الرئيسية / مشروعات / مشروع سّيار الجميل لعقد مؤتمر وطني في العراق لدعم الوحدة الوطنية العراقية من اجل عراق متمدن حرّ موّحدسبتمبر 2003

مشروع سّيار الجميل لعقد مؤتمر وطني في العراق لدعم الوحدة الوطنية العراقية من اجل عراق متمدن حرّ موّحدسبتمبر 2003

بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة لتأسيس مؤتمر وطني عراقي لدعم الوحدة الوطنية العراقية من اجل عراق متمّدن حرّ موّحد


 التقديم
لقد كان للتغيير التاريخي الذي حدث في العراق ، آثارا قوية ليس في داخل العراق وساحته وحده ، بل في كل منطقة الشرق الاوسط . وشمل تأثيره العالم كله وخصوصا من خلال التطورات الصعبة في العراق اثر احتلاله . ناهيكم عن كل مجريات الاحداث الساخنة التي وقعت في العراق على امتداد خمسة عشر شهرا من ذلك التغيير .. واتمنى ان يبرز من رحم هذا المخاض الصعب عراقا جديدا بات اليوم بأمس الحاجة الى وقفة موضوعية وطنية تتدارس بدقة وامانة وتجّرد كل ما جرى وما سيجري على ارض العراق بعد كل المكاسب التاريخية التي تحقّقت ازاء ما حدث من سوء في الاوضاع الامنية والسياسية ..
واذا علمنا بأن العراق الجديد مقبل مع بدايات العام 2004 على تطورات سياسية يقال بأن الانتخابات العامة ستقف على رأسها ، فلابد اذن من تدارك كل السلبيات والعثرات التي قد تحصل خلال المرحلة الانتقالية الاولى ، ومن ثّم تدعيم الوحدة الوطنية من اجل ان يبقى العراق محافظا على كيانه السياسي وتلاحم جغرافيته وان تؤسس ضمانات حقيقية لمستقبله الديمقراطي الموّحد .. وذلك من اجل اعادة بنائه واستعادة روحه وارجاع دوره الفعّال على الساحتين الاقليمية والدولية ، ومن اجل نيل استحقاقاته التاريخية وانفتاحه على كل العالم ودعم قدرته الحيوية على المشاركة في كل ما يجري في هذا العالم ، خصوصا وان العراق يحتل مركزية جيوستراتيجية في قلب العالم .. وان له مجاله الحيوي الزاخر بالثروات البشرية والطبيعية .

مشروع مؤتمر وطني
من اجل كل هذا وذاك ، اتمنى ان يتنادى كل الخيّرين من ابناء العراق الغيارى الذين خلصت ارادتهم للعمل من اجل جمع شمل ابناء الشعب العراقي قاطبة بعقد مؤتمر وطني لدعم الوحدة الوطنية العراقية ، وان يمثّل فيه الشعب العراقي العظيم بكل شرائحه الاجتماعية المدنية واطيافه السياسية والثقافية على اختلاف دياناته واعراقه وقومياته ومختلف احزابه وتياراته والعديد من اصوات ابنائه المستقلين .. في مؤتمر موّسع جامع لها ولهم جميعا تغلب فيه المصالح الوطنية العليا على ما دونها من التطلعات .. كما ويهدف المؤتمر الى دعم وحدة العراق واستقلاله وحريته وازدهاره .. وان يتم تدعيم ذلك كله من خلال النهج المتمدن والديمقراطي وتحقيق السيادة وتطبيق القانون وضمان العدالة لجميع فئات الشعب العراقي ، والاخذ بيده لتحقيق التقدم الاقتصادي واعمار العراق وتطويره بكل اجزائه ومكوناته .. وان ينعم ابناء وادي الرافدين بالعيش الكريم وبالامن والاستقرار وبالكرامة بعد ان طالت المعاناة وكثرت الصعاب والاهوال .. ناهيكم عن هواجس تنتابنا بأن العراق سيأخذ طريقا صعبا لا نتمنى حصوله مذ تنتقل الصراعات السياسية الى البنية الاجتماعية لتفككها وتتلاعب بمصيرها وعند ذاك لا ينفع الندم .

اهمية العراق المستقبلية
ان المشروع الذي اطرحه لعقد هذا المؤتمر يتطلع ان يخلص من خلال جلساته واعماله الى الخروج بتوصيات جدّ مهّمة لا تقتصر في تطلعاتها ورؤاها على معالجة الواقع المضني المرير للعراقيين حسب ، بل تحاول ان تّقدم نماذج وأفكار ومقترحات للمرحلة القادمة من مسيرة العراق الجديد ، وتفعيل مبدأ المصارحة بين كل القوى العراقية والخلاص من آثار المرحلة السابقة بشتى الوسائل والعمل على التفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية لوضع خطوط مشتركة لانهاء احتلال البلاد والبدء باعمارها وفرض الامن والاستقرار في ربوعها والتعويل على الاجيال القادمة في حمل الامانة من اجل ضمان المستقبل وضمان مصير العراق في القرن الواحد والعشرين . ولابد ان يدرك العالم بأن ثمة دراسات وبحوث استراتيجية جديدة كانت ولم تزل تصدر عن العراق ومستقبل العراق الذي يشغل تفكير العالم كله اليوم تؤكد بأن العراق سيغدو فاتحة ارتكازية لتحولات الشرق الاوسط في الاجلين القصير والمتوسط . ان ما جرى في العراق منذ خمسة اشهر وما سيجري قريبا مع فاتحة العام 2004 ، يعلمنا بما لا يدع مجالا للشك ان العراق سيغدو بوابة العرب الاقليمية نحو العالم الاسيوي ، وسيوظّف العراق بعد استقراره امنيا وسياسيا ودستوريا كل تحولات مجاله الحيوي الى خطوات واسعة النطاق في الثلاثين سنة القادمة من القرن الجديد . وفي حالة انعدام جمع الشمل على مبادئ عراقية اساسية يتفق عليها العراقيون في مثل هكذا مؤتمر ، فسيأخذ العراق طريقه الى الجحيم لا سمح الله .
ان العراقيين جميعا مدعوّون اليوم للعمل على جعل العراق محورا جديدا للقوة الاقتصادية نحو الافاق الرحبة ، ويمتد المحور من قلب بغداد النابض بالحياة حتى جميع بلاد الشرق مرورا بالخليج العربي الذي يعد عمقا استراتيجيا للعراق . ان خطواتنا لابد ان تعّزز هذا الهدف ، فمن مصلحة منطقة الخليج ان يشغل العراق بوابة العرب المستقبلية نحو العالم بكل تحولاته وتراكيبه الاقتصادية ولابد من الارتفاع فوق كل الجراح الماضية ومآسيها ، كما ولابد من اعادة اللحمة الاقليمية وتحديث الرؤية العربية لمصالحها في العراق . ان اعادة السلم والاستقرار والصلح والامن بين دول الاقليم سيفتح الابواب والقنوات الرئيسية باتجاه العالم كله .. ومن دون ذلك ، فان المنطقة ستتحّول بالكامل الى مناطق مقفلة عازلة Buffer Zones تقطع الطريق امام المصالح الاقليمية والعربية والدولية .

الاهداف والتطلعات الكبرى وضرورات العراق الجديد
لعل من ابرز الاهداف والتطلعات الاستراتيجية الكبرى التي ينوي مشروع مؤتمرنا تحقيقها والتوّصل اليها تكمن في دعم الوحدة الوطنية العراقية ، وتعزيز أواصرها من أجل الوصول الى الاسس الشرعية لتمثيل كافة ابناء الشعب العراقي وتحقيق كافة استحقاقاته بكل فصائله وشرائحه وفئاته وقسماته ضمانا لوحدة العراق الازلية .. ومن اجل الوصول الى كل ذلك ، لابد لنا من آليات واساليب عمل لمواصلة الخطوات وتحقيق الاهداف التي نصبو اليها :

اولا: بناء عراق جديد يتمتع بسمات عراق ديمقراطي حر موّحد
عراق ينطلق بخطواته التاريخية التي تدعمها قوى سياسية وفكرية واجتماعية حرة وشريفة تحافظ على ابقاء العراق جسدا واحدا بروح واحدة تتمثّل فيه الوحدة العراقية الحقيقية بأعلى مداها من أجل ان ينعم كل ابناء العراق بخيرات بلادهم وتحقيق الامن والامان اذ يكفي العراقيين ما تحمّلوه من الالام والمصاعب والمحن ، وهم جميعا بحاجة ماسة الى الاستقرار الداخلي وتوفير الامن والاستقرار في ربوع العراق كلها .. وان مشروع مؤتمرنا يدعم كل الخطوات الديمقراطية التي تحققت ، وسيعمل من اجل توفير الطمأنينة .. اذ يهم الناس اليوم أمنهم على حياتهم وشرفهم وصحّتهم ومعاشهم وممتلكاتهم وكل ما يتصّل بأمن العراق دولة ومجتمعا . ويناشد مؤتمرنا ضمن تطلعاته كل دول المنطقة الوقوف الى جانب الحكومة العراقية بمنع المتسللين والارهابيين عبر الحدود ، لأن أمن العراق واستقراره صمّام امان لأمن المنطقة كلها . ان اي مشروع لدستور دائم او تأسيس عراق فيدرالي او ما نسمعه اليوم لا يمكن ان يتحقق ابدا الا بعد مرور فترة نقاهة تاريخية للعراق اثر اتفاق العراقيين على مبادئ وطنية في مثل هكذا مؤتمر ، وبمعزل عن اي قوى خارجية دولية كانت ام اقليمية .

ثانيا : العراق للعراقيين كلهم
ان العراق للعراقيين جميعا من دون اي تجاوزات او هيمنة او فرض وصايات او اجراء اي تهميش او استبعاد او تهجير او نفي .. وسلب اية حقوق للمواطنة .. فلقد عانى العراقيون من تلك السياسات الكثير وتعرّضوا لابشع عمليات التهجير والاستئصال والتهميش والنفي والتطهير العرقي .. الخ من العمليات المنبوذة التي تدينها الانسانية عموما . وعليه ، فلابد من تدعيم وحدة العراق بوسائل وأساليب لها فعالياتها واستحداث المزيد من نقاط الالتقاء والاتفاق بين العراقيين جميعا .. وان يكرّس الدستور الدائم للبلاد على تحريم اي ممارسات للعنف او الاقتتال بين ابناء الشعب العراقي الواحد الموّحد .. وان ينص على اللجوء دوما الى لغة الحوار وبناء المجتمع المدني من اجل تحقيق سلام اجتماعي في الداخل يؤهّل العراق لمرحلة تاريخية جديدة .

ثالثا : استقلالية العراق وبناء ارادته السياسية
لابد من العمل على تحقيق هذا الهدف الذي يعد حقا مشروعا ، وان الحق لا يمكن ان يؤخذ الا بالعقل والحكمة وبالاساليب السياسية والحوارات التفاوضية واستخدام مختلف الطرق والاساليب السلمية من دون اراقة قطرة دم عراقية واحدة ، فلقد دفع العراقيون على امتداد خمسين سنة من حياتهم السياسية والوطنية اثمانا باهضة جدا من دمائهم الزكية . ولابد ان يدرك كل العراقيين بأن اراقة الدماء سوف لن تجدي نفعا ، بل تزيد من وتائر الشد والجذب وتكريس الكراهية واختلاق الفتن واطالة مسلسل الكوارث والنكبات . لقد نجح العراقيون في تاريخهم الناصع بتحقيق فرصهم الحقيقية في الماضي من خلال اساليب متعّددة يعتبر العراقيون مهرة وخبراء فيها ، ومنها مبدأ : ” خذ وطالب ” ، ومبدأ ” الفرص المرتقبة ” ، ومبدأ ” المفاوضات القوية ” في ظل احتدام سياسي ومطالبات شعبية وتظاهرات وتجمعات وكتابات وخطابات .. الخ

رابعا : دعم الحكومة المؤقتة الحالية
لابد لمشروع مؤتمرنا من دعم مبدأ اعطاء الفرصة التاريخية لتشكيل حكومة مؤقتة يؤلفها الاذكياء الاقوياء وينبغي ان يكونوا جميعا من المستقلين .. حكومة مؤقتة تعمل بالممكن وبما يتاح لها من الزمن لاثبات مصداقيتها في العمل على وحدة العراق وديمقراطيته باعتبارها تعنى بشؤون العراق واخراجه من ازمته الحالية وتحاشي دخوله في مخاض من الدم واعادة تأهيله مستقبلا بما ينسجم والمبادىء والقيم التي تحدثنا عنها . ان حكومة مؤقتة لابد انها ستغطي قرابة ستة اشهر في السلطة من حياة المرحلة الانتقالية حّتى تتجدد لمرحلة ستة اشهر اخرى ، ومن ثم تتجدد لثلاث سنوات كاملة حتى تؤهّل العراق وتنقله بشكل اكيد من طور الحكم الانتقالي الى طور تجربة الانتخابات العامة . وستقع على كاهل الحكومة المؤقتة الحالية اعباء كبرى . وعليه ، فلابد من الاستعانة بكل كفاءات العراق ومساعدتهم بما يكفل ضمان مستقبل العراق الجديد بصورته الدستورية الدائمة خصوصا وان الدستور الدائم لابد ان يأتي والعراق قد نال استحقاقاته واعاد الثقة لابناء شعبه وخلّصهم من بقايا الماضي الصعب .. خصوصا وان على عاتق الحكومة المؤقتة التقّدم خطوات الى الامام على طريق اعادة بناء العراق الحر الموحد .. كما ويطمح المؤتمرون وضع دستور دائم للبلاد مع ارساء تقاليد ديمقراطية عراقية راسخة تغدو بمثابة ركائز اساسية لمستقبل الاجيال القادمة . ان تشجيع مشروع مؤتمرنا للانتخابات القادمة يتطلب الاشارة على الحكومة المؤقتة ترتيب مستلزماتها عند اقرب فترة يستعيد العراق فيها استقراره وبنائه وان تعتني الحكومة بالسكان والاسراع باجراء احصاء سكاني شامل ودقيق للعراقيين في الداخل والخارج ، كما وعليها مهمة اصدار قانون الانتخابات الذي سيحدد من داخله اعداد الناخبين وصناديق الاقتراع على اسس سليمة وعادلة ونزيهة في الداخل والخارج ..

خامسا : تجسير العلاقة بين السلطة والشعب
يتطلع المؤتمر الى تشكيل لجان خاصة برعاية مؤتمرنا من اجل الالتقاء الدائم والمستمر مع ابناء الشعب العراقي . ان شعبنا في الداخل متعطش لمثل هذا التجسير ، فضلا عن روابط وشيجة لابد من تأسيسها بين السلطة والقوى السياسية وبين شرائح المجتمع ، بعيدا عن الابراج العاجية التي قد يتخذها المسؤولون فتبعدهم عن ابناء جلدتهم . وهنا لابد ان يكون الشعب موضع ثقة العهد الجديد وسينتج عن ذلك جني فوائد ومنافع لا تحصى . ان هذه النقطة الارتكازية ستنتج عنها لأول مرة بعد عقود زمنية وعهود سياسية مضت ، زرع الثقة وترسيخ أساليب التعامل بين المسؤولين العراقيين الجدد وبين ابناء الشعب العراقي . ان على الدولة العراقية الجديدة ان تجد الحلول الناجعة والعاجلة لاصلاح ما يمكن اصلاحه وتحديث ما يمكن تحديثه .. وان يشعر المجتمع العراقي ان الدولة في خدمته لا كما تعّود دوما في ان يكون في خدمة الدولة خائفا خائرا كسيحا .. فلقد دفع العراقيون اثمانا باهضة من دمائهم وحياتهم وزمنهم ومعاناتهم وقهرهم وثرواتهم .. وكل ما يملكونه من اجل ( الدولة ) في الانظمة السابقة ابان عهود العراق الماضية .

سادسا : اعمار العراق وتطويره
يتطلع مشروع مؤتمرنا التأسيسي بالمساهمة في اعادة اعمار العراق من اجل بناء عراق متطّور ومزدهر له قوته في بنيته الفوقية ( = القوى البشرية الكفوؤة ) وبنيته التحتية وان يغدو المجتمع العراقي بكل اصنافه وبيئاته والوانه مجتمعا متطورا مستفيدا من تجاربه التاريخية ومآثره الحضارية وحيويته وقابلياته ومواهبه . وان تبدأ الحياة العراقية باستعادة مآثرها الحية التي اشتهرت على امتداد التاريخ بفلكلورياتها وتنوع ثقافاتها ومنتدياتها ومقاهيها وجمعياتها .. وان تنطلق الثقافة العراقية من عقالها لتقّدم المزيد من الابداعات في مختلف حقول المعرفة والفن والادب .. وان تتاح الفرص الواسعة للتعبير عن الرأي وللكتابة والتجمع .. كما ان بيئات العراق المتنوعة الجميلة والمقدسة بحاجة ماسة الى العناية والتطوير لكي تغدو قبلة العالم كله خصوصا وان هناك مناطق عراقية جميلة وساحرة قابلة لأن تغدو من اشهر المناطق السياحية في العالم والمحيط الاقليمي .. ان حاجة العراقيين ماسة اليوم للبدء سريعا بتنفيذ خطط خمسية لشركات كبرى في تطوير مجال الزراعة العراقية ومجال الصناعة العراقية والقطاع الاقتصادي العام وبضمنه تجارات العراق المحلية والاقليمية والدولية وتحديث النظام المصرفي فضلا عن قطاع الخدمات والسياحة والبلديات .. من هنا ستتوفر ايدي عاملة ويتم تشغيل الالاف المؤلفة من العراقيين الذين ينتظرون فرصهم بالحياة الجديدة .

سابعا : ضرورات العراقيين الاساسية
يتطلع مشروع مؤتمرنا لما يمكن ان يتحقق للعراقيين جميعا الذين هم بأمس الحاجة الى الجانب الامني والخدمات البلدية والكهربائية واسالة الماء وصناعة الخدمات النوعية وتطوير المواصلات وسكك الحديد والاسواق الحديثة من اجل الارتفاع بمستوى الحياة العراقية وجمالياتها في المدن والارياف وذلك من خلال توظيف كل الامكانات والانفاقات في تطوير البلاد والارتفاع بها الى مستوى البلدان المتقدمة . ويطمح المؤتمرون ان اجتمعوا ان يتم التنافس بين المشروعات الكبرى والمشروعات الصغرى على اساس استخدام الافضل من الناحية النوعية وخصوصا في قطاع الخدمات والتخطيط الحضري ومشروعات الصرف الصحي وبناء المدن الجديدة والمواصلات المتطورة البرية والنهرية والجوية والعناية باخضرار العراق واعادة الحياة لاهواره وغاباته ونخيله وجباله وسهوله وكل جمالياته . وعلى العراقيين حكومة وشعبا ان يعملوا معا من اجل استقدام افضل الشركات العالمية لتطوير المدن والاسكان والخدمات والبلديات والاتصالات والاسواق الحديثة والمراكز التجارية .. الخ

ثامنا : الاعلاميات العراقية المتنوعة
يتطلع مشروع المؤتمر الى تطوير آليات الاعلاميات العراقية الداخلية والخارجية المرئية والمقروءة والمسموعة بحيث تعمل جميعها على نقد الاساليب القديمة والمارسات المشينة التي اضّرت بالواقع ، وان يعمل كل العراقيين على ازالة عوامل الكراهية والاحقاد ان وجدت بين مجموعات وطوائف واحزاب ومذاهب وعشائر وجهويات . ان الديمقراطية هي الحل الامثل لكل مشكلات الشعب العراقي شريطة ان لا تغتالها اي حكومة مدنية او اي ثكنة عسكرية ولا اية اكثرية ولا اية اقلية .. وشريطة ان لا تطبخ بسرعة والشعب العراقي مغّيب بالامه ومشكلاته وتخّلف اوضاعه .. وشريطة الا تمارس فيها اي تزويرات ولا اي تدخلات ، فالاحتكام الى صناديق الانتخابات والاقتراع السري والعلني لاختيار ممثلي العراق الحقيقيين هو الاسلوب الامثل الذي يجّنب العراق والعراقيين كل البلايا والرزايا في المستقبل شريطة ان تتبارى القوى السياسية المدنية بعيدا عن اي قوى دينية او طائفية التي ان دخلت الميدان فستكون سببا في خراب العراق .

تاسعا : استدعاء القيم النبيلة والوسائل العراقية
ثمة قيم عراقية اصيلة معروفة في تكويناتنا الاجتماعية نحن العراقيين ، بل ونكاد نكون الاستثناء في حملها ، فلقد عرف العراقيون منذ قديم الازمان بها ويشهد بذلك عليها تاريخهم ومأثوراتهم اذ تميزوا بالشهامة والشجاعة والغيرة والحمية والنخوة والجيرة وحسن التعامل والتعايش السلمي والكرم والسخاء واغاثة الاخر ومساعدته ونجدته والمحبة والاعتزاز بالارض والديار وعشق الكلمة وقول الشعر وترديد الامثال الجميلة .. كما واشتهروا بحب العمل والانتاج والسعي من اجل بناء الحياة واعمار المدن وتقاليد المجالس وآداب التعامل وحسن التربية .. الخ كلها قيم اصيلة ونبيلة لها سموها وتجلياتها ، فلابد من الدعوة الى احيائها وتوظيفها لما ينفع مصالحنا الوطنية العليا والدنيا باستخدام كل الطرق والوسائل في جميع المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية والقومية والدولية .. واعتماد اسلوب منهجي في تحليل قضايا الساعة . وان يشارك كل العراقيين الذين يتمتعون باحساس وطني قوي وبثقافة عليا وبمؤهلات مرموقة .. في الدعوة لكل هذا العالم المشاركة في اعادة اعمار العراق .

عاشرا : منح العراق الفرص السانحة
يتطلع مشروع المؤتمر من خلال ما تحقق الى حد اليوم للشعب العراقي مقارنة بما عاناه هذا الشعب الى منح الفرص الحقيقية الكاملة لكل شرائحه وفئاته وطبقاته للمساهمة بكل حيوية وشفافية في مناقشة القضايا المهمة والمصيرية التي تعنى بواقع البلاد ومستقبلها ومصيره كشعب ، اي ان العراقيين لابد ان يشاركوا في ابداء آرائهم وطرح افكارهم في ما يخّص معالجة اوضاعهم ونقد ما يرونه من اخطاء الى حين استكمال بناء المؤسسات خلال مرحلة النقاهة للعمل على تأسيس مسوّدة الدستور الدائم ، والاتفاق على آلية الانتخابات وضمان نزاهتها او مستحقات الديون العراقية ومسائل التعويضات المالية ، اضافة الى مساهماتهم في حل مشكلات العراق الصعبة التي ورثوها عن المراحل السابقة .

حادي عشر : العلاقات الخارجية
يطمح مشروع المؤتمر الى بناء علاقات خارجية قوية للعراق مع جيرانه ومع كافة دول العالم ، وكم سيكون امرا ارتكازيا بدخول العراق في مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي مع دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة وبناء علاقات متميزة مع دول المجلس .. فضلا عن عقد اتفاقيات مع الدول المجاورة . ونطمح ايضا ان ينجح العراق دولة ومجتمعا في تعامله مع جامعة الدول العربية على أسس جديدة تأخذ باعتباراتها تطلعات العراق الجديد وكرامة الانسان العراقي ، والزام الجامعة العربية على ان تنظر للعراق وفقا لهذا المبدأ .

ثاني عشر : تطوير التربية والتعليم العالي
يطمح مشروع المؤتمر الى لاخذ باساليب التطور الحديثة في مجالات التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والتقدم التقني بتطوير الاساليب والمجالات والمرافق الاكاديمية والمجمعية والثقافية في كل ارجاء العراق ، وفتح الابواب على مصراعيها لتأسيس مدارس وكليات ومعاهد جديدة متقدمة باساليبها ومناهجها .. مع تطوير المدارس بكل مستوياتها والجامعات العراقية والمعاهد الفنية ومراكز اللغات والمتاحف والمعارض والمكتبات العامة ودور الثقافة .. وتجديد مرافقها ومواكبتها لكل ما جرى من تطورات مذهلة في العالم من هذه الجوانب .. فضلا عن الغاء وتبديل كل ما ورثه العراقيون من تقاليد واعراف بائسة . ويتطلع المؤتمرون الى ان الحاجة باتت ماسة عند العراقيين لاستئصال كل فكر البعث وتراثه وشعاراته الفاشية وتقاليده الدموية المخيفة وتخليص الثقافة العراقية من اساليبه الشوفينية في عبادة الفرد وتأليه العنصرية ودكتاتورية الحزب الواحد والفرد الواحد !

ثالث عشر : اطفاء المديونية العراقية
لابد ان يقف العالم كله مع العراق الذي خرج من حرب ضروس وهو ضعيف ومغرق بالديون وبالمشكلات الداخلية والخارجية . وعليه ، لابد من الوعي باحتياجات البلاد الاساسية والعمل على اطفاء ديونها كافة .. وتوظيف حجوما كبرى من رؤوس الاموال بتأسيس استثمارات ومشروعات كبرى تعتني بتحديث البنية التحتية وهذا ما يؤكد بالضرورة ان ما يحتاجه العراق اليوم هو السيطرة على الجانب الامني وفهم الثقل المريع من المشكلات الداخلية التي تتطلب حلولا سريعة لكل مشكلاته مع الخارج .

رابع عشر : من اجل مؤتمر دوري متواصل
يتمنى مشروعنا العمل على تنظيم المؤتمر التالي بعد مؤتمرنا التأسيسي على ارض العراق ، وقبل ابان مرور سنة واحدة فقط على المرحلة الانتقالية للمساهمة عمليا وبأساليب نزيهة ونظيفة وشفافة في بناء بيئة عراقية ديمقراطية حقيقية ، ونشر روح الاخاء والمحبة والتضامن والتعايش بين كافة ابناء الشعب العراقي ، فضلا عن المساهمة الفاعلة في كل خطوة نحو الامام تؤدي الى منح الشعب العراقي فرصه الحقيقية في حرية الاختيار والمشاركة في انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة لأول مرة في تاريخ العراق .. على ان يكون دور مؤتمرنا مستمرا وفاعلا ودائما بعد انتهاء انعقاده والعمل بتوصياته والاليات التي يتفق عليها المؤتمرون حتى قيام جمعية عراقية وطنية منتخبة . وهنا لابد من القول بأن المؤتمر يتوسم في كل العراقيين المشاركين فيه بأن كل ما ينبثق عنه من توصيات تعتبر ملبية لطموحاتهم ولوبحّدها الادنى وتكون ملزمة أدبيا لكل من شارك في المؤتمر .
وأخيرا : ماذا نقول ؟
بعد كل هذا الذي تم عرضه وتبيانه لابد من القول بأن المؤتمر العراقي لدعم الوحدة الوطنية العراقية انما يعدّ ضرورة تاريخية وحاجة اساسية ، وسيقوم المؤتمر بمثل حجمه المقترح بمراقبة اهم التطورات السياسية في العراق وخصوصا التطورات الداخلية والخارجية ( الاقليمية والدولية ) ، كما سيتابع لاحقا ومن خلال الدورات اللاحقة كل خطوات المسألة الدستورية والانتخابات والاستفتاءات وصناديق الاقتراع وكيفية الارتقاء بالعراق وجعله نموذجا لبيئة سياسية متميزة لها تحديثها السياسي ، وبيئة اقتصادية متطورة لها قوتها وتأثيرها .. مرة اخرى ، سنقدّم واجب الشكر والعرفان لكل من قام برعاية هذا المطلب الحيوي .. ولما كان الوضع الحالي في العراق يتطّلب مساعدة صادقة وأخوية من كل من يؤمن بأهداف هذا ” المشروع ” ، ولكل من له ثقل ودور في الاوساط الشعبية العراقية ..
تمنياتنا من صميم القلب لعراقنا الحبيب بالامان والتقدم والازدهار ، وللشعب العراقي كل الرقي وتحقيق الامنيات .. كما ونرجو ان يصغي كل العراقيين الى صوت العقل ليجتمعوا على كلمة سواء وان لا تكون هناك ثمة اجندة خارجية ابدا على المؤتمر ، اذ ان خياران امام العراقيين ، فاما مثل هذا الطريق السوي لبناء العراق ، واما طريق آخر سيودي بالعراق والعراقيين الى المهالك لا سمح الله .. والله من وراء القصد .


د. سّيار الجميل


شاهد أيضاً

ممكنات التقدّم : من اجل مشروع في الاصلاح والتغيير (الحلقة الثانية)

كنت قد حللت قبل سنوات وثيقة الاسكندرية للاصلاح ، والتي تعتبر واحدة من اهم الوثائق …