تحية طيبة وبعد
كنتم قد نشرتم على صفحات جريدتكم الزمان الغراء بتاريخ 16 ايلول / سبتمبر 2013 للكاتب وليد خالد احمد بعنوان ” الاتحاد العربي الهاشمي في الوثائق البريطانية ” ، وكانت هذه ” المقالة ” قد نشرت على بعض المواقع الالكترونية منذ يوم 10 ايلول / سبتمبر 2013 ، وفيها يعرض الاخ الكاتب كتابا جديدا نشر هذا العام بعنوان ” الاتحاد العربي في الوثائق البريطانية ” لمؤلفه الدكتور مؤيد الونداوي وبمقدمة تحليلية ( 47 صفحة ) كتبها المؤرخ الاستاذ الدكتور سيار الجميل نشره المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات بيروت / الدوحة .. ولقد اطلع مكتبنا على المقال ، فوجدنا ان اغلب فقراته منقولة في معظمها ، نقلا حرفيا عن مقدمة د. سيار الجميل من دون ان يضع الكاتب نقولاته الحرفية بين اقواس ، بل ولم يشر ابدا الى الدكتور سيار كونه صاحب الافكار . ولقد اطلعنا الدكتور سيار على ما فعله الكاتب المذكور ، وعلق بالقول مبتسما : انها ليست الاولى لمن يأخذ من كتاباتي حرفيا ، ويلصق ذلك باسمه من دون وجه حق ، ومن دون ان يذكر صاحب النص ويكون امينا . واستطرد قائلا : بلغوا هذا الاخ الكاتب تحياتي ، واعلموه بأن ما فعله كان جراء تسرع او خطأ ، عسى يتعلم من ذلك ولا يكرر فعلته مستقبلا ! اننا اذ نكتب لكم ذلك ، نسجّل عتبنا الشديد على الاخ الكاتب لما فعله ، ونرسل ذلك لكم ولكل المواقع التي نشرت المقال بهذه الطريقة . وبإمكانكم جميعا الرجوع الى الكتاب لتقارنوا بين الذي كتبه الاستاذ الجميل وبين ما نقله حرفيا هذا الكاتب منه ، وسنقتصر على 8 فقرات لبعض النصوص لا كلها ، على سبيل المثال لا الحصر يكتبها كاتب المقال كونها له في حين ان صاحبها هو المؤرخ سيار الجميل :
الفقرة الاولى : ” تعترض كتابة تاريخنا العربي المعاصر مشكلات جوهرية اساسية مع التوثيق، اذ اننا عشنا زمناً طويلاً على واجهة الحوادث الصعبة من دون التوغل في المضامين والتفاصيل او قراءة بواطنها وما وراء النصوص والتعابير او حتى ما وراء الاستار، فتلك البواطن لا يمكن استكشافها الا من خلال الوثائق الرسمية. فالوثيقة، هي كل شيء مكتوب او مطبوع وعليه ختم رسمي وصادر عن جهة رسمية أكانت دبلوماسية حكومية او شبه حكومية لأي دولة من الدول ” . هذا كلام د. سيار وليس كلامك يا صاحب المقال
الفقرة الثالثة : ” وتعد الوثائق الدبلوماسية من اخطر تلك الوثائق في التاريخ السياسي لجهة فهم العلاقات بين الدول، كونها تتضمن معلومات سرية او علنية بالغة الدقة ومنقولة بأمانة من طرف الى آخر، وخصوصاً ما يخص العلاقات بين الدول والشؤون السياسية الخارجية والداخلية لأي منها. اضافة الى كل ما تحتويه من معلومات سرية دقيقة تعبر عنها مواقف وقرارات وانفعالات واراء واسرار لم يعرفها احد من الناس حتى يومنا هذا، اذ انها لم تعرض تفاصيلها لا في بيانات ولا في خطابات ولا في صحف او مجلات ” . هذا كلام د. سيار وليس كلامك يا صاحب المقال .
الفقرة الثالثة : ” ولما كانت للبريطانيين ادوارهم الاساسية المؤثرة والقوية في منطقتنا العربية على امتداد القرن العشرين، فان وثائقهم اليوم تحتوي قدراً كبيراً جداً من المعلومات الاساسية التي يحتاج المؤرخون العرب اليها بل يحتاج اليها ايضا المختصون والباحثون والمثقفون العرب اينما كانوا اليوم ومستقبلاً. وربما يشكك في قيمة تلك الوثائق بل ربما يستخف بها كونها تمثل اصحابها وآراءهم ومواقفهم من شؤوننا العربية الخارجية والداخلية. لكن الامر ليس كذلك اطلاقاً، ذلك ان مجموعة هائلة من تلك الوثائق هي رسائل خاصة وشيفرات دبلوماسية واستخبارية تنقل من خلالها معلومات دقيقة في أي شأن من شؤوننا، وان من قام بكتابتها له حرفيته وامانته في نقل ما يحدث بكل دقة وصدقية لا في تسجيله لها بل في نقل المعلومات التي يشهدها او يسمعها، مرسلاً اياها الى رؤسائه والمسؤولين في الدوائر الخارجية والخاصة في دولته ” . هذا كلام د. سيار وليس كلامك يا صاحب المقال
الفقرة الرابعة : ” ان الوثائق الرسمية تعبر تعبيراً صريحاً الى حد كبير عن مواقف حكومات وزعماء ورأي عام واحزاب وتيارات وتشريعات… من هنا نعلم ان توظيف الوثائق السياسية تؤمن للمؤرخ تاريخا فيه نسبة عالية من الصراحة والكشوفات وما يكمن وراء الأكمة من اسرار بعيداً من المفاهيم الرائجة والسائدة والمتداولة منذ اكثر من نصف قرن وبعيداً من تلك الكتابات السياسية والصحافية والشخصية والاستعراضية والنقلية، ومن استعراض العضلات الذاتية التي تزدحم بها كتب المذكرات والذكريات والسير الشخصية والبيوغرافية التمجيدية، ومن الكتابات التاريخية العادية التي راجت ولم تزل في حياتنا الثقافية والفكرية العربية باقلام صحافيين وادباء ومثقفين وكتّاب سياسيين غير متخصصين ولا علاقة لهم بكتابة التاريخ ولا بالمنهج النقدي مطلقاً، بل ان بعضهم روج لاعتماده في كتاباته على وثائق وما هي كذلك، وبعيداً ايضاً من الشعارات السياسية او البيانات الحزبية والعسكرية او المواقف العاطفية التي راجت في اوساط الناس واعتبرت مضامينها حقائق وما هي كذلك… اذ تتضح للمؤرخ الجاد درجة اكاذيبها وزيفها بعد اخضاعها للنقد والمعالجة ومقارنتها بالمصادر… الى ذلك كله، هناك بعض الاخطاء المعتمدة التي يمارسها بعض المؤرخين الغربيين في كتاباتهم لتاريخ الشرق الاوسط وخصوصاً تاريخ العراق المعاصر منطلقين من زوايا نظر مختلفة واتجاهات معينة، ذلك ان هذا التاريخ مثقل بالحوادث والوقائع والشخوص والحركات والتناقضات التي قد لا يفهمها بعض المؤرخين الغربيين فتكون احكامهم خاطئة في كثير من الاحيان ” .
هذا كلام د. سيار وليس كلامك يا صاحب المقال
الفقرة الخامسة : ” من هنا نجد ان ما تكشفه الدوائر الرسمية في أي دولة من وثائق وبعد مرور جيل كامل او اكثر يصوب الى حد كبير المفاهيم الخاطئة ويقدم مادة تدحض ما ساد من مواقف واراء استندت الى اكاذيب وشعارات واهية، ويكمل ما نقص من معلومات مبتورة او غير معروفة حتى اليوم فضلاً عن تقويم ما كان قد سجل هنا او هناك من افكار متداولة او ما كان قد اشيع لا بين الناس فحسب بل حتى بين المؤرخين انفسهم. ” . هذا كله كلام الاستاذ سيار وليس كلام الكاتب وليد خالد احمد
ونصوص اخرى ، مثل :
الفقرة السادسة : ” على الرغم من ان المؤلف لم يتدارس الوثائق ولم يقدم نقداً واسعاً لمضامينها فانه نجح لا في اكتشافها بل في تنظيمها في شكل جداول تمتد على مدى متسع مع التعريف بما تتضمنه كل وثيقة. ……….” . هذا كلام د. سيار وليس كلامك يا صاحب المقال
الفقرة السابعة : ” ان المواد التاريخية التي تتضمنها وثائق ستة اشهر اولى من عام 1958، في هذا الكتاب، اوضحت بما لا يقبل مجالاً للشك، جملة من الحقائق والمعلومات المؤكدة في شأن الاوضاع التي عاشها العراق والمنطقة العربية، وان هذه الحقائق والمعلومات لن تغير بعض القناعات فحسب بل ستعمل ايضاً على اغناء التفكير الجمعي بمزيد من المعلومات التاريخية من خلال المقارنة بين الفروق، كما ستعمل على تغيير الاحكام المسبقة التي اعتبرت اسساً في بناء المنطلقات خصوصاً اذا اعتبرت الوثائق مصدراً اساسياً وتاريخياً في قراءة تكوين العرب المعاصر او كتابته التاريخية، وستوضح للاجيال التالية حقائق مخيفة او اسراراً منشورة ( في الاصل مستورة ) ” .
هذا كلام د. سيار وليس كلامك يا صاحب المقال
الفقرة الثامنة : ” ان الكشف الواضح عن مواقف ووثائق واسرار يتضمنها هذا الكتاب، يظهر بيانات ورسائل متبادلة خلال فترة ستة اشهر فقط من عام 1958، وهي تجيب عن اسئلة لا حصر لها طرحها الناس سراً او علانية، على امتداد ما يزيد على خمسين عاماً بل انها قد تبدل قناعات جيل جديد بما يخالف قناعات الاجيال السابقة ” . نعم ، هذا كلام استاذنا الدكتور سيار ، وليس كلامك يا وليد خالد احمد حتى تنسبه الى نفسك !
واخيرا ، اننا اذ نشيد بمكانة صحيفة الزمان ومهنيتها ، ونعتز بكل المواقع العراقية المهتمة بمتابعة شؤون العراق ونتاج مثقفيه ومؤرخيه ومبدعيه .. ننبّه بعض ” الكتّاب ” العراقيين والعرب ان يكونوا امناء على نصوص الاخرين من اساتذة مختصين وعلماء اكاديميين معروفين ، فلكل واحد منهم اسلوبه الذي عرف به واشتهر من خلاله ، خصوصا وان الفقرات المستنسخة والمنقولة حرفيا كان قد تعب اثناء كتابتها صاحبها الاصلي الدكتور الجميل واستقاها عن وثائق ومصادر ومراجع اجنبية واصدر احكاما تاريخية يجب ان تنسب اليه .. فلا يليق بأي كاتب ان يأخذ عمل غيره على غفلة من صاحبه لينسبه الى نفسه ابدا ، وينشره تحت اسمه ، وكأن ذلك اسلوبه وعبارته وآرائه وافكاره واحكامه .. ان الاستاذ سيار الجميل يبلغ صحيفة الزمان وكل المحررين العراقيين تحياته ، ويتمنى ان لا يحدث ذلك مستقبلا ، كما يتمنى على الاخ الكاتب وليد خالد احمد النجاح والتوفيق .. وان يتعلم من هذه التجربة ، وان لا يعيد مثل هذه الهفوات ثانية ..
تقبلوا تحياتنا وامنياتنا ولكم خالص الشكر والتقدير .
نجوى مسعد
مديرة مكتب الدكتور سيار الجميل
هيئة السلام العالمي / تورنتو – نيويورك
في 16 نوفمبر / تشرين الثاني 2013
الرئيسية / الرئيسية / رسالة من مكتب أ.د. سيار الجميل في كندا والولايات المتحدة الى جريدة الزمان الغراء وكل محرري المواقع المعنية
شاهد أيضاً
رموز وأشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز / يوليو 1958 لماذا لم يتمّ رفع السرّية عنها بعد مرور اكثر من ستين سنة على الحدث ؟
رموز واشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز …