ثورةٌ تستعيد أمجاد العراق
رسالةُ جيلٍ عراقي جديد الى كلّ العالم
د. سيّار الجَميل
(1)
ثورة تستعيد العراق من أيدي تافهين قاموا بالغائهِ منذ سنين
جوقاتُ عصائب وطارئين أحرقوا أعماق المدن الجميلة مع أهلها الطيبين
ها قد خرجتم بوجوهٍ سوداء يا مرتزقة نظام ذوي العاهات
الفقيهُ السفيهُ جنّ جنونهُ .. وهو يحرّك عمامته في كلّ الاتجاهات
نصرخ بوجههِ علناً : الى الوراء در ، نحو مستشفى المجانين
يا من زرعتم الطائفية والفساد وكلّ المحرمّات
يا من جعلتم العراق مزرعة للقحابِ والشياطين
(2)
العراق ينهضُ مِن الجبّ شاباً نضراً جديداً
يستعيد ذاته وكرامة شعبهِ من جديد
يمتشقُ روح الأباة والنخوة والوحدة والشرف من رحى جوع الملايين ..
السارقون خطفوا اللقمةَ من فمِ الأطفال ، وهم يتلّظون
القنّاصون يقطفون الرؤوس ، ويتساقط الثوّار كأوراقِ الشجر
النظامُ مسؤولٌ عن اهراق الدّم في الشوارعِ والميادين
ها أنا ذا أرى تسلّق جيل عراقي جديد نحو الذرى ، ليعلن شعارهُ ، قائلاً :
العراقي أنا ، أحكي للدنيا قضيتي وسأحيا أبداً بوادي الرافدين
أصبحتَ يا نظامَ القتلة نفاية في مزبلة هذا العالم
أنت مسلوب الأرادة .. قويّ النذالة ، معدوم الوفا
أشباح الموت تلاحقك حتى أحاكمك بعدالةٍ ، ولو بعدَ حين
حين يهتك الأشرار هذا الجسد الوطني النحيل
يهتاج كلّ العراق ، فقد قتل الأنذال حياتنا وعمّ الصمت الدفين ..
(3)
بَعد ألف عام عندما يزور طفلٌ عراقيٌ مِن سلالتي
متحف الشمع الوطني ببغداد ، ويَرى كيَف يتلّمظ كلّ الجلادين ؟
يسأل أمّه : من يكونوا ؟
تجيبه : هؤلاء طغمة جائرة من الأوغاد الكذّابين
عاثوا بالعراق فساداً 17 عاماً في بدايات القرن الحادي والعشرين
أهرقوا دم أهلنا في صحراء قائضة ، فارتوت ، وغدا العراق حديقة أشواك وأدغال
فجرّوا المعابد ، احرقوا السنابل ، سمّموا الأسماك ، خطفوا النسوة ، وشرّدوا النازحين
لكن الشعب سحقهم بتظاهراتهِ ، فراحوا مع الأزبال ، وبقي العراق
قال : أحلم يا أمّاه لو كنت يوماً مع جيل المتظاهرين
تاريخ العراق مثقل بصنعِ الأمجادِ يا امّي الحبيبة ؟
لكنني أسألُ كلّ رفاقي أنا في كلّ بقعةٍ عراقيةٍ :
أين جدّاتي الصامدات على البلوى ؟ أين أجدادي الميامين ؟
(4)
صوتٌ عظيم يتهادى من أعماق الزمن ، يقول :
انتظرت طويلاً حتى أعلن ثورتي سائلاً :
من أفقدني حضن أهلي ؟ من أضاع عزوتي ؟ من تركني في السجون العفنة ؟
من جعلني عارياً ورماني للوحوش في براري الجرف وسبايكر ومنحنيات حمرين ؟
من نهبَ البصرة الفيحاء ؟ من وأد الأبرياء أحياء في أمّ الربيعين ؟
من تركني جائعاً في غابة موحشة يتقاسمها الفاسدون ؟
لن تثلم ارادتنا بعد اليوم أبداً مذ صحونا على عزف الشهداء وغناء المجروحين
يا فجراً جميلاً يشقّ الآفاق شقّاً في كلّ لحظة .. ليتكلم كلّ الساكتين
بعد جناية العصر ، أسأل الآباء والأجداد ، وهم في علييّن :
قّرت عيونكم .. ها قد أعدنا اليوم عنوان أمجاد العراق !
كتبت فجر يوم الجمعة 15 نوفمبر / تشرين الثاني 2019
وتنشر على الموقع الرسمي للدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp