اعترضت الاخت الفاضلة «سامية» على ما كتبته بشأن المرأة وعبوديتها للتجميل. تقول هذه نقطة لا يفهمها الرجال. الجمال والتجميل غريزة في المرأة. «انظر الى الطفلة ذات الاربع او الخمس سنوات وهي تتأمل نفسها في المرآة حين تلبس ملابس العيد وتزين شعرها بالشرايط الملونة. انظر كيف تسير بعد ذلك بخيلاء لذاتها وتقبل دميتها الهدية وتعاملها بحنو».
تكتب الاخت الفاضلة في رسالتها لتعبر عن فهمها لغضبي على المرأة لاستسلامها لعبوديتها وتحولها الى لعبة بيد الرجل: «ولكن من قال انها تقبل وضعها هذا في الشرق وفي الغرب. ولكنها حالة المغلوب على امره، كما هو الحال في رجالنا الآن تجاه السياسة العالمية الحالية. فهم يتجملون من اجل ارضاء سيد العالم! واللعبة واحدة كبرت او صغرت».
وفي رسالتها هذه تعبر السيدة سامية عن رأي علمي طريف، وهو ان المرأة تساوم الرجل طيلة حياتها على مقومات حريتها من اجل ان تحصل على مبتغاها منه، نقصد به انجاب الاطفال. ولهذا تجدها تبدأ بأوج عطائها بعد سن الاربعين، حين ينقشع الجمال عنها، وبالطبع تنقطع مهمة انجاب الاطفال.
الحقيقة يا سيدتي الفاضلة، اننا معشر الرجال، قلما نقدر حق التقدير دور هذه المهمة (انجاب الاطفال) في صياغة سلوك المرأة، بل وسلوك المجتمع الانساني برمته وتطور معظم مميزاته عبر التاريخ. ما من شيء يصعق المرأة كابتلائها بالعقم. وفي قصة: ليس بالخبز وحده تحيا الخبازة (مجموعة ما قيل وما يقول)، عالجت هذه الناحية واظهرت كيف ان المرأة تضحي بأي شيء، بما فيه شرفها احيانا، من اجل انجاب طفل. ويظهر ان الرجل يستغل هذه النزعة فيها مثلما تستغل هي نزعته للجنس.
الاخ سيار الجميل يحاول ان يشد ازري بالإيميل الذي ارسله لي فيقول: «لا تتألم من امة ضحكت من جهلها الامم منذ مئات السنين. ولا تهتم بالجهلة الذين لا يعرفون معنى التفكير، ولا اصول الناس ومنابتهم. دعك منهم فأنت ارفع منهم. وعد الى اسلوبك الساخر وكلماتك النابضة بالحياة. كلنا ننتظر كلماتك عند كل صباح».
يا عزيزي الجميل. كلماتك تنظر كلمات خالد عيسى طه الذي خاطبني فذكرني بالمثل القائل: «الشجرة المثمرة يضربها الناس بالحجارة» الحمد لله! ما زال في بلادنا احجار لم يهربوها بعد، وأياد قادرة على الضرب لم يقطعوها بعد. امة محمد بالخير كما نقول.
السيد حيدر البصري يطالبني بكتابة مقالة عن اللاعنف. يظهر انه لم يسمع بعد بكل هذه الاحجار التي رموني بها. انتهز الفرصة لأوجز لك الموضوع بكلمتين. سنقنع العالم بأن ديننا يرفض العنف ويستفظع الارهاب عندما نسمح للكتاب بالتعبير عن رفضهم للعنف دون ان نرميهم بالحجارة، ويؤلفون ويكتبون عن اللاعنف ولا يعمد الناشر الى المقص ويقصقص ما كتبوا. افهم منك ان مجلة «النبأ» ستصدر عددا خاصا باللاعنف واساليبه. ارجو الا يبادر احد الى خطف طائرة يضرب بها مكتب مجلتكم من باب الاستشهاد في سبيل الله.
للزميل احمد النعمان قصة طويلة مع الزميل عزيز الحاج، تعليقا على ما كتبته وقاله الرفيق الحاج بشأن قصر قامته. آسف الا تتسع هذه الزاوية القصيرة القامة لرسالتك الطويلة في الموضوع. دور عزيز الحاج على مسرح السياسة العراقية في السبعينات موضوع يتطلب كتابا كاملا، لعلنا نراه قريبا عندما يتحدى الحجارة ورفاق الحجارة وينشر يومياته الخاصة.
الشرق الاوسط
شاهد أيضاً
حمّى رفع الشعارات: السياسي والأصولي والمثقف وصاحب المال
أطنب القدامى في الحديث عن علاقة المثقف بالسلطة في مختلف العصور وكشفوا النقاب عن الإكراهات …