متى تتعلّمون “الحكمة” من أفواهِ العقلاءِ ، لا من خطايا المجانين ؟
متى تدركون الأشياء الثمينة ، وتصدّقونها من أجل بناءِ المصالح العامّة ؟
متى تتّدبرون أساليب السياسة الذكيّة ، كي لا تضيعوا في متاهات الشياطين ؟
متى تعرفون أنّ الواقعَ على الارضِ لا يبنى بالأوهام والخطب الفارغة ؟
متى تكونون دهاة في صنع التاريخ ، فقد بدّد الأحلام كلّ ( القادة الميامين ) ؟
متى تتحكّمون في عواطِفكم الساخنة، اذ غدت الصدور ، لهيب غلوٍ وتعصّبٍ وجنون ؟
متى توقفون اللّغة السوقية المتداولة اعلامياً في ما بينكم في كلّ آن وكلّ حين ؟
متى تحجمون عن السَبّ والشَتمِ والقذفِ ، وتبادل اللّعنات والاتهامات المخزيّة ؟
متى تُمسكون جموح أنفسكم وفلتاتكم ، فانّ لسانكم حِصانكم ، وهو خؤون لا يصون ؟
متى تتبادلون المحبّة بديلاً عن الكراهية الشنيعة، فينطفئ سعير أحقاد الاولّين والاخرين ؟
متى تربون أولادكم نسوة ورجالا على الحبّ والتعايشِ وغياب النظرة الصفراء ؟
متى تصمتون قليلاً ليتكلّم أصحاب الرأي السديد، فهم اليوم من المهمشّين ؟
متى تتوّقفون عن نسجِ الاكاذيب ، وممارسة التزوير ، وتشويه كلّ الصفحات ؟
متى تتوقفون عن نفخ أنفسكم ، فالاورام لا تبقى أبداً ، والحياة للمتواضعين ؟
متى تتخلّصون من استعراض عضلاتكم الفارغة، وأنويتكم القاتلة ، متى تحسنون الظنون ؟
متى تتأملون في تجاربِ التاريخ القريب والبعيد ، وتدركون عَظمة الدرّ المكنون ؟
متى تغوصون في الأعماقِ ، وتخرجون سالمين بديلاً عن هتك العهود ، فتعودوا نادمين ؟
متى تبعدون أنفسكم عن الشعوذاتِ ، والاضاليلِ ، وأساطير الاوّلين ، وتفاهات الآخرين ؟
متى تتفهّمون سِيَر الماضين من تاريخ الأولين وصفحات الأقربين ؟
متى تستلهمون تجارب بناة الأمم الاخرى من اعماق اونتاريو الى اقاصي الصين ؟
متى تفكرّون في جغرافيات الدول الصعبة ، وتحترمون جغرافيتكم أيهّا العراقيون ؟
متى تؤمنون ان العراق لا ينكسر ، كما كان نسيجه سجادة ملونّة منذ الاف السنين ؟
متى تميّزون بين الغثّ والسمين ؟ متى تدركون كم يلعبُ بكم أسوأ اللاعبين ؟
متى يتمّلك البعض الحياء فلا يتمادى على شاشات التلفزيون ، وهو اول المجرمين ؟
متى تفهمون واقعكم المثخن بالجراح والمثقل بتاريخ من الالام ودمع العيون ؟
متى تخططّون في الوصول الى أهدافٍ غير مستحيلة التحقّق ؟
متى تعود الحياة الجميلة الى حبيبتي أمّ الربيعين ؟
متى تتعلّمون ؟ متى تتعلّمون ؟
كتبت في 18 اكتوبر / تشرين الاول 2017
وتنشر على موقع الدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp