الاصدقاء الاعزاء .. اقدم لكم اليوم مختصر محاضرتي في مؤتمر العرب والكرد
، وسينشر نص المحاضرة ضمن اعمال المؤتمر
جدلية التعايش التاريخي بين العرب والكرد
في اقليم الموصل
مختصر المحاضرة التي قدمتها في الجلسة الاولى من مؤتمر العرب والكرد : المصالح والمخاوف والمشتركات صباح يوم السبت 29 ابريل / ايار 2017 في المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات بالدوحة
أ.د. سيّار الجميل
بالرغم من جملة الاهتمامات التي تبلورت مؤخرا في فهم مشكلات الكرد في العراق ومطالبتهم بالانفصال عن العراق ، وبالرغم من كل التناقضات السياسية وحالات الصراع بين الكرد والعثمانيين ابان العهد العثماني الاخير ، او بين الكرد والانظمة السياسية العراقية في القرن العشرين ، إلاّ أن التاريخ الاجتماعي للعراقيين وخصوصا بين القوميات الكبرى العرب والكرد والتركمان يشير الى اتجاهات معاكسة .. ولم يهتم احد بمثل هذه الجوانب ، ولم تطرح اية اسئلة اشكالية ، ومنها لماذا كان التاريخ الاجتماعي بين العرب والكرد لا يوازيه التاريخ السياسي ؟ وما سر شراكة الكرد الحقيقية في الحياة العامة مع العراقيين على امتداد تاريخ مشترك طويل ، وخصوصا في القرن العشرين ؟ وما سر الافتراق الذي عبرت عنه التمردات والثورة الكردية ؟ وهل يتوازى العرب مع غيرهم من الفرس والترك في معايشتهم للكرد ؟ ومن المفترض ، ان مثل هذه الاسئلة كان لابد لها ان تطرح منذ زمن طويل ، ولكن بقي الطرفان يتجادلان سياسيا ، ويمران بطور خصومة حينا وطور اخوة ( مزيفة ) حينا آخر ! بعيدا عن معرفة الاشياء وطبيعة العلاقات اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا .
هذه ” الورقة ” ، محاولة معرفية ونقدية لتأشير الملامح الاساسية للتعايش الاجتماعي بين العرب والكرد ، وخصوصا في ولاية الموصل العثمانية باعتبارها الولاية التي كانت تضم كل كرد العراق بسناجقها المتعددة ومن قبل ذلك دساكرها وتخومها ، وهي بيئة تضم كل الاطياف الاجتماعية الاخرى ، وان جذور المشكلات لا يمكننا اكتشافها الا من خلال تلك الجغرافية العثمانية للولاية ووثائقها منذ بدايات القرن السادس عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الاولى .. ليبدأ تاريخ جديد من العلاقات بين الكرد والعرب وغيرهم من الاقوام في ظل علم واحد وقد جمعتهما دولة واحدة .. فلقد غدا التعايش شراكة في المؤسسة والحياة العامة ، فكيف كان دور الاكراد العراقيين في مؤسسات الدولة ومرافقها ؟ ولماذا قيام التمرد الذي ظهر لاول مرة على العهد الملكي ، ثم تفاقمت سخونته على العهود الجمهورية . ومما يلحظ أن مؤرخ هذه الاشكالية ، وخصوصا في التاريخ الاجتماعي والانثربولوجي لولاية الموصل بالذات يواجه صعوبة كبيرة نظرا لتفاقم التحديات بين مختلف الاطراف ، وعلاقات الطيف السكاني المتنوع بعضه بالاخر ، صحيح أن الوثائق الخاصة بالموضوع متوفرة ، ولكنها عديدة ومتنوعة ومتناثرة ومعقّدة، كما أنها لم تستخدم بعد بشكل علمي من قبل بعض الباحثين والمؤرخين المختصين ، اذ نجد هناك تزويرات وتدليسات وكتابات منحرفة تلوي الحقائق وتقوم بتشويه النصوص من اجل اهداف سياسية ، وهذا ما يجري في العراق بشكل خاص . من هنا ، تأتي أهمية هذا ” الموضوع ” .
احاول – ايضا – ان اجيب على عدة تساؤلات مهمة يطرحها واقعنا اليوم ، في زمن صراع الانتماءات والهويات .. وان درس هذه الجدلية له اهميته ودروسه ، ذلك ان ازمنة التعايش بين العرب والاكراد هي اكثر بكثير من ازمنة الصراع والافتراق ، اذ يبدو واضحا من خلال قراءة مقارنة للتاريخ المتبادل بين الطرفين ان الاندماجات والمصاهرات والشراكات والعلاقات المتنوعة بدءا بالتعليم وطرائق التصوف وعلاقات الانتاج والسوق وصولا الى الروابط الثقافية كانت هي المتلازمة زمنيا بين الطرفين ، ولم يشهد الطرفان حالات صراع الا مؤخرا في سنوات محددة من القرن العشرين .
البحث مقسّم الى مدخلات ومضامين ومخرجات ، تناولت فيه :
مقدمة
المدخلات
1) اشكاليات البحث المثيرة وأهميتها
2) الكرد والعثمانيون : تأسيس الادارة الاهلية الكردية ومضامين السلم الاهلي
3) التكوين الجيوتاريخي للعراق الحديث
4) تشكيل العلاقات التاريخية
المضامين
1) المزايا الانثربولوجية والسوسيولوجية وتمازج التقاليد الثقافية
2) التركيبة المتنوعة لمجتمع الموصل : قوة المركز وروعة الاطراف
3) تشكيل العلاقات التاريخية بين التعايش والافتراق
4) انثربولوجية الثقافة المحلية المختلطة
5) العوامل التاريخية للتعايش الاجتماعي
اولا : الاسلام السني ( الحنفية والشافعية)
ثانيا : العامل التاريخي : الشراكة والتفاعل
ثالثا : العامل الاقتصادي : يوميات التعامل
رابعا : العامل الاجتماعي والسياسي : التصاهر والتساهل
6) طبيعة الاندماجات السوسيولوجية
7) دور الكرد في التكايا الصوفية الموصلية
8) اختلاط العناصر الاجتماعية في الموصل
9) التنوعات الاجتماعية بين التعايش والافتراق
10) دور الكرد في الحياة الاجتماعية ومؤسسات الدولة العراقية
استنتاجات البحث
المصادر والمراجع