الاصدقاء الاعزاء في جميع العالم
يسعدني جدا ان انقل لكم خبر صدور كتابي الموسوم : نظرية الاجيال باكثر من 600 صفحة والذي اصدره المركز الاكاديمي للابحاث في تورنتو بكندا وبيروت .. مع اسمى محبتي وتقديري ( نقلا عن موقع المركز الاكاديمي للابحاث في تورنتو ) . وجاء تعريفه بالكتاب قائلا :
ضمن الإصدارات الجديدة للمركز الأكاديمي للأبحاث http://www.acadcr.com/
لعام 2018 كتاب نظرية الأجيال :المجايلة التاريخية فلسفة التكوين التاريخي :تحقيب الثقافة العربية الاسلامية للدكتور سيار الجميل المؤرخ العراقي الشهير المقيم في كندا ،الكتاب من الحجم الوزيري الكبير يتجاوز 600 صفحة واليكم وصف للكتاب ومحتواه بحسب مقدمته :
وصف هذا الكتاب من قبل بعض الدّارسين والنّقاد في العالم، أنه أحد أبرز الأعمال العِلْميّة العربيّة في القرن العشرين، علماً بأنّني أعتقد بتواضع شديد، أنّه محاولة مساهمة في مجال التّحقيب التّاريخيّ Periodization، ولديَّ القناعة التّامّة بأنّها ستجد ضالتّها في يوم من الأيّام، خصوصاً أنّ العمل لم يقتصر على كونه ” نظريّة ” مجرّدة في فلسفة الحياة أو التّاريخ، بل إنّها تضمّ تطبيقات في سيرورة التّاريخ؛ معتمدة على وحدات كبرى ووحدات صغرى في سلاسل متعاقبة لفهم الزّمن العربيّ ودوره في التّاريخ العالمي . وأعتقد أنّ الإنسان اليوم يبحث عن قيمة الأزمنة كالّتي كانت في الماضي، وماهيّتها اليوم وما مدى قوّتها في حاضرنا الكئيب .. وما الّذي يمكن أن تكون عليه في المستقبل .
وعندما عرضت هذا ” العمل ” على الصّديق المؤرِّخ الأمريكيّ جيري بنتلي Jerry H. Bentley الّذي له نظريّته هو الآخر في التّحقيب التّاريخيّ، وذلك بعد محاضرة لي قدّمتها عن “تحوّلات الأزمنة ” في سانت انتوني بجامعة أكسفورد يوم 5 سبتمبر / أيلول 2009، انشّد إلى مفهوم سلاسل الأجيال، ودخلنا في حوار طويل على مدى ثلاثة أيّام، وخصوصاً بصدد محدّدات البنية التّاريخيّة وكيفيّة تفكيكها، ومن ثمّ تحليل عناصرها، وقد أعجب الرّجل بالثّقافة التّاريخيّة العريقة لدى العرب، وقال إنّها الوحيدة في هذا العالم، وقد اهتمّت بالإنسان في سيره وتكوينه وإنتاجه، وخصوصاً في دراسته وأساتذته وبيئته ..، فكيف هي إذا ما استخدم فيها المنهج الكمّيّ a quantitative methodology . وكنت قد استفدت جدّاً من أفكار المؤرِّخ بنتلي ومن نظريّته والّتي حاورته فيها طويلاً، وافترقنا على أساس أن نشترك في دراسة تحقيب تاريخ العالم، إذ يتبنّى بنتلي الجانبين السّياسيَّ والاقتصاديَّ وأتبنّى الجانبين الثّقافيّ والاجتماعيَّ .. وقد بدأنا فعلاً في مشروعنا الكبير . والمؤرِّخ جيري بنتلي الّذي افتقدناه برحيله المفاجئ في 12 يوليو 2012 هو أحد أبرز المؤرِّخين المحقِّبين في العالم المعاصر، إذ قدّم نظريّة التّفاعل من خلال التّمايزات التّاريخيّة وأنماط تاريخ عابر للثّقافات مع البدائل المتاحة ..
يتشكّل هذا الكتب من ستّة فصول، يعتني الأوّل بالمدخلات الّتي عالجنا فيها التّحقيب التّاريخيّ The Periodization والمنهج الكمّيّ Quantitative History.. أمّا الفصل الثّاني فقد خصّصته للفرضيّات البحثيّة: المنهج والرّؤيّة والتّفكير . وتناولت في الفصل الثّالثّ نظريّة الأجيال أو كما اصطلحت على تسميتها بـ ” المجايلة التّاريخيّة “، في حين تناولت في الفصل الرّابع التّطبيقات: فحوصات الثّقافة العربيّة الإسلاميّة . أمّا الفصل الخامس، فقد خرجنا منه بمنتجات المجايلة التّاريخيّة من خلال الاستنباطات وتفسير البيانات والقياسات، وانتهينا إلى الفصل السّادس عصرنا الأخير: أزمنة النّهضة الإسلاميّة، وقد بحثنا فيه إعادة فهم للتّكوينات التّاريخيّة الحديثة في ضوء فلسفة سلاسل الأجيال .
إنّ ” المنهج ” الّذي طبّقته في هذه الدّراسة الّتي يضمّها هذا ” الكتاب “، يطبِّق مفهوم الحدود الثّقافيّة (أو: الحدود)، وهو يعتني بالمعرفة، وهو عابر لكلّ النّزوعات البليدة الّتي غرقت فيها مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة، وهو يقدّم حصيلة عمل أكاديميّ إلى الجيل الجديد والأجيال الثّلاثة القادمة في القرن الحادي والعشرين، وبناء عوالم متعدّدة لهم بعيداً عن الأوضاع الّتي أوصلتنا إليها المؤدلجات السّياسيّة والدّينيّة والطّائفيّة الّتي تثوي مجتمعاتنا السّياسيّة والثّقافيّة عليها وللأسف الشّديد .
ومن أجل التّحقيق في مواقف المهتمّين من المثقّفين والنّقّاد والمؤرِّخين المتابعين لما يجري في ثقافات هذا العالم المعاصر، وخصوصاً في العلوم الاجتماعيّة وعلوم التّاريخ وميادينه، فمن الجدير بالذكر أن نشير إلى أنّ الحاجة باتت ماسّة والضّرورة غدت أساسيّة لمعرفة قيمة الزّمن في تفكيرنا العربيّ من خلال إدخال تصنيف المعابر الزّمنيّة والأنساق التّاريخيّة للبنى الثّقافيّة والاجتماعيّة، وفرض عدد من المعابر المحتملة. على سبيل المثال للمستقبل المنظور، وهذا لا يتمّ من دون التّعمّق في الخلفيّات التّاريخيّة للعناصر الّتي مثّلت ثقافات العرب عبر العصور أوّلاً، ومن ثمّ تفكيك العصور إلى أنساق وهي الممثِّلة للأجيال، وسنجد أنّ كلّ جيل من الأجيال يمثل نمطاً من التّفكير والتّصورات والاعتبارات؛ وهي أكثر من استيعاب” حقيقيّ لاكتساب المعرفة وقيمة أخرى ذات صلة فحسْبُ. المنهجيّة الكمّيّة المستخدمة هنا في هذا ” العمل ” الّذي يشير بوضوح إلى إمكانيّة بناء نماذج التّصاعد أو نماذج الانحدار ومقارنة التّأثير المحتمل للتّغيير بعد معرفة المؤشّرات تطبيقيّاً، مع المتغيّرات الّتي تصيب الوعي والتّفكير . إنّ كلاًّ من الاثنين، الوعي والتّفكير هما أهمّ ما تحتاجه مجتمعاتنا اليوم من أجل الانطلاق نحو عصر جديد .
كيف ؟
إنّ هذا ” العمل ” – أيضاً – هو محاولة من أجل سبر أغوار الأزمنة العربيّة، لاستكشاف أسرار تواصل الثّقافة العربيّة، ورصيد أهلها الّذين أفنوا أعمارهم من أجلها، وما الّذي تميزّ به هؤلاء من ثراء معرفيٍّ رائع في تاريخ البشريّة قاطبة . من هنا، تنبعث أهمّيّة هذا ” العمل ” الّذي صرفت سنوات من حياتي عليه .. على أمل أن أكمله، وخصوصاً في تطبيقاته على الأزمنة العالميّة لتاريخ الثّقافة البشريّة، مترجماً من خلاله عظمة الإنسان في حقول المعرفة، وما قدّمه على امتداد تاريخ طويل ضمن فحص سلاسل الأجيال .