الجنرال قاسم سليماني ودوره في الشرق الاوسط
أ.د. سّيار الجميل
الحلقة 5 : ادارة دولة عميقة خطيرة في العراق وسوريا
مقدمة
توقفنا في الحلقة الرابعة في تحليل دور قاسم سليماني في الشرق الاوسط وحتى سنة 2016 ، ولكن المرحلة النهائية ( 3 سنوات الاخيرة من حياة سليماني ) مثقلة بالاحداث الجسام ، ومزدحمة بالتناقضات والتعقيدات ، وستزداد قوة الصراع على الارض بين مختلف القوى اللاعبة على الساحات : العراقية و السورية واللبنانية واليمنية ، وتفاقم الحرب الباردة بين الفرقاء الاقليميين . ليست هناك مصادر معلومات عربية موثوقة او قاعدة معلومات عربية ثرية ، اذ حتى ان كانت دوائر المخابرات العربية تمتلك معلومات ، فهي لا تذيعها او تنشرها . وان ايران لا تكشف ابدا عن سياساتها وخططها ومشروعاتها وما تفعله في مناطق حيوية من الشرق الاوسط ، لكنها صريحة في الاعلان عن توجهاتها وامتداداتها في الاراضي العربية ، اذ لا تعد ذلك تدخلا في شؤون الاخرين وانها لا تقيم وزنا للقانون الدولي وسيادة الدول العربية المجاورة لها . وعليه ، فان مصادر المعلومات كلها عالمية كوكالات انباء او نشرات اعلامية ، او تصريحات سياسية او تقارير خاصة وكلها تنشر من فوهة اميركية .
العمليات في عام 2017
في أواخر آذار / مارس 2017 ، شوهد قاسم سليماني في ريف محافظة حماه الشمالية ، حسبما ورد من المعلومات المؤكدة ، من اجل مساعدة اللواء سهيل الحسن في صد هجوم كبير للمتمردين السوريين (1) . وقال مايك بومبيو ، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، إنه بعث برسالة إلى قاسم سليماني وغيره من القادة الإيرانيين تحملهم فيها المسؤولية عن أية هجمات على المصالح الأمريكية من قبل القوات الخاضعة لسيطرتها (2) .
ولقد تأكد ان العراق كان يسدد فواتير الجبهة السورية باوامر ايرانية وان النظام السوري لم يستطع البقاء اياما من دون المليارات من العراق ، كما يمنح العراق مبالغ هائلة لحزب الله منذ العام 2009 . لقد ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية في عام 2012 أنه قد يتم استبدال قاسم سليماني كقائد لقوة القدس من أجل السماح له بالترشح في انتخابات 2013 الرئاسية. (3) وبحسب ما ورد وفقا لل بي بي سي انه رفض ترشيحه للانتخابات.(4) كونه ينفّذ مشروع ايران الاستراتيجي في الشرق الاوسط ، ولا يمكن ابدا ان يملآ غيره مكانه ، في عام 2015 بدأت حملة بين المدونين المحافظين لقاسم سليماني من اجل خوض الانتخابات الرئاسية عام 2017. (5) ، وكان قد تمّ التكهن في عام 2016 ، أنه مرشح محتمل ، [69] ولكن جاء في بيان نُشر في 15 سبتمبر / ايلول 2016 ، وصف التكهنات حول ترشيحه بأنه “تقارير مثيرة للخلاف من قبل الأعداء” وقال إنه “سيبقى دائمًا جنديا بسيطًا يخدم إيران والثورة الإسلامية “. (6)
وفي صيف عام 2018 ، تبودلت تصريحات عامة بين طهران والاميركان ، وكانت متعلقة بالبحر الأحمر ، وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الموضوع واشار الى خطورته مما زاد التوترات بين البلدين وحلفائهما في المنطقة. (7)
صدور عقوبات ضد سليماني لاتهامه بالارهاب
صنفته الولايات المتحدة على أنه داعم للإرهاب .. ففي 18 مايو /أيار 2011، ومنذ آذار / مارس 2007 ، كان اسم قاسم سليماني قد أدرج في قائمة المسؤولين الإيرانيين المستهدفين بعقوبات في قرار صدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1747. (8) وفي 18 مايو / ايار 2011 ، تمت معاقبة سليماني مرة أخرى من قبل الولايات المتحدة الاميركية مع الرئيس السوري بشار الأسد وغيرهما من كبار المسؤولين السوريين بسبب تورطه في تقديم الدعم المادي للحكومة السورية باوامر منه للمسؤول العراقي نوري المالكي الذي كان يقوم بالتنفيذ مباشرة .(9) وفي 24 يونيو/ حزيران 2011 ، قالت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي : إن أعضاء الحرس الثوري الإيراني الثلاثة الخاضعين الآن للعقوبات كانوا “يوفرون المعدات العسكرية والدعم المالي واللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمع الاحتجاجات في سوريا”. (10) وكان الإيرانيون الذين تم إضافتهم إلى قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي هم قائدا للحرس الثوري كل من قاسم سليماني ، ومحمد علي جعفري ، وايضا نائب قائد الحرس الثوري في المخابرات واسمه حسين الطيب. كما فرضت على قاسم سليماني عقوبات شديدة من قبل الحكومة السويسرية في ايلول / سبتمبر 2011 ولنفس الأسباب التي ذكرها الاتحاد الأوروبي ضده . كما تمّ إدراج قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة كإرهابي معروف اذ ذهب الالاف من الضحايا بسببه ، ومنع كل المواطنين الأمريكيين من التعامل معه. (11)
وتصدرت عقوبات كبرى شملت قائمة منشورة في المجلة الرسمية للاتحاد الأوروبي في 24 حزيران / يونيو 2011 ، منها : شركة عقارية سورية وصندوق استثمار وشركتين أخريين متهمة كلها بتمويل حكومة الأسد . وشملت القائمة أيضًا كل من محمد علي جعفري وحسين الطيب. وفي 13 تشرين الثاني / نوفمبر 2018 ، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد عسكري عراقي يدعى شبل محسن عبيد الزايدي وآخرين ممن زُعم أنهم كانوا يتصرفون نيابة عن قاسم سليماني في تمويل العمليات العسكرية في سوريا من طرف ، و تقديم الدعم للإرهاب في المنطقة من طرف آخر ، وكان التمويل بالمليارات . (12) حسب مجلة نيوزويك، أرسلت إيران العقل المدبر العسكري، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وهذا علاوة للسلاح والزي العسكري والطيارين الذين أرسلتهم إلى العراق. وصف حشمت الله طبرزدي، زعيم الجبهة الديموقراطية الإيرانية وهي أبرز حركات المعارضة السلمية في إيران قاسم سليماني على أنه مجرم وإرهابي
وجهة نظر ايرانية
بين القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري وقاسم سليماني ، قائد قوة القدس ، الذراع العسكرية الإيرانية خارج حدودها ، وقد نشرت مواقع إيرانية تسريبات. ووفقًا للمصادر ، فإن الاختلافات تطورت بسرعة ، ووصلت إلى المرشد الأعلى علي خامنئي ، الذي كان ينوي إقالة سليماني من منصبه ، خاصة بعد تلقي تقارير حول تورط قضايا السليماني بالفساد و “عدم الشفافية”. ونقلت وكالة “أريا” في هذا الصدد تقريراً يقول: خامنئي “اتخذ إجراءات ثورية ، وأثار التقرير المقدم من الجنرال البقري والجنرال جعفري ، مشددًا على ضرورة رفع كوادر بديلة في القوات المسلحة. ونقلت الوكالة عن خامنئي قوله “أهمية السلامة الجسدية لقاسم سليماني في عمله وتأثيره على مهامه المتعددة في سوريا والعراق” مضيفة “تصريحات حول تعيين خليفة لقائد القدس أو دمج هذا السلك في الحرس الثوري “.(13)
من ناحية أخرى ، ذكرت القناة الإيرانية “طهران تايمز” أن القائد ينوي إقالة سليماني لتعيينه قائداً للحرس الثوري بدلاً من الجعفري. تم تعيين سليماني قائداً لقوة القدس عام 1998 كخليفة لأحمد وحيدي ، الذي تتمثل مهمته في تنفيذ عمليات عسكرية وسرية خارج حدود إيران ، وتجنيد الميليشيات في البلدان التي ينشط فيها ليكون مؤيدًا لطهران وبناء على أوامرها ، على سبيل المثال الميليشيات الأجنبية في سوريا وحزب الله في لبنان(14) .
كتب كل من بوب كينت و ر. ارينفيلد تقريرا مهما عن تجنيد ايران مقاتلي داعش المحتجزين من اجل استهداف الولايات المتحدة الاميركية ، وكان ” التقرير ” بتاريخ 2 سبتمبر / ايلول 2017 ، وقد افتتح ” التقرير ” بكلمة قالها وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان في يوليو / تموز 2017 ، قال : ” لقد عدنا أمة عظيمة كما كنا من قبل ويجب على الجميع أن يفهموا أننا سادة المنطقة ؛ العراق وأفغانستان واليمن وسوريا والبحرين قريبًا ، جميعهم ينتمون إلى معانقاتنا “. وبتمويل عربي خليجي ، كانت شبكة المالكي / إيران / داعش منشغلة في إنشاء خلايا نائمة في مدن العالم الغربي ، وهناك عامل نائم واحد على الأقل موجود الآن في مدينة نيويورك بتأشيرة طالب(15). وكان عماد مغنية يرتبط بسيده قاسم سليماني في الاشراف على جماعات جهادية مقاتلة من السنة ، تعمل كتنظيمات ارهابية .
بقيت الولايات المتحدة الاميركية تتجاهل عن عمد سيد الدمى الخفي الذي يختفي وراء الهجمات الإرهابية لداعش في برشلونة ولندن وباريس والعراق وأفغانستان. ومن تفجير ثكنات بيروت عام 1983 ، إلى تفجيرات السفارة الأمريكية عام 1984 في الكويت وبيروت ، إلى تفجير أبراج الخبر في شرقي السعودية عام 1996 ، لتزويد المستشارين السنة والشيعة في العراق بالمستشارين والأسلحة ، وتقديم دعم مماثل لطالبان في أفغانستان وإيران. وقد أثبتت تواريخ طويلة عن حقائق دامغة تمّ فيها استخدام الميليشيات بالوكالة والإرهابيين لمهاجمة القوات الأمريكية في اكثر من مكان . وغالبًا ما تكون تلك الهجمات بالوكالة فعالة بشكل مدمر ، ويمكن ربط ما لا يقل عن 25 بالمائة من الخسائر الأمريكية في العراق بمجموعات مدعومة من إيران (16) .
استشراء النفوذ الايراني
منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011 ، سيطر النفوذ الإيراني بعد ان نجح بتغلغله منذ سنوات طوال على الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية العراقية. خلال هذا الوقت ، ركزت إيران على أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في إنشاء دولة عميلة في العراق تختفي من ورائها سلطة دولة خفية عميقة ، ونجحت تلك السلطة التي قادها قاسم سليماني في إنشاء ممر استراتيجي من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان. وتمّ العمل ضمن تقليد نفس الأساليب التي استخدمها المتطرفون الإيرانيون خلال الثورة الايرانية التي استلبت لتغدو تسمى بالثورة الإسلامية (عن طريق خلق الخلاف بين الجماعات العرقية المتباينة داخل إيران حتى تتمكن من توطيد السلطة) ، وقامت قوة القدس بالتحريض على العنف الطائفي في العراق. اذ مكّن العنف الناتج إيران من تنظيم ورعاية ميليشيات بالوكالة للدفاع ضد “التهديد” المتصور. هكذا ، استخدمت إيران نفوذها وسلطتها على السياسيين الشيعة في العراق الذين يشكلون الطبقة السياسية الحاكمة من خلال كتلهم واحزابهم وتحالفاتهم ، وكذلك الإرهاب ، كأداة لفن الحكم لتعزيز هدفها المتمثل في أن تصبح هيمنة إقليمية مهما كانت الاثمان باهضة (17) .
فصائل وحشد وجماعات دولة عميقة يتزعمها سليماني
وهكذا ايضا ، وجدنا كم دعمت ايران ولم تزل الميليشيات الشيعية والأحزاب السياسية المرتبطة بها لغرض صريح وهو إبراز الأيديولوجية والقوة الإيرانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط والدعاية لها كونها قوة جبارة لا تقهر . وكان دعم إيران لعملاءها ومرتزقتها ووكلائها واسع الانتشار لدرجة أن جميع الميليشيات الشيعية في الشرق الأوسط يجب اعتبارها جزءًا من شبكة قوة القدس الأوسع نطاقًا في عموم الشرق الاوسط . وبقيت الحكومة الإيرانية تواصل تأجيج الفجوة الطائفية بين الجماعات العرقية الدينية في العراق وكذلك تواصل استخدام الميليشيات بالوكالة لتعزيز مصالحها في العراق وسوريا ولبنان. وفي الطرف الاخر ، ينظر حلفاء الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الأوسط إلى الانتشار غير المقيد للميليشيات الشيعية على أنه موافقة ضمنية على أهداف إيران الإقليمية . وان ما سمي بمحور المقاومة او محور الممانعة ضد اسرائيل ما هو الا قميص عثمان للمخادعة ، ذلك ان ايران تهمها مصالحها الاقليمية قبل مصالح الاخرين (18) . وهي تدرك ان العراقيين شيعة كانوا ام سنة في الاغلب الاعم منهم لا يريدون ان تطبق ايران عليهم سياساتها ، اذ يعترف الايرانيون بذلك ، ولكنهم لا يبوحون به (19) .
الدور في أحداث سوريا
اكتسب سليماني لقب “أقوى مسؤول أمني” في الشرق الأوسط. وساعد سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون المعارضون في سورية بعدما بدا أن النظام السوري على وشك الانهيار، وذلك لأن سورية تشكل نقطة أساسية في محور الممانعة. فالقوات الأمريكية البالغ عددها 5 آلاف جندي في العراق هدف واضح محتمل، كما الأهداف الأخرى من أشباه ما ضربته إيران أو وكلاؤها في الماضي. وسيتصاعد التوتر أيضا في الخليج. ولا عجب أن التأثير الأولي للعملية كان ارتفاع أسعار النفط. سوف تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لتعزيز دفاعاتهم. وقد أرسلت واشنطن بالفعل عددًا صغيراً من التعزيزات الأمنية إلى سفارتها في بغداد. وإذا لزم الأمر، ستكون ثمة خطط لزيادة وجودها العسكري في المنطقة بسرعة. ولكن من الممكن، بالقدر نفسه، ألا يأتي الرد الإيراني مماثلاً للضربة. بمعنى آخر، قد لا يكون غارة جوية مقابل الغارة التي شنتها واشنطن. وقد تسعى إيران إلى اللعب بورقة الدعم الواسع الذي تحظى به في المنطقة عبر نفس الوكلاء الذين شكَّلهم قاسم سليماني وموَّلهم. وقد جاء الضربة الايرانية بمثابة تمثيلية ليس الا لاعادة ماء الوجه (20) !
الهجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين
على سبيل المثال، يمكن أن تعيد إيران محاصرة السفارة الأمريكية في بغداد، وتضع الحكومة العراقية في موقفٍ صعب، يثير التساؤلات حول الوجود العسكري الأمريكي هناك. ويمكن لها أن تستخدم إثارة الاحتجاجات في أماكن أخرى كغطاء لهجمات جديدة. لقد كانت الضربة الجوية ضد قائد فيلق القدس دليلاً واضحاً على ذكاء الاستخبارات العسكرية الأمريكية وقدراتها. (21) والمؤكد أن كُثراً في المنطقة لن يبكوا سليماني. ولكن هل كانت هذه الهجمة هي أحكم ما يمكن أن يفعله الرئيس ترامب؟ وما مدى استعداد البنتاغون للقادم الذي لا مفر منه؟ وما الذي تخبرنا به تلك الضربة عن استراتيجية الرئيس ترامب في المنطقة؟ وهل تغيرت هذه الاستراتيجية بأي شكلٍ من الأشكال؟ وهل ستكون هناك استراتيجية جديدة تقوم على عدم التسامح مع العمليات الإيرانية ؟
الاستنتاجات
لقد كان قاسم سليماني في السنوات الثلاث الاخيرة من حياته قد قدّم خدمات كبرى لايران وسياساتها في الشرق الاوسط ، وقاد تحوّلات واسعة في المنطقة وخصوصا على عهد الرئيس الاميركي الاسبق اوباما ، واستطاع من خلال موجة العصف لداعش ان يركّز قوة ايران في الشرق الاوسط بحمايته للنظام السوري ، واحتكاره للعراق سياسيا واقتصاديا من خلال الفصائل التي تتبعه او تستمد السلطة منه ، واذا كان العراق تمارس سلطاته اعمالها شكليا ، فانها لا تحيد عن ارادة سليماني ، اذ بقي العراق مصدرا لاقتصاد ايران .. ووقد وصلت ايران الى ذروة نفوذها عند التوقيع على الاتفاق النووي الايراني الاميركي ، ولكن مع افول الديمقراطيين ووصول دونالد ترامب للسلطة في اميركا ، وبدء الحصار الاقتصادي على ايران ، بدأت ايران تعاني من عدة اخفاقات ، ولكن مع بقاء مشروعها الاستراتيجي في الشرق الاوسط بقيادة قاسم سليماني .. ويبدو ان الرجل كانت له خططه التي توقفت مع رحيله .
انتظروا الحلقة السادسة
الهوامش والملاحظات
(1)Amir Toumaj , “Qassem Soleimani reportedly spotted in Syria’s Hama province”. Long War Journal. 2 April 2017
(2)”CIA chief Pompeo says he warned Iran’s Soleimani over Iraq aggression”. Report from Reuters. 3 December 2017.
“CIA director sent warning to Iran over threatened US interests in Iraq”. The Guardian. From Associated Press. 3 December 2017.
(3) Iran’s Conservatives Grapple for Power, Stratfor, 1st March 2012, retrieved 1st January 2017.
(4) Bozorgmehr Sharafedin , General Qasem Soleimani: Iran’s rising star, BBC News, (6 March 2015) retrieved 1 January 2017.
(5) Akbar Ganji, “Iran’s Hardliners Might Be Making a Comeback – And the West Should Pay Attention”, Huffington Post, (13 May 2015), retrieved 1 January 2016.
(6) Who will be Iran’s next president? The Iran Project, 29 September 2016.
(7) Cunningham, Erin & Fahim,Kareem. “Top Iranian general warns Trump that war would unravel U.S. power in region .” Washington Post website, (26 July 2018).
(8) “United Nations Security Council Resolution 1747” (PDF). United Nations. 24 March 2007. Archived from the original (PDF) on 11 July 2007.
(9) 1. Alfoneh, Ali (July 2011). “Iran’s Most Dangerous General” (PDF). Middle Eastern Outlooks. 4. Archived from the original (PDF) on 25 July 2012.
(10) “COUNCIL IMPLEMENTING REGULATION (EU) No 611/2011 of 23 June 2011”.
(11) “Syria: Deadly protests erupt against Bashar al-Assad”. BBC News. 24 June 2011. See also,“Ordinance instituting measures against Syria”(PDF).Federal Department of Economy. Archived from the original (PDF) on 2 Oct.2013. Cf.“Designation of Iranian Entities and Individuals for Proliferation Activities and Support for Terrorism”. United States Department of State.25 Oct. 2007.
(12) “EU expands sanctions against Syria”. Al Jazeera. \ 17 Feb. 2013. See also, United States Department of Treasury. “Action follows signing of new Hizballah sanctions legislation and re-imposition of Iran-related sanctions”. US. Dept of Treasury website (Press release Nov. 13, 2018).
(13) Azodi, Sina. “Qasem Soleimani, Iran’s Celebrity Warlord”. Atlantic Council. Retrieved 3 Sep. 2018.
(14) Cunningham, Erin & Fahim,Kareem. “Top Iranian general warns Trump that war would unravel U.S. power in region .” Washington Post website (26 July 2018).
(15) Black, Ian; Dehghan, Saeed Kamali ,”Qassem Suleimani: commander of Quds force, puppeteer of the Middle East”. (16 June 2014).
(16) O’Hern, Steven (31 Oct. 2012). Iran’s Revolutionary Guard: The Threat That Grows While America Sleeps. Potomac Books, Inc. p. 85
(17) 1. Peterson, Scott , “Gen. Soleimani: A new brand of Iranian hero for nationalist times”. (15 February 2016). Also, via Christian Science Monitor, 14 July 2016 .
(18) “Syria: Iran’s General Soleimani in Aleppo”. Fars News Agency. Archived from the original on 19 Dec. 2016. New photos show the Commander of the Quds Force of Iran’s Islamic Revolution Guards Corps (IRGC) Major General Qassem Soleimani at the Citadel of Aleppo after its liberation as Syria is preparing to celebrate its victory in the crucially important city.
(19) انظر بالفارسية مقال : ” «چرا تهران نمیخواهد به تغییر رفتار شیعیان عراق اعتراف کند؟ ” ( أي : “لماذا لا تريد طهران الاعتراف بتغيير سلوك الشيعة العراقيين؟ ” في : محمد ناجي ، Independent فارسي ، شنبه ۱۸ آبان ۱۳۹۸ برابر با ۹ نُوامبر ۲۰۱۹.
(20) Toumaj, Amir (18 December 2016). “IRGC Qods Force chief spotted in Aleppo”. Long War Journal. Archived from the original on 19 December 2016.
(21) Mehr News Agency. 5 Jan. 2015. Archived from the original on 6 Dec. 2019.
وانظر : «سردار سلیمانی؛ از روستای دورافتاده و کوهستانی کرمان تا قلب خاورمیانه/ سایهِ ترس، «مرد بدون سایه» بر سر تروریستهای داعش». نامه نیوز. دریافتشده در ۹ نوامبر ۲۰۱۹.
ملاحظة : تنشر يوم الجمعة 20 آذار / مارس 2020 على الموقع الرسمي للدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp/