أ.د. سيّار الجميل
مقدمة
ان مشكلة هذا ” الموضوع ” الذي بقي خفيا في تفاصيله ، ولم تكشف اسراره على مدى زمني طويل ، انه كان ولما يزل ، يخلو من الوثائق الرسمية الحكومية ، باستثناء معلومات لم يكشف عنها حتى الان في الدوائر الاجنبية ، وخصوصا الامريكية .. وقد عتّم طويلا على هذا الحدث من قبل السلطات اللاحقة .. كما ان العديد من العراقيين قد استخف بهذه ” الحركة ” ، واعتبروها حركة فردية قادها شيوعي اسمه حسن سريع وهو مجرد عريف في الجيش العراقي .. ولكن هذا “الحدث ” له ابعاد من نوع آخر ، وهو اكبر من تصورات البعض واستخفافهم به . واذا كان بعض البعثيين قد تحدث عنه باقتضاب وعلى استحياء لنجاح النظام في افشاله خلال ساعات ، فان الشيوعيين لهم تفاصيل موّسعة تتضّمن بعض الحقائق من طرف وبعض المبالغات من طرف آخر .. واذا كان علي كريم سعيد قد نشر كتابا بعنوان : ” العراق، البيرية المسلحة، حركة حسن سريع وقطار الموت 1963 ” ، فقد اعتمد على اطراف احادية ، في حين مرّ المؤرخ حنا بطاطو على الحدث مرور الكرام . من جانب آخر ، نشر عدد من الكتاب الشيوعيين العراقيين اخبار الحدث وانطباعاتهم عنه ، ومنهم : عزيز سباهي في كتابه : ” عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ” ، ج2 ، وحكمت محمد فرحان في ” قطار العمر : ، وحامد مصطفى مقصود في ” سيرة ثائر ” ، ونعيم الزهيري في ” ذكرياتي عن انتفاضة معسكر الرشيد الخالدة ” ، وأيضا فائق بطي في كتابه ” الوجدان ” ، فضلا عن سنان البصري في حوار معه نشرته المدى ، وثمّة حوارات تلفزيونية مع بعض المشاركين الاحياء في الحدث ومنهم الشاعر عريان السيد خلف .. وكتابات اخرى .
حركة حسن سريع في 3 تموز / يوليو 1963 وجماعته ومحاكمتهم واعدامهم
يقضي عبد السلام عارف والجيش على حركة حسن سريع الشيوعية في 3 تموز / يوليو 1963 ، وهي خطوة مكنت الرئيس عارف من البعثيين الذين بدأ يتفرق شملهم شيئا فشيئا ، وكان عددهم في كل العراق لا يتجاوز 3000 بعثيا مقارنة بالالاف المؤلفة من الشيوعيين وقت ذاك ، ولكن بدا عارف يترصّد البعثيين بعد ان شارك لوحده في قمع الحركة ، في حين ختل بقية المسؤولين البعثيين ، فاستقوى بالجيش عليهم ، فكأن حركة حسن سريع الشيوعية حاءت لترفع من شأن عبد السلام عارف ومكانته السياسية على حساب البعثيين .
العريف حسن سريع ، شاب عراقي شيوعي من قضاء عين تمر التابعة لمدينة كربلاء ,, تطوع في الجيش ، واصبح معلما في مدرسة (قطع المعادن المهنية) بمعسكر الرشيد , برتبة نائب عريف .. انتفض مع رفاقه الشباب الذين قدر عددهم حوالي الالفين ، وكان قد نظمهم احد الكوادر العمالية واسمه ابراهيم محمد علي رّدا على تحدي البعثيين للشيوعيين الذين قتلوا وعذبوا بعد 8 شباط / فبراير 1963 .. كان يقدر عددهم بحوالي الألفين” وعرف التنظيم بـ ” اللجنة الثورية ” ، ولما وقع ابراهيم في قبضة الحرس القومي وقتل جراء التعذيب ، حل محله كل من محمد حبيب وحسن سريع وعملا على إطلاق سراح المعتقلين في سجن رقم واحد بمعسكر الرشيد وكان يقدر عددهم بأكثر من 1300 ضابط وطيار وطبيب ( وتتفاوت اعدادهم من مرجع الى آخر ) .
الاعداد للحركة :
ان من ابرز المشاركين في الحركة : حافظ لفته الخياط وصباح ايليا وصبري عبيد وعلي حسين ومحمد حسن وحسن اجفيت وجاسم هادي الاعرجي وهادي الشمري ومحمد حسن و حمدان هاشم وخالد المرسومي ومسؤوله صباح صافي وفاضل السوداني والشاعر عريان السيد خلف ( وكانوا جميعا من العرفاء في الجيش او القوة الجوية ) وكانت الحركة انتفاضة شيوعية ثورية ضد نظام الحكم البعثي الذي اصدر بيانا شهيرا برقم 13 طالب فيه بابادة الشيوعيين ، وقد بدأ الاعداد للحركة منذ يوم 19 / 5 / 1963 من قبل رفاق شيوعيين عراقيين مبعثرين بعد فقدانهم بوصلتهم القيادية ليس في العاصمة فقط ، بل في كل المدن العراقية .. وقد تمّ تصفية تلك القيادات باساليب بشعة ودموية .. واخذت كوادر الشيوعيين الخفية لتهيئة الانتفاضة ضد البعثيين بمنتهى السرية ، اي ان هناك 45 يوما فقط بين البدء والتنفيذ اي بين 19 مايس حتى 3 تموز 1963 . ويبدو ان خبر الحركة قد تسرب الى بعض المعتقلين . ويحدثنا فائق بطي في ” الوجدان ” برسمه صورة ساخرة من سجن بغداد المركزي في باب المعظم ، اذ كان يستقبل المعتقلين من وزراء وسفراء وصحفيين واساتذة معروفين بالصفعات والركلات ويقتادونهم الى القلعة الاولى – كما يسمونها – وكانت تضم وزراء تموز ومدراء عامين ، منهم : محمد حديد وابراهبم كبة ومحي الدين عبد الحميد وطلعت الشيباني وحسن طلعت ومكرم الطالباني وعبد الرزاق زبير وغيرهم ..
فجاة ضج ازبز الطائرات ، وسمعت رشقات الرصاص ، وتراكض الجميع باسلحتهم وبات الجميع يتوقع حدثا يقلب الامور عاليها اسفلها . قال رسمي العامل : يا ترى من قام بالحركة ؟ رد عليه محمد حديد : لا تتوقع خيرا لان البديل سيكون اسوا !! وبعد جدال عن ثورة الشعب التي استخف بها حديد .. جاء المساء ، وبات كل شيئ واضح الصورة مجموعة من ضباط الصف يقودهم العريف حسن سريع ، استولت على معسكر الرشيد للبدء بثورة شعبية تضع حدّا للارهاب والحكم الاسود .. ارادوها ثورة الشعب فكانت ثورة العرفا .. بمعنى ان الشعب خذلهم !!
ان سجناء سجن بغداد المركزي كانوا من المدنيين في حين كان سجن رقم (1) في الرشيد يضم العسكريين ، فضلا عن سجون بغداد الاخرى وبقية الالوية ! تؤكد مصادر اخرى إن عدد المعتقلين والسجناء في معسكر الرشيد وحده قدر بـ (1150) .. في حين يذكر حمدان هاشم وهو من المنتفضين الشيوعيين بأن عددهم 570 ضابطا , غدا حسن سريع قائدا لحركة تمرد شيوعية عراقية واسعة ، واتفق على ساعة الصفر في 5 تموز / يوليو 1963 , فاجتمع المنفذون في احد أكواخ كمب سارة ، ووزعت المهام ، وتلى حسن سريع وأعضاء حركته القسم ، قائلين 🙁 نقسم بتربة هذا الوطن أن نحررهُ من رجس المجرمين). فجأة ، قدّم موعد الحركة ليومين اثنين ليصبح يوم 3 تموز / يوليو ، اذ تمّ الاسراع بتقديم الموعد خوفا من ان يكشف امرهم ، هذا ما جاء لدى البعض .. اما الحقيقة ، فقد قدّم الموعد ، بسبب وصول خبر الى قادة الحركة يقول بأن قرار قد اتخذ بتسفير السجناء الشيوعيين الى نقرة السلمان يوم 4 تموز ..
وتحت جنح الظلام ، تحرك الثائرون الشيوعيون من عسكريين ومدنيين ، ومنهم من حمل رتباً عسكرية وهمية منطلقين نحو كتيبة الهندسة , فسيطروا على بوابة المعسكر ، واخضعوا الحرس فيها ، واعتقل ضابط الخفر ، وكسرت المشاجب ، ووزع السلاح على المنتفضين , وتمت سيطرتهم على الكتيبة وأغلب أقسام معسكر الرشيد ، والتي ضمّت أعدادا كبيرة من الدبابات والمدرعات والطائرات .. ويؤكد أحد المشاركين بأنه قد كلف بصناعة قنابل المولوتوف من قناني السينالكو ! في حين يقول عريان السيد خلف بأنه كلف مع 22- 23 من الرفاق الشيوعيين ان يحولوا دون تقدم الدبابات وعددها بين 11- 12 دبابة من معسكر الوشاش الى معسكر الرشيد ، والتصدي لها حتى لو مرت على الاجساد ! ويقول فاضل السوداني : ” اجتمع بنا حسن سريع .. كنت مسؤولا عن وكر الطائرات في السرب التاسع الذي يحتوي على طائرات ميك 19 ومهمتنا اخراج 5 طائرات ميك 19 من الوكر حيث قمنا بالمهمه انا وزملائي بسرعه وهمه عاليه وقمنا بتجهيز الطائرات بالوقود كذلك صيانتها لتكون جاهزة للانطلاق منتظرين قدوم الطياريين للقيام بالانتفاضه “. ويستطرد قائلا : ” كانت هناك 12 طائرة ميك 19 داخل الوكر واعطانا التعليمات الشهيد حسن برمي النفط الاسود على مدرج الطائرات في سبيل تعذر النظام باستخدامها في قمع الحركة ” .
انطلاق الحركة الثورية
اطلق حسن سريع الرصاصة الأولى لانطلاق الانتفاضة, وقد تمّ القبض على كل من :طالب شبيب (وزير الخارجية) , وحازم جواد (وزير شؤون رئاسة الجمهورية) , وابو طالب عبد المطلب الهاشمي الذي كان يتولى مسؤولية مركز العاصمة بغداد عند بوابة معسكر الرشيد , ولا يعرف البعض كيف تم استدراجهم واعتقالهم ، ولكن كان هؤلاء الثلاثة قد وصلوا معسكر الرشيد للتحقيق مع السجناء الشيوعيين في سجن رقم (1) .. كانوا قد وصلوا الى بوابة المعسكر ، وتوقفت سيارتهم ، وطلب منهم النزول منها فرفضوا ، فهرع احد الثوار الموكل بالبوابة بالرمي فوق السيارة ، فنزلوا وهم في منتهى الفزع والخوف ، وسيقوا الى داخل المعسكر ، ولم يكن لدى الثوار ما يكبلونهم به ، فاحتجزوهم في احدى الغرف ، وهم بمنتهى الهلع بتوصيف المشاركين في الحركة ! وقد ورد لدى البعض ان منذر الونداوي ( القائد العام للحرس القومي) كان معهم ، وينبغي التثبت من ذلك لاحقا . كما واعتقل عدد من الضباط البعثيين والموالين للنظام ممن تواجدوا في المعسكر , وقد رفض حسن سريع تصفيتهم واعدامهم في الحال ، وإنما طلب محاكمتهم بعد نجاح الحركة . وكان الثوار يسعون لاطلاق سراح مئات السجناء الشيوعيين من سجن رقم واحد ، وتمت تهيئة طائرات زودت بالعتاد لضرب مؤسسات السلطة والسيطرة على بغداد وإسقاط حكم البعثيين ، وذلك من قبل الطيارين السجناء بعد تحريرهم .
فشل الحركة والانتكاسة المريرة
هوجم السجن رقم واحد , واستمات حراسه بالدفاع عنه ، ووصلت قطعات عسكرية من السلطة لإحباط المحاولة, وتدفقت الدبابات ، واقتحمت المكان، وطوق معسكر الرشيد كله ، وهرع نحو المعسكر، الرئيس عبد السلام عارف نفسه ، اذ قاد معركة مضادة بنفسه لسحق التمرد ، وسقط عدد كبير من الجنود والضباط قتلى جراء المناوشات ، واصبح معسكر الرشيد ميدان حرب ، والقي القبض على الثوار ، وتمت مطاردة الفارين منهم، كما تمّ تشكيل محكمة عسكرية خاصة، أصدرت أحكاماً بالموت في غضون يومين على أكثر من 300 مشارك ، وكلهم من الشيوعيين ( ولا توجد اية وثيقة تؤكد هذا الرقم ) . وفشلت المحاولة الثورية بعد ان دارت معركة قادها عبد السلام عارف بنفسه ، وكان على ظهر دبابة يقودها راضي شلتاغ الساعدي الذي كان قد اتفق الثوار معه على كسر بوابة السجن باقتحام دبابته لها وتحرير الطيارين والضباط ، ولكنه جبن عندما صعد معه عبد السلام عارف ، وكان قد منح مسدسا لقتل اي مسؤول يصعد معه ، فلما رأى عبد السلام تخاذل امامه اذ كان الرئيس يعرفه ويعتمد عليه . ويعزى الشيوعيون الفشل الى تخاذل راضي شلتاغ ، اذ راح مصطفا الى جانب السلطة .. باختصار ، كان عدم التكافئ بين الطرفين سببا في فشلها , وتم نقل الثوار وعلى رأسهم حسن سريع إلى مقر هيئة التحقيق برئاسة صباح الطبقجلي وناظم كزار وعمار علوش وخالد طبرة اولا ، ثم أحيل قائد الحركة حسن سريع ومجموعته إلى المجلس العرفي العسكري الذي كان يرأسه , وحوكموا وتم الحكم عليهم بالإعدام رنيا بالرصاص حتى الموت .
في المحكمة التي شكلها قادة الانقلاب :
اعتقل حسن سريع مع رفاقه الذين تعرضوا للتعذيب الشديد ، ولم يكشفوا كل اسرارهم ، وكان سريع بالذات من اشجع الثوار وهو في قفص الاتهام امام القضاة ، وكان يجادلهم كما جادل من قبلهم كل المحققين البعثيين، وقد دافع باستماتة عن العديد من رفاقه الثوار الذين قبض عليهم ، فانكر معرفته بهم ، وقال للمحققين : انا المسؤول عن هذه الحركة ، فلا تأتوا بالناس الابرياء ! ولم يعترف على رفاقه ابدا ، واعدم ولم يتخاذل ابدا . وعليه ، فمن حق الشيوعيين العراقيين ان يعتبروا حسن سريع رمزا نضاليا لهم في العراق وهو يتحدى الموت . ومن اشهر اقواله في مجادلته رئيس المجلس العرفي العسكري الذي سأله : كيف تتقلد رتبة ملازم أول وأنت نائب عريف؟ فاجابه حسن سريع: كيف يتقلد العقيد عبد السلام عارف رتبة مشير وهو عقيد؟ فسأله رئيس المجلس : هل تريد أن تصير رئيس جمهورية ؟ فأجاب : ما أردت أن أصير رئيس جمهورية أو ضابط كبير في الجيش , إنما أردت أن أسقطّ حكومتكم المجرمة .
تساؤلات تاريخية عن طبيعة هذه الحركة ؟
اعتقد ان حركة حسن سريع جاءت لتعبر عن تحدي العهد الجديد من قبل الشيوعيين ضد البعثيين ، وكان الرد حاسما وقاسيا من قبل السلطة .. كما انها عززّت موقع عبد السلام عارف الذي اخذ زمام المبادرة ليقود الهجوم بنفسه عليها ويحاصرها .. اي بمعنى انه خطا الخطوة الاولى لتحجيم البعثيين من خلال الجيش على حساب ميليشيا الحرس القومي .. ويعترف طالب شبيب بحدوث تصفيات واغتيالات كثيرة داخل العراق وخارجه العراق بوجود صفقات مشبوهة والحفاظ عليها .. كما ان الحركة وفشلها ساهم في البحث عن حلول لمشكلة وجود عدد كبير من الضباط والقادة الشيوعيين في سجن رقم (1) بمعسكر الرشيد ، اذ صاروا مصدر قلق للبعثيين ، فقرر الحزب بعد ساعات نقل السجناء الى سجن (نقرة سلمان) الصحراوي ، علما بأن هناك في الحزب من شارك عبد الغني الراوي رأيه باعدام مئات الشيوعيين باعتراف الراوي نفسه . واعتقد ان البعض اراد التملّص من المسؤولية التاريخية باسم التحدث باسم البعثيين المدنيين في الحزب ورأيهم المضاد من العسكريين البعثيين وبمعية الاخيرين عبد السلام عارف وعبد الغني الراوي . ان التاريخ لا يبرئ اي مسؤول قيادي في المجلس الوطني لقيادة الثورة من المسؤولية التاريخية . لقد كانت الحركة سريعة ومباغتة ومحكومة بالفشل ولكن نسأل : هل كان هدفها تخليص المئات من الشيوعيين من سجن رقم (1) في معسكر الرشيد فقط ؟ اذا صدقت الرواية القائلة ان الحركة كانت قد خططت لاستخدام الطائرات والدبابات من معسكر الرشيد ، فهي حركة انقلابية للسيطرة على نظام الحكم ، وليس مجرد محاولة لانقاذ المسجونين الشيوعيين وتحريرهم من زنزاناتهم ..
ونسأل : اذا كان الثوار الشيوعيون قد اسرعوا بتقديم موعد الحركة من يوم 5 تموز ال 3 تموز 1963 بسبب معرفتهم بتسفير المعتقلين الى نقرة السلمان .. معنى ذلك ان المعلومات كانت تسّرب الى الشيوعيين بدقة وخفية لما كانت تتخذه القيادة البعثية من قرارات ؟
لقد فشلت الحركة للتخبط الذي حدث في معسكر الرشيد مع التأخر والتخاذل من قبل البعض وعدم اذاعة اي بيان عن الثوار الذين كانوا يحلمون بأن الشعب سيهب ضد النظام وهذا مجرد وهم .. كما ان الطائرات المعدّة للطيران بقيت جاثمة على الارض وفي اوكارها لعدم التحاق الطيارين بها .. واخيرا ، فان الجيش كان اقوى في القضاء على الثوار في معركة حسمت خلال فترة وجيزة .. ويقال ان عمر الحركة يوم 3 تموز / يوليو 1963 يقدّر بست ساعات فقط .
أيضا اتساءل عن تزامن هذا الحدث مع تجدد الثورة الكردية بقيادة الملا مصطفى البارزاني ضد حكومة بغداد الجديدة ؟
لي ملاحظة أخيرة تقول ان الموضوع لم يزل بحاجة ماسة الى معلومات تاريخية موثقة ، ويستلزم اخضاع الرواية الشفوية كمصدر معلومات للنقد والتفكيك ، اذ لاحظت ان البعض من الاحياء يدّعي مشاركته في الحدث كذبا وبهتانا ، اذ تشوب معلوماتهم عدم الدقة والتصحيف ، مما يجعلنا لا نطمئن لمعلوماتهم ، ويأتي ذلك من خلال مقارنتي ما نسب لهم من اقوال والمعلومات التاريخية المؤكدة .
تشكيلة الوزارة المقترحة من قبل حركة حسن سريع
من المحتمل ان قيادة الحركة قد خططت للحدث ، واعدت بعض البيانات لتذيعها على الشعب العراقي ، ولكنني لا اعتقد ان الثوار وعلى رأسهم حسن سريع قد رّتب التشكيلة الوزارية التي جاء ذكرها في المقابلات التي اجريت مع بعض المشاركين !!! ويمكننا الاطلاع على هذه التشكبلة في الاتي :
كامل الجادرجي ( او اسماعيل صفوت ) رئيسا للجمهورية
الملا مصطفى البارزاني نائبا لرئيس الجمهورية
سليم الفخري رئيسا للوزراء
ابراهيم كبة وزيرا للاقتصاد
محمد حديد وزيرا للمالية
عبد الوهاب محمود وزيرا للخارجية
عبد الوهاب القيسي وزيرا للعدل
جلال الطالباني وزيرا للاسكان
جلال بالطة وزيرا للداخلية
محمد مهدي الجواهري وزيرا للارشاد
مصطفى علي وزيرا للاوقاف
عبد الفتاح ابراهيم وزيرا للنفط
د. رافد صبحي ابراهيم وزيرا للمعارف
عباس البلداوي وزيرا للبلديات
محمد صالح بحر العلوم وزيرا للدولة
ملاحظة : ان توثيق المعلومات كلها تجدونها في مخطوط كتاب ” رموز وأشباح ” لمؤلفه سيّار الجميل
تنشر على موقع الدكتور سيار الجميل
https://sayyaraljamil.com/wp