آه سيدتي .. هذا الجرم المشين
لن يغفر التاريخ لنا جميعا
جريمة هذا العصر الحزين
جرحك الغائر يبعث هذا الأنين
يؤلمك شهود زور تافهين
لقد ذبحكِ التنّين منذُ سنين
ممتداً اليكِ من البوادي والبطون
البدائيون حرقوا مكتباتك الزاخرة ..
سحقوا جامعاتكِ ، وأبادوا كلّ الفنون
نالوا من ذاكرتك ووجودك عبرَ القرون
أباحَ داعش دم أهلك ، قاتلاً حتى الجنين
لم يفعل فعلته النكراء ، لا مغول سنداغو
لا تتار تيمورلنك ، ولا أيّ طاغية داعر مجنون
قتلكِ الغلاةُ ، ذبحكِ القساة ، نحركِ البغاةُ ،
وسباكِ الشقاةُ ، وعبث بك الجناة
من بقايا الحرس القديم وشعارهم خرافة
من الطارئين المتعصبّين باسم خلافةٍ ..
أو من ذوي الخزعبلات والعناوين :
باسم طوائفٍ وطقوس ودين
لم يستطع غسل أوساخهم ايّا من الفراتين
وأنت تسألين عن الرحيل، وتناجين ربّ العالمين
دَحرِهم آتٍ عمّا قريب على أيدي جُندٍ ميامين
لتفتح الأبواب الموصودة خلاصاً من عفن الانغلاق
كي تصفو الأعماق وتينع الزهور في أمّ الربيعين
ونشمّ النسيم ، وتعود الحياة في الساحلين
ويرتع العشاق ثانية في حديقة الشهداء
سيّار في 14 كانون الثاني / يناير 2017