منتميين للأرض واختاروا عبدالعزيز وأمنوه وأطاعوه.. بدأت المسألة بحب لم يضرب فيها عنق رجل واحد تحت شعار »ومن الحب ما قتل«. هذه هي القصة التاريخية في العلاقة بين الأطراف. فلماذا أراد هيكل أن يقدمها وكأنها سر لا يعرفه إلا هو، بينما هي في كل الوثائق بهذا النص الخالي من المزايدات.
التاريخ بين التزوير والحقيقة
كان لافتاً للنظر أن يحتاج مثله إلي تزوير التاريخ ووضع مربع يخطط له بالقلم والمسطرة يجمع فيه بين المغالطات في خلطة يسميها الحقيقة التي يعرفها.. وكأنه وحده الذي يقرأ.. وكل الآخرين جهلة، لكن تزول الدهشة ويبطل العجب إذا عرف السبب ولا يعود الأمر لافتاً للنظر إذا ما كان التزوير يطل من قناة الجزيرة التي لا تري أهميتها إلا في تصدير الأعاجيب المزورة ما دامت تمس المملكة العربية السعودية حتي لو كانت علي لسان هياكل لم تعد تعني شيئاً للأحياء. من هنا يبطل التخويف الذي تحاول أن تمارسه الهياكل مادامت أنها قادمة من جزيرة الشياطين.. فما هو المنتظر إلا أن ينضح الإناء بما فيه! ولذا يخطئون لو ظنوا أن هذه الهياكل تخيف أحداً في كل مرة يزعقون علينا: “هيه جاكم هيكل من جزيرة الشياطين”! الحقيقة ثابتة تاريخياً.. بريطانيا لم تكن مساندة لعبدالعزيز بن عبدالرحمن في بداية ظهوره بل لم تحبه ولم يحبها، هي كانت تراه قوة صاعدة تهدد موازين القوي في قلب الجزيرة مما يعرض مصالحها للتهديد وهو يراها عدواً ما من صداقته بد، هذه هي الرؤية الواردة في كل الوثائق.. أما الشريف حسين فلم يأت إلي المنطقة إلا بعد أن أرسلته الدولة العثمانية كي تدرأ به خطر امتداد نفوذ الملك عبدالعزيز وسط الجزيرة، أما الملك فؤاد فالحقبة التاريخية التي يتحدث عنها الأستاذ هيكل لم تكن حقبته. ومسألة الخلافة لم تكن الشغل الشاغل للملك عبدالعزيز الذي كان يطمح إلي توطيد دعائم حكمة في بلاده محصناً إياها ضد المطامع المحيطة بها.. والحديث الذي يعنيه الأستاذ هيكل هو عما سمي آنذاك الثورة العربية الكبري وليس الخلافة… وخلطه المعلومات مخزٍ ولا يليق إلا بالهياكل التي لم يعد فيها روح ولا ضمير.
أضحوكة الوثائق
أما استعراض الوثائق المتناثرة علي الطاولة، فكما قال الأستاذ هيكل إن الوثائق بعد مدة تصبح متاحة لمن يريد… مما يعني أن امتلاكها لا يعني احتكارها أو التغيير فيها بما يشاء الهوي والمزاج والمصالح. لكن من وجهة نظري ليست المشكلة الأساسية في توافر الوثيقة الورقية، فالوثائق كما قلت متوافرة لكن المشكلة فيمن يقرؤها ويحللها، المشكلة تكمن في كيفية تحليل الوثائق والعين التي تطلع عليها، إذا كانت مجردة من الدسائس أو مسلطة للدس واقتناص الحقائق وقلبها علي وجه آخر كما يريد هوي المتحدث وليست كما هي الحقيقة… حقيقة لا في الوهم أو الخيال.
إن الوثائق ليست إرثاً مخصوصاً لأحد لكنها ورق إما أن يقع بين أنياب وأظافر تنهش فيه… أو بين أيادٍ تطلع عليه رغبة في إحقاق الحقيقة وليس غيرها…ربما تتسع قائمة الشخصيات العربية الإعلامية البارزة لكن المخلصين فيها يقلون، وهذه الكارثة التي إذا أضيفت إلي كوارث التصفيات لم يبق للعقل العربي غير الجنون، ومن ثم تجهيز سرادق العزاء فيه، “أحسن الله عزاكم”.
نشرت على جريدة روز اليوسف المصرية العدد 1341 ، في 25 نوفمبر / تشرين الثاني 2009 ، ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيار الجميل
www.sayyaraljamil.com
وأيضا على صفحة تجمع الدكتور سيار الجميل
http://www.facebook.com/group.php?sid=ef680591def239dac31065b4f16482c3&gid=48810538237
ملاحظة : لا يسمح بإعادة النشر تحريريا أو الكترونيا ، إلا بترخيص خطي من المؤلف والناشر .
الحلقة 16
عندما يصبح هيكل صيداً ثميناً للمؤرخين !
الأسرة العلوية: سلالة محمد علي باشا
يقول هيكل: “أسرة محمد علي لو نفتكر نشأت بعد نابليون فرنسا.. الصراع بين إنجلترا وفرنسا الصراع الإمبراطوري اللي كان موجود في البحر الأبيض كان إنجلترا وفرنسا بالدرجة الأولي هذا هو نفس الصراع اللي كان موجود لإنجلترا وفرنسا بس كانت زائدة عليه روسيا لكن روسيا كانت بعيد شوية وكان فيه بقايا البرتغال والإسبان إلي آخره لكن إنجلترا وفرنسا كانوا هنا بيتسابقوا في هذه المنطقة والهدف هو فتح طرق التجارة والاستيلاء علي المنطقة جانب شواهد البترول اللي كانت علي أوائل القرن بالذات أوائل القرن العشرين يعني في هذه الفترة نشأت هذه الأسر ولما أقول مثلا علي سبيل المثال لما أقول إنه إذا كنت بأقول إن أسرة سعود نشأت بعلاقة ما مع حكومة الهند وإن فيه شواهد كثير قوي بتقول لي الكلام ده لازم أقول أيضا إنه أسرة محمد علي نشأت بنفس الطريقة وبعلاقات ملتبسة جدا بين فرنسا وإنجلترا في ظل صراع إمبراطوري.. ” (انتهي النص).
ماذا أقول؟
لم نفهم العبارة يا هيكل.. ماذا تريد قوله حول الصراع البريطاني الفرنسي.. أن الامبراطوريتين تتسابقان في امتدادهما نحو العالم. هذا أمر معروف ومعروفة أهدافه ومنها ليس فتح طرق التجارة والاستيلاء علي المنطقة، بل للهيمنة علي طرق التجارة الدولية ومسالكها فتلك كانت مفتوحة أصلا. ولكن أي جانب من شواهد البترول تقصد؟ إنك تتحدث عن بدايات القرن التاسع عشر عندما تولي محمد علي باشا ولاية مصر واكتشاف النفط جاء في بدايات القرن العشرين؟ فالصراع إبان القرن التاسع عشر لم يكن علي البترول أبدًا، بقدر ما كان علي مسالك التجارة والموارد والسيطرة علي الأسواق. ثم ما بالك تخلط التواريخ يا هيكل؟ هل تتحدث عن نشأة العلويين بمصر والسعوديين بالجزيرة العربية مطلع القرن التاسع عشر أم بدايات القرن العشرين؟ حدد ما تقوله بالضبط، فكل ما قلته هو خلط للأمور والتواريخ التي لا يفهم من يتابعك ما تريد قوله فعلا.
بونابرت: مصر علي أبواب التاريخ الحديث
يتابع هيكل حديثه، فيقول: “جاء نابليون غزا ولكن نابليون لما جاء مصر ما كنش هدفه مصر في حد ذاتها بنتكلم علي نابليون لو حد.. لو نفتكر كويس قوي وهذه مسائل في منتهي الأهمية لأنه إحنا لما مع الأسف لما جينا ندرس تاريخ بلادنا بعد كده درسنا كل بلد علي حدة لوحده خالص دون علاقة بآخرين بينما لو بصينا علي الخريطة الشاملة تتضح الصورة قدامنا أكثر لأنه ما كان يجري في المنطقة كان يجري لمنطقة بحالها والصراع عليها وهذا طبيعة تاريخ الصراع عليها مش كان بيجري علي حدود الصراع كان علي إرث الإمبراطورية العثمانية علي إرث الخلاف علي الإرث العربي الإسلامي الموجود.. المتمثل في دولة الخلافة في ذلك الوقت واللي هي كانت وريثة دولة المماليك إلي آخره، إذاً يصعب جدا إنه إحنا نتصور إنه الأسر المالكة الحاكمة التي نشأت في هذا الوقت نشأت في عزلة عن الصراع الدولي هي موجودة لكن نحن لم نلتفت بالقدر الكافي في دراستنا للتاريخ حتي في المدرس إلي العلاقة الكبري الموجودة والتي صنعها صراع علي إقليم علي منطقة بحالها وليس علي بلد.. بلد، لما نابليون جاء مصر ما كنش بيتكلم علي مصر بحد ذاتها كان بيتكلم علي طريق الهند لأنه الصراع أكبر قوي كان من مصر يمكن كان صراع إمبراطوريات ماهيش ممالك بس،..” ( انتهى النص ).
ماذا أقول؟
ثمة ملاحظة لابد أن أذكرها بشكل عام، ذلك أن أغلب من يذكر حملة بونابرت علي مصر وبلاد الشام يذكرها باسم حملة نابليون، والصواب كما تعلمنا كل كتب التاريخ بأن اسمه عندما غزا مصر كان بونابرت، ولم يتسم باسم نابليون إلا بعد أن أصبح زعيما لفرنسا. ومن يراجع تاريخ الجبرتي – مثلا – سيجد أن اسمه (بونابرته)، وان اسمه عند الخطيب العمري هو (برته بول).. وهذا يسري في كل الوثائق والأوراق والكتب التاريخية التي كتبها مؤرخون فرنسيون وغيرهم.
دعني ارجع إلي هيكل وأقول متسائلا: هل قرأت يا هيكل ما كتبه المؤرخون العرب (ومن مصر بالذات) عن تاريخ المنطقة وتاريخ حملة بونابرت؟ إنك لو قرأت وتابعت جملة من المؤلفات الرصينة لما اطلقت مثلا هذا الكلام. انك لا تدرك بأن هناك في اغلب اقسام التاريخ بالجامعات العربية مادة أساسية عنوانها (تاريخ العرب الحديث) لا تدرس مضامينه منفصلة، بل تدرس تواريخ المنطقة وحدة مترابطة.. ثم قل لي بربك: أيعقل أن تكون حملة بونابرت قد قصدت مصر لوحدها، أم انها قصدت المنطقة كلها؟ انك لا تدري يا هيكل كيف تخاطب العقل العربي .. وكأنك تخاطب مجموعة جهلة لا يفقهون من تواريخهم شيئا! وهنا اسأل زملائي المؤرخين المصريين: هل يمكنكم قبول ما يقوله هيكل لكم وكأنه يصنع من نفسه معلما لنا وبيده عصاه وهو يتأتئ كي يعلمنا كيف نفهم اولويات التاريخ، وهو لا يدرك ألف ياءه؟؟ انني اتحدّي هيكل أن يكون قد قرأ تاريخ الجبرتي مثلا، فلو كان الرجل قد قرأ ما كتبه المؤرخ الجبرتي عن تاريخ مصر الحديث لما تجرأ وكتب مثل هذه التخرصات! وهل يمكن للمؤرخين (مهما كانت جنسيتهم) أن يقبلوا بمثل هذه الاعتداءات السافرة علي تاريخ مصر الحديث وتسفيه صناعة تاريخها والحط من شأن مؤرخيها ضمن حجج واهية وأكذوبات مختلقة؟!
دروفيتي
محمد علي باشا ودروفيتي
نتابع معه اختلاقاته التاريخية.. يقول هيكل: “محمد علي لما جاء.. لما أنشئت أسرة محمد علي.. أسرة محمد علي لما حد يقول لي والله إنه محمد علي إحنا درسنا في المدارس كلها في مدارسنا وإحنا شباب وإحنا صبية صغار إنه أسرة محمد علي بايعه العلماء وثائق التاريخ كلها بتقول إنه علماء الأزهر آه محمد علي كان قائد تركي محلي له شعبية بين الناس لكنه ما أتي به في الفراغ اللي نشأ بعد سقوط.. بعد انسحاب نابليون من مصر في هذا الفراغ الذي نشأ هو الصراع البريطاني الفرنسي اللي محمد علي استفاد منه أو ما استفدش منه اقترب منه أو ابتعد منه بدرجات لكن القنصل الفرنسي في ذلك الوقت في مصر دروفيتي لعب دورا في تنصيب محمد علي زي الدور اللي ممكن تكون حكومة الهند لعبته في الشرق مع أسرة آل سعود، حاجة غريبة قوي لما حد يبص يشوف كيف.. .”. ( انتهى النص ) .
هل لي أن أقول شيئا؟
ما هي الحاجة الغريبة قوي يا هيكل؟ هل اكتشفت أمرا جللا كبيرا حتي تستغرب بهذا الشكل؟ وكل هذا الكلام الفارغ حول ما درسته عندما كنت صبيا وشابا.. وكل هذا اللف والدوران لتقول إن القنصل الفرنسي كان وراء تنصيب محمد علي باشا! من دون أن تذكر ما المنصب الذي تقلّده.. انه منصب ولاية مصر العثمانية.. كنت اتمني عليك أن تقرأ الجزء السادس من كتاب الجبرتي الشهير بـ”عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، وفيه تفصيلات موسعّة عن دور محمد علي في مصر بين زوال الحملة الفرنسية وبين تنصيبه واليا علي مصر. إن من يتابع شأن محمد علي باشا في كتاب الجبرتي، سيجد بأن ادواره الداخلية وعلاقاته وتكوين شعبيته هي التي قادت إلي أن يكون علي رأس السلطة، وليس في الأمر أي مؤامرة فرنسية! لقد اختزلت تاريخ أهم مراحل نشوء مصر الحديثة وهي السنوات الصعبة التي تدفقت فيها جملة كبري من الأحداث كي تقول إن نشأة مصر الحديثة قد جاءت علي يد القنصل الفرنسي بمصر دروفيتي وكأن لم يكن هناك أية صراعات داخلية ولم يكن هناك أية أجندة بريطانية ولم يكن هناك أية قوة عثمانية ولم يكن هناك أية قوي محلية مملوكية.. وكأن فرنسا لم تتقهقر في مصر.. كنت اتمني عليك أن تتواضع قليلا يا هيكل وتذكر آراء ثلاثة اقوي مؤرخين مصريين يعتبرون آباء حقيقيين للتاريخ المصري الحديث، وهم: محمد شفيق غربال ومحمد صبري الصوربوني ومحمد فؤاد شكري.. ولا أقول غيرهم ولا أقول عد إلي ما كتبته من تاريخ وثائقي عن تكوين مصر الحديثة.
وثائق التاريخ
ثم تأتي لتتحدث لنا باسم الوثائق كأنك تدري أنك لا تعرف من تاريخ مصر شيئا وتريد أن تعلم الناس بأنك مؤرخ يعتمد علي الوثائق علما بأنك تعلم علم اليقين إنك تهذي ولا تدرك من تاريخ مصر إلا اسمه.. إنك تستطرد وتقول: “ماذا تقول لنا وثائق التاريخ لأنه هنا أنا أظن إن إحنا قرأنا التاريخ كثير قوي بعيد عن وثائقه لكن أنا ما باهتمش.. باهتم جدا طبعا بالكتب الناس اللي بيأرخوا لكن ما يهمني أكثر في واقع الأمر هو الوثائق لأن الوثائق ممكن تدينا نظرة أوسع إلي ما كنا.. إلي ما نحن بصدد أن ندرسه وأن نفهمه الوثائق لما بتقع في يد مؤرخ فرنساوي ولا في يد مؤرخ إنجليزي هو يتصرف فيها برؤية معينة، إذا أنا بمنظور محلي شفت وثائقي الأصلية أقدر أبص فيها بطريقة مختلفة، لما أبص ألاقي وثائق فترة محمد علي وإحنا جبناها يعني هاتكلم يمكن فيها مرة بعدين الثانية لكن وثائق نابليون والفترة المحيطة بها كلها أنا باعتقد إنها كلها موجودة في حوزتي واهتميت بها قوي وأظن جبتها بجهد خارج عن جهد الدول لكن ده موضوع ثاني هاتكلم فيه حالا،.. “. ( انتهى النص ).
دعني اعلق عليك وأقسو قليلا من دون أن اتجني أبدًا، ألا يخجل المرء من نفسه عندما يتهم مدارس تاريخية كاملة في مصر وغير مصر أنها قرأت التاريخ مبتعدة عن وثائقه؟ وسواء اهتممت أم لم تهتم فما وزن هيكل إزاء المؤرخين الكبار وحتي الصغار من باحثي الدراسات العليا الذين تخصصوا في نشوء مصر الحديثة. واسأل: هل نحن بحاجة إلي من يعلمنا بأن الوثائق ” تدينا نظرة أوسع.. “.. بل ولم تكتف بهذا القدر من التطاول، بل تذهب لتجعل من نفسك مؤرخا وتقارن نفسك بمؤرخ فرنسي ومؤرخ انجليزي وتتهمها بتصرفهما بطريقة معينة في حين تجعل من نفسك مؤرخا ولك نظرتك المختلفة من دون أي احساس بالتواضع ومن دون أن تتوغل في مضامين الوثائق واتحداك يا هيكل أن تأتي لي بوثيقة واحدة فيها معلومات لم يطلع عليها مؤرخو مصر المحدثون ولا أقول المؤرخين من غير المصريين. انك تلعب بعواطف الناس وتستخف بعقولنا وتتبجح عند أبواب تخصصاتنا من دون اعتذار أو حتي حياء..
وثائق القنصلية الفرنسية:
يقول هيكل: ” لكن لما نقرأ وثائق القنصلية الفرنساوية اللي كاتبها دروفيتي اللي هو كان القنصل اللي سابه نابليون نعرف إلي أي مدي الصراع الفرنسي الإنجليزي لعب دورا في تنصيب محمد علي وإلي أي مدي محمد علي في واقع الأمر يكاد يكون اشتري ولاية مصر من القنصل من فرنسا في مواجهة صراع مع إنجلترا والثمن اللي دفعه محمد علي هو.. وهذا لافت للنظر جدا هو آثار مصرية أن تصرح لدروفيتي.. دروفيتي هو القنصل الموجود هنا والفرنسيون مبهورون بالآثار المصرية، القنصل الإنجليزي والقنصل البريطاني بيتصارعوا مع هذا الأمير الألباني أو هذا الجندي الألباني اللي جاء في مصر واللي الظروف في مصر إدته فرصة هايلة يتقدم الصفوف في الحامية التركية في مصر ويصبح إلي حد ما الأكثر شعبية بين الضباط الأتراك الموجودين والمتصارعين علي الولاية بعد هزيمة نابليون وبعد كسر أسطوله في أبوقير إلي آخره، دروفيتي بيلعب هو والقنصل الإنجليزي بيلعبوا أدوار مهمة جدا والغواية اللي بيدفعها محمد علي هي تصريح بنقل وبحث والاستيلاء علي كمية آثار وهذا الرجل في حد ذاته لوحده دروفيتي أنشأ متحف بحاله هو متحف توريم في إيطاليا لأنه علي أي حال لأن هو كان من أصل طلياني لكن عرش مصر في هذه الفترة أسرة محمد علي مع مطامع محمد علي ومع الدور المهم اللي يكون لعبه محمد علي ومع القيمة اللي موجودة عند محمد علي ومع تصورات محمد علي.. محمد علي كان موجودًا في إطار صراع فرنسي بريطاني لعب دورا في توليته بأكثر مما لعب علماء الأزهر مع تقديري لكتب التاريخ، خلي بالنا أنه في هذه الفترة..”. ( انتهى النص ) .
ماذا أقول؟
دعني يا هيكل احاكمك قليلا، فلقد اوقعت نفسك في شباكنا فأصبحت بالنسبة لنا صيدا ثمينا، برغم انك لا تعني لنا شيئا نحن المؤرخين، ولكن يبدو انك تعني الكثير بالنسبة للناس الذين لا يعرفون من أنت بعد! قل لي: هل أنت متأكد مما تذيعه وتقوله وتدعيه بأنك قرأت وثائق القنصلية الفرنسية؟ وما الذي كتبه القنصل دروفيتي من معلومات نادرة لا يعرفها الملأ حتي يومنا هذا؟ وهل انك متأكد مما تقوله؟ ولعلمك أن ذلك العصر هو الذي شغل كل من الانجليز والفرنسيين والأمريكيين بالبحث عن الآثار القديمة.. ولكن ما قدمته من اختلاقات حول ثمن تنصيب محمد علي باشا علي مصر من قبل الفرنسيين لقاء منحهم آثار مصر.. فهذا ادعاء كاذب ولا يمكنك الدفاع عنه ابدا.. واسألك: هل أنت من الوعي التاريخي في شيء من الاشياء عندما تقول إن محمد علي باشا قد أصبح “لي حد ما الأكثر شعبية بين الضباط الأتراك الموجودين والمتصارعين علي الولاية بعد هزيمة نابليون وبعد كسر أسطوله في أبوقير إلي آخره”! متي حدثت معركة أبي قير البحرية؟ لقد حدثت في 1 أغسطس 1798 بعد أن عاد الاسطول البريطاني بقيادة نلسون إلي السواحل المصرية اثر سقوط القاهرة بيد بونابرت، أي بعد شهر تماما من نزول الفرنسيين ارض مصر.. وتحطّم الاسطول الفرنسي.. فإذا كانت هذه حقيقة تاريخية، فكيف تقول لنا يا هيكل إن محمد علي أصبح الأكثر شعبية بين الضباط الاتراك الموجودين والمتصارعين علي الولاية بعد هزيمة نابليون؟ اتدري متي وصل محمد علي باشا مصر؟ لقد التحق قائدا للقوات الالبانية التي دخلت في عداد الجيوش العثمانية المرسلة إلي مصر عام 1799 ولم يرسّم واليا علي مصر إلا بعد خمس سنوات، أي صدرت وثيقة تعيينه بتاريخ 13 مايو 1805. فعن أي ابي قير تتحدث؟ وإذا كان دروفيتي يحب الآثار وانشأ له متحفا في ايطاليا وكان من اصل طلياني، فما علاقة محمد علي باشا به يا هيكل؟ ألا يكفيك طعنا بمحمد علي باشا وأسرته، وفي كل مرة تطلع علينا بتهم جديدة تلقيها عليهم؟ وأي عرش مصر هذا الذي تتحدث عنه؟ إن محمد علي باشا نصّب واليا ووافق السلطان العثماني سليم الثالث عليه اسوة ببقية ولاة الدولة العثمانية.. فعن أي عرش تتحدث؟ العرش لم يأت إلا بعد ازمان يا هيكل.. ثم قل لي بربك عن أي علماء للأزهر تتحدث عندما تتدعي بأن ثمة قنصلاً فرنسيا وآخر انجليزيا.. وإذا عرفنا ضلوع محمد علي باللعبة الدولية في وقت متأخر.. فما علاقة علماء الأزهر بتنصيب محمد علي باشا؟ لقد برز دوره اثر انتفاضة القاهرة الشعبية في شهر مايو 1805 واطيح بفلول الانكشارية وبزعيمهم خورشيد باشا فنودي مجمع الشيوخ ووقف عمر مكرم داعيا إلي والي جديد لمصر.. فانتهى الأمر لصالح محمد علي باشا. وتعال هنا لاسألك عن هذه العجرفة عندما تقول: مع تقديري لكتب التاريخ. فأيهما يصح قوله أنت أم كتب التاريخ؟ وهنا دعوني ننتقل إلي توصيفه كتب التاريخ التي لم تعجبه وفيها مضامين واسعة عكس هذيانه وبقاياه.
معلومات مهمة جدا :
ولكي نقف عند دروفيتي ، اقول بأنه برناردينو ميشيل ماريا دروفيتي ، عاش 1776- 1852، حصل على دبلوم الايطالية ، شغف بالرحلات وجمع الانتيكات ، وأصبح عقيدا في ظل حكم نابليون ، ثم نصّب بمنصب القنصل الفرنسي العام ، كان له الفضل في جمع مأثورات تورينو ، ثم متحف اللوفر .. ثم ما اسداه لمتحف برلين في العام 1832 .. أنني اؤكد لكل القراء الكرام بأن محمد حسنين هيكل لم يعتمد اية وثائق كما يدّعي ويقول .. فلقد اكتشفت ان ما حكاه عن قصة دروفيتي كان قد نجح في تحريفها بعد ان سلخها من مرجع بالانكليزية ، كتبه رونالد رايدلي عن حياة وزمن بيرناردينو دروفيتي قنصل نابليون السابق في مصر .. وقد نشر الكتاب في لندن عام 1998 بـ 372 صفحة ( انظر :
Ronald Ridley, Napoleon’s Proconsul in Egypt: The Life and Times of Bernardino Drovetti, London: Rubicon Press, 1998. 372 pages.
هذا هو غلاف الكتاب الذي تم سرقة مادة دروفيتي منه ، ولكن بتشويه متعمد من قبل محمد حسنين هيكل
انتظروا الحلقة 17
نشرت على جريدة روز اليوسف المصرية ، العدد 1347 بتاريخ 2 ديسمبر / كانون الاول 2009 ، ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيار الجميل
www.sayyaraljamil.com
وأيضا على صفحة تجمع الدكتور سيار الجميل
http://www.facebook.com/group.php?sid=ef680591def239dac31065b4f16482c3&gid=48810538237
ملاحظة : لا يسمح بإعادة النشر تحريريا أو الكترونيا ، إلا بترخيص خطي من المؤلف والناشر .