يوم امس الجمعة 30 نوفمبر 2018 ، كان يوما رائعا ، اذ كنت ضيف شرف على منظمة حقوق الانسان العالمية في كندا ، اذ عقدت مؤتمرها السنوي ومهرجانها في القاعة الكبرى لمركز العلوم في تورنتو بولاية اونتاريو .. وقد التقيت بلفيف من الاصدقاء والزملاء والمشاركين ، واستمعت الى المزيد من الافكار والمفاهيم الجديدة بصدد حقوق الانسان والمرأة والاطفال في هذا العالم قدمتها نخبة من الاساتذة والمفكرين وسفراء السلام وحقوق الانسان العالميين وبعض المسؤولين الكنديين ، وقد رحبت الاستاذة نيكول غريلين رئيسة المنظمة بالمشاركين ، ثم فتحت مجالات الحوار ..
وطرحت في الجلسات جملة افكار رائعة تخص حماية المجتمعات من القوى الشريرة ، والتأكيد على الوعي والتربية والتعليم وتأصيل فهم الحقوق الانسانية لدى الاطفال ، وجرت حوارات مع اطفال ( قرابة 10 سنوات من العمر ) معبرين عن فهمهم للمستقبل كيف سيكون ؟؟ .. ثم جرى التأكيد في الوقوف ضد ” التمايزات ” في اي مجتمع بالعالم ، وان لا تتميز عناصر المجتمع على بعضها الاخر فلا احد افضل من الاخر ، ولا دين يتميز على آخر ، ولا مذهب دون آخر ، ولا ثقافة على اخرى .. وينبغي ان تجري اندماجات ثقافية بين البشر بحيث يتم الحدّ من الفوارق والتباينات والانقسامات الهلامية .. ولقد اتفق الجميع على كل من المهاتما غاندي ونيلسون منديلا كزعيمين انسانيين متواضعين في العالم المعاصر ودورهما الكبير في القرن العشرين ، ولم يصل الى مستواهما أحد حتى اليوم .
وفي حديثي ، استطعت ان اقدم بانوراما موثقة عن مآسي الشرق الاوسط ، وانسحاق الانسان ، وبئس الحكومات وجهالة المسؤولين ، واغتراب المثقفين ، وقهر المجتمعات ، وسحق المدن ، ونهب المال العام ، وتغّول التدخلات الخارجية وانتفاء حقوق الانسان ناهيكم عن الصراعات والانقسامات الداخلية واهتراء القيم الاخلاقية مع هشاشة الدول في منطقتنا .. ويعد العراق ابرز نموذج في الهشاشة والرثاثة .. ولكن تساءلت : وما العوامل التي تخرج مجتمعاتنا من هذا المأزق التاريخي ؟؟ قلت : فتح الباب امام المهاجرين والمشردين في اوروبا وكندا ليس حلا تاريخيا ، مجتمعاتنا بحاجة الى استعادة دورها الانساني والانتاجي والحضاري من خلال التغيير السياسي والبدء بحياة جديدة وبوعي جديد وتربويات جديدة .. عليها ان تستقر وتنتج وتبني وتتمتع بخيراتها واوطانها وبحقوقها وواجباتها ..
واطلقت في المؤتمر مفاهيم مهمة في الحدّ من التشّظي الاجتماعي ، والجهالة السياسية ، والاختراقات الخفية ، والتأكيد على حقوق الانسان ، وتمتعه بحريته في اطار القانون وايقاف حروب الاديان والطوائف والاعراق والقوى الشريرة العميقة المستغلة للعواطف ، وترسيخ قيم الانسان الاخلاقية الحقيقية وحقوقه التي اقرتها الامم المتحدة .. وطرحت احدى المعلمات افكارها بنبذ الكراهية ، ونفي الجحود ، وعدم تجاوز للقانون ، او عدم الحقد على الحياة ، والحد من القسوة ، وايقاف الايذاء ، ووجوب احترام المشاعر .. والاهم ان يستمع صناع القرار لما تريده الناس في هذا العالم .
لقد انفض الحدث على العاشرة ليلا .. وقد شكرت المنظمة على جهودها الدولية ، وتمنيت ان تتحقق امنياتنا جميعا في عالم يسوده العدل الاجتماعي ويتمتع كل انسان بحقوقه الطبيعية والبيئية والوطنية والسياسية في هذا العالم .
صورة رئيسة المنظمة الاستاذة نيكول غربلين ،
تنشر يوم 1 ديسمبر / كانون الاول 2018 على موقع الدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp/