يا للعراق الجديد ؟؟
سيّار الجميل
الى المناضلة هيفاء وكل الاحرار
هيفاء سيّدة حرّة متنوّرة ، تدركُ ما تقول !
وَخَزت جثّة ميّتة في وضحِ النهار
يا للعارِ .. سُفهاء قومٍ يُوقدون العراق بالنار ..
الأيقونات يعبدونها ، مع تفاهاتٍ وحجاباتٍ وأحجار
المومياءات كلهّا أوقفت منذ أزمانٍ بوصلةَ المسار
لا تعجب أبَداً ، فهي سليلة هيئةَ ضباطٍ أحرار
هيفاء ، رقصوا حَولها سُفهاء كالقرود ..
عاثوا في الجثّة كالضباعِ ، وشنّعوا بكلّ قرار
الجثّة مجرّد شعاراتٍ واسم مستعار
يا للعراق الجديد !
أكادُ ألمح عبرَ نافذةِ القطار
أطلال معابد وقصور قديمة من رخامٍ وزهور ،
اليومَ يا حسرتنا ، معاهدنا خرائب والمدارس أطيان
والناسُ تنتشر حولها المياه الآسنة
سوق التخّلف والتوحّش في كلّ الدروب
وينادي الآحياء في قبورهم: ها قد جاءَ التتار!
أصحاب العمائم كلهمو غدوا ، فتنة وجيفة
بعد انكشاف الفضائح ، وانسدال الستار
ويح شعبك من تراثٍ مثقل بالعيوبِ
باتوا غابة موحشة في شروق وغروبِ
نمضي ومزبلة الأعراب في شارع الرشيد ،
يا للعراق الجديد !
منذ الفجر الأسود ذاك الذي لم يغادرنا بعد
كلّ يوم .. تنحر بلادي من الوريدِ الى الوريد
والوحشُ يرسمُ بالدمِ حياة الرافدين في كلّ عيد
والانكسار هزيمة تسجّل كلّ مرة باسم شهيد
والرأس يأكلهُ شرّير ، انقضّ عليهِ كالجحيمِ من السماء
والتنيّن ينحر القلب نحراً بالسكينِ ، فإنّه شبح البقاء
فوضى الحياة خلقوها كلّ صباحٍ ومساء
الجهلُ سادَ ، وهبّ وحشٌ يأكل لحوم البشر
لا تنفع ضدّه أيّ دعوى في ساحاتِ القضاء
لكنّ من حقّي اأقول ما الداء ؟ ما الدواء ؟
أقول للعالم كلّه ، وأنا أبصر في العراء :
أمضوا سريعاً نحو ذاك الضوء الأخضر
يا للعراق الجديد !
كتبت في لندن مساء يوم 5 مايس 2019 وتنشر في الموقع الرسمي للدكتور سيار الجميل