غاية هذا الدهر يا صاح الفناء
فلا صباح دائم ولا مساء
وإن هذا الكون لاشك زائل
وعن قريب تضرب الرواحل
وقد جرى القضا كما خط القلم
بأن مرجع الوجود للعدم
وليس في هذا الملا من باقٍ
وليس من أمر الجليل واقٍ
وإنما الدنيا كالدائرة
بالأنس والأحزان دوماً دائرة
صاح أهجر الأحزان والأكدارا
فعن قريب سوف تقضي الأوطارا
وإن من شرائط الحكماء
الصبر في السراء والضرّاء
والعمر محسوب بلا نزاع
إما بضيق ينقضي أو باتساع
وليس للإنسان إلا ما كتب
إذ رزقه يوماً فيوماً قد حسب
وليس يخلو أحد من حاسد
وفتنة الأعداء والمكائد
صاح إفتكر في منتهى الدينار
فانه ملازم للنار
فأغتنم بذي الساعات أوقات الصفا
وجانب الأكدار وصاح قد كفا(ك)
لاشك أن الروح رأس مالك
صنها عن الأكدار والمهالك
وأغنم من الزمان بالسلامة
فانما الأموال كالأمانة
ثم أحمد الأله كل يوم
وألق الأمور بالحجى والحزم