الرئيسية / الرئيسية / ايها الضمير العراقي والعربي والانساني الموصل ستبقى حية لن تموت ، ولكن باثمان صعبة !

ايها الضمير العراقي والعربي والانساني الموصل ستبقى حية لن تموت ، ولكن باثمان صعبة !

 ان الجانب الايمن من الموصل ، وهو اصل الموصل القديمة ، يعيش الان مأساة حقيقية ، فلقد فجعت الناس بفقدان اعز ما تملك ، ودّمر ت الاحياء الجميلة بشكل كامل ، وسقطت عليها حمم النار ولما كان القائد العام للقوات المسلحة قد طلب من اهالي الموصل ان يبقوا في بيوتهم ، فقد دمروا تحت الانقاض ، او نزح من فر ّ الى العراء حافيا او عاريا ! الموصليون جاعوا وسحقوا تحت الانقاض ايها العالم بعد ان عانوا من اهوال داعش المضنية طويلا .. والناس تسأل : لماذا كانت خطط تحرير الساحل الايسر ليست كخطط الساحل الايمن ؟ لماذا لم تجد احياء كاملة كالطيران والمنطرد والجوسق والدواسة والدندان والغزلاني .. رجلا مثل القائد عبد الوهاب الساعدي لكي يحمي الاهالي ؟ لكي لا يطلق النار عشوائيا ؟ لكي لا يسحق الناس من دون مبرر ؟
لماذا يا حكومة السيد العبادي لم يتم اي تخطيط لمصير الاف النازحين ؟ لماذا لم يخصّص مبلغا من الميزانية استعدادا لمعركة الساحل الايمن ؟ الناس في العراء يموتون بعد قهر وفناء بطئ .. ولم يعد يعرف كم فقد من البشر ! اين المستشفيات المتنقلة يا حكومة العراق ؟ اين المخيمات ؟ اين المنظمات الحكومية والاهلية ؟ اين ذهب كل المسؤولين الرسميين الذين يمثلون المدينة والمحافظة من اهوال ما يحدث في الساحل الايمن ؟
لم يشهد التاريخ معركة عقيمة من معارك المدن كما يحدث الان ! الناس تنزف حتى الموت .. الناس تموت موتا بطيئا .. ولم تزل داعش تحكم نصف الساحل الايمن ! ما مصير اولئك الذين ما زالوا في بيوتهم بلا زاد ولا ماء ولا دواء …. وقد نفذت مدخراتهم وهم تحت مقصلة داعش الشنيعة ؟ الموصليون يناشدون ان يكون الفريق الساعدي فاتحا هو ومن معه من القادة العراقيين الوطنيين الشرفاء ..
اننا نناشد مرة اخرى ان تتأسس وبسرعة هيئة امنية لتولي امن العباد في المناطق المحررة من القادة الشرفاء واهل المدينة النجباء .. اتمنى ان تترجم هذه المناشدات الى افعال حقيقية باسرع وقت ممكن على الارض .. هناك تقصير مفضوح بحق الناس في حرب ضروس ضد داعش التي عاثت في الارض فسادا .. ليس لنا الا ان نطلب من اهلنا وكل اخوتنا في الموصل الحدباء ان يصبروا ويثابروا ويصمدوا حتى يجتازوا هذه المحنة القاسية .. ولكن عليهم ان لا يسكتوا بعد اليوم على ضيم او ظلم او قهر .. فملايين الناس لم تكن مسؤولة عن كل هذا السيناريو المرعب الذي دام طويلا ، وقد نفذ باحكام من اجل سحق مدينة عراقية جميلة سحقا مبرحا .. فكونوا ايها العراقيون الاخيار مع اخوتكم وابناء وطنكم ولا تخذلونهم في هذه الايام الصعبة ..

ويا ابناء ام الربيعين ، انا معكم .. ولكن كما ردد احد الاصدقاء : لماذا اغلب اهل الموصل ساكتون ؟ لماذا لم يعلنوا صوتهم في الحفاظ على حقوقهم ؟ لماذا يصمتون ازاء مدينتهم المحطمة البائسة ؟ ما هذه السلبية التي تحكم عقولهم ازاء مدينتهم ؟ لماذا لا يوحدون كلمتهم قبل ان يتلاشى مصيرهم اجمعين ؟ الموصليون ليسوا يدا واحدة ، وكل واحد منهم يغرّد على هواه ولا يريد ان يجتمع على كلمة سواء !! حاضرهم معطل ، وقد شرّدت الالاف المؤلفة منهم .. ومصيرهم معتقل بايدي اناس لا نعرف ما الذي يريدونه .. مصير الموصل في خطر بعد دمارها .. لقد كان الصراع الداخلي وراء المأساة التاريخية .. فهل من وعي بما سيكون عليه الحال ؟ ان لم تستطع فعل شيئ ، على الاقل قل كلمتك وانت ترى تحول مدينتك الساحرة الى خراب يباب ! لقد كان الصمت والسكوت احد مثالب هذا المجتمع الذي لا يعي المخاطر ، بل ولا يتعلم شيئا من الدروس
مرة اخرى ، اناشد الضمير العراقي اولا ، والضمير العربي والانساني ثانيا الوقوف الى جانب مدينة منكوبة ، فقدت كل ناسها ، وسحقت ذاكرتها ، ومحقت جمالياتها ، وعمّ الخراب جنباتها .. انها ستقف مطالبة باستحقاقاتها التاريخية والوطنية والانسانية وان يعمل الجميع على استعادة حياتها بعد مرحلة داعش الاجرامية .. وستكون الموصل عنوان القضاء على اخطر ارهاب عرفه العالم اسمه داعش .. واعيد واكرر ، ان لم تجد الموصل من قادة شرفاء ووطنيين يحكمونها ، فسوف تستمر المأساة بولادة كوارث امر واقسى .. فهل وصلت رسالتي ؟ اللهم هل بلغت اللهم اشهد ..

تنشر على موقع الدكتور سيار الجميل وعلى صفحاته في الفيس بوك

شاهد أيضاً

رموز وأشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز / يوليو 1958 لماذا لم يتمّ رفع السرّية عنها بعد مرور اكثر من ستين سنة على الحدث ؟

رموز واشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز …