رموز وأشباح
الحلقة 32 (نوري باشا السعيد)
أبوه .. من يكون ؟ ما أصله ؟ وما فصله ؟
قصة سعيد افندي بن صالح افندي بن طه الموصلي
أ.د. سيّار الجميل
مقدمة
كنت قد عالجت هذا ” الموضوع ” باختصار في محاضرة لي قدمتها في مؤسسة الحوار الانساني / لندن مساء يوم 4/ 5/ 2019 ، واليوم ، اقدمه بشكل اكثر تفصيلا ، كي نعرف ان أبا نوري السعيد من الموصل ، اي مصلاوي ! فما قصته ؟ وكيف استوطن بغداد بعد زواجه فيها ورزقه بولد سماه نوري وابنة سماها فخرية ، مع دحض كل الروايات الاخرى عن اصله وفصله . ولولا مخطوطة لديوان الشاعر راقم افندي 1851- 1891 ، وما تبقى من شعره لما استطعنا الكشف عن هذه المعلومات التاريخية ، والتأكد منها بكل دقة ، ودام البحث فيها لأكثر من نصف قرن ، اي اشتغلت عليها منذ العام 1970 حتى تم التأكد منها تماما . وأتمنى ان يكشف عن معلومات تاريخية جديدة اخرى في المستقبل .
الأب سعيد افندي .. من يكون ؟
جاء في الوثائق البريطانية التي يحتويها الارشيف البريطاني الرسمي عن العراق ، وخصوصا الارشيف الممتد بين 1900 ولغاية 1979 جملة من الملفات التي اعتنت ببعض الشخصيات العراقية وسيرهم الشخصية (1)، وقد جاء في سيرة نوري باشا السعيد ما نصّه : سني من بغداد ، ومن مواليد حوالي عام 1888 ، وهو ابن محاسب من اصول موصلية تلقى تعليمه في القسطنطينية ،ويتكلم التركية والالمانية والفرنسية والانكليزية ، فضلا عن لغته العربية الأم (2) . وكان ابوه المحاسب سعيد افندي بن صالح افندي بن الملا طه الموصلي يعمل في دائرة الاملاك السنية في ولاية الموصل التي كان يترأسها مديره المحاسب الشهير الشاعر عبد الله راقم افندي النجيفي الموصلي 1853- 1891م ، العديد من الموظفين الحكوميين واغلبهم من المحاسبين الاذكياء الذين تميزوا بنزاهتهم واحترامهم للمال العام (3) ، وكان احدهم يسمي سعيد افندي ابن صالح افندي بن الملا طه الموصلي (4) ، وقيل ان والده سعيد افندي كان يعمل مدققاً في إحدى دوائر الدولة العثمانية ، من دون ذكر ان أصله من الموصل ، في حين تثبت الاوراق الموصلية القديمة، وروايات من عرف والده سعيد انه رجل مصلاوي من قلب المدينة ، وكان قد عمل محاسبا وموظفا عثمانيا في دائرة الاملاك السنية تحت ادارة رئيسها المحاسب الشهير والمفتش المالي عبد الله راقم افندي الذي كان شاعرا واديبا واستاذا في الرياضيات.
كان سعيد افندي يعاونه في كل الامور بعد ان كسب ثقة رئيسه راقم افندي ، فكان راقم يبرّه كثيرا ويؤثره على الاخرين لأمانته وبراعته وظرفه وملازمته نديما له بالرغم من كونه صاحب وظيفة عادية في تلك الدائرة المهمة التي ترتبط بالسلطان مباشرة في العاصمة العثمانية اسطنبول، وكان سعيد افندي قد اتخذ من رئيسه الشاعر عبد الله راقم افندي مثلا اعلى له كون الاخير من اشهر المحاسبين في الدولة العثمانية ، فضلا عن شاعريته ،اذ كان سعيد افندي يحفظ اشعار راقم افندي ، وينشرها بين هذا وذاك وبالاخص اشعار الهجاء اذ كان احد ندمائه ، وتميز بظرافته وثقافته ونكاته وحلو حديثه.. والى حد بحثنا عن هذا الرجل ، بدا لنا سعيد افندي انه الولد الوحيد لابيه الذي كان يقطن في محلة السوق الصغير ، قرب جامع التوكندي في قلب مدينة الموصل القديمة .
من الموصل الى بغداد في مهمة رسمية
كما ان المعلومات التي استطعت ان استحصلها منذ زمن طويل (5) ان سعيد افندي كان ذكيا جدا ووفيا مخلصا لرئيسه ويلازم مجلسه ويحضر سهراته . عاش سعيد افندي يتيما لأمه بعد ان مات ابوه صالح افندي. وتشير المعلومات التي زودتني بها منذ شبابي المبكر امرأة فاضلة اسمها السيدة خديجة بنت الحاج ابراهيم البرو ( توفيت منذ اكثر من خمسين سنة ) كانت قد سمعت عن امها قصة جارتها الارملة ام سعيد التي ماتت في عز شبابها ، وبقي ولدها سعيد افندي وحيدا وهو موظف حسابات شاب،ولما جاءت الاوامر العليا من العاصمة استانبول الى عبد الله راقم افندي بأن يذهب في مهمة تفتيشية رسمية الى ولاية بغداد ، فكانت هي الفرصة لما اختاره رئيسه معاونا ومساعدا له ليصطحبه معه الى بغداد في تلك المهمة الرسمية الدفتردارية التفتيشيه التي يقوم بها للدوائر المالية في ولاية بغداد سواء في المركز ام القصبات التابعة ، وقد سافرا معا الى بغداد على واحد من الاكلاك عبر نهر دجلة ، واستغرقت الرحلة اياما ، وبقيا فيها مدة تزيد على ثلاثة اشهر ، وكان راقم افندي قد بدأ مهمته الرسمية بعد ان استقبل من قبل واليها، وقام بزيارة كل توابع بغداد ، متخذا من الحلة محطة ارتباط ،كما زار المراقد المقدسة ، وعاد الى بغداد التي التقى فيها بالعديد من الشخصيات البغدادية، وبعض الادباءوالشعراء ،وكان من اشهرهم عدد من اصدقائه أمثال : السيد مصطفى وفي بن عبد الغني آل جميل (6) ومصطفى الواعظ مفتي الحلة (7) ، كما التقى مؤرخ العراق سليمان فائق بن طالب كهية ( توفي 1896 م) (8) الذي رحب براقم افندي في مجلسة بالحيدرخانة ترحيبا كبيرا يليق بمكانة ذلك الدفتردار النابغة ، وكان بصحبته سعيد افندي .
وكان الشاعر الشهير جعفر الحلي قد مدح الدفتردار ، والحلي هو السيّد جعفر كمال الدين بن أحمد بن محمد عيسى الحلّي (1861 – 1898) شاعر عراقي عاش في النصف الثاني من القرن 19. ولد في قرية السّادة إحدى قرى الحلة، ثم انتقل إلى النجف وأكمل فيها دروسه، وظهر فيها أديباً، وشاعرًا. اتصل بالملوك والأمراء كالسلطان عبد الحميد العثماني وآل رشيد في الحجاز. تميّز بحسن معاشرته وصفاء سيرته. توفي في النجف ودفن في وادي السلام. له ديوان شعر طبع بعد وفاته سمّاه سحر بابل وسجع البلابل ، ويوم زار الدفتردار عبد الله راقم افندي بغداد والحلة والعتبات المقدسة في مهمة رسمية وتفتيشية للمالية في ولاية بغداد ، وكان برفقته سعيد افندي ، قام جعفر الحلي بمدح راقم افندي ، قائلا :
ما جاءنا مثلك يا راقم حاكم عدل حازم حاسم
تمضي مضاء السيف في امره لم يثنك العاذل واللائم
حكمك قد مهد اقطارنا فليس مظلوم ولا ظالم
الشاة والذئب سواء بها كانما قد ظهر القائم (9)
العودة الى الموصل من دون سعيد افندي
تقول الرواية المروية عن قريب عبد الله راقم افندي الاستاذ احمد مدحت سليمان بك النجيفي (10) بأن راقم افندي عاد الى الموصل عن طريق شهرزور القديم على متن عربة في قافلة رسمية ، ولكن من دون معاونه وصاحبه سعيد افندي الذي اثر ان يبقى ببغداد ويترك مدينته نهائيا بعد ان تعّلق باحدى فتيات بغداد ، فاستقر سعيد افندي ببغداد ، وكان ان قبل رئيسه عبد الله راقم افندي استقالته ، فوجد سعيد افندي له عملا في ولاية بغداد في دائرة المحاسبة او الخزانة بتزكية من رئيسه الدفتردار عبد الله راقم افندي ، وجاء في معظم المصادر ان سعيد افندي والد نوري باشا يعمل مدققاً في إحدى دوائر الدولة العثمانية .. ويوصف بأنه كان موظف حسابات صغير (11) . وتقول انسكلوبيديا ابريفيديا بأن نوري السعيد ولد ببغداد في اسرة عربية سنية مسلمة من الطبقة الوسطى الدنيا ، ومن اصول قوقازية شمالية ، ووالده محاسب مصلاوي صغير في الحكومة . وجاء في مكان آخر ان نوري باشا قد ولد عام 1882 لأب يعمل في الدوائر العثمانية الرسمية ببغداد (12) .
ولقد احب سعيد افندي فتاة بغدادية من القرغول ، فخطبها وتزوجا ، وسكنا في محلة البارودية في الرصافة القديمة ، وانجبا كل من ولدهما نوري وابنتهما فخرية ، وقد كبر الاثنان في بغداد ، وانقطعت اخبار سعيد افندي عن الموصل انقطاعا نهائيا ، ولكن بقيت مراسلاته مع عبد الله راقم افندي، ولا معرفة لنا متى توفي والد نوري وفخرية سعيد افندي .. الذي كان على علاقة صداقة ومراسلة مع صديقه عبد الله راقم افندي حتى وفاة الاخير 1891 . ولكن ثبت ان سعيد افندي كان في بغداد يحسب على الطبقة الاجتماعية الوسطى (13) .
اسمه الحقيقي : محمد نوري سعيد
يقال ( نقلا عن رسالة ارسلها سعيد افندي الى صديقه الاثير راقم افندي ) انه قد رزق بولد سماه محمد نوري تيمناً بالشيخ محمد افندي النوري ( توفي عام 1887/ 1888 ) اي قبل ايام من ولادة نوري السعيد ( ديسمبر 1888 ). والشيخ محمد أفندي النوري (توفي 1305 هـ) هو شيخ السجادة القادرية النورية بالموصل ،ومن اكابر علمائها وقت ذاك ، عّمر واصلح كثيراً من بناية الجامع النوري وله فيه خزانة كتب تحوي كثيراً من مؤلفاته النفيسة في التفسير والتصوف والوعظ والإرشاد. دفن في الجامع النوري وقبره فيه. وكان سعيد افندي يبره ويحترمه جدا منذ ان كان صغيرا في الموصل ، وان الشيخ محمد افندي النوري قد سجل لسعيد افندي فضلا كبيرا عليه .، فبقي الاخير مخلصا وفيا له مدى الحياة . ولقد وجدت ان نوري السعيد كان يسمى رسميا بامير اللواء محمد نوري باشا ، كما جاء ذلك في جدول باسماء القادة والضباط المكرمين من قبل الحكومة الفيصلية بدمشق التي تزعمها الملك فيصل بن الحسين في تشرين الثاني نوفمبر 1919 وهو الاسم الثاني بعد اسم الفريق اركان حرب محمد جعفر العسكري (14) .
نوري وفخرية والنشأة البغدادية من اب مصلاوي
لقد شب نوري بن سعيد افندي بن الملا طه برفقة اخته فخرية في بغداد ونشأءا ودرسا فيها (15) وهما ابن محاسب من اصل موصلي (16) وكانا ينتميان الى الطبقة الاجتماعية المتوسطة ، ويعلمنا البعض أنه من اصول تركمانية (17) ، بل ويذهب المؤرخ حنا بطاطو الى ان اصل نوري السعيد من طوزخورماتو من دون ان يوثق ذلك (18) ، ولم أجد ذكر ذلك في اي من المصادر . كما لم يرد على لسان نوري باشا ذلك ، اذ كان يعتز بعروبته ، وقد التقط عنه في اكثر من مكان بأن اباه جاء الى بغداد من الموصل . وعليه ، فان نوري السعيد كان يهمس باذن صديقه نجيب الجادر دوما عند زيارته للموصل ، ان اباه من محلة الباب الصغير بالموصل ، فيصحح له نجيب جلبي قائلا : من محلة السوق الصغير يا باشا ، وقد حكى هذه الرواية الاخيرة الاستاذ فريد جلبي الجادر النائب في البرلمان العراقي ابان الاربعينيات من القرن العشرين، وكان حاضرا الواقعة في حدائق قصر نجيب الجادر بالموصل ، اذ كان نوري باشا يؤثر بيت الضيافة المتواضع في حدائق ذلك القصر عندما يزور الموصل . وكانت زوجة فريد جلبي الحاجة وهبية الشبخون – رحمهما الله – على صلة وثيقة بكل من نعيمة العسكري زوجة نوري وفخرية السعيد اخت نوري زوجة جعفر العسكري التي حدثتها الكثير عما سمعته من امها بشأن ابيها المصلاوي الذي مات وهي صغيرة .
بعد ان تلقيا تعليمهما وانخرط نوري سعيد بن صالح في المدرسة العسكرية ، وكان يافعا ثم تخرّج فيها عام 1906 وعين ضابطا في الجيش السادس المتمركز في بغداد ، كما ودرس الاركان في اسطنبول ثم تزوج باخت صديقه واثيره جعفر العسكري واسمها نعيمة ، وتتزوج فخرية بنت سعيد بن صالح من صديقه البغدادي جعفر العسكري (19)
قال عبد الله راقم افندي في صديقه سعيد افندي الذي كان يعتز باسم راقم ، شعرا جاء فيه :
ودادك يا سعيد أنار قلبــــــــي وأغرقني نوالك والمــــــــــــكارم
ملئتُ الصحف بالأرقام شكراً لكم ولأجل ذاك دعيت راقــــــــــم (20)
وشطر البيتين قائلاً :
ودادك يا سعيد أنار قلبــي ولكن في دارك كنت آثــــــم
وعن خطأ بك جاء قولـــي واغرقني نوالك والمــكارم
ملئت الصحف بالأرقام شكراً لمن في حفظ ودٍ لي مـــــلازم
وأكثرها ترى ذماً وهجــــــواً لكم ولأجل ذاك دعيت راقم (21)
وأخيرا ، نوري باشا السعيد وما يقوله عن أهل الموصل
صحيح ان نوري قد ولد ونشا بغداديا ولكنه بقي طوال حياته يحن للموصل وربيعيها ( 22) ويبدو لي من المعلومات التي كشفت عنها بصدد سعيد افندي انه كان ذكيا جدا ومتواضعا وفكها وسريع البديهة وحاضر النكتة ووفيا مخلصا لمديره عبد الله راقم افندي 1851- 1891 م ، وان سعيد افندي كان وحيدا ، اذ لم اعثر على اي اقارب له في الموصل وان ابنه يحمل الكثير من خصاله
ان نوري السعيد كان مولعا بحبه لاهل الموصل وكان يذكر في كل مناسبة اهلها . وفي احدى لقاءاته مع مجلس النواب والاعيان واثناء الحديث عن تغيير وزاري جديد للدولة العراقية في ذلك الحين ولكي يتم اختيار عراقيين لوزارة نوري باشا .. اطلق الباشا نوري سعيد جملتين وضح فيهم من يكونوا اهل الموصل الحدباء وقال في تلك الجملتين ما يلي : اهل الموصل يتميزون بكونهم :- بسلاء ……..امناء …….على بعضهم رقباء ……..كرماء……..بخلاء …….على بعضهم رقباء وعليه فهم يصلحون لوزارة الدفاع ووزارة المالية (23) .
الهوامش والملاحظات
(1) Record of Iraq 1914- 1966 (Published by Antony Rowe Ltd, Chippendham, Wilts, UK, 2001).
(2) راجع مؤيد الونداوي ، اعلام الشخصيات السياسية العراقية في وثائق بريطانية 1935 – 1958 ( عمّان / الاردن : آمنة للنشر والتوزيع ، 2012 ) ، ص 45 ، 88 ، 146 . وذكرت ذلك في اشارة تاريخية الى الجذر الموصلي الذي امتد منه نوري السعيد كابن محاسب من أصل موصلي . انظر : فالديمار غالمان سفير الولايات المتحدة في العراق ، عراق نوري السعيد : انطباعاتي عن نوري السعيد بين 1954- 1958 ، دراسة وتقديم وتحقيق : سيار الجميل ، ط1 المحققة ( بغداد : دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع ، 2015 ) ، ص 33 .
(3)راقم افندي ، ديوان راقم افندي 1853- 1891م : ما تبقى من شعر عبد الله راقم افندي النجيفي الموصلي ، دراسة وتحقيق : سيار الجميل ، ط1 ( بغداد : دار ضفاف للطباعة والنشر ، 2019 ).
(4) جاء في مكان آخر خطأ ان والد نوري باشا هو سعيد بن صالح بن ملا طه القرغولي الزبيدي دون أي سند تاريخي . انظر : كتاب خليل الدليمي ، القول المعقول في نسب القراغول ، بغداد ، 1996.
(5) معلومات منقولة عن السيدة الحاجة خديجة بنت ابراهيم البرو – رحمها الله – والدة كل من الاستاذ محمد علي السلمان وزعيم الشرطة بشير احمد السلمان ، وقد توفيت منذ العام 1966، وكانت قد بلغت التسعين من العمر . وكانت تقطن حتى ذلك التاريخ في دار ابيها الكبير في السوق الصغير بالموصل .
(6) محمد بن المفتي عبد الغني آل جميل، كان من أعيان وعلماء بغداد، ، ولد في بغداد في 12 ربيع الأول 1251هـ/1831م وهو من عائلة آل جميل البغدادية المعروفة، وكان لأسرتهِ دور بارز في تاريخ العراق الحديث . توفي في بغداد يوم 26 رجب 1318هـ/1900م،
(7) هو مصطفى بن محمد أمين الأدهمي الحسيني، أبو إسماعيل الواعظ، ويسمى مصطفى نور الدين. ولد وتوفي في بغداد. (1263 – 1331 هـ / 1847 – 1913 م) هو مؤرخ ، من أهل بغداد. وكان مفتيا بالحلة ومدينة الديوانية. من آثاره «الروض الأزهر في تراجم آل السيد جعفر ” الذي حققه ولده الاستاذ القاضي ابراهيم الواعظ في الموصل عام 1948 .
(8) راجع : جعفر الحلي ، سحر بابل وسجع البلابل ( ديوان شعر ) ، تحقيق : محمد الحسين ال كاشف الغطاء ، صيدا ، 1912 ، ص 407 .
(9) كان سليمان فائق من بقايا الحكام الشراكسة المماليك الذين حكموا بغداد ابان القرن الثامن عشر ، وكان عالِماً واديبا ومؤرخا ومترجما وكتب اعماله باللغة التركية وغدا من مشاهير العراق في الادب التركي ، وكان له المامه بتاريخ العراق كما أنه ألم ألماماً واسعاً بتأريخ العراق، وله ا كتاب تأريخ مماليك بغداد، وكتاب رسائل المنتفق، ومرآة الزوراء. توفي في 28 جمادى الآخرة 1314هـ/ 3 ديسمبر 1896م، وخلف اربعة اولاد كان لهم شأنهم في تاريخ الدولة العثمانية والعراق الملكي لاحقا ، وهم مراد بيك ، ومحمود شوكت باشا الذي غدا الصدر الاعظم للدولة العثمانية عام 1909 وخالد بيك وزير المعارف وحكمت سليمان الذي غدا رئيسا لوزراء العراق عام 1936 اثر انقلاب بكر صدقي . راجع عنه : مير بصري ، أعلام السياسة في العراق الحديث ، ط1 ( لندن : دار الحكمة 2004 ) ، ج2 ، ص 221.
(10) هو السيد احمد مدحت آل سليمان بك النجيفي من شخصيات الموصل واساتذتها المرموقين ، خريج دار المعلمين ، وعمل في التعليم وشغل عدة ادارات تعليمية على امتداد حياته . ولد في الموصل 1889… انجب كل من غانم وحازم وكريماته الاربع من اشهر المدرسات في الموصل .
