يا للعار .. يا للعار ، سيكتب في زمن قابل :
لّم يّزل النجمُ الخفيُ يشعّ في الكونِ البعيدِ كالدرّ المفقود بهذا الاحمرار
ظنّوا أنهّم قتلوه وابادوه ، فرقصوا على الهجع في حدائقِ الحيوانات !
صاحت النظّار : ويحكم انكم قتلتم وطنا يضمّ كلّ أصدافِ المحار
لم تزل الرجال تبكي عليهِ ، والنسوة حزينات ثكالى منذ أزمنة العاديات
وطنٌ افترسته جوقات وحوشِ ، وخونة أوغاد ، وقطاع طرق من ذوي العاهات
وطنٌ جعلتموه جبلَ نارٍ .. ومستنقعَ عفونة.. وأكوام أحجار
يا ينبوع دمّ يجري سيولاً ليغتسل به المارّة منذ سنين طوال
والشقي العصيّ يثرد خبزاً بدم أخيه
يا ريحَ قيظٍ ، مجنونة ، مسمومة ، هبّت عاتية .. اقتلعت كلّ جدران الدار
أماتت الأزهار ، وحرّمت الأجيال القانطة من الحياة الكريمة ، ومن أبسط حقوق الانسان
وازدحم شذّاذ الأفاق في كلّ مكان يقطفون عند الضفاف ، زنابق النهرين
وازدحمت كلّ اللافتات اللعينة بالشعارات والأوهام .. واسودّت كلّ الوجوه بزيتِ وقار
مذ ولد العار في لحظة الفجر الخؤون حتى هذا الليل الدامس على طول المسار
ماتت ملايين الأشجار ، والارض تنتهكها الأشباح ، والأشباه ومجانين الانقلابات
ولم تعرف المدن الجميلة الا المطر الاسود
في دولة خاكية ، أو ظل سلطة فاشية ، أو تحت حكم العمامات
وهول تدمير اثر دمار ، واجتياح اعصار بعدَ اعصار
والبدايات تلد النهايات مسرعة .. وشعارات ضد شعارات
على كلّ عهد فاسد .. تعيش الطبقات تمزقات ، وتتلوى الاحزاب عبر تحالفات ،
والحبل يلتف حول الاعناق ، أو يمتد على الجرار
أسراب الطيور هاجرت هجرتها الأبدية نحوَ المجهول
ولم تزل كلّ العصافير في الأقفاصِ مأسورة ، تغني مارسليز الأحرار
وأسنان الجرذان لم تبق اليوم أيّ شبرٍ من السجّادة الثمينة
والناعور القديم لم يزل يدور دورته الزمنية المتأرجحة
بقرون ثورٍ ، أو رقبة خنزير ٍ ، أو رأس حمار
كتبت في 14 تموز / يوليو 2018 وتنشر على موقع الدكتور سيّار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp/