مجلس عراقي للثقافة والتنوير الابداعات… أسس مبدئية توضيحية

كلمة يوجهّها الدكتور سََيّار الجََمْيل
مستشار المجلس الى السادة الامين العام واعضاء الامانة العامة واعضاء الهيئة العامة للمجلس العراقي للثقافة

تحيةً وسلاماًً
عندما انبثق المجلس العراقي للثقافة قبل ثلاثة اشهر في عمّان بالاردن ، تنادت نخبة من المثقفين العراقيين الخيّرين من اجل تأسيس مشروع ابداعي يخدم العراق ، أو فعل اي عمل جماعي يقّدم الاهم لثقافة العراق والمهم الى كل المثقفين العراقيين وبوسائل نظيفة اصلاحية وتنويرية حداثية بريئة وبنزعات وطنية عراقية صادقة .. وتلاقت الامنيات على ان يبقى مجلسنا للثقافة والابداعات من خلال مشروعات حضارية تخدم العراق ومستقبل العراقيين.
ان المجلس الذي اردناه ولما نزل نريده هو الساحة الحقيقية للابداع والمبدعين ، وان يكون هو المنطلق البديل لكل المشروعات السائبة او الطائفية او الشوفينية او الانتهازية الوصولية او النفعية او غيرها تحت مسميّات كاذبة . ان هذا ” المجلس” سيكون للمثقفين الحقيقيين الذين لهم ايمانهم بالعراق والتنوير والمستقبل ، وانه مجلس للعراقيين المبدعين اصحاب الكلمة والموقف معا ، وليس اداة او ساحة سياسية لأي عضو من اعضائه تتسبب في اثارة مشكلات لا اول لها ولا آخر .. انه مجلس عراقي للمثقفين الشيوخ والشباب الذين لم يجتمعوا الا من أجل كل المثقفين العراقيين الذين عانوا وما زالوا يعانون الامرّين في الداخل والشتات .. انه مجلس اردناه ان يمثّل ارادة كل المثقفين العراقيين الخيرين النافعين الذين ناضلوا وعانوا طويلا وليس لأي سياسي او لأي توجهات سياسية ..
انني اناشد كل اخوتي في المجلس وفي مقدمتهم الاخ الاستاذ ابراهيم الزبيدي ، ان يبقوا على المبادئ التي اجتمعنا من اجلها ، وان ننجح في مشروعاتنا الثقافية والحضارية بعيدا عن اي اجندة سياسية معينة ، فمجلسنا يضم اصنافا عدة من المثقفين الذين نحترم ارادة كل واحد منهم ، ونجّل اي موقف او اتجاه سياسي يحمله ، ولكن لا يمكن تسويق أي احد منّا افكاره ومشروعاته السياسية من خلال المجلس العراقي للثقافة .. اننا نريد ان نلقى بعضنا بعضا نحن المثقفين العراقيين مهما اختلفت توجهاتنا الفكرية وآرائنا السياسية ومهما تنوعّت ادياننا ومذاهبنا ومهما تعددت اصولنا واعراقنا .. نجتمع بروح عراقية متواضعة وشفافة ومنفتحة .
اننا نريد ان نكون دوما في الصورة والمشهد حتى ولو كنّا نعيش وراء البحار .. صحيح ان المجلس العراقي للثقافة قد انبثق من خلال اهداف ومبادئ عليا قوامها تفكير مدني ومشروع حضاري ، لكن استميح كل الاخوة السياسيين عذرا بالقول اننا لا يمكن ان نقبل ان يغدو مجلسنا العراقي ساحة للمشاحنات السياسية ونحن نعرف كم هو حجم الصراعات السياسية على السلطة والمناصب والقوة في العراق ..
واخيرا ، ينبغي على جميعنا ان يقف ضد المفاجئات السريعة والاعمال التي تتوج بالفوضى وزرع الخلافات التي لا يمكن ان تخدمنا وتخدم العراق وثقافة العراق ابدا .. اهيب بالامانة العامة للمجلس العراقي للثقافة ، الوقوف الى جانبي في هذا ” النداء ” ، وانها رسالة لابد من ايصالها الى كل الاصدقاء في المجلس ، وليعلم بها كل العالم .. وليس لي من ورائها اي غرض او منفعة ابدا الا خدمة الثقافة العراقية ومستقبل المثقفين العراقيين اينما كانوا في هذا الوجود .

www.sayyaraljamil.com

نشر في المجلس علنا في يوم 16 آب / اغسطس 2007