(11) Rolls, S. C., Steel Chariots in the Desert London, Jonathan Cape, 1940, p. 21-2, 41–2 .
(12) راجع :
Middle East Study Group, Nuri al-Said and the Sharifians ( Grand Lake Neighborhood Center, July 8, 2006).
(13) كمال مظهر أحمد ، نوري السعيد ، ( بغداد : مكتبة اليقضة العربية ، 1994 ) ، ص24 .
14) انظر جريدة العاصمة جريدة الحكومة الرسمية العدد 75 السنة الاولى بتاريخ الخميس 13 تشرين الثاني 1919 ، ص 2 .
(15) ينقل من ارخ لاصول نوري السعيد انه من القره غول خطأ ولا أساس له من الصحة ، ولا يعرف اول من اطلق ذلك ومن دون اية ادلة تاريخية ، علما بأن الرجل لم يصدر عنه ما يؤكد صلته بعشيرة القره غول في بغداد ، باستثناء والدته التي كانت قره غولية من بغداد . وهناك من نسبه الى عشيرة السعيد التي تنتمي الى قبيلة زبيد في حين ان اسم والده كان سعيد ليس الاّ !
(16) راجع : فالديمار غالمان ( سفير الولايات المتحدة في العراق ) ، عراق نوري السعيد انطباعاتي عن نوري السعيد بين سنت 1954- 1958 ، ط1 محققة ، دراسة وتقديم وتحقيق : سيار الجميل ، ( بغداد دار ميزوبوتيميا للطباعة والنشر والتوزيع ، 2015 ) ، ص 33 .
(17) Nakash, Yitzhak . Reaching for Power: The Shi’a in the Modern Arab World. (Princeton University Pres, 2011), p. 87.
وانظر ايضا : توفيق السويدي ، وجوه عراقية عبر التاريخ ، ط1 ( بيروت : رياض الريس للكتب والنشر ، 1987 ) ، ص 83 .
(18) Hanna Batatu, The old social classes and the revolutionary movements of Iraq: A study of Iraq’s old landed and commercial classes and of its communists, Ba’thists, and free officers, London, al-Saqi Books, 2012., p. 189.
(19) ولد جعفر باشا العسكري في بغداد يوم 15/ 9/ 1885 ( أي انه يكبر نوري السعيد بثلاث سنوات ) وكان والد جعفر والمسمى مصطفى عبدالرحمن المدرس ضابطاً في الجيش العثماني برتبة (عقيد) ، ونصب قائم مقام ، واشترك في الحرب الروسية ـ التركية 1877، ويقال انه لقب بالعسكري ليس لكونه ضابطا عسكريا ، بل نسبة الى قرية (عسكر) العراقية التي تقع قرب مدينة كركوك ، وكان جده الأكبر عبدالله المدني قد قطنها بعد ان انحدر اليها من الموصل ، وان اسم اسرته ( المدرس ) التي قطنت الموصل منذ القرن 16 الميلادي. وان والد جعفر واسمه مصطفى العسكري قد انتقل الى الموصل ، وسكنها بعد احالته على التقاعد ، ولما أكمل جعفر دراسته الابتدائية، ، قرر أبوه ارساله الى بغداد مع أخيه (هادي) لادخاله المدرسة العسكرية وذلك لعدم وجود مدرسة عسكرية في الموصل ، وتوفي أبوه في الموصل بعد سفر جعفر ببضعة أشهر .. راجع : مذكرات جعفر العسكري – تحقيق وتقديم : نجدة فتحي صفوة ( لندن : دار اللام ، 1988 ) ، ص 9.
(20) ديوان راقم افندي ، سبق ذكره ، ص 120.
(21) نفسه ، ص. ن.
(22) فالديمار غالمان ، المرجع السابق ، ص 37.
(23) من حديث نقله د. غازي ابراهيم رحو في رسالة له كان قد أدلى بالحديث الاستاذ مفيد عزيز اسعد .
الصور المرفقة
صورة الشاعر راقم افندي الموصلي
صورة نوري باشا السعيد
صورة فخرية السعيد
تنشر بتاريخ 13 أذار / مارس 2020 على الموقع الرسمي للدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp/