الجولة الخامسة
الإبحار عاريا
ما الذي يتخيله هيكل عندما لا يرى غير صورته وهو يستقبل ضمن وفد رسمي قبل اربعين سنة ونحن ندرك كم تهتم اي دولة بمستقبليها ؟ وسواء باع الزعماء العرب اسرار الاسلحة الروسية لامريكا ام لم يبيعوا ذلك ، فهل كانت الولايات المتحدة الامريكية عاجزة عن كشف اسرار دبابات تي 62 وغيرها من الاسلحة السوفيتية لتعتمد على العرب في امتلاك تلك ” الاسرار ” ؟ هل كان الاتحاد السوفيتي يبيع اسلحته للعرب فقط ؟ وهل عجزت اسرائيل عن فك الغاز الاسلحة السوفيتية ، كي تكون تلك ” الاسرار ” عربون صداقة بين الزعماء العرب والولايات المتحدة الامريكية ؟ الى متى نبقى نفجّر العابا سحرية ونضحك بها على الناس ، والبعض يعتبرونها قنابل يفجّرها الاستاذ من حين لآخر ؟ وهي لا اساس لها من الصحة .. او انها تأتي نقلا عن اتهامات صحفية لهذا الطرف او ذاك الطرف من العالم ؟
الخلط من اجل تشويه الصورة
ويضيف معلقا : إن في السياسة قواعد وحدود يجب أن تحترم ولا يجوز تقديم المصالح عليها .أفريقيا : بعد أن كنا قادة في القارة الأفريقية إبتعدوا عنا تماما وصار عندنا مشكلة في التعامل معهم غير قابلة للحل لم يعد هناك سلطة بإمكانها حجز شعبها عن العالم والأخبار والتطورات والإعلام ولا حجز نفسها بحيث لا تنتشر مشاكلها في كل العالم . وهذا ما لم تفهمه بعض الدول إلى الآن . هناك على سبيل المثال 2000 جريدة في الوطن العربي , و 95 فضائية عربية , و800 محطة فضائية يمكن التقاطها في العالم العربي ! إن العالم يتعامل معنا على أننا تاريخ , أي علاقات سابقة قديمة , وجغرافيا , أي موقع هام , وتراث ولا يتعامل معنا سياسيا بل يدارينا سياسيا . ( يا للفضيحة ) منذ ثلاثين سنة وضعنا كل الأوراق بيد أمريكا وقلنا إن 99 بالمائة من الحل للمنطقة بيد أمريكا , فماذا حصل وكيف نتصرف مع أمريكا اليوم وكيف تتصرف معنا ؟ لقد استجاب العرب لكل مطالب أمريكا : سلام مع إسرائيل ,خصخصة , ترك السلاح الروسي , حتى وصلت الطلبات الأمريكية إلى ما يمس سلطة الحاكم فبدأ الخلاف .
هنا نتوقف قليلا عند هذا ” الطرح ” الذي يرى الامور بالمقلوب جميعا ! ما معنى هذا الذي يسوقه محدثنا ؟ هل يدري انه يخاطب الناس في امور شتى ولكن يخلط عاليها سافلها ! اذا كان هناك في السياسة قواعد وحدودا ينبغي ان تحترم ولا يجوز تقديم المصالح عليها .. فلماذا خرقت الانظمة الثورية العربية التي يتشدق بها هيكل كل القواعد والحدود في سبيل مصالحها المحلية والقطرية والاقليمية ؟ ولماذا تدخّلت دول عربية في شؤون دول عربية اخرى ؟ ولماذا سكت محدثنا على بذاءات وشتائم وسباب كانت جميعها تكال في اذاعات معينة ضد سياسات دول عربية ؟ اين القواعد والحدود ؟ اين كانت مثاليات العسكر وهم يحكمون البلدان العربية وقد هجموا كل القواعد والحدود في سياساتهم حجرا فوق حجر ؟ ولماذا لم يشر محدثنا الى اي سياسات لها حدود ومثل واخلاقيات ؟ اهي سياسات الداخل الامنية والقمعية ام سياسات الخارج الكارثية ؟ ومن قال ان هناك سادة لافريقيا غير الاستعمار الاوربي ؟ ومن يقصد هيكل بسادة افريقيا العرب ام مصر ؟ متى رضي الافارقة عن العرب حتى يغدو العرب سادتهم ؟ هل قرأ محدثنا تاريخ افريقيا الحديث والمعاصر كي يكتشف ما الدور الذي كانت اسرائيل ولم تزل تلعبه في افريقيا ؟ من قال بأن الافارقة كلهم كانوا قد رضوا بالتدخلات السياسية لبعض الدول العربية في شؤونهم ابان الستينيات ؟ اذا كانت القاهرة في الستينيات تستقبل القادة الافارقة .. فان طرابلس ليبيا اخذت تستقبلهم هذه الايام .. ولكن ليس القادة الافارقة من الغباء حتى يقبلوا لأن يكون العرب قادتهم ؟!!
يا للفضيحة
ويتباهى صاحبنا بأن لدينا كم هائل من الصحف والمحطات الفضائية وان العرب يستقبلون كم اكبر من المحطات الفضائية العالمية .. وكأنه يتحدث عن امة تعيش في مدارج العلى .. وهو نفسه الذي كان قد مسخ صورتها عندما قال بنسب الامية التي تعشش في دواخلها السكانية ، وهو نفسه الذي لا يعترف بالنخب المثقفة والمتخصصة التي تقرأ كتاباته وتمجّد سيرته ليل نهار .. وهو الذي يبدو انه لا يدرك بأن الاعلام شيئ والثقافة شيئ آخر ! وهو الذي بدا لا يميز بين حالات الادراك الحضاري المتبادل وبين حالات الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي ! ان المسألة ليست مطلقة يمكن ان نجعل امة العرب في مصاف الامم المتقدمة وننتقد العالم كيف ان ” العالم يتعامل معنا على أننا تاريخ , أي علاقات سابقة قديمة، وجغرافيا ، أي موقع هام , وتراث ولا يتعامل معنا سياسيا بل يدارينا سياسيا . ( يا للفضيحة ) ” – على حد قول هيكل – !!
لماذا كل هذا الاستياء يا صاحبي والعالم كله قد سمعك تبخس دور الدول العربية في العام 2005 عندما كنت تقّيم دور العرب في السنة 2004 ! لماذا الفضيحة والامر معروف على ان العالم يتعامل معنا اليوم كتاريخ وتراث ولا يتعامل معنا سياسيا ! كيف يمكنه ان يتعامل معنا سياسيا اذا لم نحسن ان نتعامل مع بعضنا البعض سياسيا ؟ لماذا الفضيحة يا صاحبي عندما يدارينا العالم سياسيا اليوم ؟ الم نعترف جميعا بضعفنا نحن العرب ؟ الم نعترف بأن المشكلة ليست في الاخر بقدر ما هي كامنة اسبابها في الدواخل ؟ الم تقرأ واقعك السياسي والاجتماعي والاعلامي وانت تراه بالعين المجردة واقعا يسبّح باسم التاريخ وبحمد التراث ؟ الم تقف على اعلامك العربي وهو في اقصى درجات تبلّده اذ لا يعّرف ابدا ان يتعامل مع واقعه بالداخل ولا مع العالم الخارجي ؟ الم تر كيف كانت ردود الفعل على اخطاء لم يساهم الزعماء العرب وحدهم فيها ، بل شاركتهم النخب السياسية والفكرية والثقافية والجوقات الاعلامية والصحفية عندما يتم تأييد الجنون بمقارعة الامبريالية العالمية والتحالف مع الطغاة والجلادين من دون اي حكمة ولا اي موعظة حسنة .. ولم نسمعك انت يا صاحبي تطالب بالعقلانية في معالجة الواقع .. بل كل ما سمعناه كان في قبض الريح !!
وتتساءل بعد كل هذا وذاك قائلا : منذ ثلاثين سنة وضعنا كل الأوراق بيد أمريكا وقلنا إن 99 بالمائة من الحل للمنطقة بيد أمريكا , فماذا حصل وكيف نتصرف مع أمريكا اليوم وكيف تتصرف معنا ؟ لقد استجاب العرب لكل مطالب أمريكا : سلام مع إسرائيل ,خصخصة , ترك السلاح الروسي , حتى وصلت الطلبات الأمريكية إلى ما يمس سلطة الحاكم فبدأ الخلاف .
وأسألك : بالله عليك ، ألم تنادي في اكثر من مكان بأن على العرب ان يوازنوا مصالحهم من خلال الامريكان ؟ الم تطلق افكارك في هذا السبيل الذي انتقدك عليه العديد من القوى السياسية ؟ ألم تصرّح بأن على العرب ان يفهموا بأن امريكا هي القوة الاعظم في العالم ، ولابد لهم من لعبة التوازن ؟ وأسأل : لماذا خلط المرحلة بين اليوم والامس ؟ وأسألك : متى لم يستجب العرب للامريكان ؟ وأسألك : لماذا خلط الاوراق بهذه الصورة البدائية التي لا يدركها الا المدققون ؟ لماذا خلط السلام مع الخصخصة مع ترك السلاح الروسي ؟ لكل حدث زمن معين وظرف معين وسبب معين .. ثم نحن ندرك جميعا بأن الطلبات الامريكية وصلت الى ما يمس سلطة الحاكم ليس قبل ثلاثين سنة .. بل بعد تداعيات احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، ولأسباب يعرفها القاصي والداني .. فلماذا هذا الخلط من اجل تشويه صورة معينة نعيشها اليوم .. وكأن الامس كان ناصعا براقا لا شائبة فيه .. ان غيوم الامس الداكنة السوداء هي التي اتت بكل مآسي الحاضر التعيس .
الاصلاح والتغيير
أما عن التغيير والإصلاح فيقول هيكل : التغيير إذا كان من الداخل فلماذا لم يأت حتى الآن ؟ وإذا كان من أمريكا فهي حليفتكم منذ ثلاثين سنة وتفضل مصلحتكم فلماذا لا تقبلوا التغيير من طرفها ؟ ولا ندري هل يعتبر هيكل الاصلاح والتغيير كذبة كبرى ؟؟ وهذا التغيير يجب أن يأتي برأي هيكل من قوى التغيير لكي نضمن أصالته واستمراره وهي قوى المجتمع المدني .المشكلة بين حكام العرب وأمريكا هي إما أن يفهموا سياستها أو لا يفهموها , وهم لم يفهموها !!! وبالمقابل يا محدثنا ان امريكا – كما يبدو حتى الان – لم تفهم واقعنا العربي ولا كيفية التصّرف مع العرب .. بدليل سذاجة قوى سياسية عديدة لا تعرف كيف تدير عمليات ليس الاصلاح والتغيير ، بل عمليات الصراع وادارته . ان استراتيجية العرب في الحاضر والمستقبل تكمن اصلا في التغيير والاصلاح ، ولكن ان كانت المجتمعات العربية رهينة بيد نخب ثقافية واعلامية لا تقبل الاصلاح والتغيير ، فان ذلك لا يمكنه ان يحدث ابدا من الداخل ، ولابد ان نعرف بأن النظم الانقلابية والثورية والعسكريتالية العربية لم تتقدم بأية خطوات الى الامام ولم تمنهج حياتها من خلال التغيير الحضاري ، بل اطلقت الشعارات الثورية الوهمية واحتكرت السلطة وارتهنت الحريات وكبلت الافواه وحّلت الاحزاب واغتالت الليبرالية العربية فكرا وسياسة .. ووقفت ضد القيم الاجتماعية وناهضتها مما خلق ردود فعل معاكسة .. واذا كان الزعماء العرب المعاصرين لم يفهموا السياسة الامريكية ، فهل هناك منزعماء غيرهم في هذا العالم يفهم ما ستراتيجيات امريكا في العالم ؟ وهل ان هيكل نفسه يفهم ما الذي تريده امريكا .. انني اتحدّى اي سياسي عربي او غير عربي ان يبرهن لي ما الذي تريده الولايات المتحدة الامريكية وخصوصا منذ انهيار الكتلة الاشتراكية وسقوط الاتحاد السوفييتي ، وازداد الغموض تماما بعد كل الذي حدث في الحادي عشر من سبتمبر 2001 .
ان الاصلاح والتغيير ليس اجندة سياسية يقوم بها الداخل او الخارج من اجل ترضية هذا او ذاك ، بل انهما ضرورة تاريخية تحتمها المستجدات الداخلية العربية عند بدايات القرن الواحد والعشرين .. ان النخب السياسية والمثقفة العربية ليست افضل حالا ولا اصدق لسانا ولا اعظم قدرا من الانظمة السياسية العربية .. انها تساهم مساهمة حقيقية وكارثية في الوقوف ضد الاصلاح والتغيير بدليل مواقفها الفاضحة من ظواهر كارثية في حياتنا العربية المعاصرة ، وانها ليست مسلوبة الارادة كما تقول ، بل ان لها دورها في الوقوف ضد كل فكر اصلاحي وضد اي قرار اصلاحي وضد اي افكار جديدة .
قصور الخطاب .. وعجز اللغة
لقد اتعبنا جدا هذيان الرجل وهو لا يتورع في ان يبحر عاريا في تاريخ المنطقة بلا منهج ولا لغة ولا اي اسلوب ولا اي تفكير ولا اي ترابط عقلاني .. انه هذيان لا يتوقف عنه هيكل ، والعجيب في الامر انه يسّمي نفسه بعميد الصحافة العربية وليس باستطاعته حتى اليوم وبعد مرور ستين سنة في مهنته ان يتكلم بعربية مبسطّة بعيدا عن لغته وعاميته المصرية التي برغم تحببها في الفن والاحاديث العادية ، الا انها تشّوه المعلومات .. كيف برجل قضى جل حياته في قراءة العربية وهو لا ينفك عن استخدام عاميته الجلفية التي يحتاج قارئها او سامعها ان يفكر اكثر من مرة في تفسير ما يريد صاحبها لغويا ، ومن ثم يتابع بنفس اللحظة ما يريده من مضمون القول .
ان خطاب هيكل اللغوي لم يزل قاصرا على اشد ما يكون التقصير ، فان كان يدّعي انه قد ألف وكتب عشرات الكتب باللغة العربية ، فهل يعجز حقا عن ان يتكّلم في التلفزيون بعربية مبسّطة سلسلة ويبدّل وهو يتكلم كلمات ، مثل : ( بص ) الى انظر و ( ها نبص ) الى سننظر ، و ( علشان ) الى بسبب و ( يفضل ) الى يبقى و (مش هاقول ) الى لا اقول و ( عشان اعدي) الى لأن أمر و ( ييجيش ) الى يأتي و( طليت عليه ) الى اطللت عليه و ( اي حاجة ) الى اي امر و ( فضلنا ) الى بقينا … الخ من الكلمات التي اعتاد عليها الخطاب المحلي في مصر وخصوصا منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان هو نفسه قد اشاع هذا الاسلوب في خطاباته .. ولكن الفرق بين عبد الناصر وهيكل كبيرا ، فالاول كان ضابطا عسكريا تولّى قيادة مصر وهو في السادسة والثلاثين من العمر ، ولم تتح له حياته ان يتثّقف بالعربية كما هو شأن هيكل الذي برغم انه لم يعرف العالم انه قد حصل على اي شهادة جامعية حتى اليوم ، ولكنه غدا عميدا للصحافة العربية مذ اعتمد عليه الرئيس عبد الناصر وجعله وزيرا وبدا يطلق عليه بامبراطور مؤسسة الاهرام .. فليس من المعقول ان يتقّدم الرجل ليخاطب الملايين على شاشة قناة الجزيرة الفضائية بلغة بائسة يخفي هذيانا مريعا في المعلومات ويحّول التاريخ بقدرة قادر الى وجهات نظر .. ولا نستقطب منه الا خلطا وخبطا .. يلمعها بين الفينة والفينة الاخرى بكلمات انكليزية من قبيل كلمة ( حتى ) التي يعقبها بـ ( Even ) او استراتيجي التي يعقبها ( Strategy ) وغيرها .
الاسهاب والاطناب والاستطراد
ان محمد حسنين هيكل يهرب كما هو شأن غيره نتيجة ضآلة معلوماته الى صناعة خليط عجيب من الكلمات والاستطرادات المضحكة . انه يبدأ في موضوع معين وفجأة تجده يأخذك الى موضوع ثان والثاني الى ثالث وينسيك ما بدأ فيه .. وبعد هذه التي وتلك اللتيا ، تجده يعود بك القهقرى الى موضوعه الاصلي الذي يكون قد افتقد نكهته عند القارئ ويكون هيكل قد ربح الجولة ، بحيث يتفنن الرجل في ان يلعب بمستمعيه وبعواطفهم ذات اليمين وافكارهم ذات الشمال .. وفي الاخير لا نخرج من حديثه بأي معنى وبأي قيمة وبأي نتيجة ! ان موضوعا معينا يمكن ان يختزل بما قل ودلّ .. اياك ان تضعه في فم هيكل اذ يأخذ به ليمّطه ويستطرد به ويسهب فيه اسهابا لا معنى له ويبقيك في عالم مقفل من الالفاظ وصناعة كلام فارغ وفي الاخير لا تخرج الا بقبض الريح .. لا تنتهي معه الا ان تقول بأن الرجل يهذي وهو فنان في صناعة الهذيان ..
لقد استمعت مرة الى لقاء تلفزيوني اجري مع الدكتور طه حسين وكان قد وصل من الكبر عتيا .. فكم كانت المتعة كبيرة وانت تستمع اليه والى لغته المحكمة والى اسلوبه الرائع وكلماته المرصوفة والى جملة من معانيه الجميلة .. وبعربية صافية لا غبار عليها .. ولقد سمعت مرة الى لقاء تلفزيوني آخر اجري مع الفنان محمد عبد الوهاب في سلسلة من حلقات وبالرغم من لغته المصرية العامية ، الا ان لغته صافية ورجع حديثه كان جميلا وان ترتيبه للعبارة كان رائعا .. فلماذا لا نجد هذا وذاك في محمد حسنين هيكل الذي ليس باستطاعته حتى اليوم وقد بلغ من الكبر عتيا ان يأتينا بلغة سلسلة مترابطة وجميلة ..
دعونا ننتقل الى عالم جديد في الحلقة القادمة
نشرت على جريدة روز اليوسف المصرية ، 12 اكتوبر / تشرين الاول 2009 ، ويعاد نشره على موقع الدكتور سيار الجميل
www.sayyaraljamil.com
وأيضا على صفحة تجمع الدكتور سيار الجميل
http://www.facebook.com/group.php?sid=ef680591def239dac31065b4f16482c3&gid=48810538237
ملاحظة : لا يسمح بإعادة النشر تحريريا أو الكترونيا ، الا بترخيص خطي من المؤلف والناشر .
بقايا هيكل :
الحلقة السادسة
شخصيّة غير مستقرة
يقول محمد حسنين هيكل في مقدمة استئذانه بالانصراف :” لقد كان يرد على بالي منذ سنوات أن الوقت يقترب من لحظة يمكن فيها لمحارب قديم أن يستأذن في الانصراف، وظني أن هذه اللحظة حل موعدها بالنسبة لي، ففي يوم من أيام هذا الشهر (سبتمبر 2003) استوفيت عامي الثمانين وذلك قول شهادة الميلاد وهو دقيق يومئ بحمد الله إلى عمر طويل مديد لكن هناك مع ذلك قولا آخر أكثر صوابا هو حساب زمان العمل على مساحة العمر، والحقيقة أنه في حالتي تواصل دون انقطاع لأكثر من ستين سنة (قرابة اثنتين وستين) لأن تجربتي معه بدأت بالتحديد يوم 8 فبراير 1942 حين رأى أستاذنا في مادة جمع الأخبار أن يعرض على أربعة من تلاميذه (تكرمت المقادير وكنت أحدهم) فرصة التدريب العملي تحت إشرافه في جريدة الإجيبشيان جازيت وهو يومها مدير تحريرها، وهي وقتها وبسبب ظروف الحرب وزحام الجيوش أوسع الجرائد الصادرة في مصر انتشارا (رغم لغتها الإنجليزية).
وكانت فكرة هذا الأستاذ وهو سكوت واطسن أن التدريب العملي يعطي تلاميذه إمكانية الجمع بين الدراسة والممارسة وذلك تأهيل ناجز ونافع. وكان الرجل خبيرا عارفا، فقد كان قبل التدريس مراسلا صحفيا غطى الحرب الأهلية في أسبانيا (1939936) وفي تلك المهمة زامل أسماء علت ولمعت في آفاق النجوم (من طراز أرنست همنغواي وجورج أورويل وآرثر كوستلر وأندريه مالرو وغيرهم) ولم نكن وقتها ندرك ما فيه الكفاية عن هؤلاء الرجال ولا عن المعركة الإنسانية الكبرى التي نبهوا العالم إليها خبرا ورأيا، لكن شخصية أستاذنا وما تميزت به من الحماسة المشبوبة بالنار تكفلت بتعويض النقص في معارفنا حتى أتيح لنا فيما بعد أن نستوعب تلك الرابطة الدقيقة العميقة بين الحرف والموقف ” .
اننا نعرف بأن جريدة الايجيبشيان جازيت هي اقدم صحيفة تصدر بالانكليزية في الشرق الاوسط منذ العام 1880 ، وكانت قد تأسست على يد خمسة رجال ، ومنهم محررها اندرو فيليب وموبرلي بيل الذي اصبح بعد ذلك محررا للتايمز اللندنية ، وقبيل اندلاع الحرب الثانية ، انتقلت ملكية الجريدة الى رجل الاعمال البريطاني الغني المشتر اوزوالد فيني ، ولكن ما يذكره هيكل عن استاذه الذي سماه سكوت واطسن محرر هذه الجريدة في الاربعينيات .. وقد جعل اسمه عالميا في مصاف آفاق النجوم من طراز ادباء عمالقة ، من دون ان يعطينا أي فكرة عنه او عن سيرته .. لقد تعبت جدا وانا ابحث عن سكوت واطسن ، ولقد وجدت العشرات من الاسماء تحت هذا العنوان ، ولكنني لم اجد صحفيا عالميا اسمه سكوت واطسن وهو يلمع في آفاق النجوم !! انني استميح هيكل وأسأله ان يعطينا نبذة عن حياة سكوت واطسن في مصر وما هي جنسيته ؟ ومتى جاء وغادر مصر ؟ والى أي مصدر او مرجع يمكننا ان نجد ضالتنا عنه ؟ كنت اتمنى ان اجد شيئا عن هذه الشخصية وهي تحرر صحيفة مصرية بالانكليزية ابان الحرب الثانية .. فلم أجد ! فان وجدنا شيئا عنه ، فيكون باستطاعتنا القول ان هيكل قد تعلم من سكوت واطسن .. وان لم نجد ، فان واطسن سيغدو وهما من الاوهام ايضا !
ويستطرد هيكل قائلا : ” وكان تقديري أن أي حياة عمرا وعملا لها فترة صلاحية بدنية وعقلية وأنه من الصواب أن يقر كل إنسان بهذه الحقيقة ويعطيها بالحس قبل النص واجبها واحترامها، ثم إنه من اللائق أن يجيء مثل هذا الإقرار قبولا ورضا وليس إكراها وقسرا، كما يستحسن أن يتوافق مع أوانه فلا ينتظر المعني به حتى تتطوع مصارحة مخلصة أو تداري مجاملة مشفقة لأن انتظار المصارحة مؤلم وغطاء المجاملة مهين ” .
وكان هيكل يفكّر بطريقة جيدة قبل سنوات من اليوم ان لكل انسان فترة صلاحية بدنية وعقلية .. ولكنه لم تمض ايام على اسئذانه الشهير ذاك ، الا وقد عاد من جديد متحديا نفسه ومخالفا لما قاله هو نفسه .. لنستمع اليه يقول : ” وكان جوابي مقدرا وليس معاندا أن عدد السنين حقيقة حساب ودوران أي عجلة طوال الوقت طاقة مستنفدة مؤثرة على صلب معدنها ذاته ولو تعطل الناس مع حاصل الجمع أو تمنوا لو تتحمل المعادن إلى الأبد فذلك ليس من شأنه إلغاء قواعد الحساب أو تعطيل قوانين إجهاد المواد واستهلاكها ” .
الافكار غير المترابطة عن دور القاهرة التاريخي وفكرة الجامع المشترك
دعوني اعلم القارئ الكريم ، بأن من الاساسيات الممتعة في كتاباتي ان أقف وانا اقرأ ما قاله هيكل مباشرة لقناة الجزيرة .. على ” نصوص ” مشّوهة او افكار معطبة او انشائيات كلام غير مترابط البتة .. كي اعالجه معالجة نقدية جذرية تتجاوز منهج التحليل الى آليات التفكيك .. فمثل هكذا ” نصوص ” وخصوصا في كتابة التاريخ او اطلاق احكام فيه وعلى نسق متضارب لا يعرف أوله من آخره .. انما هي فرصة لكل الباحثين والكتاب العرب ان يجدوا في ” نماذج ” مشوهة كهذه سبيلا لمعرفة الصواب وادراك الخطأ الذي يتعاطاه احد سدنة الصحافة العربية والذي يعتبره البعض من عشاقه عميدا لها .. فضلا عن ان تصويب التاريخ المشوه او النصوص العاطلة اذ يعطي للاجيال من بعدنا حكمها علينا ، وعلى تفسيرها لاوضاعنا المعاصرة في المنهج والتفسير والتفكير .
غياب المعنى
نقرأ النص التالي بهدوء لنفكّكه على مهل .. يقول هيكل : ” الحاجة الثالثة اللي لفتت نظر جيلي أو لفتت نظري أنا بصفة عامة إنه في هذا الفضاء التاريخي والجغرافي والسياسي والثقافي اللي أنا عايش فيه واللي أنا بأُطل عليه القاهرة على وجه التحديد مدينة تلعب دور مهم جدا ودور يقف المرء أمامه وهو يحاول أن يبحث عن أسبابه، المنطقة كانت باستمرار عُمر هذه المنطقة وهذه مسألة لابد أن نلاحظها من ألفين وخمسمائة سنة لم تعرف فكرة الدولة المنعزلة، مش هأقول المستقلة، المستقلة ممكن تبقى مستقلة .. ” .
ان الرجل يتحدث عن القاهرة تلعب دورا مهما جدا وهو يطالب بمعرفة اسبابه وكأننا لم نعرف او ندرك اسبابه ! ثم ينتقل الى المنطقة من دون ان نعرف ماذا يريد من القاهرة .. كي يذكر بأن المنطقة لم تعرف فكرة الدولة المنعزلة في البداية يقول ابان عمر المنطقة ثم يعقب ذلك بملاحظته على مدى الفي وخمسمائة سنة .. بعدها ينتقل الى الدولة .. فمن المدينة الى المنطقة الى الدولة ، وسمّاها بالدولة المنعزلة ! لا نعرف بالضبط ماذا يريد ان يقول هل ان القاهرة ام المنطقة لم تعرف الدولة المنعزلة ! ويعّلق بأن لن يقول ” المستقلة ” ممكن المستقلة تبقى مستقلة – كما يستطرد قائلا – ولا نفهم ما الذي يريد ان يقوله ولماذا اقحم مفهوم ” المستقلة ” هنا وكل علماء السياسة والتاريخ يقّرون ان مفهوم ” الاستقلال السياسي للدولة ” هو مفهوم حديث لا علاقة له بتاريخ الدول الوسيطة والقديمة . انه الهذيان بعينه !
التباس في المعاني
ونبقى مع ما يقول : ” الدولة التي تحيا وحدها دون ما حولها وهذه مسألة طبيعية لأنه الفضاءات الإنسانية، الفضاءات الجغرافية، الآفاق السياسية والتاريخية لا تعرف معنى الحدود، الحدود دي ظاهرة جديدة بمعنى إنه الطقس الأحوال الجوية ما بيجيش عند الحدود وتقول والله (Passport) عشان أعدي به من فلسطين إلى مصر، حتى (Even) وسائل المواصلات الحديثة لما نفكر في الطيارات مثلا في الطائرات أو نفكر في التلغرافات أو نفكر في أي حاجة أو في الفضائيات ليس هناك حاجة في الطبيعة اسمها هذه الحدود السياسية بالتحديد، بمعنى إنه المناطق وهنا في جغرافيا سياسية المناطق مناطق متشكلة، مناطق موجودة لها خواص متصلة ومتواصلة وليست فكرة الدولة المستقلة المعزولة بهذا الشكل الذي نتصوره أحيانا ” . اتمنى على القارئ الكريم ان يتأمل معمقا في ” النص” اعلاه ويسأل نفسه : هل استطاع ان يقبض على معنى محدد واحد من هذا الخلط العجيب والمتنافر لغة واصطلاحا ومضمونا ؟ الا يعني ان هذا الخلط صادر عن شخصية غير مستقرة ومتناقضة بحدة او انها في الحقيقة تجمع جملة هائلة من التناقضات ؟؟
الحدود ومعناها
انه باق في اطار الدولة التي يراها تحيا وحدها دون ما حولها .. كيف ؟ لا يفّسر لنا ذلك وهذا مخالف لحياة الدول والامبراطوريات في التاريخ . فلا يمكن ابدا ان تحيا اي دولة لوحدها من دون اي علاقة لها مع المحيط . كيف هي مسألة طبيعية ؟ صحيح ان الفضاءات المتنوعة لا تعرف معنى الحدود .. وعليه ، فان الدولة لم تحيا لوحدها كما يقول هيكل . وصحيح ان الحدود ظاهرة جديدة ، ولكن اي حدود يا هيكل انها الحدود السياسية ( Boundaries ) ، فالحدود موجودة بين الدول منذ القدم ، ولكنها لم تكن سياسية تحدد بعوارض او اسلاك او نقاط حدودية .. بل كانت تسمى في العصور الوسطى والقديمة بـ ” التخوم ( Marshes ) . بل وان اول من فكر بتأسيس حدود لدولته منذ القدم هي الصين ، ولم يزل سور الصين العظيم واحدا من اهم عجائب الدنيا السبع .
ونبقى مع النص بكل ما يحتويه من هذيان وفوضى ، فما دخل الطقس والاحوال الجوية التي لا تحتاج الى جواز مرور ؟ وما دخل وسائل المواصلات ، وكلها من منتجات القرن العشرين ؟ كلنا يعرف ان ليس هناك حاجة في الطبيعة اسمها الحدود السياسية . فما دخل هذا بالتشكيلات السياسية وبالجغرافية السياسية التي لم تعرفها المنطقة الا في القرن العشرين .. ونحن نعرف تمام المعرفة ما الذي كانت عليه اوضاع المنطقة ان كنت تقصد المنطقة .. وما الذي كانت عليه القاهرة ان كنت تقصد القاهرة !
كيف يفّسر المنطقة ؟
نبقى نتواصل مع ما يقوله هيكل : ” هذه المنطقة بالتحديد وهذه خصية غريبة لأنه أنا هأرجع إحنا بنتكلم على دور القاهرة إحنا بنتكلم ليه القاهرة كان لها هذا الوضع اللي أنا حسيت به، أول حاجة نلاحظ إنه هذه المنطقة عمرها ما كانت لوحدها من ألفين وخمسمائة سنة على وجه اليقين اللي نقدر نرصدهم ونقدر نشوفهم هذه المنطقة بعد ما انهارت فيها مشروعات الدولة المستقلة أو اللي كنا بنتصور فيها المجتمعات المنعزلة الموجودة في الواحات اللي في المنطقة لأنه المنطقة لو نفتكر منطقة في واقع الأمر هي عدة واحات، الشرق الأوسط كله عدة واحات في الواحة اللي على وادي النيل، الشام مجموعة واحات، العراق في واقع الأمر هو واحة اللي عملها وادي الرافدين لكنها باستمرار بنلاحظ إنها بُقع من العمران محاطة بالصحراء مطوقة بالبحار، لكنه فكرة الكيانات المستقلة ما نشأت أو البدايات الاجتماعية واللي نشأت في الحضارات القديمة زي الحضارة المصرية والآشورية والبابلية.. ” ( انتهى النص ) . واتمنى هنا على كل القراء الكرام ان يراجعوا قراءة النص في اعلاه ، ويسألوا انفسهم واذهانهم : ما الذي يريده هيكل من هذا الذي عرضه وبهذه اللغة التي تحتوي على ثرثرة لا على اي معاني .. فما معنى الواحة هنا ؟ وما الذي يريد هيكل الوصول اليه ؟
التاريخ عند هيكل : خبط عشواء !
لنتأمل معا حديث الرجل عن المنطقة التي يعترف انه يرجع ليتكلم عن القاهرة فيضيع سامعه وقارئه من جديد في متاهة لا يعرف نفسه كيف يخرج منها .. انه قد احس بذلك ، وكأننا لا نعرف مكانة القاهرة في التاريخ ولم نعرف مدى تأثيرها منذ عصر الاسكندر حتى حملة نابليون .. الان اختلف عن الذي ذكره في البداية انه يقول بالمنطقة ولا يقول بالدولة ، واعتقد انه لم يمّيز بين الاثنين ، فالمنطقة لم تكن لوحدها منذ الفين وخمسمائة سنة .. ثم يعطينا اليقين في الذين يرصدهم ويقدر يشوفهم .. ونسأله : من هم ؟ هل هي السنوات في هذه الحقبة الطويلة من السنين ؟ لا احد يدري ولا هو نفسه يدري ! لأنه تسجيل بارع من الهذيان التاريخي ! ثم يرجه الى هذه ” المنطقة ” التي انهارت فيها مشروعات الدولة المستقلة ! اية مشروعات هذه التي يتحدث عنها هيكل ؟ انها مشروعات الدولة المستقلة ؟ اية دولة مستقلة ؟ انني واثق انه لا يدري ما يقول ! ثم يدخلنا في نص مبعثر لا معنى له ابدا .. اي مجتمعات منعزلة موجودة في الواحات ؟ والمنطقة – حسب عرفه – مجموعة واحات الشرق الاوسط في وادي النيل وبلاد الشام والعراق .. انه يعوف الدولة المستقلة هنا ثم ينتقل الى توصيف مجتمعات منعزلة ومنها الى واحات ومنها الى بقع من العمران ! محاطة بالصحراء ومطوقة بالبحار .. انها بديهية يدركها القاصي والداني .. ليخلص – كما اتخيّل – بأن فكرة الكيانات المستقلة لم تنشأ ، وان البدايات الاجتماعية قد نشأت في الحضارات القديمة .. وانني أسأل القارئ الكريم : هل فهم شيئا ذي بال من هذا الهذيان المصحوب بامثلة خاطئة وبمفاهيم اكثر خطأ .
الرابط الجامع
يكمل النص قائلا : ما نشاء، لكن لما دي هذه انتهت اللي حصل إنه هذه المنطقة أصبحت تخضع باستمرار بنوع من الرابط الجامع، الرابط الجامع في وقت من الأوقات كان الإسكندر الأكبر جاء واحتل وأخذ كل ده فبقينا كلنا موجودين في نوع من الكومنولث المتوسطي عاصمته في الشمال وبعدين انتقل مركز القوى إلى الرومان فبقت كل البحر الأبيض وما حوله كله رماني وبعدين انتقل الروماني بيزنطة فبقينا كله في جامع واحد بشكل أو آخر سواء كان مقبول مننا أو مش مقبول مننا وبعدين بقى فيه جاء الفتح العربي وبقى في جامع من نوع آخر وتنوعت الممالك، لكن فضلنا باستمرار تحت نفس الجامع فضلنا باستمرار المنطقة باستمرار في حالة إلى جامع وفي حاجة إلى مراكز تبادل فكري وحضاري وتجاري موجودة متناثرة ” ( انتهى النص ) .
السؤال : ما تعريف ” الرابط الجامع ” عند هيكل ؟؟ .. لا نعرف ما الذي يقصده او يريده بالضبط ! الرابط الجامع حسبما ندركه من النص الذي اطلقه ، هو العامل الحقيقي الذي يجسد علاقة المركز بالمحيط ( او كما حللت ذلك في تطبيقاتي على الدواخل والاطراف ان صح تقديرنا ) . ان هيكل استعار مفهوم الرابط الجامع ، ولكنه لم يدرك ما يقول .. ما علاقة الاسكندر الاكبر بالموضوع اصلا ؟ ما الذي تعنيه بالكومنولث المتوسطي ان كنت لا تدرك العلاقة بين الاسكندر والمناطق التي مر بها ؟ من قال بمثل هذا ” الكومنولث ” ؟ ما هذا الهذيان التاريخي ؟ عاصمته في الشمال تقصد اثينا .. ثم انتقل مركز القوى الى الرومان .. لماذا استخدمت مركز القوى ؟ انه مصطلح سياسي واداري لا علاقة له هنا في موضوعنا .. انك تتسلسل تاريخيا ، ولكنك لا تدرك تحولات التاريخ .. اثينا وروما وبيزنطة لا رابط جامع بينها وبين المنطقة .. فكل من هذه الامبراطوريات قد نشرت نفسها في البر والبحر واخترقت مناطق كبرى في آسيا وافريقيا ، وكانت جميعها من الاطراف او التوابع ، فليس هناك كومنولث متوسطي ولا في جامع واحد ولا هم يحزنون ! ثم يكمل ” النص ” عن الفتح العربي ، الذي يعتبره جامع من نوع آخر وفيه تنوعت الممالك .. لكن هيكل يرى بأننا بقينا باستمرار في حالة الى جامع ومراكز تبادل ..
نشرت على جريدة روز اليوسف المصرية ، 15 اكتوبر / تشرين الاول 2009 ، ويعاد نشره على موقع الدكتور سيار الجميل
www.sayyaraljamil.com
وأيضا على صفحة تجمع الدكتور سيار الجميل
http://www.facebook.com/group.php?sid=ef680591def239dac31065b4f16482c3&gid=48810538237
ملاحظة : لا يسمح بإعادة النشر تحريريا أو الكترونيا ، الا بترخيص خطي من المؤلف والناشر .