يوم امس كنت ارتاد كالعادة ليك سايد بارك عند منتدى مدينة اوكفيل الكندية ..
كان النسيم عذبا وعليلا يهب مع امواج بحيرة اونتاريو ..
تأملت كعادتي الشجرة القديمة المعمرة منذ 200 سنة وجذعها الذي رسم التاريخ خطوطه عليه ..
كم قيمتك كبيرة ايتها الشجرة العجوز .. اتطلع كم هي باسقة نحو السماء وبين جذورها الممتدة في كل اتجاه تنبثت ازهار التوليب الحمراء حولها ، وزهرة التوليب رمز المحبة والصداقة بين البشر ، صحيح ان بصلة التوليب لا تعمر اكثر من سنتين ولكنها تنتشر في كل مكان بلا تكلفة ولا عناية ..
انها من اجمل الزهرات القادمة أصلا من اوطاننا ( وخصوصا الموصل وحلب ) الى اوربا قبل 500 سنة نحو اوروبا ، وكانت قد انتقلت بواسطة العثمانيين ، وتكاثرت في هولندا ..
ولكن كيف وصلت كندا لتزدهر اجناسها وتتنوع الوانها ؟ فتاريخ زهرة التوليب في كندا ، يعود الى العام 1945 ، اذ استقبلت كندا عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية الملكة جوليانا ملكة هولندا 1909 – 2004 التي تركت بلادها نحو منفاها بتأثير الحرب ،
فاستقبلها الكنديون في بلادهم على الرحب والسعة ، واهدوها قطعة أرض لتغدو أرضاً هولندية حتى يكون باستطاعتها انجاب وليّ العهد على أرض هولندية ، وساهم الكنديون في تحرير هولندا. ولما ارادت الملكة جوليانا ان تشكرهم على جميل ما صنعوه معها ، اهدتهم مائة ألف بصلة من زهور التوليب ليزرعوها في بلادهم ويطوروها ، فكان ان تحولّت هذه الزهرة الرائعة إلى رمز عالمي للصداقة بين الشعبين ، ومن الشعبين غدت عنوان المحبة بين شعوب الارض كلها من دون ان يعرف العالم منشأ هذه الزهرة الجميلة خفيفة الظل ، واقدم فصائلها زهرة النرجس الموصلية بروائحها الزكية . فمتى نعرف قيمة اوطاننا في الجغرافيا وعبر التاريخ ؟
كل عام وانتم بخير
سيار