أمّةٌ عربيّةٌ خاملة .. ذاتُ رسالةٍ فاشلة
سيّار الجميل
(1)
أنادي عليها : أمّة عربيّة خاملة
تجيبني هامسة : ذات رسالة فاشلة
لماذا أطبقَ الصمتُ ؟ ومن نافل القولِ نافلة ؟
ولم نسمع بقائلٍ أو قائلة ؟
تهدّد الأمة بالفناءِ من تيوسِ القافلة :
رجال دين ، وصعاليك عشائر ، وعلوج طوائف ….
وقد غرقت ذممهم باموال سحت حرام طائلة
وهم كرعاع شقاة بغاة لا تعرف حدود الحرام ولا المجاملة
بلادنا مستعمرات غاصبة وعصابات اجرامٍ من أهلها ،
وأحزاب ماكرة حاكمة غير عادلة ..
(2)
أتوا للحكمِ في لحظةِ طيشٍ غافلة
ومنذ سنين ، يتلاعبون بكلّ انسان وعائلة
هنا أو هناك ، في كلّ ملعبِ وحافلة ..
لحاهم مفضوحة في دروب خداع محايلة
تراها طويلة ملساء ، او مخصوفة كالأشواك
وفي الأصابع ِ ، محابس ملوّنة كقوس قزح
ومسبحات يطقطقون بها ببساكل مسلسلة
وهم بلا عقل ولا شغل ولا مشغلة
ووشم أزرق دقّ على جباهٍ صفر مهلهلة
فتاوى يصدرونها بأصوات منكرة مجلجلة
فتاوى كعفطة عنزٍ أجربٍ في صحراءٍ قاحلة
تلبّست رؤوسهم بالعمائم المدوّرة
وبانت الأحشاء نتنة من سراويل سافلة
(3)
وأينَ المصير بعدَ اسدالِ الستار على هذي المرحلة ؟
فقد فاحت روائح مسرحية العصر ؟
دواعش أتينا من بقايا طرداءِ وبغاة سابلة
ومات ضمير المهرّجين في كلّ الخلا
وهم بين السادة الأمراء والسبايا في الملا :
يزيديات هنا ، ودرزيات هناك ، وصبايا المتاولة
وراهبات يهربن عبر الحقول نحو الجبال
وتجري المحرّمات في الهوادج الراحلة
وأنتم ما زلتم تحكون تفاهاتكم على الفضائيات
فأين الادانة ؟ فأين الادانة ؟
(4)
وباء يجتاح أمّة .. باسم الآلهة والسلالات البدائية
صراخ رجالٍ وعويل نساءِ ، وجرح ينزّ بدماء سايلة
خنازير يحمها رهطٌ من ذئاب الحدود العاملة
عصابات نهب وجوقات بغي قاتلة
متى الرحيل الى الفناء ؟؟
متى الصعود من أسفلِ الهاوية ؟
كلابٌ مسعورةٌ على سلّم من لهيبٍ .. عاوية
عقول أفسدتها أساطير وأوهام وأكذوبات بالية
فأينَ العدل بين البشر ؟
فهذا من العوامِ ، وذاك من السادة الأطهار !!
سنمضي .. ويبقى السراب في السراديب المظلمة
تظلّ الشفاه الظماء تتلمظ على الأسطحِ العالية
(5)
متى تهيم الناس بالوطن العجيب ؟
متى يستيقظ العقل ، وتنجب الأمهّات قوىً نزيهة باسلة ؟
ونلقى في كل بيت مناضل ومناضلة ؟
ستبقى الرجال تبكي كالنساء في صحون المعابد الخاوية
على وقع الخيالات العارية في الغرفِ الخالية
متى تكّسر القضبان في سجون مظلمة بلا مقابلة ؟
متى يتمّ الصعود كالنسور الى الذرى العالية ؟
هوانا .. فلا تحلمي أبداً أبداً يا حبيبتي
كما آنَ أن نعود الآن الآن وليس غدا
دعوني أصرخ : الأمّة خاملة ، والرسالة فاشلة
كما كنت قد قلت ذلك في اعراف المجايلة ..
كتبت يوم 1 حزيران / يونيو 2019 وتنشر على الموقع الرسمي للدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp