هل مرّ أيّ يوم في العراق الجريح،
بلا نائبة ، بلا فاجعة ، بلا كارثة ؟
الغراب ينعق ويصيحُ فوق الخرائب والحطام :
مبارك عليكم طعم الكارثة ..
أعاصير مضت ، وحروب استعرت و دمّرت ،
واجيال ابتلعتها كارثة بعد كارثة
الانهر تجفّ ، والسنة النار أكلت كلّ الأشجار ،
والبلاد تزحفُ سريعاً نحو أتون الكارثة
لا نصحو كلّ يوم في أيّ شبرٍ عراقي
الاّ على جُرحٍ ، أو احتلالٍ ، أو كارثة
حتى ملايين الأسماك في مياه الفرات الأوسط نفقت ،
ولم تنج في المياه من سمومِ الكارثة
وكلّ الأحياء والعقلاء في العراق موتى
منذ أزمنة القهرِ و الجنونِ حتى هول الكارثة
مؤسسّات (دولة) بأيدي عصابات ورعاع ولصوص وقطّاع طربق
صارت لوحدِها مهزلة وكارثة ،
وحكّام ورؤوس ومومياءات وعصائب
بلا أكفان يقودون البلاد نحوَ محرقة وكارثة
لا يعيرون اهتماماً للجذام ، للأورام ، ولا لأحزان البشر
ويرقصون جذلاً حولَ كلّ مأساة وكارثة !
ولا أحدَ يسأل عمّن يعبث فَساداً واجراماً
لاغتيال العراقِ وأهله بسلسال الكارثة ..
لا أجد مسؤولاً وطنيّاً واحداً قامَ بجدّ واخلاص
ليعلن عمّن يكون وراءَ الكارثة !
هم يعرفونه حقّاً ، ولكنهم يلوذون بالصمتِ الرهيبِ
اثر كلّ مذبحةٍ وقحطٍ وحربٍ ونشر سموم وكارثة
أو يتبّرع شذّاذ الآفاق بالدّفاع عن الدّجالين والشراذم التافهين ،
صنّاع العفونة والموت والكارثة
جبل الأحقادِ ضدّ العراق وأهلهِ منذ أحقاب سحيقة مضت ،
وحان تصفيّة الحساب ، يا لبشاعة الكارثة !
أيها العراقيون : أنتظروا طويلاً ، والصمت يقهركم خوفاً من جلدِ الذات ،
فالمشكلة عندكم أن كلّ كارثة تلد كارثة ..
أيها العراقيون .. أدركوا مصيركم قبل فوات الآوان ،
كيلا يحلّ بكم الاندثار ثانية .. وتلك أعظم كارثة .
تنشر يوم الأحد 4 نوفمبر / تشرين الثاني 2018 على موقع الدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp/