الرئيسية / قراءات اخترتها لكم / مقاطع مستلة من ديوان صديق مصري للعراق اسمه إبراهيم المصري

مقاطع مستلة من ديوان صديق مصري للعراق اسمه إبراهيم المصري

عن : الديوان العراقي الذي اهداني اياه الشاعر ابراهيم المصري

الشاي المغلي
بمرارته الداكنة
والسكر المذاب
بحلاوته الحادة
يمزجهما العراقي في .. استكان .. زجاجي صغير
ربما يحاول الموازنة
بين الفاجعة والامل

***
كربلاء صباحا…
الشوارع شبه خالية
وقبة مرقد الحسين الذهبية
تتوهج تحت شمس تشتدّ حرارتها
ورؤوس مقطوعة …
تتجول في الخفاء بحثا عن الماء
أو الطمأنينة

***
كباب لافطار العراقيين
فول… لافطار المصريين
ثمة من يقبل على لحم الحياة
ومن يقبل على نباتها
لهذا …
مصائب العراقيين أكبر.

***
كظاهرة عامة
يخرج العراقي ذراعه
من نافذة سيارته المسرعة
كأنه يلتقط دبابة امريكية
ويضعها سريعا على رف التاريخ
ألم يفعل العراقيون هذا …
مع التتار.

***
أصبح العراقيون في بطالة مزمنة
لقد أعطتهم الحرب
الكثير من الكسل
لكنها أخذت منهم …
لقمة العيش.

***
لم أجد جنازة على الواقع
في العراق
الحياة هناك …
أوفر من الموت الذي
اختبره العراقيون طويلا
لكن هناك .. من يتلصص بكاميرا
على تصوير موتهم.

***
شمس نحاسية
ترتفع فوق النخيل
والنخيل .. ذاهل في الغبار
الصمت أجش
والمشهد باستناده
على واجهة مبنى وزارة التخطيط العراقية
تلك التي كانت مرئية
بملاسنة نارية بين الرصاص والزمن
غدا يعيد العراقيون طلاءها
لا لخفاء الحقيقة
ولكن .. لمجرد التفاءل .

***
داخل كل عراقي
حياة كاملة
لهذا يبدو انسانا غير آيل للسقوط
والمقبرة الجماعية ، ليست أكثر من حفرة
يعبرها العراقي بالكثير من الحزن
لكنه .. يعبر.

***
الحزن العراقي
ليس مناحة
ولا تشييع حياة تنهض كل صباح
الى حظها من الخلق
الحزن العراقي … نبيل
ضلله القتلة عن حاجته
الى طلاء الحياة بالضوء.

2004

شاهد أيضاً

حمّى رفع الشعارات: السياسي والأصولي والمثقف وصاحب المال

أطنب القدامى في الحديث عن علاقة المثقف بالسلطة في مختلف العصور وكشفوا النقاب عن الإكراهات …